مستشارك اللغوي (1)
- يسأل ياسر سهلي عن إعراب كلمة (رسوله) من قوله تعالى: ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ [التوبة: 3]،ولماذا جاءت مرفوعة مع أن الظاهر أنها معطوفة على الاسم الجليل وهو منصوب؟
والجواب:
أنَّ (رسوله) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وهو مضاف إلى ضمير الغائب، والخبر محذوف لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: ورسوله بريء منهم، أو ورسوله كذلك.
ويجوز أن يكون (رسوله) معطوفا على الضمير المستتر في الخبر ﴿ بَرِيءٌ ﴾ أي بريء هو ورسوله، وهذان الوجهان جائزان عند محققي البصريين، وأجاز الكسائي والفراء وبعض البصريين وجها ثالثا وهو أن يكون (رسوله) معطوفا على محل اسم إنَّ وهو الاسم الجليل ﴿ اللَّهَ ﴾، على أن محله الرفع، وهو رأي ضعيف لأنَّ عامل الرفع وهو الابتداء قد زال بدخول الناسخ.
- ويسأل عبد الإله المنيعي عن (مع):هل تستعمل حرفَ جر؟ وهل هناك فرق بين (معَ) بالفتح و(معْ) بالسكون؟
والجواب:
أنَّ (مع) ليست حرف جر، بل هي اسم، وهي ظرف لمكان الاجتماع أو وقته، ويدل على اسميتها تنوينها في قولك: معًا، ودخول مِنْ الجارة عليها، نحو: أعطيته مِنْ مَعِي، وتسكينُ عينها لغةُ ربيعةَ وغَنْم.
والفرق بين معَ متحركةَ العين، ومعْ ساكنةَ العين، أن الأولى معربة والثانية مبنية، وأن الأولى اسم باتفاق والثانية زعم النحاس أنها حرف، ولكن الصحيح أنها اسم أيضا.
- ويسأل عبد الرزاق الحازمي عن إعراب لفظ الجلالة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].
والجواب:
أنَّ الاسم الجليل في الآية الكريمة مفعول به مقدم وجوبا لأن الفاعل محصور فيه بإنما فيجب تأخيره عن المفعول، والمعنى لا يخشى اللهَ من عباده إلا العلماءُ، وقد يخطئ بعضُ الناس فيرفع الاسم الجليل وينصب العلماء وهذا غير جائز لأنَّ العلماء هم الذين يخشون الله لا العكس، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرًا.
- ويسأل بعض الطلاب عن إعراب كلمة (الظالمين) في قول الله عز وجل: ﴿وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [الإنسان: 31]؟
والجواب:
أنَّ (الظالمين) مفعول به لفعل محذوف تقديره (أهان)، منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، فالتقدير: وأهان الظالمين أعدَّ لهم عذابا أليما، وهذا التركيب يسمى عند النحاة بتركيب الاشتغال، والصورة البسيطة للاشتغال أن يتقدم اسم منصوب وبعده فعل ينصب ضمير هذا الاسم مفعولا به، ولو حذف الضمير لكان الاسم المتقدم مفعولا به لهذا الفعل، مثال ذلك: زيدًا رأيته، فلو قيل: زيدًا رأيت، لكان (زيدًا) مفعولا به مقدما على فعله، ولكن لما جاء الضمير صار هو المفعول به للفعل (رأيت) المذكور، فنجعل (زيدًا) مفعولا به لفعل محذوف يفسره المذكور، والتقدير: رأيت زيدًا رأيته.
والله تعالى أعلى وأعلم.
تُنشر بالتعاون مع مجلة (أعاريب)
العدد الأول: ربيع الأول 1435هـ - يناير 2014م
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/65652/#ixzz39SrT6wvQ
ساحة النقاش