موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

الدرس السادس : الرضا

كتب: د. علي بن عمر بادحدح01 ابريل, 2012 - 9 جمادى الأولى 1433هـ

 

الدرس السادس : الرضا

يتجدد اللقاء الذي نقتبس فيه من أنوار شمائل المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ومع الحلقة السادسة من درس الشمائل النبوية.

وهي في خلق الرضا، وهو مفتتح الأخلاق الاعتقادية والشمائل الإيمانية وهي بداية حديثنا في خِلال وشمائل وخصال المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

بعد أن قدمنا تعريف الشمائل وبعض كتبها ووقفنا مع الخصائص الكبرى لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- ثم مررنا على مواطن التعظيم والمدح والثناء له  -عليه الصلاة والسلام- من ربه -جل وعلا- في آيات القرآن التي نتلوها.

ها نحن نشرع في ذكر هذه الشمائل والخصائص والخلال التي مرادنا الأعظم منها أن يلتفت نظرنا إلى عظمة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وأن يزداد في قلوبنا تعظيمه، وفي نفوسنا محبته، وأن يسوقنا ذلك كله إلى متابعته والاقتداء به واقتفاء أثره، والتمسك بسنته -صلى الله عليه وسلم-.

والأخلاق الاعتقادية هي أعظم ما يبرز تفرد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالكمال البشري فهي من أجل الصفات وأعظم الخصائص وأكبر المحامد، وأظهر ما يبين مقام النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما كان في شأنه مع ربه، وفي حياته -عليه الصلاة والسلام-.

ونعني بالأخلاق الاعتقادية: الأخلاق التي تتصل مباشرة بالمعاني الإيمانية الباطنية كالرضا والخشية والتوكل والمحبة وما يلحق بذلك؛ ولأن هذه موضوعات مهمة، سيكون لنا في كل خلق من هذه الأخلاق وقفتين.

وقفة نتحدث فيها عن الخلق وتعريفه وأنواعه وبعض المسائل المتعلقة به وثماره، ثم نجعل وقفة خاصة بالأمثلة والشواهد من سيرة وحياة النبي - صلى الله عليه وسلم- التي يظهر فيها هذا الخلق تطبيقا ًعملياً حياً كاملاً في حياته -عليه الصلاة والسلام-.

الرضا في اللغة العربية: ضد السخط، والمقصود به معان كثيرة فإنك إذا لم تسخط الشيء فمعنى ذلك أنك تحبه، وإذا أحببته فأنت تقبله وإذا قبلته فأنت تأخذه وتعمل به، وإذا عملت به فأنت ترضى عما عملته مما تترقبه من ثواب الله -عز وجل- وجزائه لك.

فهي أمور متسلسلة، ومن هنا أفاض العلماء وجاءت عباراتهم متنوعة في تعريف الرضا بمعناه الاصطلاحي أو الإيماني، وكل كلام أسلافنا -رضوان الله عليهم- عليه من أنوار النبوة ومن أنوار القرآن ومن آثار تحققهم وتفقههم بحقائق هذا الإيمان ما يظهر لنا أن هذه الأقوال لم تكن مجرد كلمات، وإنما حقائق ذاقتها القلوب وتعلقت بها النفوس، وطبقتها ومارستها الجوارح.

فبعض السلف يقولون في تعريف الرضا: هو سرور القلب بمر القضاء، وهو تعريف بالغ في بيان حقيقة الرضا مبلغاً عظيماً يعجز عنه أكثر الناس، فهو ليس مجرد قبول بالقضاء، ولا قبول بمر القضاء، بل هو سرور بمر القضاء أي: استسلام تام ورضاً كامل، بل واعتقاد بأن في ذلك خير يستحق أن يسعد به المرء، وأن ينظر وراءه إلى ما قد يكون فيه من الخير والعطاء من ربه -سبحانه وتعالى-.

