المدخل التقني في تعليم اللغة العربية..
(مفهومه وأسسه ومطالبه وتطبيقاته)
ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العالمي الأول للغة العربية وآدابها:
إسهامات اللغة والأدب في البناء الحضاري للأمة الإسلامية
إعداد:
د . مرضي بن غرم الله حسن الزهراني
الأستاذ المساعد في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية
جامعة أم القرى - كلية التربية
للغة العربية مكانة عظيمة ومنـزلة رفيعة ،فهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، نزل بها القرآن الكريم فنالت بذلك شرفاً عظيماً أكسبها الخلود والبقاء إلى يوم الدين . فهي وعاء الثقافة ، ورمز الهوية ، وعنوان تقدم الأمة ، وازدهارها حضارياً ، وثقافياً، وفكرياً ، كما أنها مصدر عز الأمة وبقائها ؛ من هنا وجب الحفاظ عليها وحمايتها ، والعمل على انتشارها ؛ لأن ذلك من صميم الدفاع عن مقومات الشخصية العربية الإسلامية، والذود عن مكونات الكيان العربي الإسلامي ، وعن خصوصيات المجتمعات العربية والإسلامية ، وعن الركيزة الأولى للثقافة العربية ، والحضارة العربية الإسلامية فهي ركن أساس من أركان الأمن الثقافي والحضاري والفكري للأمة العربية والإسلامية في حاضرها ومستقبلها ( التويجري ، 14هـ ، ص54 ) كما أنها تحقق للفرد وظائف عدة: اجتماعية ، ونفسية، وتربوية، فهي وسيلته في التفاعل والتعامل ، والتوازن النفسي ، والتكيف الاجتماعي ، كما أنها نافذته التي يطل منها على الماضي بأصالته والحاضر بتجديداته ، وحيث ذلك فلابد أن يسيطر عليها ويتمكن منها ،ويمتلك مهاراتها فالسيطرة على اللغة ،والتمكن من مهاراتها من أسس الاستعمال اللغوي الناجح ( مجاور ، 1418هـ ، ص 128 ) .
من هنا وجب على القائمين على تعليم اللغة العربية وتعلمها في العالم العربي والإسلامي اللحاق بركب التقدم والتطور في ميدان تعلم اللغات وتعليمها ، حيث شهد قفزات هائلة وواسعة في هذا السبيل بدأت بتفعيل مختبر اللغات ، ثم التعلم الذاتي أو المبرمج ، فالبرامج السمعية والبصرية المتكاملة ،وانتهت إلى استخدام الحاسوب في تعليم اللغات وتعلمها ( العربي ، 1981م ، ص130) .
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تُبذل في تعليم اللغة العربية وتعلمها إلا أن توظيف معطيات التقنية في تعليمها وتعلمها لم يتجاوز استخدام التقنيات التعليمية والاتصالية بوصفها وسائل مساعدة، أو معينة ، ووقفت تلك المحاولات دون تصميم البرمجيات التعليمية ،والمقررات الإلكترونية ذات الوسائط المتعددة.
فالمتتبع لاستخدامات الحاسوب يلحظ مدى العلاقة الوثيقة بين اللغة العربية واستخدامات الحاسوب ، وليس أدل على ذلك من اهتمام علماء اللغة بمحاولة تسخير اللغة العربية لخدمة هذه التقنية الحديثة ،فهي تمتاز بخصائص فريدة تساعد على برمجتها آلياً ، وبشكل يندر وجوده في لغات أخرى ، فالانتظام الصوتي في اللغة العربية والعلاقة الدقيقة بين طريقة كتابتها ونطقها يدل على قابلية اللغة العربية للمعالجة الآلية بشكل عام ، وتوليد الكلام وتمييزه آلياً بصورة خاصة (الهرش ، 1999م ، ص221 ).
وبالتأمل في أهمية التعليم وواقعه نجد أن قوة الأمم وتقدمها لم تعد تُقاس في هذا العصر بسعة الرقعة، أو بعدد السكان ، بقدر ما تُقاس بما يتوافر لديها من علم وتقنية ، وموارد بشرية مؤهلة .
وإدراكاً لهذه الحقيقة نجد أن دول العالم تولي جل اهتمامها بالتعليم ، وعظيم عنايتها بالمتعلم بوصفهما الأمل المرتجى للقضاء على الأمية والتخلف ، وبالتالي اللحاق بركب الحضارة والمدنية .
وبعد أن أنفقت تلك الدول جزءاً كبيراً من موازناتها على التعليم اكتشفت أنه لم يف بما أوكل إليه من مهام ، ولم يحقق ما عُلق عليه من طموحات وآمال ؛ لذلك شرعت في مراجعة أنظمتها التعليمية بجوانبها المتعددة . (المعلم ، المتعلم ، المناهج الدراسية ، طرق التدريس وأساليب التقويم ، والبيئة التعليمية ) وبما أن المتعلم هو محور العملية التعليمية وركيزتها الأساسية ، فقد أولت معظم النظم التعليمية في العالم اهتماماً ملحوظاً بقضية تعلمه، وأجريت الدراسات العلمية للبحث عن أفضل السبل وأنجح الحلول لتنمية قدراته ، وتنمية اتجاهاته وميوله، والبحث عن أفضل الطرق وأيسرها لجعله نشطاً في الموقف التعليمي بدلاً من السلبية في التلقي ، ومن هنا فقد دعت تلك الدراسات إلى العناية بالمتعلم من كافة الجوانب روحياً، بتزويده بالمعارف الدينية، والقيم الإسلامية والعربية الأصيلة ، ومهارياً بتنمية مهاراته ، وعلمياً بإكسابه الأسس العلمية المتينة.
