على مدار قرن أو أكثر توارث العرب والمسلمون فكرة
المؤامرة اليهودية وتواصوا بها ..جيل بعد جيل .. ولعل البداية كانت مع
ظهور البروتوكولات .. الذي تلاها سقوط الخلافة العثمانية على يد
يهود الدونمة بقيادة اتاتورك ..
ومن يومها بدأ الترويج لمؤامرة اليهود الكبرى وشاعت تلك النظرية بين
المسلمين وهي في ظاهرها دعوة للانتباه والتيقظ لعدو متربص قابع في
قلب الأمة مقطعاً أوصالها ..لكنه في حقيقته مؤامرة داخل مؤامرة ..
إن الدعوة لقيام دولة يهودية في قلب بلاد الإسلام دعوة صليبية قديمة
قادها لويس التاسع أسير دار ابن لقمان بعد حملته الفاشلة على مصر
كتب مخططاً مايزال محفوظاً لدى القوم ..وظل قيد التنفيذ عبر القرون
حتى تجددت الدعوة صريحة على يد بونابرت في حملته الفاشلة عسكريا الناجحة ثقافيا .. لابد من زرع دولة غريبة في قلب هذا العالم
المتماسك والملتف حول دينه وهويته وثقافته .. دولة عميلة للغرب الاستعماري تفكك أوصاله ..وتنهك قواه .. وتحارب للغرب بالوكالة ..
وينشغل بها أهل الإسلام عن عدوهم الأساسي الذي لم ينس لهم حطين
وفتح القدس وفارسكور وغيرها من المواقع المؤلمة ..
هذة هي دولة اسرائيل بكل بساطة ..ومن أجل أن تتحقق تلك الغاية الإبليسية .. كان لابد من مخطط طويل المدى خبيث الطوية ..
لابد من حشد اليهود في أرضهم الموعودة .. ولما كان ذلك مخالفا لعقيدة اليهود حيث أن معتقدهم المحرف ينص على أنه لادولة لليهود إلا مع ظهور الماشيح أو المسيا عند اليهود = المسيح المخلص عند النصارى = المسيح
النبي عليه السلام عند أهل التوحيد ..
ولما عارض غالب اليهود فكرة الوطن الواحد ..كان لابد من دفعهم قصرا إلى مخطط أوروبا الوثنية الحاقدة على الإسلام .. فصنع الغرب
ما يسمى بالصهيونية العالمية ..وهي غربية نصرانية لا يهودية كما يشاع ..والغرض .. تصدير فكرة المؤامرة اليهودية عن طريق نشر
بروتوكولات صهيون ونسبتها لليهود ..عن طريق أل روتشيلد وسيطرتهم على المال وعن طريق مؤامرة يهود الدونمة على الخلافة
والنتيجة ..بغض عام لليهود ..واضهاد لهم .. ثم ..لايكون لليهود خلاص
من الاضطهاد في شتى البقاع إلا .. في أرض الميعاد المزعومة ..إسرائيل ....
قد يقول البعض لكن زعماء الصهيونية يهود فعلاً ..والجواب على تلك الشبهة أن اليهود ينقسمون إلى قسمين ..عامة اليهود وهم يبغضون الإسلام وأهله ويعادونه لكنهم مطية للقسم الثاني من اليهود .. اليهود
الصهاينة عملاء الغرب وهم يكرهون اليهود ويستغلونهم من أجل مخطط أكبر.. من امثال هؤلاء اليهود العملاء للغرب
والذين يسحبون خراف اليهود إلى المحارق أل روتشيلد وهرتزل وبن جوريون ..
لقد ظل العالم العربي والإسلامي يكافح وينافح عدو مبغض بغيض
لكنه مخلب لقط ماكر يداعبنا بذيله من جانب ويخدشنا بمخلبه السام
من جانب أخر .. نسينا عدونا الأصلي والمسبب لهذا السرطان اليهودي
في المنطقة .. والداعم له عسكريا وسياسياً في المنطقة ..
والنتيجة ..أننا نحارب دولة اليهود .. ونصالح ونهادن الغرب صانع دولة اليهود ..بل نطالبه بالتدخل لصالحنا ضد دولته التي صنعها من أجل شل
مفاصلنا .. فأي سخف ..وأي غباء ..أن ننتظر السمن من بين أرجل النمل
وأن ننتظر من القط الماكر أن ينزع مخلبه المغروس في قلب الأمة
ومتى نتوقف عن ترويج تلك النظرية الخبيثة المتأمرة..نظرية تهويد المؤامرة ...
ساحة النقاش