بعد إعداد المتن ستكون جاهزاً كي تنتقل لإعداد المقدمة والخاتمة. يجب أن تصمم المقدمة بشكل يجعلها تحقق الأهداف التالية: 1-جذب انتباه جمهورك 2- عرض موضوعك 3- التأسيس لأهمية موضوعك 4- التأسيس لمصداقيتك للتكلم عن موضوعك، 5- عرض الأفكار الرئيسية. إن دراسة هذه الأهداف وطرق تحقيقها سيمكنك من وضع بداية واضحة وممتعة لإلقائك.
اعرض موضوعك
بعد أن تحصل على انتباه جمهورك، اعرض موضوعك أو الهدف من إلقائك وبشكل مباشر وبليغ، وبالنسبة للإلقاء الإخباري، تأخذ عبارة الهدف شكل الجملة التقريرية البسيطة، "اليوم سأريكم كيفية تحسين مهاراتكم الدراسية"، إن هذه الجملة تعلم الجمهور بوضوح بموضوع إلقائك. إن عرض الموضوع هام وأساسي، حتى ولو أن العبارة الفعلية للهدف ستأخذ بضع ثواني فقط لكي تقولها... لاحظ القسم التالي من مقدمة إلقاء:
من منكم قد تعرض لاختبارات الكولسترول في العام الماضي؟ هل تتذكرون كيف كانت أرقام الإحصائيات؟ وماذا تعني؟ يبدو أننا الآن جميعاً نخاف بشكل أكبر من الكولسترول الجيد والكولسترول الضار، من مخاطر الغذاء الغني بالدسم ومدى صعوبة تجنب المأكولات السريعة. والأشخاص الذين لا يقومون بالتمرينات الرياضية ينفقون الكثير من المال للإنضمام إلى النوادي الصحية، لأنهم يعرفون بأن الكولسترول العالي يعني أنهم في خطر، فتطوره يؤدي إلى تصلب الشرايين، وبالتالي إلى التعرض للجراحة، حتى وإن لم تتعرض لأزمة قلبية، فإنك قد تدخل المستشفى لتتعرض لإحدى الإجراءات الطبية الجديدة المتعددة، كعمليات فتح الشرايين المغلقة بواسطة الصفائح المعدنية مثلا"... والآن هل تستطيع الإجابة عن السؤال التالي: لقد كان هدف هذا المتكلم هو:
1- مناقشة وتفسير اختبارات الكولسترول.
2- شرح مصادر الكولسترول في الأطعمة الشعبية.
3- تشجيع القيام بالتمرينات الرياضية كمفتاح رئيسي لتقليل كولسترول الدم.
4- شرح الطرق الجديدة غير الجراحية لفتح الشرايين المسدودة.
5- لا أستطيع إخبارك بهدف المتكلم.
لسوء الحظ في حالتنا هذه ستكون الإجابة الصحيحة هي (5)، فلقد بدأ المتكلم بشكل صحيح فاستخدم سؤالين منطقيين: الأول مباشر، والثاني بلاغي، وهذه وسيلة جيدة لجذب الانتباه، ولكنه لم يتمكن بعد ذلك من السيطرة على الأمور، ولمدة دقيقة من الكلام وقع المتكلم بسلسلة من التعميمات بدون أن يذكر الهدف من الإلقاء، لقد أربك الجمهور عبر استخدامه عبارات غامضة وفقد المتكلمُ ثقة هذا الجمهور به. والعيب الحقيقي هو أن أياً كان من الأهداف المذكورة يصلح لأن يكون هدف الإلقاء، لذا عليك التحضير جيداً من أجل معرفة وتحديد الهدف بدقة، ثم اعرض ذلك الهدف بوضوح في الخطوة الثانية من مقدمتك.
أسس لأهمية موضوعك
في هذا الجزء من تنظيم المقدمة يجب أن تقنع الجمهور بأن الموضوع هام بالنسبة لهم، وعليك تشجيعهم على الإنصات حتى النهاية.
أسس لمصداقيتك للتكلم عن موضوعك
إن الهدف الرابع للمقدمة هو إثبات مصداقيتك للتكلم عن موضوعك، فيجب أن يفهم المستمعون سبب اختيارك لموضوعك، كما يجب أن يؤمنوا بأنك مؤهل للتكلم عنه. يبدأ تأسيس مصداقيتك في المقدمة ويجب أن يستمر عبر بقية أجزاء الإلقاء، إن تقديم المواد الداعمة وذكر مصادرها هما طريقتان لإثبات أنك قمت بالبحث بعناية حول إلقائك، ويمكنك أيضاً تعزيز مصداقيتك بالإشارة إلى تجربتك الخاصة في موضوعك. لقد ذكرت المتدربة فاطمة شهادة التمريض التي تحملها، وعملها كممرضة، وذلك في مقدمة إلقائها الذي كان حول مساندة الطبيب لعملية الانتحار، كما ذكرت في "المتن" المصادر التي درستها في حصة العلوم، وهناك مدربون آخرون بدؤوا إلقاءاتهم بمناقشة أهمية الاستثمار المبكر بذكر تجاربهم الشخصية الناجحة في هذه الأمور، لذا عندما تكون لديك الفرصة المناسبة للتكلم عن موضوعك بهذه الطريقة، دع جمهورك يعلم بذلك في المقدمة.
اعرض الأفكار الرئيسية لإلقائك
عبارة العرض هي عبارة توجه الجمهور من خلال معرفته: كيف نظم المتكلم متنه. إن الهدف الأخير أثناء تنظيم المقدمة هو العرض والذي فيه "تخبرنا بما ستخبرنا به"، إن العرض كالخريطة فهو يظهر الغرض الأخير من الإلقاء، وكيف سيعمل المتكلم لتحقيقه، وبالنتيجة يمكن للجمهور بذلك أن ينخرط بسهولة أكبر في المتن، فالمتكلم الذي يناقش المواضيع السياسية والاقتصادية والعلمية من جهة الضمان الصحي الوطني يجب أن يعلم الجمهور بهذه الأقسام الثلاثة، وعلى المتكلم الذي يناقش قضية الانحلال المديني أن يعرض إلقائه بأن يقول: "لكي نفهم هذه المشكلة بشكل أفضل، علينا أن ننظر إلى المقاييس الثلاثة التالية: معدل البطالة، مستوى الفقر، ومعدل الجرائم"، وهذا العرض يقدم المواضيع الثلاثة التي ستتم تغطيتها في المتن، وهو عمليا يحضر الجمهور للإنصات بشكل أفضل. إذا كنت قد قمت بكتابة العبارة الأساسية لإلقائك، فلن تكون لديك مشكلة في تشكيل عبارة العرض، وعادة تكون عبارة العرض لطيفة وممكن توقعها. استخدم إبداعك في الإشارة إلى الأفكار التي ستعرضها.
عندما تحقق الأهداف الخمسة للمقدمة، سيركز الجمهور انتباهه عليك وسيدرك هدف إلقائك، كما سيكون محفزاً لسماع ومعرفة الأفكار الرئيسية التي ستناقشها، بالإضافة إلى أنه سيثق بمؤهلاتك للتكلم عن الموضوع. بقيت الخاتمة، ورغم أن الخاتمة غالباً ما تكون أكثر إيجازاً من المقدمة، إلا أنها هامة جداً لتحقيق الاستجابة التي ترغبها، والخاتمة هي القسم الأخير الذي يسمعه ويراه جمهورك منك، لذا يجب أن تكون جيدة التخطيط والتنظيم.
ساحة النقاش