النـِّهاية
بـيـنَ أكوام ِ الرَّزايا تحْتَ أنـْـقـاض ِ الـرَّجـاء ْ
بـيـنَ أشــْواك ٍ وَجَمْـر ٍ في سَراديـب ِ الشـَّقاء ْ
يَـْرتمي الإنـْسانُ مَذ ْبوحا ً بـسَيْـف ِ الأقـْـوِياء ْ
يَتـَشهَّـى ُلـقـْمَة َ الـعَـيـش ِ وَكوخا ً في العَراء ْ
بَعْضُ عيدان ٍ ُتشيعُ الدِّفءَ يَسْري في الدِّماء ْ
يَـْرَتـضي الأحْـلامَ قـوتـا ً وَكِـسـاءً وَعَــزاء ْ
وَيُمَنـِّي الرُّوحَ رَغـْدَ العَيش ِفي خِدْر ِالسَّماء ْ
***
هائما ً مَكدودَ يَمْشي حافيا ً فوق َ المَجامِرْ
بَينَ جَنـْبَيه ِ سِهامُ الخـَوْف ِأنواءُ المَخاطِرْ
يَرْقـُبُ الآفاقَ مَرْعوبا ًوَمَسْحوقَ المَشاعِرْ
أقبَلَ الوَيلُ وَباتَ الكـَوْنُ في عُبِّ الدَّياجِرْ
باتَ مَطـْعونا ً مُدَمَّى َنهْبَ زنديق ٍ وفاجِرْ
وَتهاوى في جَحيم ِالبؤْس ِفي هَوْل ِالمَجازرْ
وَغدا أشـْلاءَ شاة ٍ في رَحى وَحْش ٍ مُغامِرْ
***
أظـْلمَ الكـَوْنُ َتـهـاوَتْ أنـجُـمُ اللـَّيـل ِ الـبَهـيم ِ
وَاسْـتحـالـتْ جَـنـَّة ُ الإنـسـان ِساحا ًللرَّجيـم ِ
واحَـة ُالأنـوار ِأمْـسَـتْ فـي دُجـى َشـرٍّ ٍذميم ِ
وَرِيـاضُ الأرْض ِبُـرْكـانٌ لـنـيـران ِالجَّحـيم ِ
كلُّ شـيءٍ قـد َتـلاشـى كـرَمـاد ٍ مـن هَـشـيم ِ
وَعَروسُ الكَوْن ِ ذابَتْ من لظى نار ِالضَريم ِ
وَاخـْـتـفـتْ كلُّ الحَضارات ِعلى وَجْه ِالأديم ِ
حكمت نايف خولي