authentication required

رواية ( الذعر ) ....الجزء الأول ....
القاهرة
2015
المكان شركة خاصة ...يمتلكها رجل الأعمال ( يوسف مهدى ) ....كان الغضب يرتسم على ملامحها التي قاربت على انتهاء العقد الخامس ....وهو منهمك فى تصفح وتقليب الأوراق التي على مكتبه قبل أن تصدم يده بكوب فنجان القهوة الذي قد نساه وقد أصبح باردا ً من انشغاله الشديد يزيد ذلك من سخطه ولكنه لم يبالى وهو يمسك ورقه ثم يضرب أحد الإزار الجانبية يستدعي السكرتيرة الخاصة به والتى جاءته على الفور ..وهو يمد يده بالورقة الأخيرة التى عثر عليها وهو
يقول : أريد الانتهاء من أمر ذلك الطلب والعودة لى بما حصلت عليه من نتائج بأسرع وقت لم يبق سوى ساعة واحدة كى أرحل لدي موعد رجال الإعمال مع السيد الوزير....
قالت : على الفور اطمئن كل شىء على ما يرام ...
قال وهو يلتفت لكوب الفنجان وأرسلي أحد لتنظيف تلك الفوضى ..
أشارت بوجهها وهي تنصرف قبل أن يسمع صوت ذلك الرنين لرقم غريب ..لكنه لم يبالي ..ليعيد الرنين ثلاث مرات ليقول في غضب يبدو أنك مٌصر ولا فرار من الرد عليك من تكون ...؟
يضغط مفتاح الهاتف ليستمع لذلك الصوت الذي
يقول: الأستاذ يوسف مهدي ...؟
قال يوسف نعم ....
قال الصوت هناك خبر ليس على مرام ..
حدقت عين يوسف وهو يرفع رأسه ويقول : من أنت ..؟ وعلى أي شىء تتحدث ...؟
قال الصوت : لقد حدثت حادثة لولدك مؤمن ......
صعق قلب الأب وهو يصرخ ..: ماذا تقول ..؟ أين ولدي ماذا حدث له ....؟؟؟
*******
كان أمر رهيب ومؤلم .......كابوس يراه بعينه يوسف مهدى وهو يرقد داخل المستشفي التى نقل لها جثة ولده ومعه باقي أفراد الأسرة وسط انهيار تام وبكاء وحسرة والضابط يقترب من يوسف مهدى ويطلب منه الحديث ...
قال يوسف مهدي وهو يحدق يطلب رؤية ابنه ..
قال الضابط المحقق ( شريف بدر ) ستراه بدون شك ولكن أريد الحديث معك وتكملة التحقيق
قال يوسف مهدي : ماذا حدث ..؟ كيف مات ولدي ..؟
قال الضابط شريف بدر : عملية انتحار فى دورة مياه المدرسة الثانوية ..؟
قال يوسف ما تقوله مستحيل حدوثه ...!!
قال شريف ولكن هذا ما حدث ...
قال يوسف صدقنى لم أعد استطيع الحديث ..أنا أعيش داخل كابوس مرعب ..
قال شريف حسنا للحديث بقيه من أجل الوصول الحقيقة هل ما حدث هو عملية انتحار ..صمت لحظات وهو يبتعد ويكمل أو قتل ...
*******
بعد يومين من مراسم الدفن والعزاء كان الضابط شريف يتوجه لمنزل يوسف مهدى ويقوم بالسير فى الفيلا الكبيره وهو يتطلع بعينه أرجائها ويدعوه يوسف للجلوس يبدأ شريف بإخراج سجائره وهو يقوم بتقديم واحده ليوسف مهدي الذى أشاح بوجهه..
قال شريف وهو يقوم بإشعال سيجارته : أعلم ان حالتك النفسية متعبه ولكن التحقيق لابد منه وهذا في مصلحة ولدك مؤمن رحمه الله التحريات أثبتت أنه لا يوجد أثر على جسد مؤمن يثبت مقاومته لشخص أو القتل حتى الحبل المستخدم من حجرة الألعاب المدرسية
قال يوسف : وأمر الانتحار هذا أمر مستحيل ولا يصدق ..ولدي مؤمن شاب مرح يحب الحياة متفائل ولا يوجد ما يدفعه للقيام بفعل الانتحار هذا ...
قال شريف الشاب المراهق دائما ً يحتفظ بالكثير من الأسرار ..
قال يوسف ولدي مؤمن لا يخفي أى شىء عنا ..
قال شريف هل يمكن تفتيش حجرته ... ؟
قال يوسف وهو يعتدل واقفا ً نحو حجرة ولده وقد نزفت تلك الدمعة الملتهبة على خديه وهو يشعر بأنفاس ولده ورائحته تفوح من الحجرة ....شعر شريف بهذا وهو يدعوه لتمالك أعصابه ..يبدأ شريف بالبحث وتقليب كتبه ومكتبته وملابسه ..حتى جاء للحاسب الشخصي ..الذي كان مغلقا ً بكلمة سرية