فإعداد المتعلم للعصر الجديد أصبح يمثل أولوية كبرى في كافة النظم التعليمية في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء ؛ذلك لأن التطورات التي حدثت وتحدث تباعاً فرضت على المؤسسات التعليمية أدواراً جديدة ، فلم يعد دور المتعلم تقليدياً متلقياً للمعرفة فحسب بل تعدى ذلك ليشمل مجالات جديدة، فالمتعلم المستقبلي أو متعلم القرن الحادي والعشرين لابد أن يمتلك مهارات الحوار والنقاش ، والنقد ، والتحليل، والربط والاستنتاج ، والبحث ، ومن ثم فقد تغير دوره من السلبية إلى النشاط المستمر ، ولابد من امتلاك المهارات التي تساعده على مجاراة عصر العلم والتقنية، والتعايش مع الآخرين ، والاتصال بهم ، وقبولهم ، والإفادة من تجاربهم مع امتلاك مهارات التفكير الناقد ، والإبداعي ، ومواكبة عصر التطورات الحديثة (الخليفة ، 1425هـ ، ص296) .
ومن ثم فإن أهمية إعداد المتعلمين في ضوء المتغيرات المتلاحقة ترجع إلى ما يلي :
1 - سرعة التغيرات الحادثة في العالم اليوم ، والتي أصبحت جزءاً من الواقع الذي نعيشه ولعل من أهم هذه التغيرات ما يلي :
أ - النمو الهائل والمتسارع في المعرفة والفكر الذي أدى إلى تجدد البنى المعرفية ، وظهور فروع وأنظمة معرفية جديدة ، وقد ساعد على ذلك وجود ما يسمى بظاهرة تقادم المعرفة ؛ أي عدم جدواها لفترة طويلة نسبياً من الزمن .
ب - التقدم المذهل في الأساليب التقنية ، ونظم المعلومات الذي ساعد على حدوث الثورة الصناعية الثالثة ، والتحول من الصراع الأيديولوجي بين الدول إلى التسابق التقني والمعلوماتي .
ج - التحول في فلسفة العلم وأهدافه ، حيث غدت قيمة العلم فيما يقدمه من نفع وخير للإنسان بعد أن كانت قيمة العلم في ذاته فحسب .
د - إدراك أهمية الثروة البشرية في التنمية ، وبالتالي اتجاه الدول إلى التسابق في تطوير التعليم لإعداد النشء ، وهذا يضع مسؤولية كبيرة على المؤسسات التعليمية .
هـ - الاتساع في النظرة إلى بيئة الإنسان من المحلية إلى العالمية ، وهذا يؤدي إل ضرورة إعداد النشء للعالمية ، مع الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية في الوقت نفسه .
2 - يندرج التعليم في إطار العمل المهني المنظم ، وما دام الأمر كذلك فلابد من إعداد مقصود للطلاب في مختلف التخصصات والمستويات ، وإعدادهم للمهن المختلفة .
3 - مع تزايد الطلب الاجتماعي على التعليم في الوطن العربي والإسلامي أضحت هناك حاجة ملحة وماسة لإعداد الجيل الجديد ، ورفع كفاءاتهم بما يكفل حسن الأداء للاضطلاع بمسؤولياتهم ؛ لدفع عجلة التقدم والنمو في شتى جوانب حياة المجتمع المسلم.
4 - التطور المعرفي وسرعة تغير العصر ومتطلباته جعل حجم المعرفة خارج المدرسة أكبر من حجم المعرفة داخلها ، ومن ثم أصبحت مناهج المدارس خبرات من الماضي تحتاج إلى تطوير دائم وتحديث مستمر ، وكل هذا يقتضي نوعية جديدة من المتعلمين والمعلمين .
5 - تغير طبيعة الدور الذي يقوم به الطالب في العملية التعليمية الذي هو محورها تبعاً لتغير المفاهيم والنظريات التربوية ، فقد أدى مثلاً تطور مفهوم التعلم ،والفروق الفردية وبحوث ا الشخصية إلى تعديل دور المتعلم من المتلقي السلبي إلى المشارك النشط المتفاعل الذي يتعلم بنفسه ، ويتدرب على الحصول على المعلومات من مصادر متعددة في ظل تطور التقنيات التعليمية وتعددها ، فلم يعد الكتاب المدرسي الوعاء الوحيد للمعلومة .
