( قصة قصيرة )
" مشاتل القمر "
"" وقفت ليلى حائرة أمام أبواب ظنتها مغلقة ، تتﻻعب بأقفالها مقدرات الزمن التي عﻻها الصدأ ، وانصرفت عنها همسات الصدى ، وتوارى أنين الوجود، وفي لحظة هربت من دقائق اﻹنتظار التي كانت قد انزوت في الحلم ، واختفت خلف نقاب اﻷمل ، مختبئة بين أشباح الغد .
في هذه اللحظة تبدد الظﻻم ، وتنفس الصبح ، وفتح :
باب السﻻم .. وأطل منه حارس الجنة يحمل بيده طائرا" صغيرا" يبدو أنه كان يناجيه لما بدا على محياه الرضا واﻹشراق .سألته عن اﻷبواب ؟ فقال لها :
كلها تبصر وهداية ، خلفها تتخمر المشاعر وتصفو النفوس :
هذا.. باب النقاء ... نقطف من أرجائه
اﻹرتقاء إلى صفاء القلوب
المشبع بالبياض .
وهذا .. باب الوفاء .. نرتوي من رحيق
زهره اﻹلفة الصادقة
وخفاياه منارة سامية تلتف
القلوب الطيبة .
وهذا .. باب اﻹخﻻص .. من يدخله يتحلى
بروح مﻻئكية ، ويصغي لصوت الحق المداوي لغصات اﻷلم .
أما هذا ..الباب الضيق الصغير ...
خلفه الحياة التي تنشدها القلوب عزفا" على أوتار هﻻمية ﻻ يراها إﻻ من يزف عليها . خلفه اﻷزهار الزكية ، واﻷرواح التي تفيض عذوبة ، واﻷفق الذي نعبره في عربة الجمال المزينة بالصباح الجديد لكل قلب عانق غاية علوية تدنيه من الكمال ، ومنه نخرج أطفاﻻ" نستبق بعد أن نطوي أعمارنا في سجﻻت اﻷمس .
أمسك الحارس يد ليلى وانطلق بها إلى
.... مشاتل القمر .. لقطف براعم
الود ، ومن ثم إلى مدار الشمس لجدل ضفائرها على حواف نهر صغير ﻻصطياد
اﻷحﻻم التي تنبض داخلهما .
ثم العبور إلى شاطئ بحر الحياة لدفن أصداف العمر الصدئة في رمال اﻷمس ، وعلى الجانب اﻵخر حيث واحة اﻷيام لجمع حبات توت السياج الشهية كأحﻻم تمر عبر ضفاف السنين .
قال لها : هذا هو باب الحب فلنسأل القدر : هل الحب جنون ؟ ويأتي الوحي بالرد : الحب مكرمة من الخالق رقيق كنسائم الربيع قبل الغروب ، صاف كسطح البحر مساء يناجي النجوم .
شد الحارس على يد ليلى وطوق كتفيها بذراعه يتأمل معها عابري اﻷبواب التي تلتقي معابرها عند باب الحب ..الباب الضيق الصغير المفتوح على مساحات
مزروعة باﻷمل .
.....................
...... بقلمي ...
..... / نعمات موسى /
( موثقة )
9 - 8 - 2016