بقلم: سامح سعيد - خبير التحفيز الذاتي و استشاري دعم اتخاذ القرار
ورد في الأثر أن أحد الصالحين كان مسافرا سفرا طويلا و مر بمنطقة يسيطر عليها قطاع الطرق فأسروه ليسرقوه أو يطلبوا فديته ،أيقن الرجل أنه هالك لا محالة فهو لا يملك من المال ما يسرقوه و ليس له من الأقارب من يفتديه و يفك أسره .
عندما اكتشف قطاع الطرق تلك الحقيقة هموا بقتله فسألهم أن يمهلوه سويعة حتى يتوضأ و يصلي لله ركعتين تكونا آخر عمله بالدنيا علها تكن حسن الخاتمة . توضأ الرجل الصالح و دخل في صلاة خاشعة أنسته الدنيا بأسرها و لم يخرجه من خشوعه إلا ذلك الرجل الذي لحق به في صلاته و كان يبكي بكاءا حارا ، فرغ الرجل من صلاته و سلم ثم التفت إلى ذلك الذي انفطر قلبه من شدة البكاء ظانا أنه أسير مثله أيقن الهلاك ..
فوجئ الرجل الصالح أن ذلك الخاشع الباكي هو زعيم تلك العصابة من الأشرار فاندهش أيما دهشة و سأله كيف يكون شيخ منصر و يخشع و يبكي بهذا الشكل فكانت إجابة الرجل : يا إمام أردت أن أترك بيني و بين الله بابا مفتوحا قد تكون فيه نجاتي . أطلق الزعيم سراح الرجل الصالح إكراما لصلاحه و تقواه راجيا منه أن يدعو له .. مرت الأعوام و ذهب الرجل الصالح لأداء مناسك الحج و لفت انتباهه نحيبا بجوار الكعبة ، فاذا به زعيم العصابة يتشبث بأستار الكعبة و يسأل الله الرحمة و المغفرة .. سلم عليه الرجل الصالح وسأله عن حاله فرد عليه الرجل أن الله ترك كل الأبواب المغلقة و نظر إلى الباب المفتوح الذي تركه بينه و بين الله تقبل توبته و هداه و أصلح شأنه .
و ها رمضان قد أتى بكل الخير فاتحا كل أبواب الرحمة و المغفرة و العفو ، أتى بصكوك الغفران و مفاتح الرزق فهلموا إليه " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " . مهما بلغت ذنوبك و معاصيك فلا تقنط من رحمة الله ، مهما بارزته بالمعاصي فلا تغلق أبواب الرجاء و الأمل ، مهما هجرته فلا تظن أنه سبحانه قد أسقطك من خزائن عفوه فالله سبحانه قد خلق الرحمة و قسمها إلى مائة جزء أنزل جزءا إلى الدنيا به يتراحم الكون كله منذ الخليقة حتى قيام الساعة و ادخر عنده تسعا و تسعين جزءا يرحم به العباد يوم القيامة حتى يتطاول ابليس اللعين و يظن أن رحمة الله قد تشمله ، فما بالك بمن آب إليه تائبا نادما راجيا عفوه . فلنغتنم رمضان لفتح طاقات رجاء لعلها تفتح علينا أبواب رزق و عفو .
الرأى | عند رمضان ..يخلص المرء او يهانبقلم: سامح سعيد خبير تحفيز ذاتيarrai.org