تصميم برامج التعليم الالكترونى:

تعد عملية تصميم برامج الإنترنت من العمليات المهمة، فليس المقصود بالتعليم باستخدام الإنترنت هو نقل البرنامج التقليدى الذى ننفذه داخل قاعدة التدريب كما هو ونضعه على الشبكة، أو تحويل التعليم فى وجود المعلم إلى التعليم الذاتى الذى يعتمد على وجود المتعلم، فالاعتماد على مجرد التغيير فى الشكل يؤدى إلى العديد من النتائج السلبية؛ مثل التصفح الإليكترونى العقيم، حيث يظهر البرنامج ومحتوياته على الشاشة فى شكل صفحات مكتوبة يتصفحها المتدرب صفحة تلو الأخرى؛ الأمر الذى يشعره بالملل.

كما أن البرامج المصممة جيداً للتعليم بالإنترنت تركز أساساً على المحتويات الجديدة المعدة وفق متطلبات عرضها بالشبكة، حيث تستعين بالتكنولوجيا المتطورة للشبكة وإمكاناتها العريضة فى تدعيم عملية التعلم وزيادة إنتاجية المتعلمين وتلبية احتياجاتهم Needs  لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من البرنامج المقدم عبر الإنترنت.

ويؤكد (Kristin, Walker, 2002, 61  ) على أهمية التصميم الجيد وتأثيره على  فاعلية برامج التعليم بالإنترنت، فالتصميم الجيد يساعد على التعلم الفعال، وهذا التصميم  يتطلب إجراءات وخططاً معينة لتحديد مسار سير المتعلم فى البرنامج، وتنفيذ بعض الإجراءات طبقاً لشروط معينة، سواء إجابة المتعلم الخطأ، أو عدد مرات تكرار الإجابة، أو الخروج من البرنامج. 

ومن خصائص برامج الإنترنت جيدة التصميم؛ أن:

  أ- تتمتع بتصميم واجهة مناسبة الشكل والمحتوى.

  ب- تكون تفاعلية.

  جـ- يسهل التعامل مع واجهاتها الرسومية.

  د- تكون جلساتها التدريبية منظمة ومهيكلة.

  هـ- تعتمد على الاستخدام المكثف والفعال للوسائط المتعددة.

  و- تهتم بكافة الجوانب الفنية الدقيقة. 

  ز- يكون المتدرب هو المتحكم فى العملية التدريبية.

وتمر عملية تصميم برامج التعليم بالإنترنت بخطوات مهمة هى:

 أ- تحديد الاحتياجات التعليمية:

فتحديد احتياجات المتعلمين من الخطوات المهمة فى إعداد وتصميم برامج التعليم والتدريب بالإنترنت؛ حيث يتم تحديد الغايات والأهداف وطبيعة المحتوى وعناصره، وبيئة التدريب المناسبة.

 ب- تحديد واختيار التعليم باستخدام الشبكات:

تعد عملية اختيار وسيلة التعليم والتدريب بالشبكة ونمط التقديم المناسب من العمليات الأساسية والمهمة، وذلك بأن يكون التعليم بالإنترنت هو أكثر طرق التعليم ملاءمة، وتحديد النمط المناسب للعرض ( التعليم المتزامن - التعليم غير المتزامن ).

 جـ- تحديد أسلوب عرض المعلومات:

وذلك بتحديد الطرق المناسبة للتعليم والتدريب على الشبكة واختيار الأدوات والتطبيقات التى ستساعد فى عرض المعلومات بالطريقة التى تلبى احتياجات المتعلمين.

 د- تصمم الجلسات التعليمية:

حيث يتم تحديد الجلسات التعليمية وموضوعاتها، وأشكال التفاعل المقدم، والأساليب الأكثر فاعلية لنقل المهارات والمعارف عبر الشبكة.  

هـ- إعداد مخططات العمل وتصميم البرنامج وإنتاجه:

عملية إعداد مخططات العمل وتصميم البرنامج وإنتاجه؛ تتمثل فى تحديد طبيعة سير عملية التعليم وبداية ونهاية البرنامج التعليمي أو التدريبى وفق خطة موضوعة مسبقاً، ويتم بواسطته توثيق التفاعلات وخطوات إرجاع الأثر، وخطوات عرض وتسلسل المحتوى، وإعداد المواد التعليمية /التدريبية اللازمة للتعليم / للتدريب من وسائط وأشكال، ووسائل عرض وأنشطة تدريبية؛ على الشبكة بمشاركة فريق التصميم، ثم القيام بإنتاج البرنامج وفق هذه المخططات.