وقال بعضهم: الرضا ارتفاع الجزع في أي حكم كان أي: كل ما تجري به مقادير الله وأحكامه فإن الجزع والسخط والرفض مرتفع عنها، ومعنى ذلك أن المقصود هنا هو حصول الرضا والقبول.

ومن هنا عبر بعضهم تعبيراً أظهر في هذا المعنى فقال: الرضا سكون القلب تحت مجاري الأحكام، فلا يجزع القلب ولا ينفر ولا ينقبض ولا يرفض، بل يسكن ويطمئن إلى ما يجري به قضاء الله وقدره -سبحانه وتعالى-.

ومن أجمل وأجمع ما ذكره العلماء في تعريف الرضا ما ذكره بعضهم وزدت عليه بعضاً من المعاني الضابطة فجاء على هذا النحو:

الرضا: طيب النفس بما يصيبه من الضراء، وما يفوته من السراء، مع عدم التغير.

فقد يفوته شيء فلا يحزن ولا يجزع جزعاً، بل يرضى بما قد وقع به القضاء مع عدم التغير أي: مع عدم التغير الذي يخرج به عن الحد المشروع كما سيأتي ذكره.

ووجوه معاني الرضا عظيمة وكثيرة فمنها:

الرضا بمعنى الاستحسان والجزاء: وهذا هو المقصود به إذا قلنا إن الله رضي عن العبد أي: استحسن فعله وأثابه عليه، كما في حديث مسلم من رواية أنس -رضي الله عنه- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها). يرضى عنه أي: يستحسن فعله ذلك، ويجزيه عليه جزاءً عظيماً منه -سبحانه وتعالى-.

الرضا بمعنى القبول والاكتفاء: وهذا غالباً ما يكون في حق رضا العبد عن ربه -سبحانه وتعالى- فهو يقبل بما يأتي به وما يجيء عنه، وما يحكم به، ويكتفي به فلا يطلب شيئا سواه، ولا يلتمس غيره بحال من الأحوال، وفي هذا نصوص كثيرة تدل على هذا المعنى من أظهرها وأبلغها في معنى هذا القول: ما ورد في الحديث الصحيح عن أنس- رضي الله عنه- في قصة غنائم حنين: لما فتح الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين فجعل -وقد كانت الغنائم كثيرة- يعطي حديثي العهد بالإسلام من مسلمة الفتح، وأغدق لهم العطاء وأعطاهم شيئاً كثيراً، وقلل العطاء للمهاجرين الأولين والأنصار، فكان في نفوس بعض الأنصار شيء، وقال بعضهم: وجد محمد قومه وأهله فأعطاهم.

فالشاهد أن النبي -عليه الصلاة والسلام- جاء إليهم وقال:(يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم، وموجدة وجدتموها عليّ، ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله؟ ـ وذكر صنوفاً من النعمة، ثم قال في آخر الحديث وهو الشاهد -أفلا ترضون أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلى رحالكم، المحيا محياكم والممات مماتكم، الناس شعار والأنصار دثار).

فبكى الصحابة -رضوان الله عليهم- حتى اخضلت لحاهم، وقالوا رضينا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

يعني قبلنا به قسمة فاكتفينا، فلا نطلب مزيداً, ولا نبحث عن شيء آخر.

وفي ذلك أيضاً ورد الحديث الصحيح في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال).

ومعنى يرضى لكم: أي: يكون ذلك هو الذي يقبله منكم، وتكتفون به عن أي شيء سواه.

الرضا بمعنى الموافقة والمتابعة: فمن قال: رضيتُ بالله رباً أي: أوافق على حكمه، وأتابعه في أمره ونهيه -سبحانه وتعالى-.

وهذا باب واسع من أبواب القول والكلام، ومنه ما يأتي في قول الله -عز وجل-: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (البينة: من الآية 8).

قال أهل التفسير في معنى ذلك: {رضي الله عنهم} أفعالهم {ورضوا عنه} ما جازاهم به من الثواب والخير، فالأول عن الله -سبحانه وتعالى- في {رضي الله عنهم} أنه استحسن فعلهم وأثابهم.

