محمد علي يوسف
5 ساعة ·{يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين}
وكذلك ضعفاء الحجة ومنعدمو المنطق؛
حين يعجزهم حامل الحق بحجته، ويعييهم منطقه يسارعون إلي مطالبته بما يعتقدونه من التحدي والتعجيز،
فهلا تردون على حجته ومنطقه بدلًا من وصفها بالجدال؟!
وهل إثبات صدقه ينفعكم إذا جاءكم ما طلبتم واستعجلتم؟
أم أنه الكبر الذي تمكن من نفوسكم؟!
والعلو الذي استشرى في مجتمعكم فاستحققتم ما سيصيبكم،
استحققتم أن تطهر الأرض منكم، ويغسل ظاهرها من تعاليكم
استحققتم الطوفان
سورة #هود 5
#مدارسة_اليوم_الحادي_عشر
من كتابي #طرقات_على_باب_التدبر
#رمضان
#تدبر
محمد علي يوسف
6 ساعة ·{وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ}
شقاقه؟!
عداوته وبغضاءه وفراقه
هكذا عامله قومه
وهكذا علم شعيب عليه السلام مشاعرهم تجاهه
جهر بالعداوة ورغبة في المفارقة وإبداء للبغضاء والكراهية
لكن مع هذا الشقاق وتلك العدواة لم يزل الحرص ولم تغادر نفسه الرغبة في هداية قومه
لم يتحول عداؤهم له وبغضهم إياه إلى رغبة انتقامية أو نزعة عقابية في نفسه مباشرة بل بقيت مهمته الأساسية ورسالته الرئيسية ماثلة أمام عينيه
مهمة الهداية والإصلاح ما استطاع
لم تكن قضيته شخصية ولم يجعل ذاته محورًا للمعاملة مع المدعويين ولم يعتبر عداوتهم إياه وشقاقهم له سببًا كافيًا لإنهاء مهمته العظمى بل استمر الخطاب الحسن والموعظة الحكيمة التي تقطر حرصًا على من يعادونه ووخوفًا على يجهرون بمفارقته من مصير محتوم يؤدي إليه ما يفعلوه
لا يحملنكم شقاقي على أن تهلكوا أنفسكم وتنالوا مصير الأمم السابقة
لا تدفعكم عداوتي وبغضي إلى أن تجرموا في حق أنفسكم وتسلكوا سبيل العذاب
لا تجعلوا مشكلتكم معي سببًا علة لترككم الدين وبعدكم عن رب العالمين
هكذا يكون التجرد
وهكذا يحدث الإصلاح
حين يتجاوز حامل الرسالة شخصه وينظر فقط إلى هدفه ولا يجعل ذاته محورًا تدور حوله معاملاته وأحكامه على الناس
سلام على شعيب
وسلام على المتجردين في كل زمان
ساحة النقاش