طمحنا في عين جالوت فأكرمنا الله بحطين ...
 
 
الحمد لله الذي أكرم هذا الشعب الطيب ساكن الأرض الطيبة
التي بورك فيها وفي نيلها ..ونجاه من دولة البدعة والضلالة
دولة (خوان المسلمين) ..
وكان ينبغي لمن سمع بزوال دولتهم أن يسجد لله شكرا ..
وكنت قد كتبت من قبل  أننا مازلنا نأمل في عين جالوت أخرى
تنقذ العالم من التتار الجدد وعملائهم ..وما كنت أدري أن النصر
أت في ذكرى مؤلمة للغرب الصليبي .. ذكرى موقعة حطين الفاصلة
فيها كسر العبد الصالح صلاح الدين ايوسف بن أيوب جند الصليبيين وقصم ظهورهم
وتلى ذلك ما تلاه من فتح بيت المقدس ..
في تلك الذكرى العظيمة نجح أبناء هذة الأرض الطيبة في كسر عدوان
دولة الروم الكبرى عن طريق عملائها خوان المسلمين ونجحوا في إفشال مشروعهم مشروع الشرق الأوسط الجديد .. الذي كان قد بدأ
تنفيذه عند اندلاع شرارة الثورات البربرية التي سماها الغرب بالربيع
العربي وهي الخريف العربي .. اجتاح طوفان الثورات العالم لكن مصر
صمدت على مدار عامين ونصف العام وظلت كعهدنا بها غصة في حلوق الأعداء.. ثم فاجاتهم  بحطين أخرى .. لا أقول أن خروج الشعب
في الميادين كان هو الملحمة .. فهذا مخالف للشرع فليس من ديننا المظاهرات والاعتصامات وخلافه ..ولعل هذا هو الشئ الوحيد المنغص
فيما حصل من فتح .. ولكن الملحمة الحقيقية كانت مشاركة بين
أجهزة الدولة الحقيقية وليست المدعاة ..على مدار عام كامل من الإعداد ..
الملحمة الحقيقية كانت بقيادة الجيش المصري العظيم والذي لولاه - بفضل الله ورحمته -  لظل
الناس ينعقون يزعقون في الميادين ليوم الدين دون مجيب .. ولو أجيبوا
فسيجيبهم رصاص الإخوان الحي في الجباه والصدور ..
وليست غزة المحتلة - بالإخوان - عنا ببعيد ..
وكنت اتمنى لو سارت الامور شرعية حتى نهايتها فيرد
الأمر لأهل الحل والعقد لا للشعب ..لأن الشعب إن خرج اليوم معك
فسيخرج غداً عليك ونظل في دوامة الفوضى إلى يوم الدين ..
لأن هذا الشعب الطيب حيل بينه وبين العلم النافع الذي يترتب عليه
العمل الصالح .. إن أمتنا دواءها في شيئين كما قال الشيخ العلامة الألباني رحمه الله .. العلم النافع والعمل الصالح ..
أيها الشعب الطيب الأبي .. أحرص على تعلم العلم الشرعي والعمل به
حتى لا يستغلك تجار الدين من جانب وأعداء هذا الدين من جانب أخر
وباسم الدين ينتهك الدين ويبغض إلى قلوب العباد ..
هنا بقي شئ ..قد يدندن حوله المبتدعة أو بعض أهل السنة ممن قد
تختلط عليه الأمور .. فيقول .. أليس هذا الخروج على دولة الإخوان
محرما..
الجواب ..إن الخروج على الحاكم المسلم محرم وهو من المسلمات العقدية..
 وماكان أهل السنة يجيزون الخروج على الرئيس الإخواني  وما اجازوا الخروج في تظاهرات يوليو بل نصحوا الناس
بلزوم البيوت حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر كما هي السنة ..
وقد استراح والحمد لله من الفجار والحمد لله رب العالمين ..
هذا لو نظرنا للأمر من جهة العامة .. فالبنسبة للعامة كان الرئيس الإخواني هو ولي الأمر الذي تجب طاعته في المعروف ..
لكن من جهة أهل الحل والعقد ..وهم القوات المسلحة .. الأمر يختلف
وستكشف لك الأيام أسرار ذلك العام العصيب .. كانت السلطة الفعلية
بيد الجيش وكان الرئيس أقرب لرئيس وزارة ..فعزلهم له لا يعد خروجاً
أصلاً بل هو في ميزان حسناتهم  ..والحاكم كان ظارهيا هو الرئيس ولم يكن ممكناً على الحقيقة ..(لامن جانب الجيش ولا من جانب جماعته البدعية ) فالحكم الشرعي الذي يجب طاعته ويحرم الخروج عليه هو المسلم الممكن الظاهر مع وضوح الراية ..والخروج المحرم الأن هو ما يفعله الإخوان فقد عادوا إلى طبيعتهم الخارجية بفطرتها ..والله المستعان ...
أسأل الله أن يعين من ولاه الله البلاد على العبور بسلام من تلك
المرحلة الحرجة ..وأن يجنب بلادنا وبلاد الإسلام شر الفتن ما ظهر
منها وما بطن .. ومازلت أكرر
..السنة ..ألزم بيتك .. ابتعد عن أماكن الفتن ..وانشغل بعبادتك وعملك
ولك أجر هجرة في سبيل الله ...  حفظ الله مصر وسائر بلاد الإسلام
والحمد لله في الأولى والأخرة ..

 

amrmuostafa

عمرو مصطفى

  • Currently 4/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 8 سبتمبر 2013 بواسطة amrmuostafa

ساحة النقاش

عمرو مصطفى

amrmuostafa
قصص وروايات ومقالات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

57,458