6 - البحث التربوي وما تمخض عنه من تطوير ممارسات جديدة تهدف إلى تحسين العملية التعليمية ، مثل : طرق التدريس، وتنظيم الصفوف الدراسية، واكتشاف تقنيات جديدة تساعد على تحقيق تعلم أفضل في وقت أسرع وبكلفة أقل ؛كأساليب التعلم الذاتي - والتعلم بالمراسلة ، والتعلم بالحاسوب ، والمدارس غير الصفية، والحقائب والرزم التعليمية ، وتفريد التعليم ، أضف إلى ذلك شيوع مفهوم التربية المستمرة كشعار للعصر ، كل هذا كانت له انعكاساته على أساليب إعداد المتعلم ،لذا قفد أصبحت المادة الدراسية ومحتواها سريعة التغير ، ولم تعد مستقرة راكدة ، كما أصبح تكيف الفرد مع المعرفة المتفجرة لا يتأتى بحفظ المعلومات واستظهارها ، وإنما يتم بإتقانه أساليب الوصول إليها واستدعائها عند الضرورة ، وأصبح هدف التعليم أن يبقى المتعلم دائم التعلم .
7 - تزايد الاهتمام المجتمعي بالتربية بوصفها أداة من أدوات التنمية من خلال دورها في إعداد القوى البشرية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية ، والاقتصادية والنظر إلى التعليم بوصفه استثماراً ذا عائد اقتصادي (الخليفة، 1425هـ، ص298) .
كل هذا جعل من إعداد المتعلم في نظر المخطط التربوي أمراً مهما لإيمانه بأنه المستهدف بالعملية التعليمية، وبالتالي فالحاجة إلى تطويرها لإعداده إعداداً متكاملاً وفاعلاً.
ولا ريب في أن تعليم اللغة العربية ليس بعيداً عن تلك العوامل والمتغيرات التي تؤكد أهمية إعداد المتعلم للعصر المعلوماتي ، بل إن ما يقوم به المتعلم من أدوار، وما يؤديه من مهام تجعل الاهتمام بإعداده من الأولويات الملحة في عالم اليوم ، فالذي يتعلم اللغة العربية ذات الرسالة السامية يعلم إنه إنما يتعلم لغة ذات رسالة خالدة سامية ؛ لأنه خلال تعلمه اللغة وإتقان مهاراتها إنما يتعلم لغة مقدسة هي لغة القرآن الكريم المتعبد بتلاوته ، المتحدى بأسلوبه وبلاغته ، وبأقصر سورة وآية من آياته ، لذا يحقق متعلم اللغة العربية توجيهاً سامياً ، ومن ثم يعتـز بلغته ، ويفخر بمقدساته ، وبما تقدمه هذه اللغة من حضارة إسلامية وتراث أصيل يشدها إلى جذورها شداً .
ومن ثم فهو لا يتعلم حروف ومفردات ؛ وإنما يتعلم تراث أمة عريقة ذات حضارة فريدة ، يثقف لسانه ، ويمد فكره بالأمجاد التي يضمها هذا التراث الضخم من شعر ونثر ، وخطبة ومقالة ، وقصة ورواية ، فهو بذلك ليس آلة تتلقى وتردد، وإنما هو حاضن لميراث أمته ، يتمثله تمثيلاً يحقق به كيانه وينمي به ذاته ، معتزاً بأمته فخوراً بلغتها متعطشاً لإحياء تراثها ، ليتابع سيره قدماً في معارج الرقي ؛ وليسهم في تطوير البشرية والتعبير عن مشاعرها وصون قيمها الكبرى المتطلعة للخير والحق والجمال ،وهذه مهمة جليلة ورسالة سامية يجدر بنا إدراك أهميتها وعظم مسؤوليتها ، من هنا تتأكد أهمية إعداد الأجيال وضرورة تدريبهم على المهارات اللغوية باستمرار حتى يستطيعوا أداء رسالتهم ومسايرة روح العصر ، ومواكبة رياح التجديد التي بدأت بوادرها تستبين في طبيعة التعليم نفسه ، فقد بدأت العملية التعليمية تتسم بالانفتاح والمرونة ، بدلاً من الانغلاق والنمطية ، كما بدأت تأخذ بالأساليب التقنية الحديثة ؛ بدلاً من إتباع الطرائق الحرفية والأساليب العقيمة . (الخليفة ، 1425هـ ، ص391) .
ورغم ذلك فما تزال الممارسات التعليمية في جميع المراحل التعليمية تعتمد على أساليب التلقين والحفظ ، واعتبار المعلم والمقرر الدراسي هما مصدر الحصول على المعلومة ، وهذا ربما يتناقض تناقضاً جوهرياً مع ثورة المعلومات والانفجار المعرفي ، والتقنية المتطورة والفضائيات، في عصر يتنامى فيه العلم بصورة مذهلة كماً وكيفاً ، ففي هذا العصر لم تعد مهمة التعليم تقديم المادة العلمية ، بل أصبحت المهمة الأساسية تنمية مهارات الحصول على المعلومات المرتبطة بالمادة العلمية من خلال مصادر التعلم المختلفة المطبوعة وغير المطبوعة. وبعد هذا الاستعراض الموجز للملامح الأساسية للتعليم في عصر المعلومات، وما يجب أن يكون عليه الواقع التربوي والتعليمي يتضح الفرق الشاسع بين الأهداف التربوية في عصر المعلومات ، وبين واقع التعليم الحالي في العالم العربي وخطورة التحدي التي تواجه النظم التربوية العربية والإسلامية على المستوى العالمي .
وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى أن الفلسفة التربوية السائدة في العديد من الدول العربية والإسلامية تنظر إلى التربية كأداة للثبات والاستقرار، وتركز على عدد المتعلمين في المراحل التعليمية ، فهي تركز على الكم وتغفل النوع ، وما زال أسلوب التلقين والحفظ هو نهج التعليم المطبق في تعليم اللغة العربية ، فهناك قيود عديدة تحد من مشاركة المتعلم وإسهامه في عمليات الإصلاح والتجديد التربوي .
وفي ظل الانفتاح الثقافي ، والتقدم التقني أصبحت اللغة العربية أمام تحديات كثيرة منها : قضية الذوبان بين اللغات من خلال الانترنت ،ووسائل الاتصال الأخرى،ومحاولات التغريب المستمرة ، هذا بالإضافة إلى ضعف الأداء الغوي لدى المتعلمين الذي ينذر بأزمة خطيرة تواجه تعليم اللغة العربية وتعلمها .
وأمام تلك التحديات برزت الحاجة إلى إعادة النظر في تعليم اللغة العربية وتعلمها، والتفكير في استخدام مداخل تعليمية حديثة تتناسب وروح العصر، وتقضي على المشكلات التي يعاني منها تعليم اللغة العربية ، حيث أوردت الأدبيات عدة مداخل لتعليم اللغة العربية وتعلمها تلك المداخل تتسق مع طبيعة اللغة العربية ،وطبيعة عمليتي تعلمها وتعليمها، ومع نتائج البحوث والدراسات في مجال العلوم المتداخلة ، وما يناسبها من طرائق التدريس التي تتيح للمتعلم ممارسة اللغة واستخدامها . ومن تلك المداخل :المدخل الوظيفي ، والمدخل التكاملي ، والمدخل الاتصالي ، والمدخل الانتقائي ، والمدخل المهاري ، وقد حظيت تلك المداخل بدراسات معمقة أجريت في عدد من البلدان العربية أكدت فاعليتها في تعليم اللغة العربية وتعلمها ،ودعت إلى الإفادة من تلك المداخل تصميماً وتنفيذاً. وحديثاً فقد ظهر المدخل التقني في تعليم اللغات بوصفه اتجاها فرض نفسه بقوة تناسباً مع روح العصر ومتطلباته ، من هنا فقد ارتأ الباحث تسليط الضوء في هذه الورقة على المدخل التقني مبرزاً مفهومه ، وأهميته ومبرراته ، ومطالب استخدامه وتطبيقاته .
مفهوم المدخل التقني :
قبل الولوج في تعريف المدخل التقني تلقي الورقة الضوء على مفهوم المدخل ، حيث يقصد به في بعض أدبيات تعليم اللغة : " مجموعة من الافتراضات تربطها مع بعضها علاقات متبادلة هذه الافتراضات تتصل اتصالاً وثيقاً بطبيعة اللغة وطبيعة عمليتي تعليمها وتعلمها " (بادي ، 1406هـ ، ص86).
وهو بمعنى إجرائي : " وصف لطبيعة الموضوع الذي سيعلم ، وبيان للأسس الفكرية ، اللغوية ، التربوية ، النفسية والاجتماعية التي تحكم تعلم اللغة وتعليمها وتوجهه ".
والمدخل في التربية يعني الترجمة التربوية لنظرية المعرفة في صورة برامج تعليمية تتحقق فيها فلسفة المعرفة نفسها ، وأسس التربية ، ونظريات علم النفس من أجل تحقيق الأهداف المبتغاة سواء أكانت أهدافاً للمجتمع ، أم أهدافاً للفرد ، وتتحقق في المدخل أسس المناهج وتستوفي عناصرها المعروفة بدءًا من الأهداف ، وانتهاءً بأساليب القياس والتقويم .
وبمعنى آخر ففي المدخل التعليمي توضع الخطط العامة لأمرين اثنين هما : تصميم البرامج المدرسية ، وطرائق التدريس معاً في صورة خطة على المعلم تنفيذها ، وعلى المتعلم أن يتعلمها بالوسائل المتاحة ، وهذه الخطة الشاملة أشبه ما تكون بقوائم طويلة من العناصر اللغوية وغير اللغوية التي ينبغي تدريسها ، حتى يقال أنه قد حدث تعليم وتعلم برنامج دراسي لصف أو مجموعة من المتعلمين ( عصر ، 2000م ، ص101 ) .
فالمدخل لتعليم أي مادة دراسية إنما هو مخطط نظري يقع وسطاً بين رؤية علمية فلسفية لكل من : طبيعة المادة وخصائصها ، وخصائص المتعلمين ، والأهداف المرادة من تعليم التلاميذ هذه المادة ، وبعده يكون تنفيذ التدريس ملتزماً بذلك المخطط وقائماً عليه ، وصادراً عنه (عصر ، 1999م ، ص234 ) .
