الـمنـحــــر
بقلم: ابومهدي صالح
مـــــدَّ اليــــــدينِ علـى رجـــاء منـحــــــرهِ
ســـكّينهم لا يــرى إلّا مــدى الـمنحــــــرِ
ياصــغر قـلـبــك يافــــتى على الـذَّبِــحِ
وما الرجــــاء بهم يجــدي على الخــنجرِ
توسّـــل الطّـفـــــلُ ! آهٍ مـن تــوسّـــــــلكَ
انـت الغـــريق بقـــشّــــةٍ على مبـحـــري
مصفــــرُّ وجهـــــك كالــــحٌ بـه التـعــــبُ
من أين جــاء الــدم العـبيط كالـمجـمـــرِ
آهٍ عــلـيك وقــد رأيــــتُ فــي فــمـــــــــكَ
لهــيــبَ من عطــــشٍ شـــفاة بالمحـجــرِ
ذبــولهــا قـــد رأى تالله ضـــــامــئــــــةً
والحـــزنُ في عينك قد زاد في المُؤثـــرِ
مـصــيبةٌ بعضـــهم رأي بمــذبحـــــــكَ
والله قــد قال فيك الوعـد في الـمحشــرِ
مــدَّ اليـدينِ وفـي اليــد التـي سُـــئلــتْ
هـل في ذبيحـك حــجٌّ أو هدى مشــــعرِ
أو كان نحــري صــياماً أو صــلاة صفا
أو كـان فيــك دمــي عـــبادةٌ مبـخــــري
أما رأيـــت شـــفاتي قــد تــزودُ لـمـــى
والســـنُّ بادي على خــوفٍ وبالـمقـشــرِ
والشــــعرُ محـفــوفــهُ الحــياة منطــلــقٌ
مـابــال ســـكّينك للمـوت في مختـــصر
ابهــامـك الواقــف مـنـتـكِــسٌ جــلـــــفُ
والنّاس تنظــرُ فـي كفّي على خنــصرِي
فالـمـوتُ خاصـــرتي قد طالنـي زغــــب
والخـوف في كلّ أعضائي على معـبـري
شــــــدّوا فـقــد شــدّ أيلامي على وجـعٍ
ومـدمــعُ الــوالــــدين منـحــرُ الـمنحــــرِ
طيــفٌ أنا والعـــــذابُ فيـــه مخــتــلــفٌ
للعـالـمــين عـــذاب مــذبحــي ممطـــري
فـي كــلّ ديـــنار قد أفــتى به الـمـــلك
أو شيخه الرئيس في فتواه من محضرِ
دمــــي يطــالــبـه اللـــيـل النـــهـار إذا
أتـى نهــارهِ ما يســقيه من محظـــــري
فالله بـيـنــي وبــيـــنــه الحــكــيـــم إذا
يلــقـــاه ألــف وألــف مـثــل ذا منحـري