يا بحر

يا بـَحْرُ مالكَ لا تـَفِـيضُ بِآهتي *** وَ تـَقولُ ما نَطقَتْ بِهِ أَشْجـَانِي
كمْ قدْ وقفْتُ بِبابِ مَـوْجِكَ شَاكِيًا *** مـُتوَجّـِعـًا تـَجْتاحُنِي أحـْزانــِي
إنّـِي عـَلَى وَهـَجِ الصّبابةِ أكْتَوي *** وَ أذُوبُ عـِشـْقـًا في التِي تَهـْوانِي
يا بحرُ لـَوْ نطقَ المَحارُ بـِقِصّتِي *** لَبَكـَتْ عـُيـُونُ الرّمْلِ فِي الشّـُطـآنِ
قلْبـِي وَ قـَلْبُكَ فِي المَواجِعِ رِفـْقَةٌ *** نَجْمـانِ قدْ خـَسفـا بـِليْلِ جنـانِ
ضجـّت بِكَ الأمْواجُ تَكْتُبُ جُرْحَكَ *** و العِـشْقُ يَمْخُـرُ قـَلْبيَ الوَلـْهـَانِ
حتـّى النـَّوارِسُ قـَدْ شَكَتْ ألـَمَ الضَّنَى *** للـشَّمْسِ لَمّا أُثـْخِنَتْ بـِجـُمـَانِ
ما ضرَّ لـَوْ بَـاحَتْ مـَدامِعُ يـَمّـِكَ *** للـَعـَابرِينَ عـَلَى ذُرَى الخِـلاّنِ
ما ضرَّ لـَوْ وقَـفَ الخَلِيـجُ مُصافِحا *** شفـَقَ الغـُروبِ مـُواسِيا بِحنـَانِ
اثنانِ لـَوْ صدَقتْ نُـبوءَةُ عاشِــقٍ *** لنْ يـَبْرحـَا أبدا حُدودَ رِهــانِ
مـَوْتٌ بِحُضْنِ المَوْتِ يَكْتُبُ عـُمْرنَا *** دهرًا مِنَ الأوْجاعِ وَ البُهـْتـَانِ
يـَا بحْرُ أفْصِحْ لا تُكـَتِّمْ مـَا جَرَى *** لاَ تـْخْنقِ الأشـْواقَ فِي الوُجْـدانِ
ماذا أقولُ وَ قـَدْ بَرَى قـَلْبِي النـَّوى *** وَ كـَوَتْ فـُؤادي مـَراجِلُ النّـِيرانِ
أخْشَى انهِمـارَ العـُمْرِ فِي لُجَجِ الأَسَى *** أخْشَى الفـِراقَ وَ لـَوْعـَةَ الحِرمـَانِ
لوْ كـاَنَ دمْـعُ العـيْـنِ يغْـسِلُ حُرْقَــتِي *** لسَـكـَبـْتُ فِي نــَارِ الحَـشـا أجفـَانِـي
أخْشى ضياعَ العمْرِ يـُهْـرَقُ في المُنى *** فـَيَبــُوحُ منْ ولـَهِـي شجــَا كِتْمـَانِي
إنِّـي أنـَا المَصْـلُوبُ فَــوْقَ رُمــُوشِهـَا *** قدْ كَفّـَنتْـنِي فِي اللـَّظَـى أَحــْزَانِي
يا بحْــرُ هــذا زورقِــي مُترنِــــّحٌ *** في لـُجّـةِ مـِن شــهْـقـَةِ الطـُّوفــَانِ
كم عاشقٍ سُفِكـَتْ دِماؤُهُ في الهـَوَى *** أضْحَى شـَهيدَ العِـشـْقِ وَ النّـِسْيـَانِ
يا بحرُ سرِّحْ نـَاظرَيْكَ فـَهـَلْ تَرَى *** لـِي بَيْن جـَفْنـَيْها رُبَى الأحْـضـانِ
لي فِي الجنُـون ِمـَواسمٌ لا تـَنْتهـِي *** عـُـذْريّـَةُ الأشْوَاقِ و الأوْطـَـانِ
تاهـَتْ بقلبي كلُّ أْنـْفـاَسِ الَهـَوى *** وَ أَضَـعــْتُ في عـُرْفِ الهـَوَى عـُنْوانِي
و ظلـلتُ أرْسـمُ ثُـغــْرَها مـُتـَولِّهـًا *** قـَدْ طـَوَّقـَتْ أنْفاسِـيَ الشَّفـَتـَـانِ
ما كنتُ أعـْرفُ مـَا الصَّبابةُ وَ الضَّنى *** و مَرارةَ الأشواقِ و الكِتـْمـَانِ
حتّى نَزَفْتُ وَ ظـلَّ جُرْحِيَ غــَائـِرًا *** يـَقـْتَاتُ مِنْ ألـَمٍ وَ مِنْ حِرْمانِ
و قَصِيدَتي قـَدْ ضُرِّجَتْ بِـمَدامِــعـِي ** فَهَوَتْ حُروفُ البـَوْحِ فِي شُـطْــآنِ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 27 مشاهدة
نشرت فى 18 يوليو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,729