وفي تعبير آخر فمدخل تعليم اللغة العربية يجب أن يكون قائماً على النظرة الفسلفية العلمية لكل من : اللغة العربية ، وخصائص الثقافة العربية ، وطبيعة المتعلمين ، وأهداف اللغة ذاتها والأهداف الدينية منها ، والأهداف المتصلة بالمتعلمين ، مثل : الحاجات ، والميول ، وطبيعة نموهم الاجتماعي والعقلي .
ويجب أن ينص في المدخل على المواد التعليمية اللغوية ، الشفهية والمكتوبة وكافة المحتويات اللغوية في كافة عصورها ، والتقنيات التعليمية ، وأساليب التقويم اللغوية "شفهياً وكتابياً، وأوجه النشاط المنهجي في الصفوف، وخارجها كل ذلك في خطوات إجرائية محكمة".
أما التقنيات التعليمية فقد عرفت بأنها: منحنى نظامي لتصميم العملية التعليمية ، وتنفيذها وتقويمها ، تبعاً لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيداً من الفاعلية (الحيلة ، 1422هـ ، ص19) .
ومن ثم فإن تقنيات التعليم تعني أكثر من مجرد استخدام الأجهزة والآلات ، فهي طريقة في التفكير ، فضلاً على أنها منهج في العمل ، وأسلوب في حل المشكلات يعتمد في ذلك على إتباع مخطط منهجي ، وأسلوب علمي منظم ، يتكون من عناصر كثيرة متداخلة ومتفاعلة بقصد تحقيق أهداف محددة .
بينما تعرّف تقنية المعلومات بأنها : معالجة المعلومات إلكترونياً ، أو بواسطة رسائل إلكترونية وتشمل المعالجة نقل وتخزين وتصنيف والحصول على المعلومات ، وتقنية المعلومات تركز بصفة خاصة على استخدام الأجهزة والبرمجيات لتنفيذ المهام السابقة ليستفيد منها الفرد والمجتمع .
كما تعرّف بأنها : استخدام الحاسوب وشبكاته المحلية (LAN)والشبكات الواسعة (WAN) والانترنت ، وشبكة النسيج العالمية (WEB) وطرق المعلومات السريعة من أجل جمع المعلومات ونشرها ، ومعالجتها ، وتخزينها واسترجاعها . (شحاتة ، والنجار ، 1424هـ ، ص130) .
وفي ضوء ذلك يمكن تعريف المدخل التقني بأنه : إدارة تعليم اللغة العربية وتعلمها في ضوء برمجيات تعليمية ومقررات إلكترونية نشطة من أجل إكساب المتعلمين مهارات اللغة العربية ؛لحقيق التواصل اللغوي البناء ، والتعامل مع العصر ومتغيراته .
إن الدعوة إلى اشتقاق مدخل تقني لتعليم لغتنا العربية وتوحيد خطوطه العامة العريضة إنما يضمن لنا أموراً عديدة منها : توحيد الفلسفة اللغوية ، وتوحيد برامج الإعداد ، وتوحيد أدوات المعلمين في مجملها العام لا خصوصها الفرعي الخاص ، ومن ثم نضمن الأهداف كلها ومنها الأهداف المتصلة بخصوصيات الثقافة القطرية العربية الطبيعية بهذا يكون لنا سمتنا الأصيل الذي لا نعزله عن مجريات التطور في تعليم الأمم غيرنا أبناءها لغاتهها.
مبررات استخدام المدخل التقني في تعليم اللغة العربية :
يتميز هذا العصر بالتغيرات المتسارعة الناجمة عن التقدم العلمي والتقني ، وتقنية المعلومات ، لذا أصبح من الضروري مواكبة العملية التربوية لهذه التغيرات لمواجهة المشكلات التي قد تنجم عنها مثل : كثرة المعلومات ، وزيادة أعداد الطلاب ، ونقص المعلمين المؤهلين ، وبعد المسافات ، وازدياد الحاجة إلى التعليم ، وظهور مفهوم التعليم مدى الحياة - كما أشير سابقاً وقد أدت هذه التغيرات إلى ظهور أنماط وطرائق عديدة للتعليم الفردي ، أو الذاتي الذي يسير فيه المتعلم حسب طاقاته وقدراته ، وسرعة تعلمه ، ووفقاً لما لديه من خبرات ومهارات سابقة ، لمواجهة هذه التغيرات ، فظهر مفهوم التعليم المبرمج، ومفهوم التعليم باستخدام الحاسوب ، ومفهوم التعليم عن بُعد ، والذي يتعلم فيه الطالب في أي مكان دون الحاجة إلى وجود المعلم بصفة دائمة .
