محمد علي يوسف
4 ساعة ·{مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا}
{وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ}
{وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ}
{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}
لا جديد تحت الشمس.
هذا ما يقولونه منذ ألف سنة إلا خمسين عامًا!
بل هذا ما يقوله وسيقوله العالون المتكبرون في كل زمان ومكان،
هي نظرة العلو والاستغراق في استعظام النفس والاستكبار في الأرض،
هي عجرفة فرعون، وعلو النمرود، وغرور ملك الأخدود، وكبر قوم عاد وثمود.
وكأنها صفات وراثية تتكرر في متكبرى كل جيل، لتقف حائلًا بين المترفين المنعمين وبين الهداية لصراط الله المستقيم،
ألفاظ تتكرر في كل جيل باختلافات بسيطة لا تغير المعنى الثابت، ولا تهز الفكرة الراسخة في قلوب الطاغين،
فكرة الاغترار والاستعلاء بالقوة،
بالجاه،
بالنسب،
بالسلطان،
بالمال،
إنها الفكرة الذي ستدفع فرعون لأن يقول بعد قرون: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين}،
والتي ستدفعه بعد ذلك لأن يقول: {إن هؤلاء لشرذمة قليلون}،
إنها الفكرة الذي ستدفع أهل مدين لأن يقولوا لشعيب: {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}،
والتي ستدفع أكابر قريش لأن يقولوا: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}،
والتي ستدفع مترفى كل قرية وأكابر مجرميها ليمكروا فيها، لا لشيء إلا استكبارًا في الأرض، ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
لقد خبر نوح هذه الأفكار الاستعلائية جيدًا، وعلم أنها الحائل الأكبر الذي حجب الهداية عن أولئك المستكبرين.
ساحة النقاش