مصر الفرعونية

edit

كيف تقرأ الكلمات المصرية القديمة

أولا - اتجاه قراءة الحروف والعلامات:

معظم النصوص المصرية الهيروغليفية مكتوبة من اليمين لليسار مثل اللغة العربية واللغة العبرية .. وذلك بنسبة 96% تقريبا .. فقط حوالي 4% من هذه النصوص مكتوبة من اليسار لليمين مثل اللغة الإنجليزية .. وهذه الحقيقة تتضح بجلاء في نصوص الأهرام .. وهي أكثر النصوص المصرية كثافة .. ثم نصوص كتاب الموتى .. ونصوص حجر باليرمو ونصوص حجر رشيد ونصوص المقابر والمعابد والأكفان والتوابيت والمسلات وغيرها من عشرات النصوص المسجلة على كافة الأوساط المصرية القديمة .. كما في الأمثلة التالية:

لكن من الناحية النظرية يمكن أن تكتب الكلمات من اليمين لليسار .. أو من اليسار لليمين .. إلا أنه من الخطأ الجسيم تغيير التشكيل المكاني للعلامات بتقديمها أو تأخيرها أو رفعها أو خفضها أو تمديدها أو ضغطها أو حذف أو إضافة بعض العلامات مهما كانت صغيرة أو بسيطة كما فعل بعض علماء المصريات عندما فشلوا في قراءة معظم الكلمات المصرية بصورة صحيحة فلجأ بعضهم إلى تغيير تشكيل الكلمات لما اعتقدوا أنه الأصح لقراءة تلك الكلمات .. وتوجب الأمانة العلمية نقل النصوص المصرية كما هي مدونة في مصادرها الأصلية .. دون عكس اتجاه الكتابة .. كما فعلوا في معظم النصوص المصرية القديمة ليقرأوها من اليسار إلى اليمين على ما تعودوا في لغاتهم الحالية!!

ونعرف اتجاه الكتابة من اتجاه أوجه صور العلامات .. فإذا كان وجه علامة النسر .. مثلا .. ينظر لليمين فإن اتجاه الكتابة يكون من اليمين لليسار

أما إذا كانت أوجه العلامات تنظر لليسار فإن اتجاه الكتابة يكون من اليسار لليمين
كما يمكن كتابة العلامات أو الكلمات أو المصرية من أعلى لأسفل دون الإخلال بالمعنى .. كما هو واضح في نصوص الأهرام

والعبارة الواحدة أو الكلمة الواحدة يمكن أن تحتوي على حروف أو علامات مرصوصة أفقيا ورأسيا في آن واحد .. والذي يحكم ذلك هو توفير مساحة الكتابة لأقصى حد ممكن لأن المصريين القدماء كانوا يكتبون نصوصهم بالحفر على الصخر فكان لابد من توفير أكبر قدر ممكن من مساحة الكتابة .. ولنفس هذا السبب يمكن أن تكتب الحروف أو العلامات داخل بعضها البعض مما يوفر مقدارا أكبر من مساحة الكلمات .. كما أن الشكل الجمالي للكلمة يلعب أيضا دورا مهما في هذا الأمر

ثانيا - تركيب الكلمات:

اللغة المصرية القديمة .. المكتوبة .. ليست لغة أبجدية . بمعنى أنه لا يمكن للشخص أن يكتب (أو يقرأ) الكلمات المصرية بترتيب متسلسل للحروف الأبجدية الأحادية النغمة كما نفعل الآن في اللغة العربية أو الإنجليزية ..وإنما استخدم المصريون القدماء علامات البيان المصرية (الهيروغليفية) الثنائية النغمة (المثاني) في تكوين الكلمات والجمل المصرية القديمة المكتوبة .. فمثلا كلمة (رحيـم) .. لا تكتب باستعمال أربعة حروف أحادية (ر - ح - ي - م) .. وإنما تكتب باستعمال علامتين مصريتين من علامات المثاني كما يلي:

رحـيـم = رح + يـم


رحـيـم

rH + im = rHim (raHim) = merciful



وكمثال ثاني: هيا نقرأ أو ( نكتب ) كلمة .. ( نـرى ) :

هنا نجد أن الكلمة مكونة من ثلاث حروف فقط .. معنى ذلك أننا سنستخدم علامة مثاني واحدة بالإضافة إلى حرف أحادي واحد هو حرف النون كما يلي

نـرى = ن + را


نــرى

n + ra = nra (nara) = we see



ثالثا - استخدام علامات المثاني المصرية لتكوين آلاف الكلمات بصرف النظر عن أشكال أو صور تلك العلامات:

استخدم المصريون القدماء كل موجودات البيئة المصرية في تكوين علامات المثاني المصرية للتعبير بها في كتابة النصوص المصرية القديمة على اختلاف نغماتها المنطوقة .. فمثلا نراهم استعاروا أشكال الطيور والأشجار والجبال والزواحف والحيوانات وأجزاء جسم الإنسان والقوارب والأدوات المنزلية والأبنية والأسلحة والأسماك والأنهار .. إلخ. كما نراهم قد منحوا لكل علامة نغمة ثنائية مستمدة من اسمها الذي ينطق به المصريون في حياتهم اليومية .. انظر قاموس السعداوي للعلامات الهيروغليفية .. < القاموس >

وعند تكوين الكلمات المصرية بغرض تدوينها أو كتابتها يمكن استخدام العلامة الواحدة في تكوين مئات الكلمات ذوات المعاني المختلفة بصرف النظر عن شكل أو صورة العلامة ذاتها .. وهو ما لم يدركه شامبليون وأتباعه من علماء المصريات الذين قاموا بإعطاء كل علامة نغمة جامدة ومعنى محدد محاولين استخدام هذا المعنى في كل الكلمات التي تحتويها هذه العلامة مما أدى إلى أخطاء قاتلة ومهولة في قراءة النصوص المصرية القديمة وتفريغها من معانيها الحقيقية .. كما أدى بهم إلى تخمين معاني الكلمات بالنظر إلى أشكال العلامات دون محاولة نطق أو قراءة تلك الكلمات كنص كتابي يمكن أن يقرأ كأي لغة .. فمثلا علامة الثعبان أو الحنش الكبير لها نغمة ثنائية هي .. (زا - ظا) :


لم يدرك علماء المصريات النغمة الثنائية لهذه العلامة على الإطلاق .. بل حاولوا منحها نغمات ومعاني ثابتة مثل .. حفاو أو عابب .. وقالوا أن معناها هو الثعبان أو الشيطان أو الوحش الشرير خالق الرعد والبرق والعواصف .. إلى آخر هذه التخاريف المبنية على مجرد تخمينات وافتراضات خاطئة استمدوها من شكل أو صورة العلامة نفسها .. وهي أنها مجرد ثعبان كبير.

أما الحقيقية .. فإن هذه العلامة هي مجرد علامة مثاني مصرية بنغمة (زا - ظا) .. استمدها المصريون القدماء من رد فعل الإنسان المصري البسيط عندما كان يرى هذا الثعبان الضخم فيقول بصورة فورية وتلقائية .. (احفظنا) يا رب. ويمكن استخدام هذه العلامة بنغمتها الثنائية في تكوين العديد من الكلمات المصرية المكتوبة ذات المعاني المختلفة دون الأخذ في الإعتبار شكل العلامة نفسها .. مثل:


الـظـالـمـون

the oppressors

ترجمها علماء المصريات إلى .. فـاو .. وقالوا أن معناها هو دودة أو ثعبان




حــافـظــا

protector - keeper

ترجمها علماء المصريات إلى .. حـف .. وقالوا أن معناها أفعى سامة

هكذا نرى أن شامبليون وأتباعه لم يقرأوا الكلمات المصرية بصورة صحيحة وإنما كانوا يحاولون تخمين معاني الكلمات من أشكال وصور العلامات كما هو واضحة بصورة جلية من المثالين السابقين .. فهم إذا رأوا علامة الثعبان قالوا أنها ثعبان أو دودة أو أفعى .. وإذا رأوا علامة الحمار قالوا أنه حمار أو جحش .. دون الأخذ في الإعتبار النغمات المصرية الحقيقية لتلك العلامات.



