موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

أنوار آية : أفلا يتدبرون القرآن

كتب: د. علي بن عمر بادحدح21 مارس, 2012 - 28 ربيع الثانى 1433هـ

 

وقفات مع قوله جل وعلا: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] وهي الآية الثانية والثمانون من سورة النساء.

تبدأ بصيغة الاستفهام، والآية في سياق الآيات السابقة لها تخاطب المنكرين الجاحدين لهذا القرآن العظيم ولنبوة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- فجاء الخطاب على صيغة الاستفهام استنكاراً لموقفهم واستجلاباً لانتباههم ولفتا لنظرهم، ومحاكمةً عقلية فيما بينهم وبين أنفسهم ليكون أمر إقامة الحجة أعظم من حيث كونها نتيجة وصلوا إليها بأنفسهم.

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} على سبيل الحث والحض والندب، وليس المقصود ذات التدبر بل ما سيوصل إليه من نتيجة حتمية قطعية بأن هذا القرآن هو كتاب الله وكلامه وشرعه العظيم.

{يَتَدَبَّرُونَ} والصيغة للمضارع ليبقى الأمر مستمراً دائماً في كل آن وزمان، والتدبر: هو النظر في دبر الأمر أي في عاقبته أي في نهايته، والمقصود بالتدبر: التفكر فيما سيصير إليه الحال في هذا الموقف أو الفعل أو الأمر أو الحقيقة أو القضية المعروضة.

وهذا من أعظم ثمار العقول فإن العاقل لا ينظر نظراً ساذجاً سطحياً، بل ينظر نظراً متأملاً عميقاً، فيقرأ المقدمات ويستنبط النتائج ويرى البدايات ويتصور النهايات، فإذا أحكم التدبر والتأمل ورأى غلبة الظن أو ما قد يكون يقيناً من الأحوال بالتفكر وغيره، فإنه حينئذ يتصرف بناءً على مقتضى العقل الرشيد المتدبر.

والحديث عن تدبر القرآن حديث مهم، نستعرضه من خلال هذه المداخل:

المدخل الأول: قراءة القرآن:

التدبر هو قراءة القرآن فكيف نتدبر مالا نتلوه ولا نقرأه، وما قد نكون تاركين أو هاجرين له، كيف نتدبر قولاً لا تراه أعيننا ولا تلفظه ألسنتنا؟ ومن هنا فإن الصلة بكتاب الله وتلاوته هي المدخل الأول للتدبر.

المدخل الثاني: إحسان التلاوة:

والمقصود به تلاوة التحقيق التي فيها قراءة تتيح فرصة التدبر والتأمل قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4] خطاباً للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولأمته {وَرَتِّلِ} أي اقرأ على مهل وتؤدةٍ، جاء القوم أرتالاً :أي مجموعة مجموعة شيئاً فشيئاً، والمقصود هنا القراءة المتأنية، روى مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: (اقرؤوا القرآن ولا تهذوه هذاً كهذ الشعر ولا يكن هم أحدكم آخر السورة) نقرأ سريعاً سريعاً نريد أن نختم جزء، وأن ننهي سورةً فلا تتيح سرعة القراءة أي مجال للتدبر بحال من الأحوال.

المدخل الثالث: العلم والمعرفة بمعاني كلمات القرآن:

ونحن اليوم -وللأسف- قد بعُدنا عن لغتنا العربية؛ لأنه كما ورد عن ابن عباس أن من القرآن ما تفهمه العرب بلغتها قبل أن نبحث عن التفسير في أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بأقوال الصحابة أو بأقوال التابعين، نحن اليوم -وهذا للتجربة يمكن أن تطبقوه- إن قرأنا بعض قصار سور القرآن واستوقفنا أحد عند بعض الكلمات سنقف عاجزين عن معرفة معناها.

إن معاني الكلمات إن فهمت أمكن حينئذ فهم المعنى الإجمالي وهو أدنى درجات هذا التدبر وأول مراتبه المباشرة.

المدخل الرابع: قراءة تفسير موجز مختصر:

فالتفسير الموجز المقتصر على ذكر موجز لأسباب النزول يوضح المعنى الإجمالي للآيات، وهناك تفسير موجز على هامش المصحف المطبوع في مجمع الملك فهد، وهناك تفسير موجز أيضاً هو اليوم مطبوع على هامش المصحف وهو من أمثلها وأوجزها وأحسنها لفظاً وعبارة وهو تفسير السعدي -رحمه الله- وغير ذلك كثير.