وقال الراغب: رضا العبد عن الله ألا يكره ما يجري به قضاؤه، ورضا الله عن العبد أن يراه مؤتمراً بأمره منتهياً عن نهيه، وأرضاه: إذا أعطاه ما يرضى به.

فهذه جملة من الأقوال في بعض معاني الرضا، ونحن كما نراه هنا في هذه المعاني أمر عظيم ومعنى جليل ومرتبة عالية وقمة شامخة سامقة لا يبلغها إلا الأقلون.

ومن هنا لما عرض العلماء لحكم الرضا قالوا: إنه مستحب وليس بواجب؛ لأن وجوبه على الخلق يشق، فإن الناس في أغلبهم ضعف، وإيمانهم ويقينهم لا يبلغ مرتبة الرضا.

بل كما قال أهل العلم: الرضا مستحب، وإنما المأمور به الصبر.

وقال الحسن -رحمه الله-: الرضا عزيز، وإنما هو الصبر.

من يصبر يتحمل مع شيء من شدة تناله، وهم يصيبه، فيسكن مع قضاء الله وقدره بصبره، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى).

وهنا وقفة ثالثة: مع أنواع الرضا في جملتها، وخاصة الرضا الاعتقادي الذي ورد في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- منها حديثه -عليه الصلاة والسلام-: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولا). وحديثه القائل: (من قال حين يسمع النداء: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً غفرت له ذنوبه).

وهذه درة نفيسة ومقالة بديعة لابن القيم في معاني هذه الأحاديث، ومعاني هذه الأنواع من الرضا بالله وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- وبالإسلام.

قال ابن القيم -رحمه الله-: هذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين وإليهما ينتهي، وقد تضمنا الرضا بربوبيته -سبحانه وتعالى- وألوهيته، والرضا برسوله والانقياد له، والرضا بدينه والتسليم له، ومن اجتمعت له هذه الأربعة فهو الصديق حقاً).

رضاً بربوبية الله ورضاً بألوهيته، ورضاً برسوله وانقياد له، ورضاً بالإسلام واستسلام له.

قال : من اجتمعت له هذه الأربعة فهو الصديق حقاً، وهي سهلة بالدعوى واللسان، وهي من أصعب الأمور عند حقيقة الامتحان، ولا سيما إذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها.

ثم شرع يفصل فقال -رحمه الله-: فالرضا بإلهيته يتضمن الرضا بمحبته وحده، وخوفه ورجائه والإنابة إليه، والتبتل إليه، والنداء بكل قوى الإرادة والحب إليه.

فعلاً راض بمحبوبه كل الرضا، كيف نرى المحب مع محبوبه؟ يتعلق ويأنس به ويشتاق إليه قال: فذلك فعل المحب بمحبوبه في كمال الرضا، وذلك يتضمن عبادته -جل وعلا- والإخلاص له، والرضا بربوبيته يتضمن الرضا بتدبيره لعبده -سبحانه وتعالى- ويتضمن إفراده بالتوكل عليه، والاستعانة به، والثقة به والاعتماد عليه، وأن يكون راضياً بكل ما يفعل به.

فالأول: يتضمن رضاه بما يؤمر به، والثاني: يتضمن رضاه بما يقدّر عليه، فذاك رضاً بالألوهية، وذاك رضاً بالربوبية.

قال: وأما الرضا بنبيه -صلى الله عليه وسلم- رسولاً فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره ولا يرضى بحكم غيره البتة لا في شيء من أحكام ظاهرة وباطنة، ولا يرضى في ذلك بحكم غيره ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه كان تحكيم غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم، وأحسن أحواله أن يكون من باب التراب إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور، وأما الرضا بدين الإسلام فإذا قال أو حكم أو أمر أو نهى رضي كل الرضا ولم يبق في قلبه حرج من حكمه وسلم له تسليماً).

وهذا جماع كبير لهذه المعاني العظيمة الجليلة.

