مقالة
للأديب رمضان عزوز
الهجرة غير الشرعية
سنتناول في هذه المقالة ظاهرة الهجرة غير الشرعية بعد أن فقدنا أكثر من مائة وستين من مواطنينا من أهالي رشيد من أعمار مختلفة ماتوا غرقاً في مياه البحر الأبيض المتوسط وقبلها حوادث أخري مشابهة ولكن عدد الغرقي في هذه المرة بمثابة الفاجعة .
الكارثة اسبابها والحل
ازدادت في الآونة الاخيرة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وكان علينا ان ندق ناقوس الخطر ولكن واأسفاه مع حدوث كل كارثة تبدأ وسائل الاعلام والفضائيات والجرائد حملتها ويثور الرأي العام وسرعان ما تهدأ وكأن شيئا لم يكن .
الهجرة هي ترك الشخص لمكان إقامته ليقيم بمكان اخر غيره وهناك هجرة داخلية او محلية واخري خارجية او اجنبية .
فعندما يهاجر الشخص الي مكان اخر داخل دولته فهي هجرة داخلية كأن يترك موطنه في محافظة ما ويرحل للإقامة في محافظة اخري
اما الهجرة الخارجية فهي ان يهاجر ليقيم في دولة اخري غير دولته .
والهجرة الشرعية هي تلك التي تستوجب ان يحصل الشخص علي التصاريح والموافقات الخاصة بالهجرة من سلطات الدولة المهاجر اليها وكذلك من سلطات دولته .
وبذلك فإن الهجرة غير الشرعية هي ان يهاجر الشخص من دولته الي الدولة التي يرغب في الهجرة اليها دون الحصول علي الموافقات اللازمة من السلطات المختصة وتتم الهجرة بوسيلة من الوسائل وأشهرها هو السفر بالمراكب .
الأسباب
اختلفت الأراء حول أسباب الهجرة غير الشرعية فهناك آراء تفسرها بعدم توفير الدولة لفرص عمل مناسبة للشباب او لعدم شعورهم بالعدالة الاجتماعية وغيرها من الأسباب التي يحملون الدولة المسئولية عنها وكذلك في الاثار المترتبة علي ذلك .
وهناك رأي مخالف يتبناه اخرون ويحملون المسئولية للمهاجرين أنفسهم ومن ساعدهم بشكل أو بآخر علي الهجرة غير الشرعية .
ونحن نرى أنه علي الدولة من خلال أجهزتها المختلفة البحث والتقصي عن أسباب هذه الظاهرة فهناك ناجون من غرق المركب وهناك أصحاب المراكب المستخدمة ويجب سؤال كل هؤلاء للوقوف علي أسباب الهجرة التي تدفع بالشباب لأن يقدموا ارواحهم قربانا لأسماك البحر .
وهناك أيضا قصور في أداء بعض الأجهزة وهي المعنية بإصدار تراخيص تشغيل وتسيير المراكب وقصور في الإشراف عليها ومراجعة التراخيص من آن لآخر .
قد تعود بعض الأسباب الي المهاجرين أنفسهم نعم لا ننكر ذلك فمنهم من يحلم بالثراء السريع والفاحش ليحقق حلم حياته وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم وزيادة البطالة .
كما أن بعض مِن ينجون من الشباب من رحلات الهجرة غير الشرعية وينجح في وضع قدمه علي أرض الدولة التي يهاجرون اليها مثل إيطاليا واليونان وغيرها ينجحون في جمع الأموال والتي يقومون بإرسالها إلي ذويهم في مصر ليشتروا بها أراضي وعقارات .
وأيا كانت الأسباب التي تؤدي الي الهجرة غير الشرعية والنتائج التي تترتب علي حدوث الكارثة
فالجميع مشتركون في هذه الكارثة ولا يمكن أن يتحملها جانب دون الآخر .
فالمهاجرون وأهاليهم وأصحاب المراكب كلهم مسئولون عن الكارثة .
ولا يمكن أن تتنصل الدولة من هذه الكارثة فهي بما تمتلكه من أجهزة ووسائل ردع من قوانيين أن تحد من هذه الظاهرة .
وأنه يجب مراجعة تراخيص تسيير وتشغيل هذه المراكب والإشراف الجيد عليها .
وعلي المشرع أن يقوم بإعادة النظر في القوانين وتعديلها بما يجعلها رادعة لكل من يفكر أو يُقدم علي الهجرة غير الشرعية .
وقبل ذلك عليها أن تسأل نفسها لماذا يفسر البعض من الاعلاميين وغيرهم بأنهم شباب مغيب ولا يشعر بالإنتماء للبلد قبل أن نجد أن الغالبية منهم يقررون الهجرة غير الشرعية .
بقلمي رمضان عزوز

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 25 سبتمبر 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,768