بوابة الأمال

( الإعاقة ليست فقد القدرة على شئ وإنما هى فقد العزيمة والفكر )

لغة الإشارة مكونة من كلمتين لغة وإشارة، فاللغة يرى بعض المهتمين بها أنها (ضرب من السلوك الإنساني)، ونعني بالسلوك هنا الطريقة التي تواصل به أفراد المجتمع طبقاً لمعايير وأعراف متفق عليها، وهذا السلوك يتميز بجوانب ثلاثة:

• جانب نفسي: يتمثل في التعبير عن الذات الفردية.

• جانب اجتماعي: يتمثل في اكتساب هذا السلوك وتميزه من خلال الجماعة المرتبطة بهذه اللغة.

• جانب نظري: يتمثل في خضوع هذا السلوك لقواعد وأشكال محدودة.

 

وسواء أكانت اللغة المنطوقة نطاقاً من العلاقات كما يقول (ديسوسير) أو ضرباً من السلوك كما يقول بعض اللغويين مثل (بلون فيلد) فإنها ليست النظام أو السلوك الوحيد الذي يستعمله الإنسان للتواصل مع غيره، فهناك أنظمة وأنماط سلوكية غير اللغة المنطوقة تصاحبها وتدعمها أو تنفرد عنها وتستقل بذاتها.

 

إن لغة التواصل تعتمد كما نعرف على عناصر رئيسية هي:

• المتكلم أو المرسل.

• المستمع أو المتقبل.

• الرسالة أو المضمون الذي يرسله المرسل أو المتكلم.

• القناة أو الوسيلة التي تحمل الرسالة.

 

كذلك فإن اللغة تعتمد على الجانبين السلوكيين:

• اللفظي.

• وغير اللفظي.

 

ويتمثل الأول: في الكلمات المسموعة وما يصاحبها من التعبير الصوتي.

ويتمثل الثاني: في الإشارات المرئية وما يصاحبها من حركة هيئة الجسم.

 

وفيما سبق تحدثنا بإيجاز عن اللغة وتحدثنا عما يصاحب هذه اللغة، ولم نصل حتى الآن إلى ما يدمج أو ما يضاف إلى لغة الإشارة، حيث أن هناك اللغة وهناك لغة الإشارة، وإذا أطلقت كلمة اللغة فيسبق إلى الذهن أنها اللغة المنطوقة المسموعة، أما إذا قلنا لغة الإشارة فينصب إلى الذهن أنها اللغة المرئية.

 

والإشارة قد يستخدمها المرسلون للمعاني عندما لا يريدون الكلام أو أنهم يرغبون في إخفاء سر عن العامة وإبداءه لمن يعرف إشارتهم.

 

قال تعالى: ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً﴾[2]، فلم تتكلم مريم عليها السلام واكتفت بالإشارة دليلاً على ما تريد.

 

قال عباس بن الأحنف:

فقلت لها يا فوز هل إليكم سبيل بالإشارة أبَشَّر وقفت لها في ساحة الحي سعة أشير إليها بالرداء المعصفر 

 

ومثل هذا في كلام العرب كثير وسوف نتطرق إليه بعد برهة رغبة منا في معرفة أثر الإشارة ونسبتها في الكلام المنطوق بعامة.

 

ولعلي آتي بتعريف قد يكون هو الأنسب للغة الإشارة - بعد الاستعراض الذي عرفناه عن لغة الإشارة - كما اتفق خبراء اليونسكو في كتابهم أو بحثهم (النهوج البديلة)، يقول التعريف: (لغة الإشارة أسلوب غير شفوي للاتصال بين الصم، تحل فيه لغة الإشارة والتهجئة بالأصابع محل النطق).

 

وهناك تعريفات أخرى لا داعي لها حيث أن هذا التعريف في نظري هو أنسب التعاريف.

 

وفي تفسير هذا التعريف نقول:

إن لغة الإشارة هي صيغة من صيغ الاتصال غير اللفظي تمثل فيها الألفاظ والمفاهيم بإشارات تؤدى باليدين أو بحركات قد تبلغ فكرة مفردة أو لفظة أو مفهوماً حسب السياق، أو تبلغ مجموعة معقدة من الأفكار.

 

وحينما نقول التهجئة بالأصابع فهي تشمل الأرقام الحسابية والحروف، التهجئة بالأصابع هي اتصال باستخدام هجائية يشار فيها إلى الحروف بأوضاع مختلفة، ويوجد صنفان لهجائية الأصابع تتميز تبعاً لاستخدام إحدى أو كلتا اليدين في تشكيل الحروف، أي هجائية اليد الواحدة أو اليدين، غير أن هجائية اليد الواحدة أوسع انتشاراً.

 

والإشارة بعد هذا التعريف تتكون من ثلاثة عناصر:

• أبجدية الأصابع.

• والأرقام الإشارية.

• والإشارة الوصفية.

 

كل متحدث دائماً يتحدث بهذه العناصر الثلاثة.



  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2013 بواسطة bawabtalamal

ساحة النقاش

نادية محمد محمد باشا

bawabtalamal
ودائما نقول لذوى الاحتياجات الخاصة من أنت فيجيب إنا لست نكــرة أو صفحـة مطوية في ذاكرة النســـيان .......... أنا طه حسين وروزفلت وبيتهوفن الفنان. أنا من تخطى صعاب الحياة ومشى قدماً لتنمية العمران ... »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

50,390