وكما قلنا فإن الرضا مستحب، وهو- كما قال بعض أهل العلم-: آخر مراتب التوكل، فمن جاهد النفس على الصبر، وروضها على التوكل أوشك أن يبلغ الرضا ومقامه الأعظم.

وأما الحديث الذي يذكره بعض الناس على أنه حديث قدسي عن رب العزة والجلال أنه قال: (من لم يصبر على بلائي ولم يرض بقضائي فليتخذ رباً سوائي).

فهذا ليس بحديث، إنما هو أثر من الآثار الإسرائيلية لا يصح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ولو صح لكان الرضا واجباً مفروضاً على الإنسان، ولكن من رحمة الله ولطفه بعباده، وعلمه بضعفهم أنه جعله مستحباً حتى إذا فاتهم شيء منه لم يكونوا تاركين لمأمور به.

ثم ننتقل إلى أمور عظيمة تبين لنا من خلال آيات القرآن مثل هذه المعاني، فالرضا بالله -سبحانه وتعالى- جاءت به الآيات القرآنية بمعنى القبول والاكتفاء التام الذي ليس وراءه مطلب ولا بعده بغية: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(الأنعام: 14) {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} (لأعراف:196) {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} (الأنعام: 114) {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} (الأنعام: 164).

فكل هذه الآيات تدل على هذا المعنى العظيم في الرضا بالله -سبحانه وتعالى-.

والرضا برسوله -عليه الصلاة والسلام- وارد بالأمر بالطاعة: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه} (النساء: 80).

وفي التحذير من المخالفة: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور: 63).

والرضا بالإسلام في قوله -عز وجل-: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ} (آل عمران: 19) وقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (آل عمران: 85) وقوله: {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام: من الآية163).

وكل ذلك يدل على أن هذه المعاني في أعماق القلب والنفس قد استقرت قبولاً بها، وطمأنينة إليها، وقبولاً واستحساناً، بل وسعادة وسروراً بها، واكتفاء بها عما سواها.

فمن علّق قلبه بالله فإنه لا يبتغي أحداً سواه، ولا يأنس إلا به، ولا يركن إلا إليه، ولا يعتمد إلا عليه، ونحو ذلك مما سبق ذكره.

وإذا جئنا لذكر بعض الأقسام فهنا نذكر جملة من المسائل المتعلقة بالرضا؛ لأن هناك أموراً تشكل على الناس.

المسألة الأولى:

ما صلة الرضا بالحزن الطبعي؟ إذا مات للمرء عزيز أو حبيب من ابن أو أب أو زوجة قد يحزن فهل يعارض هذا الحزن الرضا؟.

نقول: إن الحزن في ذاته لم يأمر به الله -عز وجل- بل نهى عنه في الجملة كما قال تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا} (آل عمران: 139) {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} (النحل: 127) {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة: 40) {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُم} (الحديد: 23) {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُم} (يونس: 65).

لكن ما كان منه بمقتضى الفطرة فلا بأس به دون أن يخرج عن أمرين اثنين:

الأول: الرضا بالصبر والتسليم والقبول، بل ورؤية الخير فيما يجري به قضاء الله وقدره.

الثاني: ألا يخرج به عن حدود المشروع، فلا يلطم خداً ولا يشق جيباً، ولا يدعو بدعوى الجاهلية، وإلا فإنه قد فارق حينئذ الرضا وفارق الصبر، وفارق الأمر، ودخل في النهي نسأل الله -عز وجل- السلامة.

والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما مات ابنه إبراهيم دمعت عينه -عليه الصلاة والسلام- وقد دعته ابنته حتى يشهد، وإذا نفسه كشن تقعقع يعني عند خروج الروح فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن) فأثبت وجود الحزن الطبعي الفطري.

(وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا).