 و- تقييم البرنامج:

تقييم البرنامج التعليم / التدريب بالإنترنت من العمليات المهمة، وتكون بعمل سلسلة من المراجعات والتجارب المبدئية لاختيار المواد وتحديد فاعليتها، واقتراح ما هو مناسب للتحسين.( عبد الرحمن توفيق، 2001، 76 – 78 ). ( Uschi, Felix, 2003, 22).

فالتصميم الجيد لبرنامج التعليم / التدريب من بعد بالإنترنت يعد مدخلاً مهماً فى ضمان التطبيق الجيد والناتج الفعال لمخرجات التدريب.

    وتتنوع أشكال التصميم المستخدمة فى برامج التعليم / التدريب بالإنترنت، ومن أهم تصميمات برامج الإنترنت المستخدمة فى تقديم البرامج التدريبية والتعليمية من بعد ما يلى:

  أ- التصميم الخطى Linear Design:

يعتبر التصميم الخطى لبرامج الإنترنت من أبسط تصميمات تلك البرامج؛ وهو يلزم جميع المتعلمين بالسير فى نفس الخطوات التعليمية فى البرنامج، فلكى يتعلم المتعلم / المتدرب مهارة معينة، أو مفهوماً محدداً؛ لابد له من المرور بكل الإجراءات التى يقررها البرنامج؛ وفى الترتيب نفسه، وذلك من معلومات وأمثلة وتدريبات، ومن أهم مميزات هذا التصميم القدرة على التحكم التام فى جميع إجراءات عملية التعلم؛ بالإضافة إلى أن التخطيط لتصميم هذا النوع من البرامج أقل تعقيداً من التصميمات الأخرى، وهو مفيد وفعال عندما تكون مستويات الطلاب متجانسة، بينما لا يتناسب هذا التصميم مع الطلاب ذوى المستويات المختلفة. ( عبد الله الكندرى، 2000، 186)، (Kristin, Walker, 2002, 61  )، ويوضح الشكل (18) التصميم الخطى لمواقع الانترنت وفيه يتم ربط كل صفحة بما يليها:

ب- التصميم الهرمى:

      من خلال التصميم الهرمى يتم الإبحار عبر موقع الانترنت بطريقة هرمية تنازلية حيث يتم ربط صفحات موقع الانترنت بطريقة هرمية، كما يوضحها الشكل (19):

         جـ- التصميم المتفرع Branching Design:  

تعد اختيارات التفرع فى البرنامج من أهم العوامل التى تعتمد عليها قدرة البرنامج على تقديم تعليم فردى، ويقصد بالتفرع داخل البرنامج قدرته على التقدم للأمام، أو الرجوع للخلف أو الذهاب إلى أى نقطة فى البرنامج، بناءً على طلب المستخدم، ويستخدم التفرع داخل البرنامج عندما يتاح تخطى بعض التدريبات للوصول إلى الاختبار، أو دراسة موضوع دون المرور بالموضوعات الأخرى.

ومن أشكال التصميم التفريعى:

   (1) التفرع الأمامى  Branching Forward:

ويقصد بالتفرع الأمامى الانتقال من موقع ما فى البرنامج إلى موقعٍ تالٍ له، وهو يعتمد على رغبة المتعلم وعلى متطلبات الدراسة، ويوجد نوعان للتفرع الأمامى:

     (أ) التفرع الأمامى المعتمد على أداء المتعلم:

ويحدث هذا النوع بناءً على شرط معين يحدده مصمم البرنامج؛ كالانتقال إلى جزء ما فى البرنامج إذا ما كانت إجابة المتدرب صحيحة.

         (ب) التفرع الأمامى المعتمد على اختيارات المتعلم:

ويحث هذا النوع بناءً على رغبة المتعلم عندما يحدد ما إذا كان سيتقدم للأمام أو سيتخطى إلى الاختبار البعدى والذى يظهر له فى قائمة الاختيارات.