ومع ظهور تقنية المعلومات التي جعلت من العالم قرية صغيرة زادت الحاجة إلى تبادل الخبرات مع الآخرين ، وحاجة الطالب إلى بيئات غنية متعددة المصادر للبحث والتطوير الذاتي، فظهر مفهوم التعليم الإلكتروني ، والذي هو أسلوب من أساليب التعليم في إيصال المعلومة للمتعلم ، ويعتمد على التقنيات الحديثة للحاسوب، والشبكة العالمية والوسائط المتعددة ( أقراص مدمجة ، برمجيات تعليمية ، البريد الإلكتروني ، ساحات الحوار الثقافي ، الفصول الافتراضية ) . ( الموسى ، 1425هـ ، ص27 ) .
فالمناهج الإلكترونية وطرق التعلم والتعليم المتطورة هي الأساس في التعامل مع معطيات القرن الحادي والعشرين من أجل مواجهة ثورة المعلومات ، كما تعد الركيزة الأساسية لمستقبل المواطن العربي المسلم لسنوات قادمة وهي السبيل إلى التنمية في جميع مجالات الحياة ، ولا شك في أن أزمة التعليم عامة ،وتعليم اللغة العربية بصفة خاصة قد فرضت على سياسة التعليم في الدول العربية أن تتطور لكي تلحق بثورة المعلومات ، وتقنية الحاسبات الإلكترونية والاتصالات ، ومن ثم استثمارها في إصلاح تعليم اللغة العربية ، وتطوير مناهجها في جميع المراحل الدراسية ، بحيث تهيئ المتعلم لامتلاك المهارات المتعددة لمواكبة تقنيات العصر. وهذا يعني إحداث ثورة شاملة في تعليم اللغة العربية تتناسب مع الثورة التقنية الهائلة ذات النمو المتسارع التي تتطلب تغييراً ملحاً ، وتطويرا مستمراً في أساليب التفكير من المراحل الأولى من عمر المتعلم ، وهذا يستلزم خططاً متطورة لتعليم اللغة العربية وتعلمها.
فالانفجار المعرفي وتدفق المعلومات ، وثورة الاتصالات ، وظهور الوسائط والأوعية التعليمية الجديدة ، والتقدم العلمي والتقني في شتى المجالات كل ذلك كان من دواعي الاهتمام باستثمار معطيات تقنيات التعليم والاتصال في تخطيط مناهج اللغة العربية وطرق تعليمها وأساليب تقويمها وإعداد معلمها ، حيث أصبحت التقنية تحتل مكانة مميزة في برامج التعليم الذي يساير متطلبات العصر وذلك للمميزات التالية :
- تزويد المتعلم بخبرات تعليمية لغوية تتناسب واستعداداته وقدراته وميوله .
- إبقاء أثر التعلم ، وجعله أكبر ثباتاً في ذهن المتعلم من أجل الاستفادة من هذه الخبرات اللغوية وتوظيفها في المواقف التعليمية والحياتية التي قد يتعرض لها في المستقبل تحقيقاً لوظيفة اللغة الاتصالية .
- إثارة اهتمام المتعلم ، وجذب انتباهه وتركيزه تجاه المشكلات الدراسية والحياتية .
- إكساب المتعلم المهارات اللغوية [ الاستماع ،التحدث ، القراءة والكتابة ] ومهارات النشاط العلمي ، والتفاعل الاجتماعي ، ومهارات التعلم الذاتي .
- الإسهام في تسلسل الأفكار والخبرات ، وترابطها خلال المواقف التعليمية ، بما يحقق وحدة اللغة وتكاملها .
- زيادة فاعلية المتعلم ونشاطه الذاتي، ودوره الإيجابي في العملية التعليمية .
- إثارة الحماس والدافعية لدى المتعلم نحو تعلم اللغة العربية ، وإتقان مهاراتها، وتهيئة المناخ المناسب لتقصي المعلومات اللغوية الصحيحة ، وتحري الدقة في الحصول على المعلومات ( مصطفى ، 1424هـ ، ص12) ؛ ( شحاتة ، 1418هـ ، ص ) .
- تحقيق الأهداف التربوية بشكل أيسر وأفضل ،مع توفير الوقت والجهد .
- تنمية مهارات التعلم الأساسية للمتعلم ، مثل : تنشيط الذاكرة ، والرجوع إلى مصادر التعلم المطبوعة وغير المطبوعة .
- منح المتعلم الفرص الكافية من أجل الاستمرار في التدرب على استخدام تقنيات التعليم ، والانتقال من جزء إلى آخر ، أو من عنصر إلى آخر ، كما يتزود بنتيجة تعلمه أولاً بأول.
- مساعدة المتعلم في تنظيم أوقاته وتسجيل ملاحظاته ، وترتيب أفكاره .
ولابد لتعليم اللغة العربية من أن يكسب المتعلم القدرة على التعامل مع المعلومات، وكيفية الحصول عليها من مصادرها المتعددة ، وكيفية تنظيم هذه المعلومات وتوظيفها ، والقدرة على الربط بين المعلومات ، وإدراك العلاقات المتبادلة بينها ، واستنباط معلومات جديدة منها ، وتحليل المعلومات ، والقدرة على استيعاب مخرجات التقنيات الحديثة واستخدامها ،و مهارة الحفاظ عليها، وصيانتها وتطوير أدائها .