رابعا - استخدام الحروف المحركة لتحويل الكلمات المصرية المختزلة إلى كلمات كاملة لها معاني معروفة:

( إكتشاف د. أسامة السعداوي )

لجأ المصريون القدماء إلى اسلوب الإختزال في كتابة كلمات ونصوص اللغة المصرية القديمة لأسباب جوهرية هامة مثل صعوبة الكتابة على الأحجار والصخور وكثافة تلك النصوص وقلة الأيدي العاملة التي تستطيع الكتابة بشكل جيد. ونراهم قد وضعوا نظاما فريدا .. لكنه بسيطا .. لاستخدام تلك الحروف المحركة .. متمثلا فيما يلي:

اعتبر المصريون القدماء أن نظام الكتابة في النصوص المصرية يقوم على عنصريين اثنين هما:

1 - جدول الحروف .. أو علامات البيان الأحادية النغمة ( حوالي 31 حرف أساسي )

2 - جدول المثاني .. أو علامات البيان الثنائية النغمة ( حوالي 1000 علامة مثاني )

كما نرى أنهم اعتبروا الجدول الأول .. بجميع حروفه .. هو الذي يحرك كل علامات الجدول الثاني لتصبح على الأقل كلمات ثلاثية النغمة لها منطوق مصري واضح .. إلا أنني لاحظت أنهم يكثرون من استعمال حروف معينة أكثر من غيرها لتحرك علامات المثاني وهي حروف :

أ - ل - س - ح - ر = السحر

والأمثلة كثيرة:

سـب + ح = سـبـح

س + جـد = سـجـد

أ + مـر = أمـر

نـا + ر = نـار

مـا + ل = مـال

إلخ



خامسا - كل العلامات المصرية الواردة في أي كلمة أو نص لها نغمات محددة ويجب أن تقرأ بها:

بمعنى أنه لا يوجد هناك ما يسمى بعلامات إرشادية أو علامات معبرة عن معنى محدد بصورة مطلقة دون الأخذ في الإعتبار النغمات الصوتية الثنائية لتلك العلامات. فمثلا اعتبر علماء المصريات أن علامة الجبل المصرية إنما تعبر عن معنى معين وهو .. أرض أجنبية أو صحراء أو جبال .. وهو خطأ جسيم ويندرج تحت مسمى التخمين الذي سبق وأن أوضحناه. علامة الجبل المصرية لها نغمة ثناية محددة وتستخدم بها في تكوين مئات الكلمات المصرية ذوات المعاني المختلفة ولا يمكن اعتبارها علامة فكرية محددة كما افترض علماء المصريات .. وسنورد في أبواب أخرى العديد من الأمثلة على ذلك .. سواء لهذه العلامة تحديدا أو لعلامات أخرى كثيرة.

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 1281 مشاهدة
نشرت فى 17 أغسطس 2010 بواسطة atef4english

عندما نتعرض لكتاب يعنى بالتفسير للقرآن الكريم ، فمن واجبنا أن ننقل ما قاله المؤلف ونترك للمتابع التعليق أو حتى مراسلة المؤلف إن رغب في ذلك .

      ونحن الآن أمام أحد الكتب الغريبة في تناول التفسير للقرآن الكريم وبالتحديد الحروف المقطعة (الحروف النورانية) واسم الكتاب هو : "الهيروغليفية تفسّر القرآن - شرح ما يسمى بالحروف المقطعة" لمؤلفه سعد عبد المطلب العدل والناشر مكتبة مدبولي .

  •   في مقدمة الكتاب تعرض الكاتب لجميع الأقوال والتفسيرات التي كتبت عن الحروف المقطعة تعكس درايته الواسعه واطلاعه على العديد من التفسيرات، ولا داعي لذكرها لأن جلها تم شرحه في عديد من الروبط بموقع الأرقام ، وخاصة الرابط الخاص بفواتح القرآن (تجدونه أسفل الصفحة).
  • كما أن المؤلف قدم تحليلا بيانيا من حيث اللغة العربية وقواعد الترقيم مما يعود بالفائدة والنفع .

     ولكن ما ذكره في خلاصة القول وقد قمنا بنقله حرفيا وهو :

     يقول الكاتب : (فمن قائل بأن هذه الحروف هي أسماء الحروف الهجائية ، وآخر يقول : إنها أسماء للسور ، وثالث يقول : إنها إعجاز على أنها حروف الكلام ، ورابع يقول إنها أسماء الله تعالى ، وخامس يذكر لنا أنها اختصار ومفتاح لأسماء وسادس يقول بانها أقسام .

      ونحن نرى بعد ما فتح الله علينا بفضله ما يلي :

  1. إن هذه الرموز ليست هي حروف المعجم وإن تشابه البعض منها ، فالمعروف ان حروف المعجم عددها يبلغ 28 حرفا بل وربما 29 ، والحروف التي ذكرت في أوائل السور لا يزيد عددها على 14 ، وإن قلنا أن الم تشابهت مع الألف واللام والميم في شكلها ونطقها فإن الر : يتشابه فيها الألف واللام ، أما  ر  ففي القراءات هي  ر  مفتوحة وليست راء ، وفي كهيعص يتشابه الكاف ، ولكن هيع لا تتشابه حيث تقرأ  هاي  عيين ، فهذا ليس النطق الصحيح للهاء والعين ، أما طـه فهي ليست حروف الهجاء طاء هاء ، وطس ليست طاء سين ، وفي يـس ليست ياء سين ، إنما ياسين . أما في حـم فلو كانت حروف الهجاء لنطقت : حاء ميم ، وكذا عسق فهي تقرأ عيين . اما من ناحية إعرابها فنحن لا نرى في القراءات أي تنوين لها ، فلو كانت هي من حروف الهجاء لنونت مثلا ولقلنا : بدلا من ألف لام ميم  ألفٌ  لامٌ  ميمٌ  بالتنوين ، وهذا ليس الحال هنا . وعلى هذا فهي ليست حروف الهجاء ولا هي أسماؤها .

  2. أما من يقولون بأنها أسماء للسور فنقول لهم : إن الاسم يطلق ليميز المسمى عن باقي الأشياء حتى لا تختلط . فكيف نسمي سورة البقرة مثلا سورة ألم وكيف نميزها عن سورة آل عمران أو سورة لقمان أو غيرها (وهي تبدأ بنفس الرمز) ، أو كيف نميز الحواميم عن بعضها لو تسمت كلها حم ، وكذا في الطواسين . وبناء عليه لا يصح هذا الفرض أيضا .

  3. ولمن يقولون إنها وردت لتدل على إعجاز ، فإننا نقول لهم : من ناحية انها إعجاز فهي وللحق كذلك ، ولكن ليس لأنها حروف الهجاء بل لأسباب أخرى سنعرض لها خلال البحث .

  4. ولمن يقول أنها أسماء الله تعالى ، فإنه لا توجد أي إشارة لا في القرآن ولا في السنة في هذا الاتجاه ، ولا حتى في سياق الآيات التي وردت فيها توجد أي احتمالية لهذا ، فيبقى هذا الادعاء مجرد ادعاء حتى نثبت عدم صحته من خلال فصول كتابنا هذا (لا يزال الكلام للمؤلف) .

  5. وأما الذي يقولون بأنها مفتاح واختصارات لاسم الله تعالى أو لنبيه . . . إلخ ، فنقول لهم هذا الكلام يفتح لنا باب الاحتمالات لما قد يكون مختصرا بعدد كلمات اللغة العربية طالما لم يقم دليل على صحة ما نفترض ، وحيث إن أصحاب هذا الاتجاه لم يقدموا ولو دليلا واحدا يثبت صحة ما يقولون ، فتبقى فرضيتهم كما هي في عداد الفرض ونظرية الاحتمالات .

  6. واما من يقولون بأنها أقسام أقسم الله تعالى بها ، فذلك من أبواب النحو ، وسنرد على ذلك في كل سورة على حدة .

       بعد هذا العرض الوافر للاتجاهات المختلفة في تفسير هذه الرموز وبعد الرد المختصر عليها (سنعرض لتفسيرات وتأويلات أخرى عرضها بعض المفسرين ، مع تفسير كل سورة ، ونرد عليها بالنقد والتفنيد بعين العقل والمنطق كل في حينه) .

       نقول بعد كل هذا : إن النظرية التي تعتبر هذه الرموز حروفا قد بدأت تضعف وتتهاوى ، بل إن الافتراضات التي تحيلنا إلى أشياء غيبية أخذت الآن في الوهن والانحسار ، لا لشيء إلا لأن تفسيرا علميا أصبح ملحا وضروريا .

       والفرضية المقابلة - ولا أقول المضادة - تلخص نفسها الآن وتتبلور في كون هذه الرموز ليست حروفا على الإطلاق .

         إذن :

       الفرضية القديمة  :  هذه الرموز هي حروف الهجاء .

      فرضـــــــــــيـتنا  :   هذه الرموز هي كلمات وجمل .