لذلك تكلم بعض أهل العلم في موقف يروى عن بعض السلف أنه مات له ابن فعندما بلغه الخبر ضحك وابتسم، فقيل له: لم؟ قال: إظهاراً للرضا بقضاء الله وقدره، قال ابن تيمية -رحمه الله-: ولا يظن أن هذا أرفع من مقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه جمع بين عبوديتين، وهذا ضاق قلبه إلا عن عبودية واحدة.

فالرسول -صلى الله عليه وسلم- جمع بين عبودية الحزن وعبودية الانكسار لله -عز وجل- مع عبودية الرضا، وذاك ضاق قلبه، فلم يتسع إلا لعبودية إظهار الفرح دون وجود ذلك الحزن والانكسار، والشعور بقوة الله -سبحانه وتعالى-.

فهذه مسألة ينبغي أن ننتبه لها، والإفراط في الحزن يعارض الرضا، ولذلك ورد النهي وخاصة للمرأة لما يغلب عليها من الحزن بأثر عاطفتها: (لا تحد امرأة على ميت أكثر من ثلاث إلا على زوج).

بمعنى لا يزيد الحزن على الميت أكثر من ثلاث، وبعد ذلك يبقى ما يبقى في النفس، ولكن يتسلى الإنسان ويسري عن نفسه؛ لأن الحزن المبالغ فيه لا يجلب نفعاً ولا يدفع ضرا فلا فائدة فيه، وهو مما لم يأمر به الله، ولا يأثم صاحبه إن لم يقترن بحزنه محرم، كما يحزن الإنسان حزناً فطرياً- كما قلنا-، وقد يقترن بالحزن ما يثاب عليه صاحبه كالحزن على مصائب المسلمين، وعلى ما يقع بهم من الكوارث، فهذا حزن مثاب عليه، وهو لا يعارض ولا يناقض الرضا بقضاء الله وقدره، فذلك فيه حب الخير وبغض الشر، واستشعار الوحدة والأخوة الإيمانية، والمهم ألا يفضي الحزن إلى ترك المأمور.

المسألة الثانية:

ما الصلة بين الرضا والتوكل؟ وما الدلالة في معانيهما؟.

قال أهل العلم: الرضا والتوكل يكتنفان بالمقصود فالتوكل قبل وقوع الفعل والرضا بعد وقوعه.

فأنت تقبل على الأمر متوكلاً على الله معتمداً عليه، فإذا وقع بخلاف ما أردت أو بخلاف ما أمّلت أو بخلاف ما قدرت يجيئك الرضا بالله -سبحانه وتعالى- وبقضائه وقدره، فأنت محوط بعبودية الله في كل الأحوال إذا كنت مستحضرا لهذه المعاني الإيمانية.

ولذلك أثر عن عمر بن عبد العزيز -كما هو منقول عن الحسن- قال: الرضا عزيز، ولكن الصبر معول المؤمن.

وفي الحديث خاطب النبي -عليه الصلاة والسلام- ابن عباس فقال: (إن استطعت أن تعمل برضا الله مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً).

وهذا دليل على عدم وجوب الرضا، ووجوب الصبر والاعتماد والتوكل لذلك هذا أيضا فيه مسألة أخرى وهي العلاقة بين الرضا والصبر.

 المسألة الثالثة:

 هل الرضا كسبي أو وهبي؟

هل الرضا أمر يمكن أن تجتهد فيه مع نفسك وتربيها عليه، أم هو أمر يهبه الله لمن يشاء؟.

والجواب عن ذلك أنه كسبي ووهبي في آن واحد فهو كسبي باعتبار الأسباب فمن روض نفسه على التوكل قبل فعل الأفعال، وأبقى اعتماده وثقته كلها على الله -عز وجل- فإنه لاشك يكون مهيأً للصبر على ما يُبتلى به، و الرضا بما يجري به القضاء والقدر.

ولذلك أخبر الله -سبحانه وتعالى- أن ثوابه للذين يصبرون ويجتهدون في التقبل والرضا عما يأتي به، فيرضى عنهم -سبحانه وتعالى-.

