إن معرفة توقيت وكيفية إنهاء الإلقاء هو فن لابد من إتقانه، وذلك من خلال العمل على تحقيق الأهداف الثلاثة التالية:
1- لخص أفكارك الرئيسية.
2- نشط استجابة الجمهور.
3- اعط النهاية.
لخص أفكارك الرئيسية
عبارة الملخص: عبارة أو عبارات تراجع الأفكار الرئيسية للإلقاء. تقوم في الملخص (summary) بـ "إخبارنا بما أخبرتنا به". من بين جميع خطوات عملية تنظيم الإلقاء، ستكون هذه الخطوة هي الأسهل، فلقد قمت بتنظيم المتن وصياغته وبتشكيل عبارة العرض،والملخص هو عبارة موازية لعبارة العرض، فإذا كان إلقائك يشمل تطويراً لأفكار رئيسية ثلاثة، فإنك ستقوم بتكرارها في الملخص. وإذا كان إلقاؤك يتضمن تعزيز التواصل الشخصي مثلاً، فيمكنك أن تقول ببساطة "إن المفهوم الشخصي الجيد يفيدنا بثلاثة طرق: فهو يعزز تفاعلنا الاجتماعي وأداءنا الاكاديمي ونجاحنا المهني". إن خطوة التلخيص تعطي المستمع فرصة أخيرة لسماع وتذكر الأفكار الرئيسية لعرضك، لذا فهي تعزز الأفكار التي طرحتها وتعرضها بخاتمة منطقية.
نشط استجابة الجمهور
إن الهدف الثاني للخاتمة هو تفعيل استجابة الجمهور من خلال إخبار المستمعين فيما إذا كنت تريد منهم أن يوافقوا على، أو يتذكروا، أو يستخدموا، أو يؤمنوا، أو يعملوا بمضمون إلقائك. وسواء كان إلقاؤك إخبارياً أو إقناعياً، فأنت تريد إشغال الجمهور بمعلوماتك وأفكارك. والخاتمة هي فرصتك الأخيرة في ضمان إشغال جمهورك بالموضوع، فإذا قدمت معلومات عملية يمكن أن تزيد من ذكاء جمهورك وصحتهم وسعادتهم وثروتهم، عليك أن تشجعهم على تذكر واستخدام ما تعلموه.
ومن المؤكد أنه خلال الخاتمة يجب أن تقوم بشيء إلا أن تقول "أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بإلقائي" أو"أتمنى أن تكونوا قد استفدتممن هذه المعلومات"... فبدلاً من ان تقول "أتمنى أن تجدوا ما قلته عن -------- مفيداً" يمكنك أن تقول: "في المرة القادمة التي تركزون فيها انتباهكم على ---------، ستجدون ما تكلمنا فيه اليوم مفيد للغاية".
أعط النهاية
عليك ألا تخبر الجمهور بأن الإلقاء قد انتهى، وإنما يجب أن يقوم ترتيبك وطريقة إلقائك بهذه المهمة وبشكل جلي وواضح، فإذا أنهيت إلقاؤكبطريقة منطقية، فإن عبارات التنشيط والإنهاء ستنهي الإلقاء بطريقة سيكولوجية. إن العبارة النهائية الفعّالة هي التي تربط الإلقاء مع بعضه بعضاً، وتعطي إشارة قوية للنهاية، وعلى الجمهور أن يدرك أنك على وشك الانتهاء، كما عليهم أن يشعروا بأنك قد قلت ما كنت تنوي قوله بالضبط، وبدون أن تلجأ للقول "في الختام...." عليك أن تشير إلى نهاية إلقائك من خلال إبطاء معدل سرعتك والمحافظة على التواصل العيني مع الجمهور، والتوقف لمدة قصيرة قبل وبعد جملتك الأخيرة.
في بعض الأحيان يستخدم المتكلم ما يدعى بالخاتمة الدائرية، والتي تشير (أو تعيد) المادة التي تم استخدامها في خطوة جذب الانتباه الموجودة في المقدمة.
وقد استخدمت فاطمة الخاتمة الدائرية في إلقائها، والذي تدافع فيه عن اللباس المدرسي الإجباري، لاحظ كيفية إشارتها في خاتمتها إلى الأمثلة التي عرضتها في تقنيات جذب الانتباه.
في خطوة جذب الانتباه: في تونس، كان هناك فتاة صغيرة ترتدي سترتها الحمراء المفضلة أثناء ذهابها للمدرسة، إن اختيارها لهذا اللون أدى إلى ضربها على رأسها وإيذائها، والسبب: أن أحد الأشخاص يكره اللون الأحمر، ويغضب بمجرد رؤيته للون الأحمر. وهناك قول قديم: "الملابس تصنع الأشخاص"، إن أحد الأشياء التي ليس على الملابس أن تقوم بها هو أن تجعل الشخص مستهدفاً.
في الخاتمة: عندما تحاول فتاة صغيرة أن تقرر ما سترتدي في المدرسة، يجب ألا تواجه بخيار الحياة أو الموت، وعندما يرتدي الولد معطفه وحذاءه، يجب ألا يكون في حالة تحضير للنزاع. واللباس المدرسي الإجباري هو إحدى الطرق المساعدة في أن تصبح المدارس ما يجب أن تكون: مكان يتعلم فيه الأطفال ويكبرون.
يجب ألا تشير عبارتك الأخيرة إلى خطوة جذب الانتباه بشكل مباشر، ويمكن أن تساعد أي من التقنيات المحددة التي ناقشناها في جذب
انتباه الجمهور في إنهاء إلقائك بخاتمة قوية ومقنعة سيكولوجياً، حيث يمكنك أن تطرح سؤالاً ما حتى لو كان نفس السؤال الذي بدأت به أو كان مختلفاً عنه، أو بإمكانك الإجابة عن السؤال الذي بدأت به.
حين تثير فضول جمهورك في إلقائك عليك إقناعه من خلال تزويده بالنهاية المرضية. يمكنك تحريض خيالهم أو أن تتعهد لهم بأن المعلومات التي قدمتها لهم ستكون مفيدة بالنسبة لهم، كما يمكنك أن تختم بنكتة أو قصة مضحكة ذات صلة بالموضوع. من خلال إلقاء حيوي بإمكانك تنشيط الجمهور ودفعه للعمل بالمعلومات التي قدمتها لهم، ويمكنك في المناسبات الأكثر رسمية أن تنهي بمدح وشكر الجمهور. إن جميع الوظائف الثلاثة التي ذكرناها مهمة، حيث تقوم خطوة التلخيص بتعزيز أفكار الإلقاء، بينما تقوم الخطوتان النهائيتان بتعزيز تأثير الإلقاء.
ساحة النقاش