قصيدة بعنوان " ليتهم رأوا مرارتَها "

لا شيءَ يُعذبني في حضوركِ سوى كسلُ الكلماتْ
لكنْ بحُسنِ نيةِ الأنبياءِ قبلَ القيامةِ
و ابتسامةِ الحظِّ التي غيرَتْ مزاجَ ليلتِنا
يومَ نادَمَنا قمرٌ أطلَّ من ثُقبٍ في سَحابِكْ
فاستيقظَ الفؤادُ من سُباتهِ
ليطردَ من نبضهِ ذُبابَ الرتابةِ
و ينقذَ عاشقةً غارقةً في بحبوحةِ بَطالتِها
و هذا الألمُ الوفيُّ لعاداتهِ
كم يؤلمني في غيابِكْ
أشمُّ فيهِ رائحةَ الحنينِ و تُحزنني
لكنني سأوبخُ القلبَ إذا مارسَ حقهُ في عتابِكْ
و نَيرونَتي أنا قالتْ أنا أو لا أحدْ
أحرقتْ أعصابَ مُخيلتي لتوقدَ سجارَتها
بكتْ كشمعةٍ لا تبكي على أحدْ
ضاحِكةً و هي تغتالُ القلبَ الذي أنجَبها

لاشيءَ أقسى عليَّ من فارسةٍ
علَّبتْ شهامةَ الحِصانِ
و عصفورةِِ لم تأخذْ حنينَها معَها
لكنَّ خائنةَ عينيكِ رغمَ برودتِها ذوبتْ حجراً
و عينايَ تختلسانِ من عينَيكِ بلَّورَهُما
في ليلةٍ يؤنسها عواءُ ذئبةٍ سمِعتْ شبحاً
تركتُ يديَّ في يدَيكِ تستجدِْيانِ الحنينْ
و تستغْفِرانِ لأندَلُسٍ
تركتُها في مَهبِّ الأغاني
خفتُ عليكِ من وباءِ الأنا
و خِفتُ أن يتعثَّر لسانُ صمتِنا
فالكلماتُ إناثٌ كالإوزاتِ تمقتُ الزِّنا
و تَجرحُ جِلدَ القِتارِ بأَظْفُرِها إذا أغضَبها

لا شيءَ يُؤنبُ قلبي في غيابكِ سوى الحَنينْ
و الحنينُ اختبارُ اللّٰهِ للعاطفةْ
فهو الدليلُ أنَّ الغربةَ حينَ تفتحُ قلبَها
في وجهِ العائدينَ منْ كآبتِهم يخضرُّ المَدى
و هو البخيلُ كرغوةِ الزبدْ
و هو القليلُ ينعِشُ خِلسةً ذاكرةَ النسيانْ
و هو الجميلُ حينَ نحلُبُ منَ السَّرابِ الشذا
و هو النبيلُ قالَ أنا الرسولُ
أنا أبعثُ فرحَتكَ من رمادِها
و حينَ تجتاحُكَ أُمكَ
آتيكَ برائحةِ قهوتِها قبلَ أن يَسمَعكَ الصدى
أنا الذي صدَّقتهُ أحلامهُ و كذَّبها
يومَ خذلتني مواسمُ هُويتِها الشَّحيحَةُ
لم أبكِ كما فعلتْ غيمةٌ مسَّها البرقُ و ابتعدْ
أنَّبتُها بكلِّ ما أملِكُ منْ خجلٍ
ورِثْتهُ عنْ أُمِّنا أمُّ الأنبياءِ
و قلتُ لها قهوتي أنتِ ياحبيبتي مُرةٌ
ليتهمْ رأوا مرارتَها
بكُحلِ عينيكِ كم مرةً أنا أقسمتُ يا امرأةً
أن قُبلتَكِ القاسيةُ سيدتي ما أعذَبها ، ما أعذَبها .

للشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروز
% المغرب %

أعجبنيإظهار مزيد من التفاعلاتتعليق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,870