رابطة شعراء البادية

منبر الشعراء و الأدباء والمثقفين من المحيط إلى الخليج



***** المشيب ******
أسفي على شَعْري بدا بـمشيبه
 بالشِّعْر عـبَـّرَ عن رثاء حبـيـبه
نطق التنهّدَ آسفا متحسّرا
 والآه يشهد عن ضرام لهيبه
ذكر الشباب بمجده و أفوله
 فجرت دموعي تقتدي بنحيبه
أيام كان الشعر أسود فاحما
 كالليل يحوي عابقا من طيبه
واليوم من أسف نسجت قصيدتي
 لرثـاء أرْبـدَ هدّني بمغيبه
جثمت حروف الحزن تنعي مُبْعَدًا
 يئس القريض الحلو في تقريبه
هربت حروف المجد ليت رجوعها
 لصياغة الإبداع في تلقيبه
هيهات قد ذهب الزمان بأربدي
 وبقيت كالمفطوم في تعذيبه
و عجبْتُ للفلّاح أوْجد فكرة
 ليعيد مجد الغصن في تشذيبه
وإذا بذاك الغصن يورق ناميا
 ببراعم دلّت على تشبيبه
وذهبت للحلاّق علّ مقصّه
 يقصي بياض الشّعر في تطبيبه
وصُدمتُ عند تفطّني لِمبعْثَرٍ
 فشلت يد الحلاق في ترتيبه
متمرّدٍ ومعربدٍ ومشوّشٍ
 لم ينفع التمشيط في تهذيبه
وكرهت ذاك المشط يخدش هامتي
 ويفيض كأس الهمّ من توضيبه
لو تذكر المرآة عهد مصفِّف
 لتشقّقتْ ألمًا لسوء نصيبه
أنَسيتِ ذاك الصبَّ يلهث كادحا
 لأناقة عشقت شذى تطييبه
متحمّسا وهب الأناقة مجدها
 والشَّعرُ كالشلّال في تصويبه
يرسو على الأذنين يهمس عاشقا 
 و النبض لم يجرؤْ على تكذيبه
نبض الشباب وخافقي ماملّه 
 واليوم ملّ تلكّؤًا لدبيبه
وحقيقتي أدركتها متحسرا
 عنبي تجفّف مغدقا بزبيبه
واخاف لو هجر الزبيب معلّبا
 ياويح شيبي من لظى تعليبه
ورجوْت ربّ البيت يرحم شائبا
 ويصبّ بعض العفو في تثويبه
الحضري محمودي 2017 /2/24

المصدر: * المشيب *للشاعر / الحضري محمودي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 25 فبراير 2017 بواسطة annoman123

عدد زيارات الموقع

42,264