اﻻستاذ الدكتور / أحمد محمد فراج قاسم

طوق النجاة

 للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة فى مصر......

للخروج من الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر علينا أن نفكر بجدية فى الطرق الممكنة والمتاحة للخروج من تلك الأزمة والقضاء عليها وتوفير الاحتياجات الضرورية لحياة المصريين، ومن خلال البحث والحصر لموارد مصر نرى أن طوق النجاة للخروج من تلك الأزمة هو من خلال الاعتماد على الزراعة اى الاهتمام بالأنشطة الزراعية لتوفير ما يلزم من الاحتياجات الضرورية من كل السلع التى يحتاج إليها المجتمع والمتمثلة فى القمح والدقيق والسكر والزيوت والاعلاف التى نعتمد عليها فى تغذية الماشية والدواجن والأسماك، حيث نستورد كميات كبيرة جدا من تلك المحاصيل بصورها المختلفة سواء خام أو مصنعة بمبالغ باهظة من النقد الأجنبي والذي أصبح من الصعب الحصول عليه أو توفيره لاستيراد تلك المنتجات من الخارج، ولذا استوجب علينا البحث فى مواردنا وحصر الموارد الممكنة والمتاحة للاعتماد عليها فى توفير تلك المحاصيل محليا، ومن خلال حصر الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة فى مصر تبين أن محافظة الوادى الجديد يمكن الاعتماد عليها فى حل تلك المشكلة، اي أن مساحة تلك المحافظة تبلغ حوالى 440.089 الف كيلو متر مربع تمثل حوالى 44% من إجمالى مساحة مصر وتمثل حوالى 66% من مساحة الصحراء الغربية وهى تعادل ما يقرب من 104.76 مليون فدان فقط منها حوالى 1.9 مليون فدان اراضي صالحة للزراعة والمستغل منها فقط 508.71 الف فدان، بينما تبلغ مساحة الأراضي الغير مزروعة حوالى 581.29 الف فدان، ومن خلال دراسة تمت عام 2018 تبين جود حوالى 11.4 مليون فدان صالحة للزراعة فى محافظة الوادي الجديد، مما يوضح أن تلك المحافظة تتميز بوجود اراضى زراعية كثيرة صالحة للزراعة وغير مستغلة حيث ذكرنا من قبل أن المحافظة تمتلك أكثر من 104 مليون فدان وتوافر المياه الجوفية باراضيها، مما يجعل الاعتماد والاهتمام بتلك المحافظة فى زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات والطيور أمر ضروري للخروج من تلك الأزمة، ويمكن الاستفادة من تلك المحافظة فى الاتى: 

(١) يمكن زراعة القمح بتلك المحافظة حيث أوضحت كثير من البحوث والدراسات جدوى زراعة القمح بالأراضي الجديدة  الصحراوية، ويمكن زراعته بالتنقيط وأثبتت عديد من البحوث تحمل القمح الملوحة والجفاف ومقاومته للاصداء ويوجد دراسات تبين جدوى زراعة القمح بمراكز محافظة الوادى الجديد منها مركز الفرافرة، وبزراعة القمح بتلك المحافظة بما يكفى احتياجات مصر نستطيع توفير ما تستورده مصر من القمح والذى بلغ عام 2023 حوالى 10.86 مليون طن يمثل حوالى 50% من احتياجات مصر من القمح.....بيانات ٢٠٢٣.

