<!--<!--<!--<!--
رحلة الي مركز الارض
جز من الفصل الاول
في وقت متأخر من عصر يوم أحد في شهر مايو عام 1863 ، عاد عمى البروفسير ( ليدنبروك ) إلى المنزل الذي نعيش فيه بمدينة ( هامبروج ) وكان منفعلا جدا ، وكانت ( مارثا ) طاهيتنا قلقلة ؛ فصاحت قائلة : لماذا عاد البروفسير ( ليدنبروك ) مبكرا ! إنني لم احضر عشائه بعد .
ثم عادت (مارثا ) بعد ذلك إلى المطبخ بعد أن أخبرتها انه لا داعي للقلق .
وبينما أنا صاعد إلى حجرتي في الطابق العلوي، استوقفني صوت عمى ( اوتو ) وهو يصيح قائلا : " تعالى يا اكسل " فدخلت إلى حجرته ، وكان عمى جالسا على مكتبه ، يتفحص في كتاب قديم ، ثم قال لي : " انظر إلى هذا الكتاب العجيب . إن عمر هذا الكتاب اكثر من ستمائة عام ، وانه حقا لكتاب رائع .
فسألته قائلا :" ما اسم هذا الكتاب الرائع ؟ "
إلا أن عمى لم يسمعني في أول مرة ، وظل يفتح الكتاب ، ويغلقه ، ويتحدث مع نفسه عن ذلك الكتاب ، فكررت سؤالي مرة أخرى .
فقال عمى لي : إن هذا الكتاب هو ترجمة لكتاب أيسلندي شهير كتبه سنيور ( استارلسن ) في القرن الثاني عشر . آه ! ما هذا ؟ ثم وقعت قطعة مخطوطية من الكتاب ، وكان مكتوب عليها حروف غريبة . التقط عمى ذلك المخطوط من على الأرض ، واخذ ينظر إليه ، وبدا منفعلا للغاية .
وقال : انظر ! إنها مكتوبة بالرونية .
فسألته قائلا : وما هي الرونية يا عمى ؟
وبالطبع أجابني بنفاذ صبر قائلا :" أن الرونية هي حروف الأبجدية الأيسلندية القديمة ، وعلى الرغم من قدرتي قراءة اللغة الرونية إلا إنني لا أستطيع أن افهم ما هذا ؟ ولا ماذا يعنى ؟ "
وبدا عمى يتحدث إلى نفسه مرة أخرى وكنت معتاد على ذلك منه ، لان عمى كان أحيانا يبدو غريبا . ولقد كان أستاذ جيولوجيا شهير ، يعطى محاضرات في جامعة ( هامبورج ) ويعرف عن الأرض اكثر من أي عالم آخر ، وكان الجيولوجيين يأتون من جميع أنحاء العلم ليتعلموا منه ، فقد كان أستاذا متميزا للغاية . ولقد جئت لأعيش معه بعد وفاة والدي ، وكنت غالبا ما أساعده في عمله ، وإنني لأفخر أن أكون مساعدا لمثل هذا الرجل العظيم .
اخذ عمى يمشى في الحجرة مرارا وذهابا ، والمخطوط في يده ، وكان يبدوا متحيرا ، وهو عادة يكون غضبان عندما يحيره شي ما . لذا فهو غاضب ألان .
قالت ( مارثا ) وهى تفتح باب مكتبه " أن الحساء جاهز "
فصاح عمى قائلا " حسنا "
فأغلقت ( مارثا ) الباب ، و أسرعت عائده ، وتبعتها ، وجلست لتناول العشاء . ولقد كانت ( مارثا ) طاهية بارعة ، وكنت جائعا للغاية .
وبينما كنت على وشك الانتهاء من تناول العشاء ، إذا بعمى يناديني مرة أخري ، فنهضت فورا من على المائدة ، وهرولت مندفعا إلى مكتبه . كان عمى جالسا على مكتبه ، وهو يدقق في المخطوط ، وقال :" أن هذه هي الرونية ولكن الحروف غير مرتبه لذا فإنني لا أستطيع فهمها ؛ فهي مكتوبة بشفرة سرية وهناك شي آخر .
فسألته قائلا: ما هو ذلك الشي ؟
" أن الكتاب و المخطوط لم يكتبا في نفس الوقت فان كتابة المخطوط تمت بعد كتابة الكتاب . لذا فإنني اعتقد أن المخطوط كتبه شخص كان يمتلك هذا الكتاب .
ساحة النقاش