وأما من أراد المزيد فإن شيئاً من التوسع في معاني الآيات في التفاسير المختلفة، وشيئا من التوسع اليسير في البلاغة البيانية المعجزة للقرآن، وشيئا من التوسع اليسير في البلاغة التشريعية المحكمة للقرآن، يجعل الإنسان يرى في كل آية، بل في كل لفظة وكلمة، بل في كل حرف من القرآن ما يستدعي التأمل والتدبر، ويبهر العقل ويملأ النفس إجلالا وخشوعاً وخضوعاً لعظمة هذا القرآن الكريم، وللمتكلم به رب العالمين -سبحانه وتعالى-.

قال أهل العلم: إن تدبر القرآن هو مفتاح كل العلوم، وهو مفتاح كل الخيرات، كما ذكر بعضهم أن تدبر القرآن يزيد الإيمان في القلب، ويرسّخ شجرته، فإنه يعرِّف بالرب المعبود وما له من صفات الكمال وما ينزه عنه من صفات النقص، ويعرِّف أيضاً الطريق الموصلة إليه -سبحانه وتعالى-، ويعرِّف الطريق الموصل إلى الجنة وصفة أهلها ومالهم عند القدوم إليها، ويعرِّف كذلك بالعدو سواء كان العدو الذي بين جنبينا من النفس وآثارها، أو كان العدو من الشيطان أو كان العدو من غير ذلك، ويعرِّف الحقائق، ويعرف السنن الكونية، ويعرف الموازين الإيمانية، كل ذلك مذخورٌ في كتاب

الله -عز وجل- الذي هو أعظم كتاب في هذا الوجود؛ لأنه الكتاب الخاتم الذي اقتضت حكمة الله -عز وجل- أن يتولى حفظه، وأن يجعل شرعه قائماً إلى قيام الساعة.

ولذا قال بعض أهل العلم في بيان الغاية العظمى: إن من فوائد التدبر لكتاب الله بل غايته العظمى أنه يصل به العبد إلى درجة اليقين بأنه كلام رب العالمين، واليوم تقوم الشواهد وتنتصب الدلائل، وتتوالى الحقائق المثبتة بالعلم والنظر والبرهان والواقع التاريخي الماضي والحقيقة المعاصرة المعاشة والمستقبل على يقينية صدق آيات القران وأنها كلام إلهي منزل.

وهنا كان الحديث في سياق الآيات التي تتحدث عن الذين يبيِّتون غير الذي كان يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يؤمنون بنبوته، ولا يصدقون بكتابه الذي جاء به من ربه، فدعاهم إلى التدبر فإذا قامت به الحجة عليهم في كونه كتاب الله، فإنهم يسلمون من بعد بنبوة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ويكون ذلك حجة من الله عليهم في طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- واتِّباع أمره، واليقين بأن الذي أتاهم به إنما هو وحي من الله -سبحانه وتعالى-.

وأما الوجوه التي تدل على معنى أن تدبر القرآن يدل على أنه من عند الله فإنه معنىً واسعٌ عظيم وبحرٌ لا ساحل له؛ لأنه يتعلق بكل ما في هذا القرآن من العجائب والخصائص، ولكن على سبيل الإيجاز نقول: إن هذا يدل على جوانب متعددة، لعل الإشارة إلى بعضها يكون مفيداً وربما منبهاً على المقصود الذي قد لا نذكره.

الوجه الأول:

معاني القرآن المستمرة في كل زمان ومكان، فإنه لم يبطل معنىً من معانيه، ولن يبطل معنىً من معانيه بتغير أحوال الزمان والمكان، بل لا تزال معانيه ودلالاته بكل دوائرها سواءً أكانت عن حقائق الإنسان وطبيعة فكره أو نفسه أو شهواته فإنها مطّردة، أم كانت متعلقة بالسنن الكونية في قيام الدول وسقطوها أو قوة المجتمعات وترابطها، أو تحللها وتفككها، فإن شواهد القرآن ما زالت معانيها ودلائلها منطبقة على كل ما يجد في حياة الناس وما سلف من قبل وما سيأتي من بعد كذلك.