مطالب استخدام المدخل التقني في تعليم اللغة العربية ؟
هناك جملة من المطالب يمكن الأخذ بها عند تبني المدخل التقني في تعليم اللغة العربية وتعلمها ،ومنها ما يلي :
أ - ضرورة إعادة النظر في تصميم مقررات اللغة العربية بحيث توجه العناية إلى إنتاج مقررات إلكترونية ،وبرمجيات تعليمية ، حيث يقدم المحتوى التعليمي على أقراص مدمجة، أو في شكل صفحات من خلال بيئة تفاعلية تعتمد على تقنيات الشبكة العنكبوتية ، وذلك من خلال مجموعة من الوسائط المتعددة، والممثلة في : النص ، الصوت ، والفيديو ، والرسوم الثابتة ، والرسوم المتحركة ، والرسوم التوضيحية .
ب - إعداد معلم اللغة العربية أثناء الخدمة للتعامل مع التقنيات الحديثة، ودمجها في برامج إعداده ،بحيث تصبح مطلبا أساسيا من مطالب إعداده ليكتسب المهارات اللازمة لاستخدامها في المواقف التعليمية المختلفة .
ج - عقد دورات تدريبية للتدريب معلمي اللغة العربية ومشرفيها أثناء الخدمة علي دمج تقنيات التعليم والاتصال في تعليم اللغة العربية .
د - تهيئة البيئة المدرسية وإمدادها بآليات الاتصال الحديثة من حاسوب آلي، وشبكاته ووسائطه المتعددة ،وآليات بحث، ومكتبة إلكترونية ، وبوابات انترنت ؛ لتوظيفها في تعليم اللغة العربية .
هـ- التوسع في إنشاء المعامل اللغوية في المدارس والكليات والجامعات لتدريب الطلاب على الاستماع ، والتحدث ،والقراءة.
ز- تبني طرق التدريس الحديثة التي تقوم على نشاط المتعلم، وتسمح له بالتعلم الذاتي وفقا لقدرته ،وحاجاته، وخصائصه .
ح- تبني أساليب تقويم حديثة تتناسب مع المدخل التقني وتطبيقاته بحيث تركز على إنجاز الطالب ، وتقدم التغذية الراجعة اللازمة .
تطبيقات المدخل التقني في تعليم اللغة العربية وتعلمها
تورد الورقة لبعض تطبيقات المدخل التقني في تعليم اللغة العربية ،منها :
1- استخدامات الحاسوب، وتشمل :
أ - طريقة التعلم الفردي الخصوصي . ب- طريقة التدريب والممارسة .
ج - المحاكاة . د - الألعاب التعليمية .
هـ- طريقة حل المشكلات . و - البرمجيات التعليمية .
2-استخدامات الانترنت, وتشمل :
- البريد الإلكتروني . - القوائم البريدية .
- نظام مجموعات الأخبار . - استخدام برامج المحادثة .
3-استخدامات الشبكة العنكبوتية ،ويمكن توظيفها فيما يلي :
- وضع مناهج تعليم اللغة العربية على الشبكة العالمية .
- وضع الدروس اللغوية النموذجية .
- وضع دروس للتعلم الذاتي .
- التدريب على بعض التمرينات اللغوية .
4 - المختبرات اللغوية :
أصبحت مختبرات اللغة في وقتنا الحاضر من المكونات الأساسية لأي نظام متكامل لتعلم اللغات وتعلمها ، وهناك ثلاثة أنواع أساسية للمختبرات اللغوية : مختبر الاستماع ، ومختبر الاستماع والترديد (الإذاعي) ،و مختبر الاستماع والترديد والتسجيل ( العربي ، 1981م ، ص213)ومن استخداماتها مايلي:
- استخدام التدريبات البنيوية في المرحلة الابتدائية من غير الدخول في المصطلحات النحوية
- استماع التلاميذ في المراحل الأولى إلى القراءة السليمة التي تعنى بمخارج الحروف ، بغية تذليل صعوبات النطق لدى الدارسين وتعويدهم على المحاكاة الدقيقة .
- إجراء تدريبات علاجية لتلافي الأخطاء الشائعة في تعبيراتهم الشفوية والكتابية في المراحل كافة ، وبخاصة تلك الأخطاء التي انتقلت إلى أساليبهم العامة .
- الاستماع إلى نماذج من التسجيلات الشعرية في مواقف متعددة مثل : الرثاء ، والفخر ، والاعتزاز ،والوجدانيات؛ بغية تعويد التلاميذ على تكييف القراءة وتكوينها بحسب المواقف وتحقيقاً للتفاعل مع المقررات .
- تدريبات على الفهم من حيث إدراك المعنى العام ، والمعنى القريب ، واستخلاص الفكرة الأساسية الفرعية ، والفكرة العامة من خلال قطعة يستمعون إليها في المختبر ويفسح المجال للمناقشة لتسجيل إجاباتهم .
- تدريبات في الإملاء . .
