عود الياسمين ...
قصة قصيرة ...
كثير حولها .. لكنها دائما كانت وحدها . حبيسة غرفتها وشرفة تطل على حديقتها . كلما ملت نظرت إليها تتطلع إلى الافق البعيد . لعل السماء ترسل لها شيء جديد .
وذات صباح تحققت امنياتها .. أتاها عصفور يحمل عودا من الياسمين ينقر زجاج نافذتها ..
فتحت له نوافذها فألقى بيدها عود الياسمين . أشتمت رائحته وكأنها لم تشمه منذ سنين .
جاءته بحبات قليلة على كفها . أطعمته حبها من على كفها . حلق العصفور بغرفتها وتعلقت بأجنحته وطارا سويا للفضاء وكأن غرفتها بلا سقف تطل على السماء .
أصبح العصفور يأتيها كل صباح .. حاملا إليها عود الياسمين ليطيرا سويا كل صباح إلى حيث يأخذها الحنين ..
ومع الأيام ملت اللعبة وأغلقت نافذتها بإحكام . وفي الصباح جاء العصفور حاملا إليها عود الياسمين . وأخذ ينقر نافذتها وينقر وينقر دون فائدة فهي من النيام . لم تفتح له .. فقد ملت اللعب معه . فيلقي بعود الياسمين في شرفتها ويعود من حيث أتى . صباح تلو صباح والعصفور ينقر ولا تفتح له ويغادر ملقيا عود الياسمين ..
وذات صباح اشتاقت لعود الياسمين . اشتاقت للتحليق في الفضاء مع العصفور . أدركت آنه كان مصدر سعادتها الوحيد .
فتحت نافذتها .. فاصطدمت قدمها بالعصفور ملقى على الأرض ميتا وفي منقاره عود الياسمين .
مات على أبواب نافذة شرفتها . قتله الشوق والحنين .
وقتلته هي حين ضنت عليه بحبات قليلة كانت تطعمه حبها وكان يسعد قلبها ..
الآن .. صارت وحيدة كما كانت ..
قتلت من وهب حياته لإسعادها حين بخلت عليه بحبها .. وحبها .. ومات معه عود الياسمين ...
بقلمي/ عادل محمود
نشرت فى 22 أكتوبر 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,571