الوجه الثاني:

شمولية هذا القرآن في تناوله لجوانب الحياة كلها، فإن فيه ذكر لأصول الاقتصاد وكليات السياسة ومواطن وجوامع الحياة الاجتماعية وغير ذلك من الجوانب، حتى قال القائل من الصحابة: "ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وما طائر في السماء يقلب جناحيه إلا ترك لنا منه خبرا"، وكما روى أبو هريرة عند أبي داود، قال: "علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل شيء حتى الخراءة"، حتى كان الصحابة يقولون كل شيء في القرآن، ويجدون لذلك تصديقاً في الكليات والجوامع الموجودة في ألفاظ ودلالات معاني الآيات.

لكن هذه الشمولية فيها أيضاً كمال فكل جانب شمله القرآن نجد أنه جاء به على وجه الكمال فذكره في أصوله وكلياته من أوله إلى آخره، واستوعب سائر معانيه العظمى وكلياته الكبرى في دقة متناهية، فيما قد يعرف أيضاً بالتفسير الموضوعي.

ومع هذا الكمال فإن هناك أمرا أعظم وأكثر إبهاراً وهو التناسق والانسجام، فإننا اليوم نرى خططا اقتصادية، فمرة يفتحون الاقتصاد ويجعلوه حراً، ثم يفاجؤون بأن ذلك أفسد الأخلاق فيضبطون الأخلاق، فيرون أن ضبط الأخلاق قد عطّل شيئا من الاقتصاد، فيصلحون قوانين من السياسة فيرونها تفسد جوانب في البيئة ونحو ذلك؛ لأن هذا جهد البشر وطاقتهم. أما تشريع الله فكل جانب من جوانبه يتكامل مع الآخر ويتجانس معه في صورة فريدة معجزة هي من مقتضيات ومآلات هذا التدبر العظيم.

ولذا قال الطبري في تفسيره في التعليل التدبري، قال: "لاتساق معانيه وائتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضاً بالتصديق وشاهدة بعضه لبعضه بالتحقيق، فإن ذلك لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا".

اليوم التشريعات البشرية تسن وتغير ويضاف إليها ويقيد بعضها، وقد يُلغى أصل القانون أو التشريع، ويستبدل به غيره إلى غير ذلك ، وما رأينا حاجة لنقض حكم ثابت بنص صريح قطعي في كتاب الله.

وأما الكليات فإنها قد جاءت في كتاب الله لتكون القواعد الجامعة التي يستنبط منها ويرجع إليها، وتجعل القدرة الإسلامية لأهل العلم في استيعاب كل جديد في هذا الجانب.

ومن هنا فإن عين اليقين هو التسليم بأن القرآن كلام الله، وبالتالي التسليم بكل ما جاء القرآن به من الحقائق القاطعة بأنه حق لا شك فيه: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}[آل عمران : 7].

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} والقرآن معروف بأنه كلام الله تعالى الذي أنزله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- متعبداً بتلاوته.

{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} وهذا مربط الفرس -كما يقال- الله جل وعلا قال في شأن التدبر في السماء بأنه لا يرى فيها أحد شقوقاً ولا فطوراً، وأنه لو أعاد البصر مرة أخرى لارتد إليه البصر خاسئاً وهو حسير، وهنا يتدبر المتدبرون ويبحث العلماء ويفصلون ثم كلهم يرجعون -إن كانوا منصفين- إلى الحقيقة الواحدة أن هذا كلامٌ ليس من كلام البشر، وأنها أحكام ليست من وضع الإنسان، وأن الإحكام الموجود في كل تلك الجوانب يدل قطعاً على أن القرآن كلام رب العالمين لا اختلاف فيه ولا اضطراب ولا تضاد ولا تعارض.

وهذا يدلنا عليه تنبيه النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي نبّهنا إليه -وللأسف أن ما حذر منه واقعٌ في حياتنا اليوم- في الحديث الذي يرويه عبدالله بن عمرو بن العاص حين كان في مجلس مع بعض الصحابة قال: "وإذا مشيخة من أصحاب رسول الله على باب من أبوابه فكرهنا أن نفرّق بينهم فجلسنا إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مغضباً حتى احمر وجهه، ثم قال: (مهلاً يا قوم، بهذا أُهلِكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً، بل يصدق بعضه بعضاً، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردّوه إلى عالمه)".

