<!--
<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} --> <!-- [endif]---->
يعتبر فن البونزاى من اقدم الفنون عامة وفن الزراعة خاصة
ففي الثالث عشر من شهر أكتوبر عام 1868، إنتقل الإمبراطور الياباني مايجى (Meiji) إلى قصره الجديد في العاصمة طوكيو، والذي استخدمت فيه نباتات البونزاى بكثافة لتجميله من الداخل والخارج وشغل الفراغات المحيطة بهذا القصر الإمبراطوري.
ولقد شجع الإمبراطور مايجى على الاهتمام برعاية البونزاى مما جعل موظفي قصره (والذين لم يعجبوا في البداية بالبونزاى ) يشعرون بجمال المكان وبقيمة هذه النباتات في تجميل وتزيين المساحات الضيقة، فبدأوا يقتنوها ويزينوا بها منازلهم، وبسرعة انتقلت عدوى حب البونزاى إلى موظفي الحكومة حتى امتلك كل أفراد الوزارات المختلفة هذه النباتات، حتى ورد أن الأمير أيتو (Itoh) قام بتوريث جميع نباتات البونزاى التي منحها إياه الإمبراطور مايجى لابنه كايجوجى (Kijoji Itoh)، وهو من رجال الدولة أصحاب الشأن وأحد جامعي البونزاى المشهورين الذي أجرى العديد من البحوث والدراسات على هذه المجموعة من النباتات المرباه في أصص بشكل فاق تصورات عصره الذي كان يعيش فيه.
وفى أواخر الستينيات من القرن الثامن عشر (The late 1860s)، بدأ اليابانيون في استخدام ألياف القنب السميكه المجدولة والمبللة لتشكيل جذوع وأفرع النباتات المقزمة بعد لفها بإحكام حول هذه الجذوع والأفرع. ولقد ساعد ذلك على إنتاج كميات كبيرة من الأشجار المقزمة ذات الأفرع المجدولة (كأذرع الإخطبوط) في العاصمة طوكيو لدعم التجارة الخارجية، بينما الأشجار الأكثر رقه وجمالاً (من طراز Bunjin) تم تصميمها وإنتاجها في كيوتو و أوزاكا لتباع في اليابان نفسها. وفى أواخر القرن الثامن عشر قام بعض تجار التحف و الأنتيكات اليابانيين باستيراد بعض أوعية الزراعة الغير مصقولة و الغير عميقة، ذات الأشكال المستطيلة والبيضاوية و التي إستخدمها الصينيون حول أضرحة أجدادهم الذين رحلوا عن الدنيا لإستخدامها في زراعة البونزاى. لذا صدرت التعليمات من المسئولين في اليابان إلى مصانع Yixing للأواني الفخارية كي تنتج هذه الأوعية خصيصا لإستخدامها في زراعة البونزاى.
ولقد ساعدت مشاركة اليابان في العديد من المعارض الدولية على إدخال العديد من نباتات البونزاى إلى الولايات المتحدة وأوربا، كما شارك بعض المهاجرين اليابانيين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة وجزر الهاواي في نقل تلك النباتات بجانب نقل الخبرة العملية في كيفية إنتاجها. كما ساهمت مشاتل إنتاج البونزاى للتصدير، خاصة التابعة لإتحاد منتجي يوكوهاما (The Yokohama Gardeners Association) بتقديم المئات من الأشجار المقزمة للمواطنين في الولايات المتحدة وأوربا الذين يرغبون في إقتناء تلك الأشجار وأمدوهم بالخبرات والمعلومات الكافية للحفاظ علمياً على حياتها لفترة طويلة.
في طوكيو عام 1892م، إفتتحت أول ساحة فنيه للبونزاى, أعقبها نشر أول كتاب تذكاري مصور (من ثلاثة أجزاء ) عن أشهر نباتات البونزاى، مما أدى إلى ظهور إتجاه جديد لجعل إنتاج البونزاى أحد الأشكال الفنية المستقلة ذات الخصائص والسمات المتميزة. وفى عام 1903 أقامت جمعية "Jurakukai" معرضاً للبونزاى في مطعمين شهيرين باليابان، صدرت بعده بثلاث سنوات أول مجلة شهرية عن البونزاى باسم (Bonsai Gaho). وفى إحدى ضواحي طوكيو، قام بعض فنانو البونزاى عام 1907 بتأسيس أول جماعة (من 20-30منزل ) كمركز خبرة دولي مما جعل هذا الفن (فن إنتاج البونزاى) يشق طريقة إلى جميع أنحاء العالم.
