استراتيجية المجموعات الخبيرة ( الجيكسوJigsaw  (

     يذكر "تنزمان وآخرون" Tenzman et al    أن التعلم والتعليم الآن يحتاجان إلى مناهج جديدة مبنية على التعاون ، لأن الرؤيا الجديدة فى العملية التعليمية تركز علي أربع خصائص للمتعلمين يجب وضعهم في الحسبان وهي: (مصممون ذاتيون ، استراتيجيون واسعى الاطلاع، مفكرون، أصحاب مشاعر وأحاسيس ).

ولتتحقق هذه المخرجات فإن عملية التعليم تتطلب التفاعل بين المتعلم والمواد والسياق، والمنهج الذى يعتمد على التفكير.

ويشير" تنزمان" إلي أربع سمات تميز بين الصف المتعاون وغيره:

<!--تحقيق المعرفة المشتركة بين المعلم والمتعلم، بدلا من دور هيمنة المعلم على المعرفة ، فلابد من اشراك المتعلم فى تقديم ما لديه من معرفة  حول موضوع الدرس ودور المعلم فى إثراء المعلومات وتصحيحها وبالتالى يصبح لمعلومة الطالب قيمة فتحفزه على التعلم.

<!--تقاسم السلطة بين المعلم والمتعلم ، فهو يتيح للمتعلم المشاركة فى وضع الأهداف، مما يساعد فى تحقيقها ويشجع على التعلم كما يمكن توزيع العمل وفقا للميول والرغبات،مما يزيد الدافعية لدى المتعلم.

<!--المعلمون وسطاء فى نقل المعرفة ويزيد دور المعلم حسب صعوبة المهمة، ويكون نجاح المعلم فى وصوله بالمتعلم لدمج المعلومات الجديدة بالبنية المعرفية للمتعلم، وبهذا يتعلم المتعلم كيف يتعلم.

<!--التجميعات المتباينة للطلاب فالطلاب يتعلمون من بعضهم البعض ، ولا يوجد طالب محروم فى التعلم التعاونى من فرصة التعلم ، ويتعلم الجميع فى مناخ  ودى.

 احتياجات التعلم التعاونى:

يحتاج تنفيذ التعلم التعاونى بعض المتطلبات الضرورية ومنها:

<!--ترتيبات غرفة الصف ( أماكن الجلوس- الأدوات المطلوبة – الجو المريح – ممرات تسمح بالتحرك).

<!--معرفة المعلم لدوره ومهامه فى التعلم التعاونى ( تحديد الأهداف – أماكن جلوس الطلاب – تحديد المجموعات وعدد الطلاب فى المجموعة  –تحديد مستوياتهم – توضيح المهام والأنشطة المطلوبة – تقديم المساهمات والتيسير – تقييم أداء المتعلمين – ملاحظة تعاون الطلاب معا ).

<!--معرفة الطلاب لدورهم فى التعلم التعاونى ( العمل معا لإنجاز الهدف – الحوار البناء– الاشتراك فى التخطيط ووضع الأهداف – التعاون فى تقييم الأداء).

<!--توفير الأدوات التى سيستخدمها الطلبة والتى ستعمل على تسهيل التعاون المتبادل( سواء كان التعاون على مستوى المجموعة الواحدة بين أفرادها أو بين المجموعات.

<!--القواعد  التى تشجع على العمل التعاونى ( معرفة كل عضو لدوره – التأكد من تناسب المهمة مع قدرات المتعلم – توضيح المهمة بشكل كاف).

<!--صياغة الأهداف التعليمية ووضوحها ليتسنى تحققها ( صياغتها بطريقة اجرائية – تغطى الموضوع – تشمل المستويات المختلفة – تثير التفكير – تراعى المجالات المختلفة ) وفي هذا السياق لابد للمتعلمين أن يفهموا أنهم مسؤلون عن تعلمهم وعن تعلم بقية أعضاء المجموعة

<!--بناء القدرات الفردية ، بحيث يصبح كل عضو فى المجموعة قادرا على تقديم الدعم لبقية المجموعة، مدركًا أهميته وقادرا على تحمل المسئولية، معتزا بنفسه وقدراته، فلا يمكن أن تعتبر المجموعة متعاونة إذا انفرد كل عضو بإنجاز العمل نيابة عن الآخرين، لتأكد المعلم من ذلك لابد من تقييم أداء كل فرد فى المجموعة بإعطاء أسئلة لبعض الأفراد بطريقة عشوائية أو اختيار فرد بشكل عشوائى لعرض ما قام به من مهام .