ونرى اليوم من لا يعرف شيئاً في لغة العرب، ولا يعلم شيئاً من ضوابط الأصول، ولا عنده اطلاع على التفسير يقول (لا) ليس في القرآن ذلك، وليس في القرآن هذا، وهذه الآية مرادها كذا! وهذه كانت مقصورة على كذا! وهذه لا تتناول كذا! فعطّلوا القرآن عن كثير من معانيه ومراميه، أو يقولون كيف نجمع بين هذا وهذا! وكيف نفهم هذا في ضوء هذا! والأمر محيّر.. وغير ذلك!.

وفي كتب السلف أن رجلاً جاء إلى سعيد بن جبير يسأله عن قول الله -جل وعلا-: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47] ثم قال له أيضاً والله -جل وعلا- يقول: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] والحديث عن يوم القيامة مرةً ألف سنة، ومرة خمسين ألف سنة، كيف نفهم هذا؟ قال سعيد بن جبير: "أخبرك بما أخبرني به ابن عباس" ففرح الرجل؛ لأن ابن عباس من أعلم الصحابة بالقرآن، فقال: "سُئل عنهما ابن عباس - عن الآيتين نفسهما- فقال: هما يومان ذكرهما الله في القرآن، فأنا أؤمن بهما كما ذكرهما"، ما معنى ذلك؟ نؤمن بما جاء في كتاب الله، ما هي السنة المذكورة هنا؟ هل هي سنة ضوئية؟ هل هي سنة... هل المقاييس التي في يوم القيامة هي نفس المقاييس التي هنا عندنا؟ هل ما تراه الآن وأنت نائم في الرؤيا، فترى أنك تركض فتستيقظ وأنت تلهث هل تفسر ذلك؟ أنت نائم على سريرك فما الذي يجعلك تلهث؟ ما الصلة بين هذا وهذا؟ أمور كثيرة من الغيب، ومن الحقائق والمعاني نسلم بها، ولا نعرف كنهها وذاتها وحقيقتها.

ولذلك ما عرفنا آمنا به، والمتشابه نرده إلى المحكم، وما لم نعرف سألنا عالمه، وعالمه لا يفتي ولا يذكر إلا ما هو قائم على علم وحجة، ولذا مثلا قال بعض أهل العلم في الأحرف التي في أول بعض سور القرآن: إنه قد لا يكون لها معنىً نعرفه، بل معناها عند الله -عز وجل- ولكنها تدل دلالات عامة على كيت وكيت وهكذا.

{لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} صنع البشر نجد فيه اختلافاً كثيرا، فهل المقابل أننا سنجد اختلافاً قليلا؟ لا، المفارقة كبيرة، بينما نجد في كلام البشر وآرائهم وأحكامهم اختلافاً كثيرا، لا نجد في القرآن شيئاً من الاختلاف أصلاً ولو قليلا، فالعظمة أنه كما قال الله -عز وجل-: {لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 2] {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] كل ما فيه حق وكل أخباره صدق ليس هناك شيء مطلقاً، ولذا الاختلاف ليس يقدر ذلك، بل التقدير -كما قال بعض أهل التفسير- لكونه من عند الله فليس فيه اختلاف أصلا.

ولذلك ينبغي لنا أن ننظر دائماً إلى عظمة القرآن سيما فيما أمرنا به: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى: 10] يعني إلى كتاب الله -عز وجل-.

وأقول: كلما عنَّ لك موضوع من الموضوعات تبحثه أو حادثةٌ ارجع إلى القرآن، فإن كنت متدبراً، وإن كنت مطّلعاً ستجد أصول هذه المسالة أو جواب هذا السؤال في كتاب الله -عز وجل- عرفه من عرفه وجهله من جهله.

ولئن كان هذا لغير المسلمين ولغير المؤمنين بالقرآن وبرسولنا -صلى الله عليه وسلم- يؤدي بهم إلى اليقين الجازم بأنه كتاب الله، ومن ثم بأن محمداً رسول الله، ومن ثم بطاعة الله ورسوله، فكيف بنا معاشر المؤمنين؟ أفلا يدعونا التدبر إلى هذه الحقائق كلها: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] هل نريد أن تكون قلوبنا مغلقة ليست متهيئة ولا مستعدة لتدبر آيات الله.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا من المتدبرين في كتابه، العالمين بمعانيه، العاملين بأحكامه، المتحلين بآدابه، وأن يعلمنا منه ما جهلنا، وأن يبصّرنا بمعانيه ومراميه، وأن يرزقنا البصيرة في فهمنا إنه -جل وعلا- ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 135 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,636,670