الامان
ذلك الشعور المتخفي في عباءات كثيرة، لماذا نشعر به، و اين نشعر به، كيف، و لماذا قد يرحل عنا ؟؟!!.
استوقفني ذلك الشعور المتردد دائماً و الذي يأتينا على استحياء عقب كثير من المواقف المتراكمة. الامان مصنف ضمن فصيلة المشاعر، لذى فهو يأتي بطيئاً. ينمو رويداً رويداً. كلما داهمتنا مواقف عصيبة و وجدناه حصنا منيعاً قوياً ثابتاً، ازدادنا إيماناً به و بوجوده. هو ليس بكيانٍ مادي ملموس. و لكنه اشبه بالشعور الواهم الجميل.
ثم ترنو منه بضع مواقف المعدودة على صوابع اليد الواحدة، فما نملك من أمرنا إلا ان نعود لنتردد و بعنفٍ في وجوده كما تصورناه ملموساً. نتألم كثيراً و العجيب نتألم لاننا ندرك ان قبلة اماننا ربما اصبحت محط لخوفنا. المدهش ان الخوف و الامان هما شعوران اشبه بالوهم. احداهما وهماً جميلاً نخلقه لنسعد و الآخر اشبه بكبوسٍ نخلقه لنفيق انفسنا من وهمنا. نحن من نتحايل على انفسنا بوجود الامان ثم نعود لنشكك فيما امانا به.
اشرس المراحل التي قد تهاجم إمرُوء هي شعوره بفقدان قبلة امانه، فهو يتحول الى انسانٍ مترنح الاقرب الى المتهاو الى اسفل السافلين. قد يصل الى مرحلة الكفر بكل المبادئ التي امن بها. فويلٍ لإبليس من إنسان يمتلك كل مفاتيح الارض غاضباً ساخطا على كل ما امن به او تصور انه حصنه المنيع. لن يجديه نفعاً اللغط و الحديث انذاك.
تمتحن قوة الإيمان و مدى ثباتها، تمتحن الأصالة و الثبات. يمتحن الإيمان بالنفس و بتلك القوة الدفينة الكامنة داخل كل منا. تلك القوة الاشبه بالمصباح السحري و التي لا مفر الا باللجوء اليها. يمتحن الإيمان بالذات العليا و مدي اليقين بسندها الاعظم و الاقوى و الاحكم من كل حصون الارض. يمتحن الإيمان بالله