رابطة شعراء البادية

منبر الشعراء و الأدباء والمثقفين من المحيط إلى الخليج



ثُلاثِيَّةُ غَرِيبَة الديارِ :(الجزءُ الأول)
وَقَفَتْ بِمُفْتَـــرِقِ الطَّرِيــــــقِ طَوِيلاَ
 وَغَـــــــدَا السَّبِيلُ مُشَّوِّهًـــا وَعَلِيلاَ
وَالعَــــابِرُونَ يَمِينَهَــــــــا وَشِمَالَهَا 
 مَا أَرْسَلُوا مِــــــــنْ صَوْتِهِمْ تَهْلِيلاَ
وَتَعَاقَبُـــوا وَتَغَافَلُوا عَــــــنْ سِرِّهَا
وَالكُلُّ يَعْبُـــــرُ بِالطَّـــــرِيقِ  ذَلِيلاَ
صَاحَتْ وَقَــالَتْ: يَا سَمَاءُ تَمَطَّرِي
 وَاسْقِي التُّرَابَ مِـــــنَ الغُثَاءِ بَدِيلاَ
رَفَعَتْ يَدَيْهَـــــــا لِلسَّمَــاءِ وَكَبَّرَتْ
 هَلْ أَقْفَرِتْ هَـــــــذِي البِلاَدُ وَكِيلاَ؟
وَتَقَرَّبَتْ مِنِّــــــي وقَــالَتْ: يَا فَتَى
 هَلاَّ أَجَبْتَ عَلَــــى السُّــؤَالِ قَلِيلاَ؟
قُلْتُ: اسْأَلِينِي فَـــــــالفُؤَادُ يُرُيدُهَا
أَمَّـــــا اللِّسَـــــــانُ  يُجُيبُهَا فَيُطِيلاَ
نَطَقَتْ وَقَالَتْ: يَا فَتَايَ مَـــنِ الذِي
 حَالَ المَكَــــانَ كَمَا السَّرَابِ مَثِيلاَ؟
أَيْنَ الجِمَالُ مَعَ السُّيُوفِ وَخَيْمَتِي؟
 وَالرَّبْعُ كَـــــــــانَ يُحِيطِنِي إِكْلِيلاَ
وَالفَـــــارِسُ المِغْوَارُ كَانَ يَحُضُّنَا
 للذَّّوْدِ عَـــــــنْ حُرُمَـــــاتِنَا تَمْثِيلاَ
وَتَعَاهَـــــــــدَ الفُرْسَانُ قَبْلَ فِرِاقِنَا
 لِلنَّصْـــــــــرِ نَفْسٌ لاَ تُحَاوِلِ مِيِلاَ
وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ وَالمَكَـــــانُ مُقَفَّرٌ
 وَكَمَا رَأَيْتَ مِــــــنَ اللِّسَانِ عَوِيلاَ
فَأَجَبْتُهَـــــا بِالقَـــــوْلِ أَنْتِ غَرِيبةٌ
 وَمَضَى عَلَيْكِ مِــنَ الزَّمَانِ طَوِيلاَ
وَلِبَاسُكُـــــــمْ يَبْـــــدُو عَلِيكِ إِبَاءُهُ
 وَالقَوْلُ ظَـــلَّ مُطَهَّــــــرًا وَجَلِيلاَ
لاَ تَسْأَلِينِي فَـــالجَــــــوَابُ يَهُزُّنِي
 وَسَتَعْرِفِينَ مِــــــــنَ الجَوابِ قَلِيلاَ
وَلَقَدْ مَضَى مِــنْ عُمْرِنَا مَا لَمْ أَرَ
 وَالمَجْدُ فِيـــــهِ يُهَــــــاجِرُ التَّقْبِيلاَ
وَاليَوْمَ ضَــــــاعَتْ بِالبِلاَدِ ظِلاَلُهُ
 مَا عَادَ يَأْتِــــــي قَوْمُنَــــا التَّعْلِيلاَ
وَتَتَبَّعِـــــي أَخْطَــــــاءَنَا فِي حَقِّنَا
 قَدْ تَعْجَبِينَ مِـــــــــنَ البَلاَءِ سَلِيلاَ
فَالقُدْسُ ضَـــاعَتْ وَالغُزَاةُ بِحَيِّهَا
 عَاثُوا فَسَــــــادًا أَنْفُسًــــا وَ فَسِيلاَ
وَرَوَوْا تُرَابِي بِالدَّمَـــاءِ وَأَدْمُعِي
 مَلَئُوا القُبُورَ مِـــــنَ العِبَادِ رَحِيلا
وَالأَنْدَلُسْ قَــــــــدْ بَاعَهَا أَحْفَادُكِ
 مَــــا قَدَّرُوا أَوْزَانَهُـــــــــمْ تَفْعِيلاَ
وَاللَّهْوُ يَمْـــرَحُ بِالمَجَالِسِ وَالنُّهَى
 وَالشِّعْرُ مَــالَ عَــنِ المَوَاجِعِ جِيلا
وَالبَحْرُ رِحْلَةُ مَـــنْ تَصَنَّعَ خَوْفَهُ
 سِجْنٌ وَقَبْرٌ مَــــــــنْ تَصَنَّعَ حِيلاَ
قَالَــــــــتْ تَوَقَّفْ لاَ أُرِيـدُ زِيَّادَةً
 مَا قلْتَ يُهْـــــدِي لِلْحُضُورِ قَتِيلاَ
وَتَسَارَعَتْ فِـــــــي قَلْبِهَا نَبَضَاتُهُ
 وَمِـــــــنَ العُيُونِ تَرَقْرَقَتْ لِتَسِيلاَ
قَالَتْ تُرَاكَ مِـــــنَ المَوَاجِعِ قَاتِلِي
حَسْبِي بِقَــــوْلٍ  قَـــــدْ أَضَرَّ مَلِيلاَ
وَتَرَّقَّبِينِــــــــي بِالغَـــــدَاةِ لِتَعْلَمِي
 هَوْلاً أَحَـاقَ بِـــــذِي العُرُوبَةِ سِيلاَ
بلقاسم عقبي
 06/12/2016

                                 

المصدر: بلقاسم عقبي 06/12/2016
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2016 بواسطة annoman123

عدد زيارات الموقع

42,278