   (2) التفرع الخلفى  Branching : Backward

فى كثيرٍ من الأحيان يكون من المهم الانتقال من موضوع ما فى البرنامج إلى موضوع سابق له، ويطلق على ذلك عملية الانتقال العكسى عبر معلومات البرنامج وحتى الوصول إلى بدايته " التفرع الخلفى"، وهذا النوع من التفرع مهم للغاية عند الحاجة إلى مراجعة جزء معين فى البرنامج، وهو يحدث عند فشل الطالب فى الاستجابة لمتطلبات البرنامج، حيث يرجع به إلى الموضوع الذى يحتاج إلى إعادة دراسته مرة أخرى، أو إلى دراسة بعض الأمثلة السابقة.

   (3) التفرع العشوائى أو المتشعبRandom Branching :

والتفرع العشوائى يعد من الحالات الخاصة للتفرع فى البرنامج، ويستخدم عندما يكون الترتيب، أو التسلسل فى خطوات السير فى البرنامج غير مهم، وهو يسمح لأي من النوعين السابقين ( الأمامى – الخلفى) بالحدوث دون الاعتماد على التسلسل المنطقى لعرض المادة. ( عبد الله الكندرى،2000، 187-188)، ( Chien, Chon, 2003, 256 ).

       وترى ( سعاد شاهين، 2003، 15-18)أن هذا النوع من التصميمات يشمل على: الموقع الشبكى وفيه يتم ربط صفحات الموقع على هيئة شبكة متصلة.                                                   

5- عناصر التصميم التعليمى للموقع على الانترنت:

     التصميم التعليمى هو تخطيط وتطوير وبناء للتعلم، وعملية تضمين مبادئ التصميم التعليمى فى تصميم مواقع الانترنت يمكن أن تساعد فى إنتاج نوعية جديدة من الموقع التعليمية الهادفة التى تلائم المعايير التربوية والعلمية. 

 وتشير الدراسات السابقة إلى أنه عند تصميم برنامج تعليمى عبر الإنترنت، يراعى الأخذ فى الاعتبار أسس التصميم التالية:

أ- التوازن والتقارب:

ويقصد بالتوازن والتقارب عملية تنظيم وترتيب عناصر موقع الإنترنت: ( الصور، الرسوم التوضيحية، النصوص)؛ بطريقة متناسقة، بحيث تكون مركزة، أو متوازنة فى الموقع، حيث تحتاج صفحات الإنترنت إلى الوحدة والانسجام والتماثل لتحقيق التطابق البصرى، وللتأكيد على الرؤية المتماثلة الموحدة للصفحات على الموقع.

ب- الإيجاز:

حيث يراعى أن يكون حجم الصفحات فى حدود مساحة ثلاث شاشات، وذلك حتى لا يضطر المتدرب لاستخدام شريط التمريرScroll لمدة طويلة ليصل إلى المعلومة التى يريدها، كما أن الصفحات الطويلة تستغرق وقتاً أطول فى تحميلها للمشاهدة، لذلك يفضل استخدام الروابط Links  داخل الصفحات الطويلة؛ ليؤدى كل عنصر عند الضغط عليه جزءاً آخر فى الصفحة نفسها؛ دون الحاجة إلى تقسيم أهداف الصفحة على صفحات متفرقة0

جـ- الوضوح وسهولة القراءة:

يفضل استخدام الجمل القصيرة؛ بحيث لا يزيد السطر داخل الصفحة عن 60 حرفاً، مع أهمية اختيار شكل الحروف والخطوط الواضحة، وتوظيف أحجام النصوص وأنوعها بالصفحات، مع عدم ترك مساحات فارغة داخل الصفحة، وتجزئة المادة إلى فقرات قصيرة داخل الصفحة، وترك مساحات خالية كافية بين الفقرات، وإبراز النصوص بشكل واضح لجذب انتباه المتعلم.

د- سهولة التجول والإبحار:

حيث يراعى أن تكون أدوات التنقل والتجول داخل الموقع سهلة وواضحة، مع مراعاة البساطة فى تصميم صفحة الموقع.

هـ- تجنب كثرة المثيرات غير الهادفة:

يراعى توظيف المكونات الأساسية للصفحة دون إزدحام الصفحة بمثيرات فرعية جذابة تصرف أنظار المتدربين عن المحتوى العملى الخاص بالموقع وتشتت الانتباه.