<!--وضح أهداف الدرس والأفكار المتصلة به والخطوات الواجب اتباعها ووضوح التعليمات.لابعاد الخوف لدى الطلاب.

<!--أن يكون واضحًا للطلاب المعايير التى سيتم تقييمهم عليها نوع التقويم المستخدم  تكوينى – ختامى .

<!--تحيد السلوك المرغوب وغير المرغوب فيه أثناء التعلم التعاونى( فى النقاش –فى التجول فى الانصات فى الاقتناع وليس الضغط لقبول الرأى ونقد الأفكار لا الأشخاص).

<!--ما الأخطاء التى حدثت مع كل مجموعة وكيف قامت بحلها وكيف يتم تلافيها مستقبلا كمشادة كلامية مثلا

<!--مراقبة تصرفات الطلاب خلال الموقف ولا يكتفى بالتعليمات( مدى الاصغاء لبعضهم – الدعم – الود بين المجموعة ) مع مدح التصرفات الايجابية فى حينها.

<!--تقديم الدعم والمساعدة من المعلم للمجموعات أثناء انجاز العمل.

المجموعات الخبيرة (الجيكسو ) كأحد أساليب التعلم التعاونى:

     تُقوم فكرة هذه الاستراتيجية على تعاون الطلبة لإنجاز موضوع أو مهمة ما، بحيث يتم تقسيم الطلبة بشكل غير متجانس؛ بهدف التفاعل واستفادة الطلبة من بعضهم البعض .

وقد عرفتها كوجك (1992) بأنها:" إحدى طرق التعلم التعاوني الفعالة في التعلم الذاتي والاعتماد على النفس وتدريب الطلبة على تح.مل المسؤولية

و عرفها جونسون (1995) بأنها:" استراتيجية تقسيم الطلبة الى مجموعات صغيرة مكونة من5-3 طلاب، تكلف كل مجموعة بمهمة فرعية، وبعد انجازها يعودون للمجموعة الأساسية ليتناقشون في النتائج التي توصلوا إليها.

     وقد أشارت نتائج تطبيقها في مدارس "أوستن" بولاية تكساس إلى أن الطلبة تعلموا بشكل جيد في صفوف جيكسو (Jigsaw) ولوحظ تكون الود والوئام بين أفراد المجموعة وغيرهم من الطلبة في الصف بدرجة أكبر مما كان عليه الحال قبل البدء بالدراسة، كما أعطت هذه الطريقة نتائج إيجابية في التحصيل والاتجاهات وشجعت الطلبة على التعاون والعمل الجماعي وتحطمت الحواجز الشخصية بين الطلبة وتغلبت على عملية استحواذ طالب معين على جلسة التعلم التعاونى العادية، بحيث أصبح لكل طالب مهمة محددة.

    وقد ظهرت هذه الاستراتيجية على يد (Eiliot Aronson) وزملائه في جامعه تكساس ثم طورها سلافين(Slavin)  باضافة ضرورة اطلاع المجموعة على الموضوع ككل فى البداية .

