(أيها السادة المغترّون بالنظام التركي هلّا تبصّرتم )
أعرف أن الإنسان إذاأعجب بشيئ حمله إعجابه إلي رؤية المحاسن والتغاضي عن المساوئ مهما لفت المحايدون أو المحكمون إليها نظره لكن هذا إن جاز في الأمور التي لا تتعلق إلا بالشخص ذاته ولا يعود نفعها أو ضرّها إلا عليه ــــ فلا يجوز في المسائل العامة التي يعود علي الجميع نفعها أو ضرها ــ بل لا بد أن يكون الإعجاب فيها بناء علي أدلة وشواهد تدلّل علي صدق التوجه وتحدد ملامح الطريق المثبت له وإلا يكون يكون من وراء الإعجاب تعصب أعمي أو نكاية عاكسة أو جهل مضلِل ـــ لا تعفي منه الشعارات المرفوعة أو الشارات المعلنة أو الادعاءات الكاذبة التي تقدم النموذج المشهود علي أنه المثال الإسلامي المستهدف والمنشود ومهما أبدت الأحداث الجارية عن قوة ومنعة أو عن تأييد وغلبة ينتهزها المبهورون بما روِّج لهم في التباهي والمفاخرة والكيد (متناسين أنهم إن كادوافإنّما يكيدون أنفسهم ووطنهم) ــ والحقيقة التي يغفلونها أو يتغافلون عنها هي :ـــ
(1) أن خلفية النموذج تكذب واجهته لمن لا يري إلا بعينيه ( ألا وهي الجداريّة التي تملؤها طولا وعرضا صورة المؤسس العلماني الذي هدم في رأيكم رمزية النموذج اضعف عربيلمنشود وأعني به : كمال أتاتورك ) ولا يستطيع أحد أن يدعي بعد مضي سبعة عشر عاما من التجربة أنها عملية تمويه أو احتواء بل إنه هو(التوجه الحقيقي للنظام)
(2) المظاهر العامة للحياة في تركيا والتي لا يستطيع أحد أن ينكرها وهي في مجملها تزيد عن أية مظاهر أخري في أية دولة من الدول العربية أو الإسلامية قاطبة بل وتكاد تقترب إن لم تتساوي مع الدول الغربية ــ ولا يجدي هنا التحجج بالحرية والانفتاح
(3) التعاون التركي الإسرائيلي في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والسياحية (خاصة وهي دولة لاتربطها باسرائيل اتفاقيات تكبلها استراتيجيا ) يؤكد أن المتاجرة بالقضية الفلسطينية كان هدفا في حد ذاته لصرف الشباب العربي عن الانماء الوطني وإفقادهم الثقة بالنفس خاصة في ظل ضعف عربي مكن الغرب من اموره
(4) إن الزمن يعيد نفسه سلطنة وهيمنة لا خلافة وعدلالكي تعود (الآستانة) في صورة جديدة صورة تعيد رفع ذات الشعار الذي رفعه المؤسس الأول يافطة لاواقعا وشارا لا حقيقة كي يجتذب به المتشوقون إلي النموذج وإن كان ما يحمله (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ....) أفيقواأيها المغترون ولا تصدقوا الأكذوبة التي تقدم للاتحاد الأوربي الدليل والبرهان ((عبد الحليم الشنودي ))
نشرت فى 18 يوليو 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,705