ولذلك قيل ليحيى بن معاذ: متى يبلغ العبد مقام الرضا؟ قال: إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه فيقول أي: لله -عز وجل-: إن أعطيتني قبلت وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت.

من تحقق بهذه المعاني فهو آخذ بالطريق الموصل إلى مرتبة الرضا.

المسألة الرابعة:

هل يقتضي الرضا عدم الشعور بالألم وعدم الإحساس بالمكروه؟.

الجواب: لا، ولكن المقصود هو عدم الاعتراض وعدم السخط كما يرضى المريض بشرب الدواء المر، ألا يرضى به؟ ويحرص عليه؟ ويواظب على أخذه؟ مع أنه غير مقبول في طعمه، لماذا؟ لما يرجو وراء ذلك من نفعه وفائدته، وأثره في الشفاء بإذن الله -عز وجل-.

وكذلك كرضا الصائم في اليوم الشديد الحر، والمجاهد في الجهاد مع شدته لماذا؟ لما يبتغي وراء ذلك من أجر الله ومثوبته -سبحانه وتعالى-.

قال ابن القيم رحمه الله: بينك وبين الرضا همة عالية ونفس زكية، وتوطين النفس على كل ما يرد عليها من الله.

وما الذي يسهل ذلك للعبد قال: علمه بضعفه وعجزه، ورحمة الله -عز وجل به- وشفقته عليه وبره به، فعلمك بعجزك، وعلمك برحمة الله يفضي بك إلى الرضا بقضاء الله وقدره.

ولذلك لما قيل للحسن بن علي عن الرضا قال: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له.

من اتكل على حسن اختيار الله له، واعتمد أن الله يختار له الخير ويقضي له الخير ويريد به الخير فإنه ماذا يحصل؟ لم يتمن غير ما اختار الله له، فكل ما يقع له يكون عنده موضع القبول والرضا.

وقد أورد ابن القيم -رحمه الله- نادرة لطيفة وقعت بين وهب بن الورد وسفيان الثوري وثالث، كان سفيان يقول: كنت أخشى يوم الفجأة وموت الفجأة وأكرهه، واليوم أقول لو مت. يعني: أنني أقبل ذلك، وقال الآخر كذا. فقال قيل لوهب: وما تقول أنت؟ قال: لا أقول شيئاً، إنما أختار ما يختاره الله لي، فقبّل سفيان الثوري ما بين عينيه، وقال: روحانية ورب الكعبة.

يعني: أن قوله ذلك خير من أن يقول أنا أحب كذا، لأنه يقول أنا أحب ما يختاره الله -سبحانه وتعالى- لي.

ولذلك كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يقول: (أسألك الرضا بعد القضاء).

فلما تكلم بعض أهل العلم قالوا: لأن الرضا قبل القضاء عزم على الرضا، فأنت تعزم أن ترضى لكن قد يقع لك ما يقع فلا ترضى، فلذلك تسأل الله -سبحانه وتعالى- الرضا بعد القضاء، وكان من دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك).

وهذا يدلنا على أهمية الرضا حتى إنه كان مما يسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- من ربه ومولاه -سبحانه وتعالى-.

هذه جملة من هذه المعاني المتعلقة بالرضا.

ننظر كذلك إلى بعض ما يتعلق بكون الرضا أعظم وأجل ما يعطيه الله -سبحانه وتعالى- للعباد، وأن رضا الله -سبحانه وتعالى- على العبد يعني إعطاءه من الثواب الجزيل ما لا يبلغه إدراكه، وما لا يستطيعه، وما لا يستطيع تصوره، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (فيها -أي الجنة- ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).