     وملخص هذه الاستراتيجية هو أن يعمل الطلبة في مجموعات تتكون كل منها من (5-6) أفراد، حيث يعطى كل فرد فيها "مهمة تعليمية" (جزء من موضوع الدرس مثلا أو أحد من عناصره)، لا تُعطى لأحد غيره من أفراد المجموعة، وبعد توزيع المواد التعليمية على أفراد المجموعة الواحدة يعيد الطلبة تنظيم أنفسهم في مجموعات الخبراء (يتجمع الأفراد المكلفون بالمهمة نفسها ومن جميع المجموعات في مجموعة واحدة تدعى (مجموعة الخبراء)، وبذلك تصبح كل مجموعة من مجموعات الخبراء مختصة "بمهمة تعليمية واحدة"  ( عنصر محدد من الموضوع)؛ تتفهمه وتلم بجميع جوانبه، مما يجعل كل طالب خبيراً بالجزء الخاص به من المادة التعليمية (المهمة)، بعد ذلك يعود الأفراد من مجموعة الخبراء كلُ إلى مجموعته الأصلية؛ لتدريس أفراد المجموعة ما تعلموه في وجودهم في مجموعة الخبراء وبذلك يصبح كل فرد في المجموعة خبيراً في المادة التعليمية التي كلف بها ومهمته تعليم أفراد مجموعته ما تعلمه بصفته خبيراً في تلك المادة التعليمية. وبعد ذلك يقوم المعلم باختبار الطلاب فردياً، وإعطاء درجات للفريق وفق الأداء الفردي لكل طالب في الاختبار.

 ويمكن ايجاز خطوات التعلم بمجموعات الخبراء فيما يلى:

<!--اختيار وحدة تعليمية من المحتوى المقرر وتقسيمها إلى عدة مواضيع أساسية أو تقسيم الدرس لمجموعة عناصر.

<!--تشكيل مجموعات تعاونية مكونة من (5-6) أفراد للمجموعة الواحدة تكون متباينة فى المستوى التحصيلى.

<!--توزيع ورقة عمل على كل مجموعة أصلية تحتوي على قائمة بالمواضيع التي تتضمنها الوحدة التعليمية أو عناصر موضوع الدرس.

<!--تعيين " تحديد " جزء من المادة التعليمية لكل عضو من أعضاء المجموعة الأصلية واعتبار هؤلاء خبراء في المواضيع الخاصة بهم.

<!--تكليف طلبة المجموعات بدراسة الوحدة في الصف أو فى المنزل مع التركيز على الموضوع الخاص (المحدد) لكل عضو.

<!--بعد ذلك يُطلب من خبراء المجموعات المختلفة الذين لهم الموضوع نفسه بالاجتماع على مائدة واحدة، ومناقشة الموضوع وتقديم ورقة بما تم مناقشته تمثل خطة عمل لكل مجموعة خبراء.

<!--بعد الانتهاء من مناقشة الموضوع بين أعضاء مجموعة الخبراء، يعود الخبراء إلى مجموعاتهم حيث يقومون بتدريس المعلومات المتعلقة بمواضيعهم للأعضاء الآخرين.

<!--بعد الانتهاء من التدريس يخضع كل طالب لاختبار يغطي جميع الأجزاء، وعلى جميع الطلبة الإجابة عن الأسئلة.

<!--تعامل نتائج الاختبار على أنها درجات للمجموعة بعدها يعلن عن النتائج.

<!--تكرر الخطوات الثمانية الأولى لكل المواضيع اللاحقة ضمن الوحدة، وبعد كل اختبار يتم حساب درجات المجموعة استناداً إلى نقاط تحسن الطلبة كأفراد، ويعلـن عن موقف المجموعة ودرجاتها ثم عن المجموعة التي حققت أعلى الدرجات.

شكل يوضح خطوات عمل الجيكسو

مقارنة بين التعلم التعاونى العادى والتعلم التعاونى القائم على الجيكسو:

أهمية استراتيجية مجموعات الخبراء:

<!--تنمى مهارات التعلم الذاتى لدى المتعلم .

<!--تساعد المتعلم على تقدير المسؤلية وتحملها.

<!--الاستغلال الأمثل للوقت

<!--التقويم المستمر للطلاب.

<!--التغذية الراجعة الفورية.

<!--تنمى مهارات التعاون والتواصل والحيادية.

دور المعلم فى ( مجموعات الخبراء) الجيكسو:

<!--توفير الأدوات وأوراق العمل.

<!--توزيع الطلاب فى مجموعات متباينة المستويات.

<!--توزيع عناصر الموضوع عى الطلاب.

<!--تشجيع الطلبة على النقاش والحوار

<!--ملاحظة الطلاب والـتأكد من أداء العمل بجدية.

<!--إدارة الوقت والتأكد من كفاية الوقت المحدد لإنجاز كل مهمة.