(٢) زراعة المحاصيل الزيتية التقليدية وغير التقليدية مثل: دوار أو عباد الشمس وفول الصويا والفول السوداني والقرطم والسمسم والكانولا  والخروع والهوهوبا، بالإضافة إلى الزيوت الناتجة من زيت بذرة القطن والكتان وحبوب الذرة حيث تستهلك مصر حوالى 2.7 مليون طن زيوت سنويا منها حوالي 2.6 مليون طن يتم استيرادها من الخارج وتمثل حوالى 96% سنويا منها 2.1 مليون طن زيت خام ياتى إلى مصر للتكرير إلى جانب استيراد حوالى 4.5 مليون طن فول صويا وحوالى 500 الف طن عباد شمس، مما يحمل ميزانية الدولة أعباء لا طاقة لها فى تحملها ويرجع ذلك بسبب تدهور المساحات المزروعة بالقطن، وانخفاض زراعة المحاصيل الزيتية بسبب المنافسة، ووقفوا مستوردين الزيوت أمام الإبتكارات الحديثة لزيادة انتاج مصر من الزيوت بسبب مصالحهم الشخصية، ولذا فمن الضروري الاعتماد على محافظة الوادى الجديدة فى زراعة تلك المحاصيل وخاصة محصول الكانولا والتى أثبتت جدوى زراعته نظرا لتحمله الملوحة والعطش ونقص الأسمدة وهو من المحاصيل الشتوية التى يمكن أن تساهم فى سد الفجوة الزيتية فى مصر، كما تلعب الزراعة التعاقدية دورا هاما فى زيادة المساحة المزروعة منه ولضمان اسعار تناسب المزارعين قبل موسم الزراعة وضمان تسويق المحصول للشركات.....بيانات ٢٠٢٣.

(٣)  ممكن زراعة المحاصيل السكرية مثل قصب السكر وبنجر السكر وزيادة إنتاجية تلك المحاصيل رأسيا وافقيا ولاسيما فى ظل نجاح زراعة قصب السكر من خلال استخدام الشتلات فى زراعته، والاعتماد على إنتاج بدائل السكر بالاراضي الجديدة الصحراوية حيث أثبتت التجارب العلمية نجاحها مثل نبات الاستيفيا حيث يفوق السكر فى حلاوته ولكنه خال من السعرات الحرارية وقد أثبتت التجارب الطبية أن سكر استيفيا غير ضار وغير مسرطن وآمن، ويمكن الاعتماد على نبات الاستيفيا وزراعته فى محافظة الوادي الجديد للقضاء على أزمة السكر فى مصر والتى أرهقت ميزانية الدولة حيث بلغ حجم الاستهلاك من السكر سنويا حوالى 3.2 مليون طن، يتم إنتاج حوالى 2.7 مليون طن فى مصر (1.2 مليون طن سكر بنجر، 0.8 طن سكر قصب) والباقى يتم استيراده من الخارج....بيانات ٢٠٢٣. 

(٤) يمكن الاعتماد على محافظة الوادى الجديد فى زراعة الأعلاف وخاصة الأعلاف غير التقليدية والاعتماد على الأعلاف البديلة لسد احتياجات الحيوانات من الغذاء، وأثبتت التجارب والبحوث العلمية أن فرصة نجاح زراعة محاصيل الأعلاف كبيرة بمحافظة الوادي الجديد، مما يوفر احتياجات الماشية والطيور والأسماك من الغذاء وبالتالي زيادة انتاج مصر من اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك وتمكين مصر من قدرتها على السيطرة وضبط الأسعار فى السوق المصري.

                          بقلم،،،،،،

               ا.د/ احمد فراج قاسم

رئيس بحوث- معهد بحوث الاقتصاد الزراعي

المصدر: ا.د/ احمد فراج قاسم رئيس بحوث- معهد بحوث الاقتصاد الزراعي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 145 مشاهدة

ساحة النقاش

اﻻستاذ الد كتور / أحمد محمد فراج قاسم

amfk
- أستاذ - معهد بحوث الاقتصاد الزراعي - جمهورية مصر العربية. - أستاذ مشارك - كلية الاقتصاد - درنة - جامعة عمر المختار- ليبيا سابقا. - إجراء العديد من البحوث والدراسات العلمية المتخصصة في مجال الاقتصاد الزراعي. - كتابة عديد من المقالات في المجالات المختلفة. - العديد من المؤلفات في »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

372,325