منهج البحث

       روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي (صلعم) من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف , وميم حرف - صدق رسول الله (صلعم) . والمتأمل في معنى ودلالة الحديث الشريف لا بد وأن يكوون لفت نظره تلك الجزئية : لا أقول الم حرف : فمن البديهيات أنها ليست حرفا واحدا وإنما ثلاثة أحرف (إذا اعتبرنا أنها حروف الهجاء) فماذا يقصد الرسول الكريم من قوله إذن : لا أقول الم حرف ، إلا إذا كان يقصد بكلمة حرف معنى آخر غير مسمى حرف الهجاء ، فهل تعني كلمة - حرف - معنى غير ذلك ؟؟ لننظر في المعجم :

       ففي "لسان العرب" من معاني كلمة حرف : حرف من حروف الهجاء ، الأداة التي تسمى الرابطة ، القراءة التي تقرأ على أوجه ، والحرف في الأصل الطرف والجانب ، والحرف : الكلمة - يقال هذا الحرف ليس في لسان العرب ، والحرف : اللغة واللهجة ومنه الحديث الشريف (نزل القرآن على سبعة أحرف) .

       وعلى هذا تكون الرموز التي تبدأ بها السور هي كلمات وجمل : ولما وجدنا أن هذه الكلمات لا تؤدي إلى معنى من المعاني في اللغة العربية كان لزاما علينا ان نبحث في لغة أخرى من اللغات القديمة أو المعاصرة للغة القرآن .

       ولكن هل كل اللغات على وجه البسيطة معنية بهذا الأمر ؟!! .

       لقد اختص الله عزّ وجل منطقتنا وهي قلب العالم بكل الرسالات السماوية ، فهل كل لغات المنطقة معنية بالأمر ؟ وهل كل لغات المنطقة مقدسة ؟

       بالطبع لا ، فاللغة المقدسة هي تلك التي تنزلت بها رسالة على رسول ، أو نبوة على نبي ، واكتسبت قدسيتها من باب أن الله تعالى خاطب بها الأنبياء والرسل وسائر البشر الذين ما تنزلت الرسالات إلا من أجلهم ومن أجل هدايتهم ودعوتهم إلى الله ووحدانيته .

      فإذا غصنا في أعماق التاريخ الديني لكي نحدد أي اللغات مقدسا ، وأيها غير مقدس ، للاحظنا ما هو جدير بالملاحظة :

الملحوظة الأولى :

       اللغة العبرية قد تنزلت بها رسالات أنبياء اليهود ؛ بعد إبراهيم إسحق وإسماعيل ثم يعقوب وأبناؤه ، ولنا هنا عدة ملاحظات جدبرة بالاهتمام :

       ( أ ) أن نبي الله يوسف هو من أبنا يعقوب قد تربى عاش معظم حياته في مصر ، ولا بد أن يكون قد أتقن اللغة المصرية القديمة ، فإذا كان قد بلغ عن الله أي تبليغ فلزم أن تكون اللغة المصرية هي لغة التبليغ ، وحتى وإن كان لا يزال يذكرلغته الأم .

       (ب) نبيّ الله موسى ولد وتربى في مصر لا بد أن يكون قد بلغ باللغة المصرية حتى وإن تكلم العبرية إلى جانبها ، وقصص القرآن لهي خير دليل لنا في هذا المقام ، حيث مسرح أحداث القصة يدور في مصر ومع فرعون مصر .

       (جـ) سلسلة الأنبياء كداود وسليمان وحتى زمن عيسى بلغوا فيما يبدو باللغة العبرية أو إحدى لهجاتها ، مع العلم أن داود مثلا قد تأثر في مزاميره بأناشيد إخناتون التي ترجمها مما يدل على علمه باللغة المصرية ، ومن المعروف لدى كل علماء المصريات الآن أن المزمور رقم 104 لداود يكاد يكون ترجمة حرفية لترنيمات إخناتون في الوحدانية ، فهل كانت اللغة المصرية في ذلك العهد هي لغة أهل الزمان أو كانت لغة عالمية لكل من أراد أن يعبر .

       ومن المعروف أيضا أن النبي سليمان حتى ولو تكلم العبرية ، إلا أن الحكم المأثورة عنه تكاد تكون أيضا ترجمرة حرفية لحكم الحكيم المصري (أمنوبي) ، فهل أتقن هؤلاء الأنبياء اللسان المصري آنذاك أم كان هؤلاء المصريون - إخناتون وأمنوبي - من الأنبياء الذين قال فيهم رب العزة لرسوله : (ومنهم من لم نقصص عليك) أم نقلوا عن أنبياء لا نعرفهم ، أم اقتضت عالمية اللغة المصرية ذلك ؟!

       حتى نبي الله عيسى كما يذكر لنا التاريخ المسيحي كان قد قضى طفولته في مصر، وهذا ثابت في رحلة العائلة المقدسة ، فلا مندوحة من التسليم أنه كان يعرف اللسان المصري آنذاك والمعروف لنا الآن باللغة القبطية . فلما عاد إلى فلسطين بلغ بلهجة من لهجات العبرية ، ربما اللهجة الآرامية .

       حتى أن أحد حوارييه - مرقص - الذي كلف بنشر الدعوة في مصر وأسس الكنيسة المرقصية بها والتي ما زالت هي مذهب القبط حتى الآن ، لا بد وأن يكون قد عرف اللسان المصري وإلا كانت دعوته للمسيحية في مصر كقبض الريح وغير ذات مضمون كبير وغير مفهومة بدون وسيط اللغة .

       ( د) ولا نريد في هذا المقام أن نشير قضايا كبرى مثل مصرية سيدنا إبراهيم وسيدنا لوط عليهما السلام ، أو نقول إن نوحا عليه السلام كان مصريا ، وسنفرد إن شاء الله لكل منهم كتابا يثبت ذلك .

       ونستطيع من كل ذلك أن نستنتج حقيقة تاريخية هامة ألا وهي :

       اللغة المصرية القديمة والمعروفة الآن تحت مسمى "اللغة الهيروغليفية" كانت لغة عالمية ، وكانت لسان العصر لكل من أراد أن يعبر أو يكتب أو يتكلم ، ربما لا نبالغ إن قلنا حتى بعثة نبينا محمد (صلعم) .

الملحوظة الثانية :

       أن بعض هذه الرموز التي تصدرت بها بعض السور القرآنية مثل : ق ، ص ، ن ، لها شكل مميز شبيه بصورة الأفغال في اللغة المصرية القديمة ، وبالذات أنها لا تحمل نهايات في آخرها ولا تتغير مع تغير الفاعل أو المفعول به ، فإن لها  صورة واحدة هي صورة المفرد المذكر حتى وإن اختلف فاعلها من حيث التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية أو الجمع ، وتأكيدا لهذا الكلام نستعرض الآتي :

خصائص اللغة المصرية القديمة

  1. اللغة المصرية لا تعرف أداة التعريف أو النكرة ، وفي تفاصيل هذا ، انظر كتاب : Egyptian Grammer لمؤلفه Sir Alan Gardiner فقرة رقم 21 .

  2. كما هو الحال في اللغات السامية توجد في اللغة المصرية أنواع الجمل من اسمية وفعلية ، فقرة 27 ، 28 نفس المرجع .

  3. قد يأخذ الفعل شكلا واحدا في جميع الأزمنة ، فقرة رقم 30 .

  4. قد تحذف نهايات الجمع والمثنى كما هو موضح بالفقرة 74 .

  5. أداة العطف - الواو - لا توجد على الإطلاق ، فقرة 91 .

  6. يحذف الفاعل إذا كان معروفا من السياق أو متوقعا أو غامضا ، فقرة 145 .

  7. الديانة المصرية القديمة كانت تؤمن بالحياة بعد الموت وبالحساب بعد البعث ومن ثم فقد اشتملت مفرداتها على كلمات في هذا الاتجاه بل وتغطي كل مناحيه ، بل وكل الغيبيات .

       ولا نريد هنا أن نسهب في شرح هذه السمات ولكن لأهميتها سنتناولها ثانية في حينه أثناء شرح معتى الرمز في السور ولكنا نجد أنفسنا هنا وفيما يخص الرموز التي في أوائل السور القرآنية نسلم بأنها كلمات من اللغة المصرية لما وجدناه من تشابه كبير من سمات تلك اللغة .

    والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بكل إلحاح : ماهي علاقة اللغة المصرية القديمة .