في عام 1910، تم وصف كيفية استخدام السلك (Wiring) في كتاب تاريخ البونزاى في مشتل سانيو(History of Bonsai in the Sanyo Nursery)، والذي بدأ باستخدام أسلاك معدنية مجلفنة غير قابلة للصدأ، بينما استخدمت أسلاك النحاس المكلِّفة فقط لإنتاج أشجار البونزاى ذات القيمة الفنية و الجمالية العالية. وبين عامي 1911-1940تم تصدير كمية كبيرة من أوعية الزراعة التي ينتجها مصنع Yixing للأواني الفخارية بالصين بمواصفات خاصة لبعض التجار اليابانيين, وذلك لزيادة أعداد الهواة و المتحمسين لهذا الفن. عُرفت تلك الأوعية باسم Shinto (وهى كلمة يابانية تعنى بالانجليزية : New Crossing or arrival)، كما تم تصنيع بعض الأوعية من الطرز البدائية القديمة (كتراث تاريخي) بمعرفة أحد المصانع في فورموزا (Formosa).
في عام 1914، وفى الركن الشمالي الشرقي من حديقة شيبا (Shiba Park)، أقيم أول بازار دائم في طوكيو لبيع بعض الحلي والهدايا البسيطة رخيصة الثمن. وقد تم عرض العديد من نباتات البونزاى في هذا البازار بين الحين والآخر لجذب محبي شراء التحف والهدايا إليها. وفى عام 1933 أقيم أول معرض قومي سنوي للبونزاى في حديقة هيبيا (Hibiya Park) مما جعل عرض البونزاى في البازارات والمقاهي والمحلات العامة كهدايا تذكارية أمراً شائعاً. ومن ثمَّ، أصبحت الأشجار المقزمة قاسماً مشترك للتحف والهدايا تباع سواء بسواء مع المطويات الأثرية (Scrolls) و بواتق حرق البخور (Incense burners) وتماثيل بوذا (Buddhist Statues)، . . . وما شابه ذلك من تحف وهدايا.
في عام 1921 صدر أول عدد من مجلة البونزاى (Bonsai magazine) بمعرفة عاشق البونزاى Kobayashi Norio (1889-1972) والتي استمر نشرها لما يقرب من 518 عدد متتالي. في تلك الفترة بدأ استخدام سلك النحاس في إنتاج البونزاى بشكل مكثف مما أعطى الفرصة لعمل تغييرات جوهرية في شكل الأشجار, حيث أمكن إستخدم السلك بدقه و إحتراف في توجيه نمو أعداد كبيرة من الأشجار (سواء المنتجة في المشاتل أو التي جمعت من البراري) لإنتاج نباتات قزمية صغيرة ذات أشكال مستحدثه غير نمطيه، مما أدى إلى زيادة عدد الهواة يوماً بعد يوم. وبتطور هذا الفن، إستطاع تولسميث ماساكونى (Toolsmith Masakuni) والذي عاش خلال الفترة من 1880-1950 أن يدعم فن تصميم وتشكيل الأشجار بإنتاج أول مجموعة من الأدوات المعدنية لإستخدامها خصيصا في تطوير وتنمية إنتاج البونزاى و الإبداع فيه.