وورد في حديث ابن مسعود عند مسلم وهو الحديث الطويل عن آخر رجل يدخل الجنة يصيبه شيء من النار حتى يخرج، فإذا خرج قال: الحمد لله الذي نجاني منك، والله لا أسأل الله شيئاً بعد ذلك، قال: فتبدوا له شجرة، فيقول: يا رب أدنني منها حتى أستظل بظلها وأشرب من مائها، والله يا رب لا أسألك شيئا بعدها، فيقول الله عز وجل: "لا تسألني شيئاً بعدها"، فيعطي على ذلك عهده وميثاقه، فيدنيه الله -عز وجل- منها ثم تبدو له شجرة أحسن منها فيقول: يا رب أدنني منها لا أسألك شيئاً بعدها، ويجري نفس الحوار، ويأخذ العهد، فيقول: لا أسألك شيئا بعدها، فيدنيه الله -عز وجل- منها، ثم تبدو له شجرة عند باب الجنة، فيقول: يا رب أدنني منها، والله لا أسألك شيئاً بعدها حتى أستظل بظلها وأشرب من مائها، ويعطي العهد على ذلك فيدنيه الله منها، فيسمع أصوات أهل الجنة فيشتاق إليها، فيقول: يا رب أدنني منها، فيقول الله -سبحانه وتعالى-: "ما يصرني منك" والصر هو الانتهاء بمعنى متى تنتهي من هذا؟ قال: "أويكفيك أن أعطيك الدنيا ومثلها؟" فيقول: يا رب أتهزأ بي وأنت الملك؟ فضحك ابن مسعود عند هذا الموطن من الحديث فقال ألا تسألونني ما يضحكك؟ قالوا: ما يضحكك؟ قال: ضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- عند هذا الموطن فقيل له: ما يضحكك؟ قال: أضحك من ضحك الرب من عبده يقول له: "لا أستهزئ بك، فإن لك الدنيا ومثلها معها" .

وأما الحديث العظيم الذي أخبر فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- بنعيم من نعيم أهل الجنة، كما رواه أبي سعيد الخدري في حديث طويل في آخره أنهم قالوا: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحداً من العالمين، فيقول الله -جل وعلا- لهم: "لكم عندي أفضل من هذا" قالوا: يا ربنا أي شيء أفضل؟ فقال -سبحانه وتعالى-: "رضائي فلا أسخط عليكم بعده أبداً". فهو أعظم عطاء الله -عز وجل- للعبد.

ثمرات الرضا بقضاء الله وقدره:

وهي ثمرات عظيمة وكثيرة نوجز منها ما يلي:

الأولى: أن الرضا هو تمام عبودية الله -عز وجل- في جريان ما يكرهه العبد من الأحكام عليه.

ولو لم يجر إلا ما يوافقه فلا تظهر عبوديته، فمن رحمة الله ومن نعمه على عباده أن يجري عليهم بعض ما لا يوافقهم فيقبلون به، فيكون هذا إظهاراً لعبوديتهم وإلا لو كان كل شيء على ما يحبه العبد ويرضاه، وعلى ما تميل إليه نفسه ويدخل السرور عليه، أنى يظهر التعبد الحقيقي لله والاستسلام لأمره، ربما تكون- نسأل الله السلامة- كما قال الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} (الحج: من الآية11).

فإذا أصابته الفتنة ورضي، لاشك أن هذا كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن).

الثانية: أن الرضا يوجب الطمأنينة في النفس، والسكينة في القلب، وأن السخط يوجب الهم والحزن وشتات القلب وتفرق الهم، ولا يحصل للإنسان شيء ينفعه، ترون من يحصل له إشكال ولا يسري على نفسه ولا يرضى ولا يقول: الحمد لله على كل حال، ولا يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ما الذي يحصل له؟.

يصيبه هم وغم ويتشتت فكره، فلا يستطيع أن يفكر، ولا يستطيع أن يعمل وتتعطل أموره كلها، وما الفائدة؟ لن يرد شيء قضاء الله الذي قد وقع، ولذلك الرضا فوق كونه يحصل به هذه الطمأنينة والسكينة، هو الذي يعين الإنسان على المواصلة والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (استعن بالله ولا تعجز).

