من تاريخ لغة الاشاره
ترجع أقدم المحاولات المعروفة المتصلة بتنمية قدرات الاتصال لدى الصم الى رجلى دين في الكنيسة الكاثلوكية: الاول اسباني (بدروبانس دوليون) والثاني فرنسي (دولابي) وقد عاشا في القرن السابع عشر اهتم دوليون بتنمية التواصل الشفوي لدى الصم وقد نجح في تعليم قراءة اللغة اللاتنية لشقيقين أصمين وطريقة لاتبعد كثيراً عن الطريقة الشفوية الحالية المعتمدة على قراءة الشفاه.
وظهرت في الفترة ذاتها تقريباً طريقة أبجدية الاصابع التي ترمز الى الحروف في الابجديات المختلفة عن طريق أوضاع معينة لليد والاصابع وذلك بطريقة اصطلاحية تماماً.
أما لغة الاشارة فقد وجدت بشكل تلقائي لدى الصم ،ـ وكانت تتسم دائماً بالمحلية فتختلف من بلد إلى آخر ومن جهة آخرى وأول من بادر الى تنظيمها وتقنينها هو الأب (دولابي) الذي نظم الاشارات التي يستعملها الصم ودونها في قاموس صغير وأصبحت هذه اللغة اللغة الاساسية في المدارس التي كان يشرف عليها .
ومن بين من ساهم في نشر هذه اللغة (غالوديه) الذي سافر سنة 1817الى امريكا وأسس مدرسة لتعليم الصم تحمل الى اليوم اسمه بعد ماتطورا الى ان اصبحت اليوم اول جامعة في العالم تعتني بالتعليم العالي للصم والبحوث والدراسات ويرأسها عميد أصم ويشكل الصم نسبة عالية من الاساتذة وتعتمد فيها لغة الاشارة في الدرجة الاولى .
وقد تعرضت الطريقة الاشارية في القرن الماضي الى هجوم شديد من أنصار الطريقة الشفوية وتم منع هذه الطريقة في المؤتمر الدولي الذي انعقد عام 1880 في مدينة "ميلانو" وفرض الطريقة الشفوية التي بقيت الوحيدة المعترف بها خلال قرن تقريباً في أوربا الغربية وبعض الجهات في الولايات المتحدة فكان يمنع على الصم
منعاً باتاُ استعمال لغة الإشارة في المدارس المختصة لكن هذا المنع لم يحل دون استعمال الصم اللغة الاشارية فيما بينهم .
وعاد الاهتمام بلغة الاشاره بدءاً من ستينات هذا القرن اذنما وعي لدى الصم الامريكييم ان فرض الاسوياء عليهم اللغة الشفوية نوع من التسلط والتدخل في أمورهم فناضلوا ضد من يحاول دمجهم عنوة في لغة الاسوياء وبدؤوا ينظرون الى انفسهم كأقلية مثل العديد من الجاليات الاجنبية غير الناطقة بالانجليزية والموجود في الولايات المتحدة وقامت ابحاث حول لغة الاشارة في جامعة غالودية أعادت شيئاً من الاعتبار الى هذه اللغة ثم ظهر اهتمام في الدول الاسكندنافية بها أما أوربا الغربية ولا سيما فرنسا وايطاليا وبلجيكا وأسبانيا فلم تهتم بهذه اللغة الا فى منتصف السبعينيات .
أهمية لغة الاشارة وخصائصها
يشتد الاهتمام – فى السنوات الاخيرة – بلغة الاشارة للصم بعد أن أصبحت لغة معترفاً بها في كثير من دول العالم في المدارس والمعاهد ونظر اليها على انها اللغة الطبيعية الام للاصم لاتصالها بأبعاد نفسية قوية لدية ولما تميزت به من قدرتها على التعبير بسهولة – عن حاجات الاصم وتكوين المفاهيم لدية بل لقد –اصبح لدى المبدعين من الصم القدرة على ابداع قصائد شعرية ومقطوعات أدبية وترجمة الشعر الشفوي الى هذه اللغة التي تعتمد – اساساً – على الايقاع الحركي للجسد ولاسيما اليدين، فاليد وسيلة رائعة للتعبير بالاصابع وتكويناتها يمكن أن نضحك ونبكي أن نفرح ونغضب ، ونبدي رغبة ما ، ونطلق انفعالاً ونفرج عن انفسنا كما يمكن الغناء والتمثيل باليد بدلا من الغناء والتمثيل الكلامي وقد اطلق احدهم شعار (( عينان للسماع )) وهناك تصور خاطئ بأن لغة الاشارة ليست لغة قد تكون مجموعة من الحركات او الرموز او الايماءات ولكنها ليست لغة لها بنيتها وقواعدها .
وربما كان التصور الخاطئ الاكثر انتشارا هو أن لغات الاشارة جميعاً متشابهه أو دولية وهذا ليس صحيحاً فالاتحاد العالمي للصم أصدر بياناً يؤكد فيه : (( أنه لاتوجد لغة اشارة دولية )) ولغات الاشارة متمايزة كل منها عن الاخرى مثلها مثل لغات الكلام المختلفة .
والتوصر الخاطئ الآخر هو أنه من الواجب ابتكار لغة اشارات دولية كشأن الاسبرانتو لجميع الشعوب إن الصم مثلهم مثل أي مجتمع أثني أو وطني ، يرون أن التخلي عن لغتهم الاصلية أمر لايمكن قبوله .
وأخيراً يتصور بعضهم أن لغات الاشارة هي نسخ بصرية من لغات الكلام : بمعنى ان لغة الاشارة الامريكية لابد أن تكون هي الانجليزية وهذا أيضاً بعيد عن الحقيقة فلغة الاشارة البريطانية و الامريكية مختلفان تماما كل منهما عن الاخرى .
تدرك لغة الاشارة وتنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية ، لذلك كان لكل لغة خصائص عن الآخرى .
تدرك لغة الاشارة وتنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية لذلك كان لكل لغة خصائص عن الآخرى .
وتؤدى لغة الاشارة بيدواحدة او بيدين تؤديان تعبيراً في أماكن مختلفة من الجسم أو أمام المتحدث بالاشارة وتشمل هذه التعبيرات الحركة والتحديد المكاني وشكل اليد وتحديد الاتجاه ومجموعة واسعة يطلق عليها الاشارات غير اليدوية وهذه المظاهر الخمسة للغة الاشارة تحدث في وقت واحد وليس في تتابع مثل خروج الاصوات في اللغة المحكية . فلغة الاشارة ليست مجرد اليدين بل يساهم في انتاجها اتجاة نظره العين وحركة الجسم والكتفين والفم والوجه وكثيراً ما تكون هذه الاشارات غير اليدوية هي السمه الاكثر حسماً في تحديد المعنى وتركيب الجملة ووظيفة الكلمة .
وتشير أمثلة التركيب التحوي هذه الى الابعاد الزمنية للغة أى وقت حدوث الافعال وهناك نطاق مكاني أيضاً للغة الاشارة اذ تستخدم الحركة في اتجاهات مختلفة في نطاق الابعاد للتعبير عن دلالات نحوية معينة.
ساحة النقاش