موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

مستشارك اللغوي (2)

 

يسأل (ف. د):

كيف نبني الفعل (قال) والفعل (خاف) للمجهول مع إسنادهما إلى ضمير المتكلم، وكيف تعرب الجملة حينئذ، وكيف يكون المتكلم مجهولا؟

والجواب:

أنَّ الفعل الماضي الذي عينه ألف مثل: (قال) و(باع) و(خاف) عند بنائه للمجهول يجوز فيه ثلاثة أوجه:

الأول- أن يُكْسَرَ أولُه وتقلبَ ألفه ياءً، فيقال: قِيلَ، وبِيعَ، وخِيفَ.

 

الثاني- أن يُضَمَّ أوَّلُه وتقلبَ ألفُه واوًا، فيقال: قُولَ، وبُوعَ، وخُوفَ.

 

الثالث- الإشمام، وهو أن يُكسرَ أول الفعل مع إعطاء الكسرة رائحة الضمة، وتقلب الألف ياءً، ولا يظهر الفرق بين هذا الوجه والوجه الأول إلا في النطق.

 

والوجه الأول هو الشائع في استعمال أبناء العربية اليوم، فليكنْ الكلام على إسناد الفعل لضمير المتكلم منصبا على هذا الوجه خاصة.

 

فإذا أريد إسناد الفعل: (قِيل)، و(بِيعَ)، و(خِيفَ) إلى تاء الفاعل للمتكلم -وهي التاء المضمومة التي تلحق الفعل الماضي، نحو: أكلْتُ، وقرأْتُ - سُكِّنَ آخِره، وُحذفَت منه الياء، فيقال: قِلْتُ، وبِعْتُ، وخِفْتُ، فإذا كانت صورة الفعل المبني للمجهول بعد هذا الإسناد مماثلةً لصورة الفعل المبني للمعلوم وهو مسند إلى تاء الفاعل كـ(بِعْتُ) و(خِفْتُ) فمن العلماء من يرى وجوب التخلص من هذا اللبس بضم أول الفعل المبني للمجهول، فيكون (بِعْتُ) و(خِفْتُ) مبنيًّا للمعلوم، و(بُعْتُ) و(خُفْتُ) مبنيًّا للمجهول، والمعنى على الأول أنا الذي بعت، وأنا الذي خِفْتُ، والمعنى على الثاني: باعني غيري، وخافني [أي خاف مني] غيري.

 

وأما (قِلْتُ) المبني للمجهول فيتميز عن (قُلْتُ) المبني للمعلوم، لأن القاف مكسورة في الأول ومضمومة في الثاني، فلا يحتاج إلى تغيير.

 

ويقال في إعراب (خُفْتُ) مثلا: خُوف: فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الفتح المقدر أو السكون، لا محل له من الإعراب، والتاء: ضمير مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل. وكان الأصل أن يقال مثلا: خافني زيدٌ، فحذف الفاعل وهو زيد، وناب عنه المفعول به وهو ياء المتكلم فتحولت إلى ضمير رفع وهو تاء الفاعل.

 

ومما سبق يظهر أنَّ المتكلم في نحو: (قِلْتُ) و(خُفْتُ) المبنيين للمجهول، ليس مجهولا؛ لأنه ليس فاعلا وإنما هو نائب عن الفاعل، والفاعل المحذوف هو الذي يصح أن يقال عنه إنه مجهول لا نائبه.

♦ ♦ ♦ ♦

 

ويسأل أحمد حسين: ما الفرق من حيث المعنى بين المضاف والشبيه بالمضاف؟

وقبل الجواب:

لا بدَّ من تصور محل السؤال فنقول: إنَّ الشبيه بالمضاف هو ما اتصل به شيء من تمام معناه مرفوعًا به نحو: زيدٌ كريمٌ أبوه، أو منصوبا نحو: زيدٌ طالعٌ جبلا، أو مجرورا بحرف يتعلق به، نحو: زيدٌ جالسٌ على الكرسي، فتَصِحُّ المقارنة بينه وبين المضاف إضافةً لفظية، وهي إضافة الوصف العامل إلى معموله، نحو: زيدٌ آكلُ الطعامِ، إذ أصل العبارة زيدٌ آكلٌ الطعامَ، فـ(آكلٌ) وصفٌ عمل في كلمة (الطعام) فنصبها على أنها مفعول به، فإذا أريد التخفيف بحذف التنوين، أضيف الوصف إلى معموله فصار المعمول مجرورا بالإضافة بعد أن كان منصوبا.

 

فمحل السؤال عن الفرق في المعنى بين نحو: (زيدٌ آكلٌ الطعامَ) و(زيدٌ آكلُ الطَّعامِ).

والجواب:

أنَّ العبارة الأولى تدل على الحال أو الاستقبال، ولا تصلح للدلالة على المضي، أما العبارة الثانية فتحتمل المضي كما تحتمل الحال والاستقبال، فهي صالحة للأزمنة الثلاثة، أي أنَّك تقول: زيدٌ آكلٌ الطعامَ الآنَ أو غدًا، ولا يصح أن تقول: زيدٌ آكلٌ الطعامَ أمسِ، لكنك تقول: زيدٌ آكلُ الطعامِ الآنَ أو غدًا أو أمسِ.

 

وأيضًا فـ(آكلٌ) في العبارة الأولى نكرة مخصصة، وفي العبارة الثانية تحتمل أن تكون نكرة إن دلت على الحال أو الاستقبال، وأن تكون مُعَرَّفةً بالإضافة إن دلت على المضي.

 

 

تُنشر بالتعاون مع مجلة (أعاريب)

المصدر: مجلة أعاريب - العدد الثاني - ربيع الثاني 1435هـ / فبراير 2014م



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/67270/#ixzz39Ss6p86c

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 280 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2014 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,612,698