  • أولا باللغة العربية ؟

  • وثانيا بالجزيرة العربية ؟

  • وثالثا وأخيرا بلغة القرآن الكريم ونصوصه ؟

      وللإجابة على هذه التساؤلات نقول :

      أولا :  تعتبر اللغة المصرية من أقدم لغات العالم على الإطلاق ، ومن ثم فقد أثّرت وأثْرت اللغات الأخرى بتأثيراتها وثرائها ، ولسنا هنا في مقام تحديد أي اللغات أقدم من الأخرى ، ولكنا هنا سنعجب كل العجب عندما نجد كلمات لا تعد ولا تحصى موجودة في قاموس اللغة المصرية وموجودة أيضا في معجم لغتنا العربية نسوق منها على سبيل المثال لا الحصر : مادة  ب ر ك :

       وسندهش كثيرا حين نرى كل هذه المعاني في المعجم العربي .

      وثانيا :  علاقة اللغة المصرية بالجزيرة العربية ؛ فالجزيرة العربية وهي الأرض التي بارك الله فيها للعالمين ولا ريب ، وهي الأرض التي اختصت ببيت الله الحرام ، ولكننا وللمفاجأة نجد أن معظم مسمياتها من أسماء للأماكن والمدن والجبال بل وبعض أسماء القبائل والنبات والحيوان ، نجد أنها مسميات معجمة لا تبوح لنا اللغة العربية بسرها ، وحيث إننا لسنا من أنصار المبدأ الذي يقول بأن "الأسماء لا تعلل" فقد رأينا من واجبنا أولا : أن نشير إلى تلك المسميات ، وثانيا : محاولة توضيح أصولها وإلى ما قد تدل عليه من معنى .

      فأسماء المدن والأماكن مثل : تيماء ، فدك ، تبوك ، الحجاز ، خيبر ، حصن نطاه ، حصن الوطيح ، مكة ، والطائف ويثرب . . . إلخ هي أسماء معجمة ليس في اللغة العربية إمكانية لتوضيحها ، نوضح بعضا منها فيما يلي :

 تيما :  وتكتب بالمصرية هكذا :   وتعني : الأرض الجديدة أرض الحقيقة ، المصريون الذين قدموا من ناحية البحر .

 الحجاز :  وتكتب هكذا :    وتعني النور .

 خيبر : وتتكون من مقطعين وتكتب هكذا :    وتعني (كتيبة أو فصيلة) الألف جواد (سلاح الخيالة) .

 حصن نطاه : وتكتب هكذا :  وتعني نوع من العمالة .

 حصن الوطيح ، وطيح : وتكتب هكذا :    وتعني : الذين يعملون في صهر الذهب (الصاغة) .

 مكة (بكة) : سيأتي شرحها في كتابنا القادم إن شاء الله (الكلام للمؤلف) .

 يثرب : سيأتي شرحها مع شرح سورة البقرة (سنتعرض لها ضمن الأمثلة) .

 الطائف : وتكتب هكذا :    وتعني الشرقية أو الأرض الشرقية (وهي تقع فعلا في شرق مكة المكرمة تماما) .

       وأسماء الجبال : آرة ، ابلى ، برثم ، بس ، ثبير ، تعار ، حراء ، خطمة (هضبة) ، رضوى ، سن ، ضعاضع ، عرفات ، عن ، عير ، قرقد ، معدن إبرام ، مغار ، هكران ، يسوم . . . إلخ .

       وإليك بعض النماذج لأسماء الجبال :

 برثم : وتكتب بالمصرية هكذا :    وتعني : بيت (مكان) النار (في الأولى) ، بيت التفكر (في الثانية) .

 يس : وتكتب هكذا :    أو هكذا :    وتعني في الأولى : سر ، أو في الثانية : المهجر .

 تعار : وتكتب هكذا وهي مقطعان :    وتعني : أرض الماعز ، أو أرض الحجر النفيس .

  حراء : وتكتب هكذا وهي مقطعان :    وتعني : أطلال أو خرائب ناتجة بسبب الكواكب والنجوم .

  خطمة : وتكتب هكذا :    وتعني الكنز .

  عن : وتكتب هكذا :    وتعني : المغطى بالحجر الجيري ، أو ربما الجميل .

  عرفات : وتكتب هكذا :    وتعني : بوابة السماء أو باب السماء أو سلم السماء أو مكان الصعود إلى السماء .

 ومن أسماء النبات : العرتن ، العرعر ، العرفط ، العشرق ، والهمقع . . . إلخ .

 عرتن : وتكتب هكذا :    وتعني : نوع من البقوليات ربما العدس .

 عشرق : وتكتب هكذا :    وتعني : مضاد (حيوي) لحالة ما يسمى الشرقة أو الغصة .

 همقع : وتكتب هكذا :  وتعني : مادة للسخونة أو القيء ( ويبدو أنها نباتات كان لها استعمالات طبية) .

       ومن أسماء القبائل والطوائف والجماعات : أوس ، ثقيف ، جسر ، جشم ، خثعم ، خزاعة ، فهر ، قريش ، هوزان . . . إلخ

       كل هذه المسميات ليس لها أي معنى في اللغة العربية ، وسنقدم الآن ترجمة لبعض النماذج منها لنثبت أن هذه المسميات لها أصول في اللغة المصرية القديمة :

 أوس : وتكتب هكذا :    وتعني : الإدارة (وسنتكلم عنها بإفاضة في كتابنا القادم) .

 ثقيف : وتكتب هكذا :  وتعني معسكر (عسكري) مقر الكتيبة او الفصيلة. (الكلمة الأولى تعني حرفيا : أخلاق وصفات الموظفين ، وربما أن كلمة "ثقافة" مشتقة من هذه الكلمة بناء على ذلك) .

 جسر : وتكتب هكذا :    وتعني : المقدس ، الحرام ، العظيم ذو الشرف .

       أضف إلى ذلك أن جميع أسماء القبائل اليهودية التي تواجدت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كلها أسماء من اللغة المصرية على عكس ما كان متوقعا أن تكون عبرية مثلا : خزاعة ، قريظة ، النضير ، الاوس ، الخزرج ، قينقاع . . . إلخ ومصطلحات مثل : أطم أو آطام وصياصي وغيرها .

       وترجمة بعضها من اللغة المصرية كما يلي :

  النضير - نضير : وتكتب هكذا :    وتعني : الملك .

 قينقاع : وتكتب هكذا :    وتعني : كتيبة الألف من الحرس الملكي (المدافعين) .

 خزاعة : وتكتب هكذا :    وتعني : كتيبة (هيئة) الألف من الموظفين الملكيين .

 أطم أو أطمة : وتكتب هكذا :    وتعني : مزرعة ، أيضا بمعنى عزبة أو أبعادية .

* * *

       ثالثا :  علاقة اللغة المصرية بالقرآن الكريم :

       نعرض فيما يلي لبعض النماذج لكلمات في القرآن الكريم ، علاقتها باللغة العربية ضعيفة ، ولذا نجدها موضحة بآيات تشرح معناها أو تتساءل عن مرادها ومفادها :

      أمثلة :  (كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ {4} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ {5}) و (الْحَاقَّةُ {1} مَا الْحَاقَّةُ {2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ {3}) و (الْقَارِعَةُ {1} مَا الْقَارِعَةُ {2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ {3}) . وكلمات مثل : حور عين ، الصاخة ، علق ، برزخ ، فردوس ، الطامة ، ونقدم شرح بعضها بشيء من التفصيل كما يلي :

 الطامة : وتكتب بالمصرية هكذا :   وتعني : المختبئة أو المخفية أو المفاجئة الشاملة .

 علق : وتكتب هكذا :    وتعني : العقل والفهم والإدراك .

       " وقد وردت كلمة - علق - في سورة العلق وسميت السورة بها ، وهي أول آيات تتنزل من القرآن ، وقد وجد المفسرون تشابها بين هذه الكلمة وكلمة - علقة - فقالوا إن معناها تلك المرحلة من التخليق للجنين ، ونرى أن هذا الكلام يجانبه الصواب ؛ فكلمة علقة لم تأت في القرآن إلا في هذه الصورة المفردة المؤنثة ، وهي ليست أول مراحل التخليق في الجنين وليست آخرها ، هذا بالإضافة إلى أن معنى كلمة علق في سياق الآية لا يوحي أبدا بمعنى كلمة علقة فلنقرأ النص : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5}) .