<!--التنقل بين المجموعات والإجابة على استفساراتهم.

<!--تقييم الطلبة من خلال اختبار قصير أو بطاقة ملاحظة.

دور المتعلم فى ( مجموعات الخبراء) الجيكسو:

 -1 الاندماج بالمجموعة بسرعة وهدوء.

-2  عدم ترك المجموعة أثناء قيامهم بالمهمة التعليمية.

-3  الاصغاء الى الآخرين وعدم مقاطعتهم.

-4  خفض الصوت وعدم رفعه أثناء النقاش.

-5  الالتزام بآداب الحوار.

 -6 إظهار التقدير والاحترام لما يقوم به الآخرون.

 -7 تقبل وجهات النظر المغايرة، وعدم رفضها، ومناقشتها بحيادية.

8- نقل كل متعلم خبرته إلى الآخرين.

9- يتعلم من أعضاء مجموعته ما تعلموه .

درس تطبيقى علي استراتيجية الجيكسو:

المناخ فى مصر

نفترض أن الطلاب لديهم فكرة مسبقة عن استرايجية المجموعات الخبيرة ، كما يمكن تكليف الطلاب بالاطلاع على الدرس مسبقا فى المنزل وهذا يناسب زمن الحصة القصير، أما اذا كان زمن الحصة (فترة) مثلا تمثل ساعة ونصف فيمكن للطلاب الاطلاع على الدرس مجملا فى البداية.

<!--زمن الحصة الفعلى (50) دقيقة.

<!--عدد الطلاب فى الصف 36 طالبا.

<!--فى البداية يتم عرض أهداف درس ( المناخ فى مصر) على الطلاب، ثم توزيع المجموعات (6) طلاب لكل مجموعة وبعدد (6) مجموعات أيضا وتوزيع المعلم لورقة بعناصر الدرس والتى تقسم الدرس لعناصره التالية:                                        ( 10 دقائق)

<!--العوامل المؤثرة فى المناخ.

<!--أحوال المناخ صيفا فى مصر.

<!--أحوال المناخ فى فصل الخريف.

<!--أحوال المناخ فى الشتاء.

<!--أحوال المناخ فى فصل الربيع.

<!--التغيرات المناخية وأثرها فى مصر.

<!--يختار كل طالب العنصر الخاص به (والذى تم تحديده مع مجموعته مسبقاً) وسبق التركيز عليه من المتعلم فى المنزل-  مع اطلاعه على الموضوع كاملا .

<!--ينتقل كل طال اختار عنصر( العوامل المؤثرة فى المناخ) من كافة المجموعات ؛ لجتمعوا معا على مائدة واحدة ( هى مجموعة الخبراء فى العوامل المؤثرة فى المناخ).

<!--وهكذا ينتقل كل طالب من المجموعات المختلفة ؛اختار أحوال المناخ صيفا فى مصر ، ليجتمعوا سويا فى مجموعة ( خبراء أحوال المناخ صيفا) ..... وهكذا بقية المجموعات.

<!--يتناقش الطلاب ويدلى كل بدلوه فيما يخص العنصر الخاص به مع مجموعة الخبراء التى تناقش نفس العنصر ويدون كل فرد فى المجموعة ما توصلت إليه المجموعة ككل حول العنصر.  ( 7 دقائق)

<!--يعود كل طالب لمجموعته الأصلية ويبدأ كل منهم فى تدريس بقية زملائه للعنصر الذى تخصص بدراسته.             الزمن  (18 دقيقة)

<!--يلاحظ المعلم مدى مشاركة كل طالب فى مجموعته أثناء المناقشات ويكون ميسر ومرشد ، كما يمكن استخدام بطاقة ملاحظة ( قائمة الفصل) ومدون أمام كل طالب مدى مشاركته مع المجموعة.

<!--يقيم المعلم المجموعات بطرح أسئلة تشمل كافة عناصر الدرس وبشكل فردى أو اختبار قصير– ليتأكد من مشاركة الجميع – ويسجل المعلم تقيمه فى سجل خاص لكل مجموعة .   الزمن  (15 دقيقة)