لقد كنت مترددا كثيرا في منح صوتي لمحمد مرسي لما شاب أداء الإخوان في الفترة الأخيرة من قصور تمثل في نبرة التعالي التي ظهرت على السنة بعض الوجوه الإخوانية التي أصبحت تثير النفور. كما ظهر ذلك في بعض سقطات الألسنة كـ "سندوسهم بأقدامنا ..." و "الإخوان أسيادكم". وإذا ما كان ذلك ولم يزد عمر الجماعة في الحكم عن أربعة شهور، فإن ذلك يثر الريبة عما قد يكون عليه سلوكها بعد أربعة سنين. كما أن ما اظهرته الجماعة من عدم الفصل ما بين الجماعة، كمنظمة دعوية، وحزب الحرية والعدالة، كجناح سياسي، اصبح يثير كثيرا من الشكوك عمن سيكون الحاكم الحقيقي للدولة ... الرئيس أم المرشد؟؟.
بالرغم من كل ذلك، فإن الحكمين الأخيرين للمحكمة الدستورية قد جعلاني أعيد ترتيب الأمور. فاحتمال فوز شفيق، وبعد حل مجلس الشعب، يعني أن السلطة التنفيذية ستكون في يد شفيق، رئيس وزراء مبارك، والسلطة التشريعية ستكون في يد وزير دفاع مبارك ... ولا عزاء للثورة والثوار. وماذا حققت الثورة إذن؟؟؟ وبأي ثمن بعنا دم الشهداء؟؟. كما أن أصوات نواب الفساد ورموزه في النظام البائد قد بدأت في التعالي والابتهاج، وهو ما يعني أن إعادة إنتاج ذلك النظام أمرا غير بعيد ... على الأقل في أذهان من يصبون اليه. لذا، وفي ضوء تلك الظروف، فإنني سأمنح صوتي لمحمد مرسي، ليس رضاء عن أداء الإخوان، وإنما قطعاً للطريق على محاولات إجهاض الثورة وإعادة إنتاج الفساد، وذلك بمنع تركز السلطتين التنفيذية والتشريعية في يد أتباع النظام السابق.
ولا يفوتني هنا أن أطالب الجماعة بإعادة تصويب مواقفها، خاصة فيما يتعلق بالفصل ما بين الجماعة والحزب وإظهار قدرا أكبر من التسامح والتقارب السياسي من أجل المصلحة العليا للوطن؛ وهو ما أعتقد أن الجماعة قد أدركته وستعمل على تصويبه حفاظا على ما تبقى لها من مصداقية لدى الشعب.
---------------
ساحة النقاش