بمعنى إذا جاءتك مصيبة فقل الحمد لله رضاً بقضاء الله، ثم نواصل ونرد قضاء الله بقضاء الله- كما قال أهل العلم- فالجوع من قضاء الله ويرده الإنسان بالأكل والشرب وهو من قضاء الله، فلماذا يعجز ويترك العمل إذا جاءته مصيبة؟ لماذا لا يقول هذا من قضاء الله فيبقى جائعاً؟

لذلك قالوا: المؤمن من يرد قضاء الله بقضاء الله -سبحانه وتعالى-، فإذا أصابته مصيبة ربما يحزن لكنه يرضى، ثم يحتسب الأجر، ثم يواصل ويستمر في تقربه إلى الله وسعيه إليه.

الثالثة: أن الرضا إقرار بعدل الله -عز وجل- في حكمه وقضائه؛ لأننا نعرف من دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك).

فالذي لا يرضى بالقضاء، فكأنما ينقض أو ينقص عدل الله -سبحانه وتعالى- فيما جرى به قضاؤه و قدره، وهو -سبحانه وتعالى- يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله، فلا يخرج شيء عن مقتضى العدل التام فيما يجري به قضاء الله وقدره.

الرابعة: أن الرضا هو طريق السلامة للقلب والبعد عن الشك؛ لأن الذي لا يرضى بقضاء الله وقدره تصيبه الشكوك والأوهام، وبعض الناس كما نرى ونسمع أحياناً فيما يعرض على الناس من التمثيليات والمشاهد ماذا يقولون إذا وقعت مصيبة؟ ماذا صنعت حتى صنع الله بي ذلك؟ فكأن هذا لون من الاعتراض.

وأحيانا يفكر بعض الناس في مجريات القضاء والقدر، فيقول: هذا إنسان سيء، ومع ذلك صحته سليمة وماله كثير وأولاده كذا، وهذا إنسان عابد وطائع، ومع ذلك رزقه مقتر وبدنه مريض وكذا، فيدخل عليه الشيطان من الشك، ومن عدم الإيمان بقضاء الله وقدره ما يبرأ منه ويسلم منه الراضي بقضاء الله وقدره.

فالرضا طمأنينة، ولذلك قال عبد الله بن وهب: رأيت أسلم الناس في القدر أقلهم كلاماً فيه، ورأيت أكثرهم شكاً فيه أكثرهم خوضاً فيه.

كما قال الطحاوي في عقيدته: ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم فمن لم يقنع بالتسليم فهمه، حرمه مراده عن خالص الاعتقاد وصافي التوحيد.

الذي يريد أن يبحث عن العلل وينظر، وعقله قاصر فإنه يفضي به إلى الشك أما الرضا كما قال الله عز وجل: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (آل عمران: من الآية7).

الخامسة: أن رضا الله عن العبد أكبر شيء يناله إذا هو رضي عن الله -عز وجل- كما قال الله -جل وعلا-: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه} (البينة: من الآية8).

وبين الله -سبحانه وتعالى- أن رضوانه هو أكبر الجزاء والثواب كما قال -جل وعلا: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} (التوبة: من الآية72).

أي: أكبر من ذلك، فيناله من تعرض لرضا الله -سبحانه وتعالى-.

السادسة: أن الرضا بالله -سبحانه وتعالى- يخلص العبد من الالتفات إلى رضا الناس.

إذا كان أكبر همك أن ترضى عن الله، وعن ما يجري به قضاء الله، وأن ترضي الله فإن ذلك يصرفك عما تلتفت إليه من رضا الناس، ورضا الناس غاية لا تدرك، والناس لا يعجبهم شيء مطلقاً، فإن فكرت في رضا هذا كان الرضا موجباً لسخط ذاك.

وهذا يجعل الإنسان يحتار، لكن المؤمن لا يحتار؛ لأنه يبتغي رضا الواحد الأحد -سبحانه وتعالى- وفي الحديث عن عائشة: (من ابتغى رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن ابتغى سخط الله برضا الناس، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 110 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,674,917