       وكما قلنا فهذه الآيات هي أول ما تنزل من القرآن ، ولا يعقل أن تبدأ السورة بكلمة - اقرأ - وهي من وظائف الفكر والمعرفة والعلم وباسم الله الخالق العليم ، ثم يتبع ذلك تذكير بعملية الخلق المهين (من ماء مهين ، كما ورد فيما بعد من آيات في سور أخرى) ، ولا سيما أن الآية التي تليها - اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ  - فقد خلق الله الإنسان وكرمه لا لانه خلقه من علقة ولكن لأنه اختصه دون سائر المخلوقات التي لا علاقة لها على الإطلاق بكلمة علقة . وإذا تدبرنا الآيات : لوجدنا أن الأمر للرسول بالقراءة باسم الله الذي خلق ، وهذا الخلق عام ينطبق على كل ما خلق الله ، أما خلق الإنسان من علق فهذا خلق آخر وتمييز للإنسان عما سواه ، فلا يصح أن يكون معنى علق يساوي علقة فما هذا بتمييز للإنسان عن سائر الحيوانات (لاحظ أن تكرار كلمة خلق ليس من نوع التكرار الذي لا يفيد بل قمة البلاغة) ، وتكريم الله للإنسان (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ) أن ميزه بالعقل ، ولهذا نجد الآيات التالية تسير معنا في هذا الاتجاه ، فالله الذي علم بالقلم - لاحظ أن مهمة التعليم بالقلم هي وظيفة لا تنطبق إلا على جنس الإنسان ، فقد علم الله الغنسان أي أعطاه القدرة على العلم والتعلم ثم علمه ما لم يعلم ، وبشرح كلمة علق بهذا المعنى كانت موجودة في اللغة العربية القديمة وتوارت بقلة استعمالها) يتضح المعنى الحقيقي للآيات" .

 الصاخة : وتكتب هكذا :    وتعني : الضربة ، التي تصيب بالصمم ، الإنذار والإيذان بالحلول والتهديد .

 الحاقة : وتكتب هكذا :    وتعني : الساحقة الكبرى .

 الحطمة : وتكتب هكذا :    وتعني : مكان القصاص ، مكان العذاب الأكبر في الآخرة . وله علاقة أيضا بانصهار المعادن كالنحاس مثلا . والفعل من هذه الكلمة : يكفرعن سيئاته ، يدفع مقابل ما أذنب (وكل هذه المعاني تدور في عالم الآخرة) . والصفة : الملعونون ، أعداء الله .

 حور عين : وتكتب هكذا :    وتعني : الوجوه الجميلة (جمالا حقيقيا) .

 سَمْك : (رفع سمكها فسواها) وتكتب هكذا :    وتعني : الأعمدة والعائم الحاملة والأساطين .

 فردوس : وتكتب هكذا :    وتعني : دار البقاء الأبدية .

 برزخ : وتكتب هكذا :    وتعني : بيت الحماية ، بيت التذكر أو الذكرى . . . وغير هذه الكلمات والتعبيرات كثير .

       وكلها كلمات تصف إما ما يحدث في الآخرة أو ما يدور في الملأ الأعلى ، وهذا يذكرنا بالآيات في سورة البقرة : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) ، فبأي لغة علم آدم ، أعلم باللغة المصرية القديمة ، حيث أنها أقدم لغات العالم ؟ وهل كانت لغة آدم لما هبط إلى الأرض هي اللغة المصرية ؟؟!!

       فنحن لسنا من أنصار من يصورون الإنسان البدائي في هذا الشكل الممقوت الذي يصور به الإنسان وكأنه لا يعلم شيئا ولا يتكلم لغة مفهومة وانه هو الذي طور لغته بنفسه ، فإن كان الأمر كذلك ، فأين ما علم آدم ، وأين التكريم الذي كرمه الله للإنسان ؟

       ونحن نرى أن آدم لما نزل إلى الارض كان معلَّما ، وكان يتكلم اللغة التي عُلمها ، وهبط إلى الأرض فسكن أرض مصر - جنة الرب كما يقول عنها اليهود في كتبهم - فصارت لغته التي عُلمها في السماء هي لغة أبنائه وأحفاده من بعده ، وصارت إلى اللغة المصرية التي نتكلم عنها في كتابنا هذا .

       وهل اللغة المستخدمة في الكلام في الملأ الأعلى هي اللغة المصرية ؟؟!!

       ونحن نرى أيضا أن الكتب السماوية الأولى ربما كانت تحمل إشارات إلى هذه المعلومة كصحف إبراهيم وتوراة موسى الحقيقية ، مؤداها أن لغة الملأ الأعلى هي تلك اللغة التي تسمت فيما بعد باللغة المصرية ، وان هذه الإشارات في أوائل السور القرآنية تصح ان تكون المفتاح السري الذي يتم من خلاله التعرف ما إذا كانت رسالة محمد من عند الله ، فخاصة الخاصة من أحبار اليهود كانوا يعلمون هذه الشفرة ومن خلالها آمن منهم من آمن واستكبر من استكبر ، فهم ولا شك في ذلك كانوا ما زالوا يعرفون اللغة المصرية حتى على عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي لغتهم في الأصل (وليس العبرية كما يتوقع) .

       أم أن اللغة التي علمها آدم في الملأ الأعلى كانت مختلفة بدليل أن الملائكة لما سئلوا عن تلك الأسماء لم يعرفوها (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) .

       على أي حال فهذا الموضوع لا نستطيع الآن أن نبت فيه بكلمة نهائية إلا بعد بحثه علميا مدققا في مناسبة أخرى ، ولعلنا بهذه الإشارات نفتح الباب لغيرنا لبحث الموضوع مستقبلا .

الفائدة والهدف المرجو من هذا البحث ومنهجه

       المنهج الذي سنستخدمه في كتابنا هو :

        تحديد الرموز القرآنية المعجمة التي في أول السور الـ - 29 ، وإعادة كتابتها بلغتها الأصلية ، ثم البحث في معانيها في قاموس اللغة المصرية القديمة ، ثم التأكد من صحة معناها في السياق ، سواء بالحس اللغوي التفسيري أو بما نستطيع الحصول عليه من كتب السيرة والسنة من إشارات في هذا الاتجاه .

       وهدف هذا الكتاب :

  1. تعيين اللغات المقدسة (- اللغة المصرية القديمة ، اللغة البابلية وعلى وجه التحديد في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد ، واللغة العبرية ن اللغة العربية -) وإعلاء شأنها على سائر اللغات ، حتى نتفادى أن يفسر مجتهد كلمات معجمة في القرآن الكريم بلغات أخرى غير المقدسة لمجرد تشابه كلمة معها ؛ كأن يقول قائل في معنى (فرت من قسورة) : الأسد ، ويشرح كلمة قسورة بلغة اخرى (الحبشية) غير مقدسة مثلا (وكلمة قسورة أيضا كلمة مصرية وتعني : (رامي الحربة) . فإن هو فسر بها كلمة فلن تسمو تلك اللغة لتفسر كلمات أخرى ، وربما كانت تلك اللغة قد انتقلت إليها الكلمات من المصرية لانها ليست بأقدم من اللغة المصرية .

  2. لا بد وأن يأتي المنهج بثمرة ويضيف إلى تفسير الآيات ما يستأهل الأخذ بهذا المنهج .

  3. لا بد وأن يعاون المنهج على الكشف عن أسرار جديدة في القرآن ، من أسرار الله وعلوم وتاريخ . . . إلخ .

  4. واخيرا ليتضح معنى الآيات التي ورد بها الرمز في محاولة للوصول إلى مراد الله عز وجل .

  5. لتأكيد بلاغة القرآن حتى وإن احتوى بعض الكلمات المعجمة حيث غن وضعها في سياقها وتوظيفها في مكانها في الآيات يشير إلى بلاغة عالية رفيعة مما سنشير إليه في موضعه .

       فاستخدام المنهج المذكور ليس مجرد شرح مفردات أو أن كلمة ما تساوي كلمة أخرى من لغة أخرى وحسب ، بل لا بد وأن تضيف هذه المعلومة الجديدة كشوفا جديدة إلى تفسير النص ، وشرحها يساعد في توضيح المراد الحقيقي الذي أراده الله عز وجل ، وإلا كانت هذه العملية برمتها لا فائدة منها ولا طائل .

  • Currently 70/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 4293 مشاهدة

مؤلفا هذا الكتاب رجل وامرأة. أما الرجل فهو روبير سولي الروائي الفرنسي ذو الأصل المصري، فقد ولد في القاهرة وكبر فيها حتى سن الثامنة عشرة. وبعد ذاك سافر إلى فرنسا لإكمال دراساته ثم استقر فيها وأصبح كاتباً معروفاً وصحفياً أيضا. من أولى رواياته «الطربوش» التي نال عليها جائزة المتوسط عام 1992. ومن أهم كتبه الفكرية «مصر، هوى فرنسي قديم»، ثم كتاب بعنوان «علماء بونابرت»، أي العلماء الذين رافقوا نابليون في حملته على مصر في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر.
 