قال يوسف : للأسف لا أعلم ( الباسورد ) للحاسب الشخصي لولدي مؤمن ..
قال شريف : الحاسب الشخصى ربما يحمل الكثير لحل لغز انتحار مؤمن
قال يوسف في دهشة ..: كيف ..؟
قال شريف : لو وضعنا في الأمر شروط الانتحار : ربما من أجل فتاة ..ولو وضعنا قصة ربما فتاة تعرف عليها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وربما فشلت القصة لسبب ما قام مؤمن بالانتحار من أجل تلك الفتاة ...
قال يوسف لا أعتقد هذا القصة صادقة ..
قال شريف من أدراك ..؟
قال يوسف لأمر بسيط مؤمن على علاقة حب بابنة خالته وجميع العائلة تعلم تلك القصة ووعدته رحمه الله بالزواج منها بعد تخرجهما ..
ارتبك الضابط وهو يدور بالحجرة عن مطفئه لسيجارته ليمد يوسف له بها ..
قال يوسف : هل يدخن ولدك مؤمن ..نظر يوسف لمطفئة السجائر وهو يجيب : لا
قال شريف أذن ما سر وجودها في حجرتك ..؟
قال يوسف حقيقتا لا أعلم ........
قال شريف أريد منك البحث ومعرفة كلمة السر للحاسب الشخصي لمؤمن أنا متأكد من وجود شىء يدفعنا لمعرفة دافع الانتحار..
قال يوسف وماذا بعدها ..؟ ماذا يفيد ذلك ..؟؟
قال شريف تغلق القضية .
********
جلس الضابط شريف بدر في حجرته قبل أن يستمع لتلك الطرقات على مكتبه ليدخل له المساعد ( خالد إسماعيل ) ..
قال شريف وهو ينظر للنافذة وفي حالة تفكير شديدة ..
قال خالد : التحريات تدل على أنه من المستحيل انتحار مؤمن ..
قال شريف لقد اطلعت على كاميرات المراقبة الخاصة بالمدرسة لا يوجد أى أثر لدخول شخص غريب والأغرب من هذا هو الفيديو الذي يسير فيه مؤمن داخل المدرسة قبل الحادث بساعة واحدة .. لا يتضح عليه أى أثر لشاب مقبل على الانتحار على العكس من هذا كان يبتسم مع أصدقائه الذين قالوا أثناء التحقيق ان بينهم موعد للعب مباراة كرة قدم بعد المدرسة ..
ودورة المياه كان الباب موصد من الداخل على مؤمن إذن لو كان يوجد قاتل كان لا يستطيع الخروج مع إقفال الباب ...اللغز هذه المرة رهيب لا دليل للانتحار ولا أي دليل للقتل ..ولا يوجد لدفع شخص لقتل صبي مسالم ....
قال خالد : الجريمة تصطدم بحائط مغلق ..
قال شريف : هل تم فك الحاسب الشخصي والهاتف الخاص به ..
قال خالد الهاتف الشخصي لا يوجد به أي شىء مجرد صور ..ألعاب أشياء عادية ..
الحاسب الشخصى أو اللاب توب ) لم يتم فك تشفيره ....
تم التحريات عن كل أصدقائه ..الجيران ..
قال شريف : يبدو أن القضية ستغلق عند هذا الحد ..وهو المجهول ..
عملية انتحار غريبة من نوعها لقد بحثت على جوجل لمثل تلك الحالات ولكنها النادرة ..انتحار بشكل مخيف لا سبب أو دافع لشاب فى مثل عمره
قال خالد ربما كان الدافع مقنع بالنسبة له وقد أخذ هذا السر معه ..
قال شريف : صدقت القول خالد مؤمن وحده هو من يمتلك حل هذا اللغز ..
رنين هاتف شريف يرفع سماعته ويحدق في رعب وذهول ..يدفع خالد لسؤاله ..
قال شريف يبدو أننا وسط كارثة قادمة ..
قال خالد كيف ..؟
قال شريف لقد تلقيت أخطار يفيد بأن طالب أخر بنفس المدرسة يدعى سمير انتحر ..
ألقى بنفسه من أعلى المدرسة ..
كانت مفاجأة تقع على رأس خالد ..وهو يشعر بتلك القشعريرة التى تأتى بعد الإحساس
بالذعر ....
يتبع فى الجزء الثاني

أعجبنيإظهار مزيد من التفاعلاتتعليق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 23 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

154,972