جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
غَزْوةُ الدَّاءِ
غَزَانِي الــدَّاءُ وَانْصَـــرَفَ الطَّبِيبُ
وَكُـــــــلُّ الصَّحْبِ يَتْبَعُهُـــمْ حَبِيبُ
فَلا فِــــــي البَيتِ رِيحٌ مِــنْ شَذَاهُمْ
تَعُوُدُ النَّفْسَ مِـــــنْ أَمَـــــــلٍ يَخِيبُ
وَهَـــذَا الدَّاءُ يَنْحَـتُ مِـــــنْ كَيَانِي
سِنِينَ العُمْــــــرِ يَطْلُبُنِـــي المَغِيبُ
وَصَـــــــارَ العَظْمُ يَعْجُــزُ والبَقَايَا
لِحَمْلِ الجِسْــــمِ وَالمَـــرْمَى قَرِيبُ
وَأَمَّــا العَيْنُ مَــــــــــا بَلَغَتْ مَدَاهَا
وَأَمَّا الرِّجْــــــلُ يَسْبِقُهَـــا النَّصِيبُ
وَصَــارَ الهَمُّ يَنْهَشُ مِـــنْ عِظَامِي
وَأَمَّا العَيْشُ مِـــــنْ سُقْمِي عَجِيبُ
وَعَادَ القُـــوْلُ مِنِّـي فِــــي سَرَابٍ
يُجَافِي السَّّمْـــــعَ يَنْكُـــرُهُ القَرِيبُ
وَدَمْــــــعُ العَيْـــنِ يَغْسِلُنِي نَهَارًا
وَعِنْدَ اللَّيْـــــلِ يَمْسَحُـــهُ النَّحِيبُ
فَـــــإِنَّ الأَهْـــــــلَ وَالأَبْنَاءَ غَابُوا
وَأَضْحَى الأُنْسُ عَــنْ بيتِي يَغِيبُ
أَيَهْجُرُنِي مَـــعَ الأَبْنَـــــــاءُ يُسْرٌ؟
وَأَمَّا العُسْرُ فِـــــــــي بِيْتِي يَطِيبُ
وَعُذْرُ الابْــــنِ يَشْغُلُــــــهُ انْشِغَالٌ
وَعُذْرُ البِنْتِ يَشْغُلُهَــــــــا الحَبِيبُ
فَعَادَ البَيتُ يَضْجُرُ مِـــنْ وُجُودِي
وَهَــذَا القَلْبِ يَسْكُنُـــــــــهُ اللَّهِيبُ
وَخَاضَ اليَأْسُ فِي دَمِْعِي وَبَحْرِي
فَهَلْ يَا رَبُّ مِــــنْ أَمَـــــلٍ يُجِيبُ
إِذَا مَـــــا مِتُّ قُرْبَ الأَهْـــلِ يَوْمًا
وَبَعْدَ المَـــــوْتِ يَدْفِنُنٍـــي الغَرِيبُ
وَيَدْعُو النَّــــاسُ قُرْبَ القَبْرِ حُسْنًا
دُعَاءُ النَّـــــــاسِ بَعْدَ المَوْتِ غَيْبُ
بلقاسم عقبي
23/12/2016
المصدر: بلقاسم عقبي
23/12/2016