أما الباحثة دومينيك فالبيل فهي مديرة معهد أوراق البردي وعلم المصريات القديم في جامعة «ليل الثالثة» بشمال فرنسا. كما أنها رئيسة الجمعية الفرنسية للدراسات المصرية. وتعتبر كتبها مراجع أساسية لمن يريد الإطلاع على الحضارة الفرعونية أو المصرية القديمة. نذكر من بينها: تاريخ الدولة الفرعونية (1998)، ثم الحياة في مصر القديمة (1988)، ثم علم المصريات (1991)، ثم الدولة والمؤسسات في مصر القديمة، من الفراعنة الأوائل إلى أباطرة الرومان (1992).

هذا وقد ترجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية الباحث ستيفن ريندال المقيم حاليا في فرنسا، وهو مختص بترجمة الكتب من الفرنسية والألمانية إلى الإنجليزية.

ومنذ البداية يقول مؤلفا الكتاب: ربما كانت حملة نابليون بونابرت على مصر فاشلة عسكرياً وسياسياً. ولكنها كانت ناجحة علمياً وثقافياً. فقد رافق الإمبراطور أكثر من مئتي عالم من شتى الاختصاصات، وهم الذين أسسوا علم المصريات القديمة وجمعوا معلومات هائلة عن وادي النيل وحضارته. ولكن أشهر حجرة أثرية اكتشفها علماء نابليون هي تلك الحجرة التي عثروا عليها في يوم 19 يوليو عام 1799 بالقرب من مدينة صغيرة تدعى «رشيد» وقد اكتشفها بالصدفة بعض الجنود والعمال الذين كان يقودهم ضابط شاب يدعى «بوشار». فقد وقعوا على حجرة من الجرانيت الأسود ما كان ينبغي أن توجد هنا أبداً. وعندئذ ابتدأت مغامرة علمية لا تكاد تصدق.

لكن من هو «بوشار» هذا الذي دخل التاريخ بالصدفة؟ انه ابن عائلة فرنسية متواضعة تسكن منطقة «الجورا» القريبة من الحدود السويسرية. وقد دخل جيش نابليون وهو صغير ثم ترقّى في المناصب حتى أصبح ضابطاً مختصاً بشئون الهندسة المدنية والعسكرية، وقد رافق حملة نابليون الى مصر وأصبح مسئولا عن مدينة «رشيد» ونواحيها.

وقصة اكتشافه للحجرة الشهيرة هي التالية: لكي يبني تحصينات دفاعية على الضفة اليسرى من النيل فإنه راح يهدم قلعة مصرية قديمة من أجل استخدام حجارتها في البناء الجديد، وعندئذ وقع بصره على حجرة الجرانيت التي تبلغ متراً واحداً من حيث العلو، ويصل عرضها إلى 73 سنتيمتراً وثخانتها إلى 27 سنتيمتراً. وقد نقشت عليها نصوص ثلاثة بثلاث لغات مختلفة، ولا ريب في أنها كانت قد فصلت في زمن ما عن نصب تذكاري ضخم ثم جلبت إلى هذه المنطقة لكي تستخدم في بناء القلعة، وعندما شعر الضابط «بوشار» بأهميتها استخرجها من الجدار وعزلها على حدة. ثم اتصل بمهندس الجسور والطرقات «ميشيل آنج لانكري» الذي كان ماراً بالصدفة في مدينة «رشيد» وطلب منه المعونة لفهم مغزى هذه الحجرة وأهميتها.

والشيء اللافت للانتباه في هذه القصة ليس هو اكتشاف الحجرة وإنما اكتشافهم فوراً للأهمية العلمية التي يمكن أن تنطوي عليها، فمنذ اللحظة الأولى شعر الفرنسيون وكأنهم وضعوا اليد على الكنز، فهل يعود الفضل إلى بوشار؟ أم الى لانكري؟ على أي حال فإن هذا الأخير اتصل فوراً بمعهد مصر الذي أسسه الفرنسيون فور وصولهم والذي كان عضواً فيه. وبعد أسبوعين طلب من بوشار نقل الحجرة الشهيرة الى القاهرة عن طريق قارب يعبر نهر النيل.

وما أن وصلت الحجرة إلى القاهرة حتى التف حولها العلماء وراحوا يدرسونها بعناية، وراح الباحثون يمضون ساعات طوال وهم يتساءلون عن معنى النصوص الثلاثة. كان الأول مبتوراً من ثلثيه ومكتوباً باللغة الهيروغليفية. وأما الثاني الذي اعتقدوا للوهلة الأولى بأنه مكتوب بالسريانية فإنه في الواقع كان مكتوباً باللغة الديموتية: أي الكتابة الشعبية بمصر القديمة. وهي كتابة ظهرت قبل ستمئة وخمسين عاماً من ميلاد المسيح. وكانت تستخدم للمراسلات الجارية في المراسيم الأدبية والدينية.

وأما النص الثالث فكان يحتوي على أربعة وخمسين سطراً باللغة اليونانية، وكان ذلك بمثابة حظ كبير لأن العلماء ما كانوا يستطيعون فهم أي شيء غيره. فاللغة اليونانية معروفة، وبالتالي يمكن تفسير النص. وبعد ان قرأوا عرفوا انه عبارة عن مرسوم صادر عن كهنة «ممفيس» وهم يبتهلون فيه للفرعون بطليموس وذلك عام 192 قبل الميلاد. في الواقع إن كهنة المدن المصرية كان من عادتهم أن يجتمعوا في مدينة ممفيس غالباً لكي يصدروا الأوامر والمراسيم. وكانت هذه المراسيم محفورة أو مكتوبة بعدة لغات ومنقوشة على جدران المعابد المختلفة. وفهم علماء نابليون أن النصوص الثلاثة تتحدث عن الشيء نفسه ولها بالتالي ذات المضمون، فالنص الهيروغليفي كان قد ترجم إلى اللغة الديموتية الشعبية لكي يفهمه الشعب البسيط، ثم ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهمه اليونانيون المقيمون في مصر.

أخيراً عثر العلماء على نص مكتوب بثلاث لغات.. يا له من حظ! فقد أصبح ممكنا لأول مرة في التاريخ فهم اللغة الهيروغليفية عن طريق المقارنة، ومعلوم ان سرها بقي مستعصياً على العلماء منذ القرن السادس الميلادي. وقد تكسرت رؤوسهم من كثرة ما قرأ وها وحاولوا فك ألغازها ثم فشلوا.. وهاهم لأول مرة يجدون النص نفسه مكتوباً بها وباللغة اليونانية. وبما ان اليونانية معروفة لديهم جيداً فقد أصبح بالا مكان فهم اللغة الهيروغليفية أو البدء في فهمها.. ولكن بانتظار التوصل الى ذلك ينبغي ان ينقلوا نسخاً طبق الأصل عن النص، وهو عمل استغرق عدة أسابيع، ثم دخلوا بعدئذ في صلب الموضوع. وعندما قارنوا بين النصين وجدوا أن النص الهيروغليفي لا يحتوي إلا على 32 سطراً، هذا في حين أن النص اليوناني يحتوي على 54، كما قلنا. فما العمل؟ حاولوا أن يعيدوا كم من المرات تكرر اسم الفرعون بطليموس، فوجدوها 11 مرة في كلا النصين، ولكنهم بعدئذ لم يستطيعوا التقدم خطوة واحدة في فهم أسرار اللغة الهيروغليفية، لقد اصطدموا بالجدار المسدود.

ولن تنجح العملية إلا في أوروبا، وبعد عدة سنوات من ذلك التاريخ، وعندئذ تسابق عالمان، الأول إنجليزي والثاني فرنسي على فك اللغز. الأول يدعى توماس يونغ والثاني فرانسوا شامبليون، وكان الفرنسي أكثر عبقرية فنجح في فهم أسرار اللغة الهيروغليفية بعد سنوات طويلة من البحث والجهد. في الواقع أن اللغة الهيروغليفية هي لغة ميتة. ولولا حجرة رشيد لما استطاع العلماء فهم حروفها وكلماتها إلا بعد أجيال وأجيال. من هنا جاءت أهمية هذه الحجرة التي اكتشفت عن طريق المصادفة المحضة.

في 27 سبتمبر من عام 1822 كتب شامبليون تقريراً عن اكتشافه وأرسله إلى أكاديمية النقوش والآداب الجميلة في باريس، وقال لهم بما معناه: ان اللغة المصرية القديمة، أي الهيروغليفية، ذات حروف تشكيلية، أو رمزية، وصوتية في آن معاً. وهكذا كشف النقاب عن سر هذه اللغة بعد 13 قرناً من البحث المضني والعذاب.