وختاماً فقد حاولت الورقة تقديم رؤية مستقبلية تنظيرية وتطبيقية لاستخدامات المدخل التقني في تعليم اللغة العربية وتعلمها في ظل الحاجة الملحة إلى اللحاق بركب الأمم المتقدمة ، فالأمية التقنية أصبحت هاجساً يقلق الغيورين على الأمة الإسلامية وحضارتها وأمجادها مما يحتم علينا التفكير بجدية في استثمار المعطيات التقنية ،وتوظيفها بالشكل المطلوب . والورقة وهي تقدم هذه الرؤية تؤكد على أهمية تكامل الجهود وإيلاء عناية مقصودة للبحث في استخدامات المدخل التقني في تعليم اللغة العربية وتعلمها ،حيث أشارت أدبيات المناهج الحديثة إلى أن الأساس التقني اعتبر من أسس بناء المناهج في العصر الحديث ،وهذا يتطلب التركيز على الدراسات النظرية المعمقة التي ترفد التطبيقات العملية لهذا المدخل .
المراجــــــــــــع:
( 1 ) بادي ، غسان خالد (1406هـ) تحديد معنى طريقة التدريس في إطار علمي متجدد، سلسلة دراسات تربوية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها(6)، مكة المكرمة، جامعة أم القرى، معهد اللغة العربية، وحدة البحوث والمناهج، ص83-97.
( 2 ) الجرف ، ريما سعد ( 2001م ) المقرر الإلكتروني ، المؤتمر العلمي الثالث عشر مناهج التعليم والثورة المعرفية والتكنولوجية المعاصرة ، المجلد الأول ، القاهرة ، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس ، جامعة عين شمس ، ص ص195 - 109 .
( 3 ) الحيلة ، محمد محمود ( 1422هـ ) تكنولوجيا التعليم من أجل تنمية التفكير بين القول والممارسة .
( 4 ) الخليفة ، حسن جعفر (1424هـ ) فصول في تدريس اللغة العربية ، ط3 ، الرياض، مكتبة الرشد .
( 5 ) سرايا ، عادل السيد (2005م ) تصميم برنامج تدريبي في مجال توظيف التقنية في التعليم لدى أعضاء هيئة التدريس بكليات المعلمين بالمملكة العربية السعودية ، دراسات في المناهج وطرق التدريس العدد (100) ، القاهرة ، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس ، ص155-201 .
( 6 ) السيد، محمد أحمد (1988م) تعليم اللغة العربية بين الواقع والطموح، دمشق، طلاس.
( 7 ) شحاتة حسن (1417هـ ) ، تعليم اللغة العربية بن النظرية والتطبيق ، ط3 ، القاهرة ، الدار المصرية اللبنانية .
( 8 ) شحاتة ، حسن ، والنجار ، زينب ( 1424هـ) معجم المصطلحات التربوية والنفسية ، ط1 ، القاهرة ، الدار المصرية للطباعة .
( 9 ) العربي ، صلاح عبد الحميد (1981م ) تعلم اللغات الحية وتعليمها بين النظرية والتطبيق ، لبنان ، مكتبة لبنان .
•( 10 )عصر ، حسني عبد الباري (2000م ) الاتجاهات الحديثة لتدريس اللغة العربية في المرحلتين الإعدادية والثانوية ، الإسكندرية ، مركز الإسكندرية للكتاب .
( 11 ) عوض ، أحمد عبده (1421هـ ) مداخل تعليم اللغة العربية ، مكة المكرمة ، جامعة أم القرى ، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي ، مركز البحوث التربوية والنفسية .
•( 12 )الفار ، إبراهيم عبد الوكيل (1423هـ ) تربويات الحاسوب وتحديات مطلع القرن الحادي والعشرين ، القاهرة ، دار الفكر العربي .
•( 13 )مجاور ، محمد صلاح الدين (1419هـ ) تدريس اللغة العربية في المرحلة الثانوية ، القاهرة ، دار الفكر العربي .
•( 14 )محمد ، مصطفى عبد السميع وآخرون (1425هـ ) تكنولوجيا التعليم مفاهيم وتطبيقات ، الأردن ، دار الفكر .
•( 15 )المشيقح ، محمد بن سليمان (1997م ) دور البرمجيات في تنمية ثقافة الطفل في دول الخليج العربية ، الرياض ، مكتب التربية العربي لدول الخليج .
•( 16 )مصطفى ، فهيم ( 1424هـ ) مهارات القراءة الإلكترونية وعلاقتها بتطوير أساليب التفكير ، القاهرة ، دار الفكر العربي .
•( 17 )الموسى ، عبد الله عبد العزيز (1425هـ ) استخدام الحاسب الآلي في التعليم ، ط3، الرياض ، مكتبة تربية الغد .
•( 18 ) الموسى ، عبد الله عبد العزيز، وآخر ( 1425هـ ) التعليم الإلكتروني الأسس والتطبيقات، الرياض ، مؤسسة شبكة البيانات .
•( 19 )الهرش ، عايد حمدان (1999م ) الحاسوب وتعلم اللغة العربية ، مجلة العلوم الإنسانية، العدد 12 ، الجزائر ، جامعة منتوري ، ص ص 217-230 .
ساحة النقاش