و- تجزئة مكونات الصفحة إلى ملفات منفصلة:

عند تصميم صفحات الإنترنت يفضل تجزئة مكونات الصفحة إلى ملفات لا يزيد حجم كل ملف بها عن (100) كيلوبايت، وذلك لتقليل زمن تحميل الصفحة، مع تقسيم الرسوم والصور المتحركة إلى أجزاء داخل الصفحة.

ز- الشكل الجمالى للصفحة:

ينبغى الاهتمام بالعامل الجمالى للصفحة؛ حتى لا تكون الصفحة مملة لا تثير الاهتمام، ولذلك يجب الاهتمام بالانسجام اللونى والتناسق التام بين ألوان عناصر الصفحة، واستخدام عوامل التفاعل الجذاب من شعارات وارتباطات وأزرار تساعد على جذب انتباه المتدرب وتحقق أهداف البرنامج.

ح- توافر صفحة رئيسية  Home Page:

2-    يتطلب التعليم والتدريب بالإنترنت توافر صفحة رئيسية تكون نقطة انطلاق للموقع ومكاناً للرجوع، وتشتمل على معلومات عن محتوى البرنامج وأهداف البرنامج، وكيفية الاستخدام، وتكون موقع تسجيل بيانات المستخدم، بحيث تحتوى على ارتباطات التقديم اللازمة والتى تحقق أهداف التعليم، أو التدريب، على أن يسمح للمتدرب بالوصول إلى هذه الصفحة وفق نوع التصميم المتبع داخل البرنامج.

      وتؤكد ( سعاد شاهين، 2003) أنه يجب أن يحتوى الموقع على صفحة بداية رئيسية ثم يتم ربطها بصفحة للمحتويات أو ما يمكن أنه يطلق عليها صفحة القائمة، وقد تحتاج المواقع إلى أكثر من صفحة للقوائم أى يكون هناك قائمتين أو ثلاث قوائم فيتم ربطهم جميعا بصفحة رئيسية هى الصفحة الرئيسية.

ط- إدارة الموقع:

من أهم عوامل نجاح التعليم بالإنترنت؛ توفير نظام إدارة وتحكم داخل البرنامج؛ بحيث يتعرف من خلاله على تسجيل دخول وخروج المتدربين، ونتائج الاختبارات التى يؤدونها على الموقع، وعدد مرات التردد على الاختبارات، والأنشطة التى يؤدونها خلال التدريب، وذلك يعطى برنامج الإنترنت القدرة على السيطرة شبه الكاملة على عملية التدريب من بعد.

ى- توفير أداة تقييم:

يتطلب التعليم والتدريب من بعد معرفة المتدرب مستوى تقدمه داخل البرنامج، ومقارنة مستواه بمستوى غيره من المتعلمين، ومن خلال الاختبارات الموضوعية يمكن أن يتعرف المتعلم على درجاته فى كل اختبار، الزمن المستغرق فى الإجابة على الاختبار، مع تعرفه على مستواه مقارنة بأقرانه.

ك- أدوات التواصل:

من عوامل التصميم الجيد لبرامج التعليم / التدريب بالإنترنت؛ توفير أدوات تواصل داخل البرنامج؛ من وصلة للاتصال عبر بريد البرنامج، وكذلك الاتصال بالزملاء عبر بريد الزملاء، مع توفير صندوق للرسائل العامة السريعة الخاصة بكل مستخدمى البرنامج، مع نشر قائمة بأسماء المتدربين وعناوينهم؛ حتى يتمكن المتدربون من مراسلة بعضهم بعضاً.

ل- التغذية المرتجعة Feed Back:  

تعد التغذية المرتجعة من العمليات الضرورية والمهمة فى برامج الإنترنت التفاعلية، فمن المهم توفير عامل الرجع المناسب لاستجابات المتعلمين / المتدربين، على أن يتناسب أسلوب الرجع مع طبيعة المتعلم.( عبد الله الكندرى،2000، 189)، ( Kian, Samhong, 2001, 223)، ( David, Warlick, 2002, 22-36 )، ( Uschi, Felix, 2003, 121-136)، ( حسن عبد العزيز،2005، 49-51)، (محمد جابر، 2006).