ولكن «بوشار» الذي اكتشف الحجرة لن يتاح له العمر لكي يفهم نظرية شامبليون ويطلع عليها، فقد مات في سن الواحدة والخمسين بعد مرض طويل وعضال، وبعد أن ساهم في 18 حملة عسكرية لنابليون! وكذلك بعد أن أسر خمس مرات، ولكن... لقد ارتبط اسمه إلى الأبد باكتشاف الحجرة الشهيرة التي أدت إلى فهم أسرار اللغة الهيروغليفية، أصعب لغة في العالم.

لكن من هو شامبليون، بطل هذا الاكتشاف؟ ولد عام 1790 ومات في باريس عام 1832. هذا يعني انه لم يعش أكثر من 42 عاماً، ومع ذلك فقد خلّد اسمه في التاريخ كأحد كبار المكتشفين. في الواقع انه كان مهووساً باللغة الهيروغليفية منذ نعومة أظفاره. وكان يحلم بفك ألغازها يوما ما. ولذلك ابتدأ بدراسة اللغات الشرقية وبشكل خاص اللغة القبطية. وقد ابتدأ بجمع مادة بحثه وهو لا يزال أستاذا للتاريخ في جامعة غرونوبل، ثم أصبح عام 1826 مسئولاً عن عن قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر. وفي عام 1828 أُرسل في بعثة دراسية إلى مصر كي يسجل النقوش المكتوبة على الآثار المصرية. وفي عام 1831 عُين أستاذا في الكوليج دوفرانس، أعلى مؤسسة علمية فرنسية، أي أعلى من السوربون.

من أهم كتبه: خلاصة عن النظام اللغوي الهيروغليفي، ثم: رسائل مكتوبة في مصر ومنطقة النوبة، ثم آثار مصر والنوبة، ثم قواعد اللغة المصرية القديمة، ثم قاموس اللغة المصرية والكتابة الهيروغليفية.

لكن ما هي اللغة الهيروغليفية وما هي قصتها؟ يقول المؤلفان: أنها لغة مصر القديمة. وقد تحدث بها المصريون وكتبوها طيلة أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل أن تنقرض في القرن الرابع بعد الميلاد، فالامبراطور المسيحي تيودوز منع ممارسة الشعائر والطقوس الوثنية التي كانت سائدة في مصر القديمة. وبالتالي فلم يعد أي شخص يتجرأ على كتابة لغة هذه الطقوس على الحجر. على هذا النحو ماتت اللغة الهيروغليفية في وادي النيل. فبمرور القرون والأزمان لم يعد الناس قادرين على فك ألغازها ورموزها وحروفها. وهي غنية جداً بالرموز المنقوشة على الحجرة والمكتوبة على ورق البردي. وراح الناس يعتقدون أنها ذات طابع سري، بل وحتى سحري يستغلق فهمه على البشر! ولم يترك آخر الكهنة المصريين أي كتاب في النحو لكي يساعدنا على فهم آليات هذه اللغة. وعندما اكتشفت حجرة رشيد عام 1799 كان اللغز لا يزال مستغلقاً على جميع الأفهام والعقول. والإشارات الوحيدة التي كان يمتلكها العلماء عن هذه اللغة العجيبة والمحيرة للعقول كانت تجيء من مصدرين، الأول هو نصوص الكتّاب اليونانيين والرومانيين القدماء، والثاني هو مؤلفات بعض علماء أوروبا الذين حاولوا منذ عصر النهضة فك ألغاز هذه اللغة بشكل عقلاني.

فبما ان الاغريق والرومان سيطروا على مصر طيلة قرون عديدة فقد كان من المتوقع أن يهتموا بلغتها المحلية: أي لغة شعبها. والكثير من المؤرخين وصفوا هذه اللغة بطريقة ذكية ومرنة. ولكن أياً منهم لم يفهمها في الواقع. وأما المؤرخ الشهير هيردوت فيقول: يمتلك المصريون نوعين من الكتابة: الأولى تدعى مقدسة وهي لغة الكهنة، والثانية شعبية خاصة بعامة الناس. وبالتالي فاللغة الهيروغليفية كانت هي اللغة المقدسة بالنسبة للمصريين القدماء أو بالأحرى بالنسبة للكهنة وعلية القوم، ولكن إلى جانبها كانت توجد لغة شعبية أكثر بساطة ومفهومة من قبل عامة الناس.

ولا تزال الحضارة المصرية تثير أهواء الغربيين وإعجابهم، ولا تزال رفوف المكتبة الغربية تشهد باستمرار الكتب عن هذه الحضارة ولا يزال القراء يطلبون «المزيد».. وكتاب عن مغامرة اللغة الهيروغليفية.. انطلاقا من «حجرة رشيد» وما أفصحت عنه من أسرار.

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 796 مشاهدة

نظام العدد المصري القديم

       استخدم المصريون القدماء منذ أكثر من 5000 سنة رموزا للأعداد : الواحد ، العشرة ، المائة ، الألف ، العشرة آلاف ، المائة ألف والمليون . ولم يكن لديهم رمز للصفر ، كما أن نظامهم العددي لم بكن يعتمد على فكرة القيمة المكانية (أو الخانة آحاد - عشرات . . . إلخ) بل إن الرمز كان يكرر كثيرا ربما للدلالة على عدد نراه الآن بسيطا - بعد ابتكار النظام العشري ورمز الصفر وفكرة الخانة - وقد كانت اللغة الهيروغليفية هي لغة قدماء المصريين ، حيث كانت رموز الأعداد الهيروغليفية تكتب كما بالشكل أدناه :

الأرقام الهيروغليفية

        . .1. . . . . .. .10. . . . . .. .100. .. . . .. .1000

. . . . . . . . .. .10,000. . . . . . . .. .100,000. . . . . . . . .. ملـيـــون

مثال عددي

1,246,323

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 565 مشاهدة
نشرت فى 17 أغسطس 2010 بواسطة atef4english

العلامات المستخدمة في الكتابة:
تنقسم العلامات المستخدمة في الكتابة المصرية الي نوعين رئيسيين
الاول: علامات تصورية
الثاني:علامات صوتية

1- العلامات التصويرية:
و تعني الاشياء المرسومة بذاتها كما انها كانت في بعض الاحيان تعني افكارا وثيقة الصلة بالشيء المرسوم فمثلا العلامةتصور ادوات الكاتب و هي لوحة الكتابة و جفنة الماء و المقلمة.

2- العلامات الصوتية:و تشير الي نطق العلامات التصويرية و ادخال هذا النطق ضمن تركيبات اخري ذات معني. فالعلامة التصويرية السابقة تستعمل كعنصر صوتي في كلمةو معناها " كتابة " و في كلمة ومعناها كاتب
و تتم كتابة هذه الاصوات بحروف لاتينية و هو ما يعرف باسم "الدلالة الصوتية"

و سوف نبدا بالعلامات ذات الصوت الواحد و التي تعرف تجاوزا باسم الابجدية

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 1279 مشاهدة
نشرت فى 17 أغسطس 2010 بواسطة atef4english

وهنا نجد حقيقة تتجلى والتي تفيد بأن العرب هم أول من فك رموز هذه اللغة .. إذن أين شامبليون من ذلك ...
( عجبي أذكر أيام دراستي الجامعية كان شامبوليون هو من كان له الفضل في فك رموزها أما ماقراته في السطور القادمة " سطلني " يقول لي عقلي اذهبي إلى
 الجامعة وأخبريهم بقدم مقرراتهم التي لايختلف عليها اثنان ،، أتحسر لمعرفتي هذه الحقيقة في وقت متأخر كثيراً )

أطلت في التعقيب وإليكم الحقيقة المتجلية ...

كان الاعتقاد السائد لدى علماء الغرب الذين كانت لهم الريادة في علم المصريات منذ حملة نابليون على مصر في 1789وما تلاها من قيام العالم الفرنسي
 جان فرانسوا شامبليون بفك رموز الهيروغليفية في عشرينيات القرن التاسع عشر الميلادي، يتمثل في أن العرب
 والمسلمين كانوا يعتبرون مصر القديمة حضارة وثنية، ومن ثَم لم يبدوا أي اهتمام بها وبثقافاتها ولغتها.

وأقام الفرنسيون أول إدارة مصرية للآثار عرَّفت العالم بمصر القديمة عن طريق المقابر والمعابد والنقوش التي
كان يتم بها كتابة اللغة المصرية القديمة والتي كانت تكتب بثلاث طرق هي الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية.

