أراهُ دوماً مكسوراً
فى القفصِ يتنفسُ موتاً
عُصفوركَ ماتَ مقهوراً
قد ظنَّكَ تُسقيهِ عشقاً
من بحركَ تُحييهِ غرقاً
فرُحتَ تضغطُ بيديكَ
وكسرتَ جَناحيهِ كسراً
فتعلقَ بين الأسلاكِ
وباتَ ,,,,,يتألمُ نزفاً
عُصفوركَ أوجعه الألمُ
قد فاض به الكيلُ وطفحَ
وتسلقَ كى يهرُبَ طيراً
فتمايل فى الأسرِ ,,,وقعَ
أراهُ ,,,,يتأرجحُ دوماً
قد مات قبل أن يحيا
سجانىَّ ,,,إني أنظُرُكَ
تتَراقصُ على قبري رقصاً
عشتُ بين أضلاعكَ
كأسيرٍ وقع فى الأسرِ
وأرى ,,,جبالُكَ عاليةً
تُرهقُني تُشبعُني برداً
قد خلتُكَ بَرداً وسلاماً
وشتاءً لا يُخلفُ رعداً
نيرانُكَ لن تَحرقَ ثوبي
فتمزَقَ شُرياني حرقاً
وسيهدأُ عندىَّ بركانُكَ
فثارَ ,,,,وتطايرَ لهباً
دروبُكَ غير ممهدةٍ
أسيرُ فتوقعُني الحُفرُ
عُصفورُكَ كان مبهوراً
بملاكٍ يملكُه الصيدا
وظنَّكَ موسى بعصاهُ
أو ظنَّ بأنكَ خِضراً
فتجسد وجهُكَ فرعوناً
وحَسبتَ بأنكَ لي رباً
وراحَ غروركَ يقتُلُني
فأمتُكَ خُبثاً ومكراً
تعلَّم ,,لا تأمن كيدي
فيوسُف قد عانىَ الكيدَ
والحبلُ تحوَّلَ ثُعباناً
وانقلبَ السحرُ على السَحرة
حطمتُ القيدَ والقفصَ
لأعودَ إلى اليمِ وأشربُ
قد شَقَّ حلقىَّ الظمأُ
جناتُكَ خاويةٌ كهلىَ
لا تُؤتى ثماراً أو أُكلاً
يارجلاً زلزلَ أركانىَّ
إن كانت تجمعُنا سُنة
فالبُعدُ قد أصبحَ فرضاً
سأطيرُ وفضائىَّ رحبٌ
أتوضأُ أغتسلُ غُسلاً
قطراتُ السُحبِ تُطهرني
وأعودُ لقلبى لأعتذرَ
بيدايا أدخلتُه قفصاً
وأنا من أغوانى القشرا
الآن سأقسمُ يا قلبي لن
تجري دموعي وتنهمرُ
عُصفوركَ قد أصبحَ صقراً
سأحلقُ وحدي فى الأفقِ
لن أهزمَ ثانيةً أبداً
قصيدة (رسالتي إليك)
#الشاعرة_رضاعبدالوهاب