لكن عكاشة الدالي المحاضر بجامعة لندن والذي يعمل مع متحف بتري
 للآثار المصرية أكد أنه قبل 1000 عام، حيث كانت الحضارة العربية على مشارف القمة، وتقترب من أوج عظمتها،ل
م يهتم باحثون عرب فقط بمصر القديمة، ولكن أيضًا استطاعوا الوصول إلى تفسير صحيح لبضعة رموز هيروغليفية.
وقال الدالي لرويترز: إنه عثر في مكتبات عدة من باريس إلى إستانبول على مخطوطات عربية تضم جداول تكشف المعادل الصوتي لرموز هيروغليفية، وتظهر تعرف 3 باحثين عرب
 بنجاح على ما مجموعه 10 من بين عدة عشرات من الرموز الهيروغليفية التي اعتقدوا أنها يمكن أن تشكل أبجدية صوتية.

لكن الأهم هو أنه عندما كان الأوربيون يعتقدون في القرون الوسطى أن
 الرسوم الهيروغليفية ليست إلا رموزًا سحرية تمكن العلماء العرب من اكتشاف اثنين من المبادئ الأساسية للهيروغليفية، أولهما
 أن بعض الرموز تعبّر عن أصوات، والآخر أن الرموز الأخرى تعبر عن معنى الكلمة بطريقة تصويرية، بحسب الدالي.

قبل شامبليون بقرون!

وأعطى الدالي مثالين محددين لعالمين مسلمين لإظهار أن المعرفة بالهيروغليفية كانت لا تزال حية عندما جاء المسلمون إلى
 مصر. وقال: «لقد افترض المسلمون أن مصر كانت أرض العلم والسحر والحكمة، ومن ثَم أرادوا تعلم الهيروغليفية للولوج إلى هذه المعرفة».

وأوضح أن أولهما كان أحمد بن أبي بكر بن وحشية، وهو عالم
عاش في العراق في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين وكتب في كل شيء من الكيمياء إلى البيئة فالزراعة وثقافات ما قبل الإسلام.
وتمت ترجمة مؤلف ابن وحشية عن أنظمة الكتابة القديمة وعنوانه «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام» إلى الإنجليزية ونشر في لندن عام 1806 قبل أن يبدأ شامبليون عمله
 على حجر رشيد الذي استطاع به فك رموز الهيروغليفية عن طريق قراءة نص منقوش عليه بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية.

وقال الدالي: «الشيء المهم أنهم أدركوا (المسلمون) أنها ليست صورًا كما كان سائدًا بين الكتاب الكلاسيكيين» في أوربا.
وأضاف مؤكدًا: «كان ابن وحشية أول باحث على الإطلاق يتحدث عن الرموز الدالة على المعنى والتي وصفها في فقرة يمكن أن يتباهى بها أي باحث حديث».

أما الباحث الآخر فهو الصوفي ذو النون المصري الذي نشأ في صعيد مصر ببلدة
 أخميم في بداية القرن التاسع الميلادي عندما كان أغلب السكان المحليين لا يزالون يتحدثون القبطية سليلة لغة المصريين القدماء، بحسب الدالي.

وما كان شامبليون ليستطيع فك
رموز الهيروغليفية بدون معرفته للقبطية التي اندثرت من حياة المصريين اليومية في العصور الوسطى ولا توجد سوى في قداسات الكنيسة المصرية.
وقال الدالي: إن المخطوط الذي حصل عليه يظهر أن ذا النون المصري كان يعرف القبطية وبعض الديموطيقية وبعض الهيروغليفية أيضًا.
وكانت الديموطيقية اختزالاً للهيروغليفية واستخدمها الكتاب الذين لم يكن لديهم وقت لكتابة الرموز كاملة. وبينما ساد الاعتقاد بأن الهيروغليفية اضمحلت بعد الغزو الروماني في عام
 30 قبل الميلاد استمرت الديموطيقية لفترة أطول. وفي جزيرة فيلة بجنوب مصر اكتشفت كتابة جدارية بالديموطيقية ترجع إلى عام 450 ميلادية.
ويقول الدالي: إن الباحثين المسلمين لم يكشفوا كيف عرفوا اللغة المصرية القديمة، ولكنه لا يستبعد احتمال استمرار بعض أنظمة الكتابة القديمة في صعيد مصر.
وأضاف: «المشكلة في علم المصريات الافتراض بأن المعرفة باللغة المصرية القديمة اندثرت تمامًا بقدوم الإسلام».
ويتفق الدالي مع الرأي السائد بأنه في بداية العصر الحديث كان أغلب العرب والمسلمين
لا يهتمون بالثقافات القديمة. ولكنه لاحظ أن الباحثين استمروا في نسخ المخطوطات الإسلامية القديمة عن مصر القديمة وذلك حتى القرن الثامن عشر.
وأرجع الدالي هذه الفجوة المعرفية إلى اقتصار كل من علماء المصريات والدراسات العربية على دراسة مجالات تخصصهم.
وقال الدالي: «من المؤسف أنني أول من فعل هذا.. لقد تعاملت مع بضع مئات من المخطوطات فقط، وهناك ألوف أخرى منها».

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 2112 مشاهدة

بعد أن أسدل التاريخ الستار عن الحضارة المصرية القديمة ونسي العالم اللغة الهيروغليفية وكل ما يتعلق بقراءتها وكتابتها حدث اعظم كشف في علم المصريات عام 1799
(وذلك أثناء حفر الأساسات لتقوية قلعة سميت بعد ذلك بقلعة جوليان البريطانية في رشيد) عثر أحد العسكريين البريطانيين ويدعى "بوشار" على الحجر الذي نسميه
 الآن حجر رشيد وعندما عرض هذا الحجر على المتخصصين في بريطانيا أدركوا أهميته حيث وجدوا فيه نصاً هيروغليفياً تم ترجمة يونانية يمكن قراءتها

وجدوا أيضاً نفس النص مكتوب بالخط الديموطيقي . وبذلك نجد أن الحجر يحتوي على لغتين : اللغة اليونانية واللغة المصرية بخطين مختلفين ولمدة 20 عاماً من وصول الحجر لبريطانيا
 عكف الدارسون في محاولة لفك الرموز. و بالفعل حدث أول نجاح عام 1820م على يد أحد الدبلوماسيين السويديين يسمى" توماس اكربال " الذي
 تمكن من التعرف على عدد من الأسماء مثل : بطليموس وذلك بمقارنة النص اليوناني بالنص الديموطيقي كما تم التعرف علي بعض الكلمات الأخرى.

وبعده تمكن "توماس يونج " من إثبات أن العلامات والرموز

الهيروغليفية المكتوبة داخل الإطار البيضاو

ولم يتحقق بعد ذلك أي نجاح يذكر حتى ظهر العالم الفرنسي شامبليون (1790-1832)الذي
 كان له أعظم التأثير في معرفة طريقة قراءة وكتابة اللغة الهيروغليفية، وما أهله لذلك هو إتقانه للغة القبطية في
 سن مبكرة فترجم النص اليوناني إلي القبطية وعن طريقه نجح في التوصل إلي بعض قواعد نقش الهيروغليفية
 ثم بحث عما ترجمه الي القبطية في النص الهيروغليفي للاهتداء إلي الكلمات الهيروغليفية المقابلة لمثيلاتها في
 القبطية ولكنه وجد صعوبة شديدة لأن النص الهيروغليقي كتب حسب العادة المتبعة بدون فواصل بين الكلمات
 وبعد تمكنه من حل كثير من الرموز استخدم الأسلوب العكسي ليترجم من الهيروغليفية إلي القبطية ما استطاع
 تمييزه منها ليعرف معناها ،ولكن هذه الطريقة لها محاذيرها حيث أن الكلمات الهيروغليفية التي دخلت إلي
 اللغة القبطية عددها قليل جداً بالنسبة لمجمل الكلمات الهيروغليفية وأيضاً بسبب تطور الكلمات القبطية
 بحيث يصعب معرفة أصولها . لذا فقد استخدم بعد ذلك الاستنباط عن طريق الوصول إلي المعنى
من ورود الكلمة في أكثر من سياق وكذلك أمكن الرجوع إلي اللغة العبرية التي حافظت على
 كثير من الكلمات المشتركة في مجموعة اللغات السامية. و بذلك أمكن الكشف عن كثير من معان اللغة المصرية القديمة.

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 1377 مشاهدة
نشرت فى 17 أغسطس 2010 بواسطة atef4english

عاطف احمد عبد الحليم

atef4english
الاسم / عاطف احمد عبد الحليم متزوج و لدي ثلاث اولاد حاصل علي ليسانس اداب وتربية عين شمس حاصل علي دبلومة مهنية حاصل علي دبلومة خاصة حاصل علي شهادة انتل حاصل علي شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر حاصل علي دورة انترنت متقدمة من معهد تكنواوجيا المعلومات التابع لمجلس الوزراء حاصل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

521,569