وبحلول عام 1940، أصبح هناك ما يقرب من (300) تاجر للبونزاي في طوكيو، وحوالي (150) نوع من الأشجار التي تنتج في صورة قزميه، وآلاف النباتات التي تشحن بالسفن كل عام إلى أوروبا وأمريكا. ويعتبر كتاب "Dwarf Trees Bonsai" لمؤلفه Shinobu Nozaki (1895-1968) أول وأعظم كتاب ينشر بالإنجليزيه في العاصمة اليابانية طوكيو. وفى عام 1952 اتفق Yuji Yoshimura (وهو ابن أحد كبار منتجي البونزاي في العالم) مع المؤلف والدبلوماسي الألماني الشهير الفريد كوين (Alfred Koehn) على إعطاء بعض المحاضرات التي تصف كيفية إنتاج البونزاى. وبالفعل بدأ فتح عدة فصول لتدريس أول مقررات إنتاج البونزاى النموذجى للعامة والمغتربين في طوكيو، مما أدى إلى ظهور العديد من المؤلفات مثل: كتاب Japanese Tray Landscape لمؤلفة Koehn عام (1937) والذي نشر بالإنجليزية في مدينه بكنجهام. كما قام Yoshimura عام (1957) بإعداد كتاب بالإنجليزية مع أحد تلاميذه وضع فيه تقسيم مبسط لمختلف أوجه فن البونزاى وأسماه (Classic Japanese Bonsai Bible for Westerners) والذي طبعت منه ثلاثين طبعة نفذت جميعها. بعدها ظهر كتاب ""Bonsai Saikei لمؤلفيه (Kawamato and Kurihara) والذي يصف كيفية عمل التنسيقات الشجرية في الصواني المسطحة باستخدام نباتات أقل من تلك التي كانت تستخدم في التنسيقات التقليدية. ولقد ترجم هذا الكتاب إلى الإنجليزية عام (1963).
وعلى هامش الإعداد لمهرجان الدورة الأوليمبية المنعقدة بطوكيو عام (1964)، أقيم أكبر معرض للبونزاى برعاية جمعيه البونزاى اليابانية (Nippon Bonsai Association) في حديقة هيبيا (Hibiya Park)، كما تم عمل ألبوم تذكاري لروائع البونزاى نشر باليابانية والإنجليزية. وفى عام (1970) أقيم معرض ضخم للبونزاى كجزء من فعاليات منتدى Expo' 70، كما صدرت ثلاثة مجلات دولية للبونزاى (تصدر أعدادها كل ثلاثة أشهر ) هي (Bonsai Sekai) ، (Stasuki Kenlayu) ، (Shizen to Bonsai).
ولقد عقد أول مؤتمر دولي للبونزاى في أوزاكا (Osaka) على هامش فعاليات المعرض الدولي للبونزاي عام 1980، و كان من أبرز إنجازاته تأسيس الجمعية الدولية لأصدقاء البونزاى (The World (Bonsai Friendship Federation, WBFF. وجدير بالذكر أن هذا المؤتمر الدولي أصبح يعقد و بحضور المئات من المشاركين من مختلف دول العالم كل أربع سنوات، وفى كل مرة بمدينة مختلفة من مدن العالم: ففي عام (1993) عقد في مدينة أورلاندو (Orlando) بولاية فلوريدا، وفى عام (1997) عقد بمدينة سيول (Seoul) بكوريا، وفى عام (2001) عقد بمدينة ميونيخ (Munich) بألمانيا، وفى عام (2005) عقد بمدينة واشنطن (Washington D.C.) بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى عام (2009) عقد بمدينة سان جوان (San Juan) ببورتوريكو.
ويوجد ألان أكثر من 1200 كتاب عن البونزاى والفنون المرتبطة به، منشورة بأكثر من 26 لغة في أكثر من 90 دولة و إقليم على مستوى العالم. كما توجد العشرات من المجلات العلمية التي تصدر بأكثر من 30 لغة فيما لا يقل عن 50-70 دولة بالعالم، بجانب عدد لا حصر له من الصحف والنشرات الفنية لأندية البونزاى متاحة على شبكة الإنترنت على مدار الأربع وعشرين ساعة. كما يوجد الآن العديد من المنتديات والأسواق العامة بمختلف دول العالم لنشر الجديد في عالم البونزاى. و لا عجب أن برامج الفيديو التعليمية وصور أشجار الأصص المقزمة في الأفلام وعلى شاشات التليفزيون أصبحت تصل الآن بمنتهى السهولة لقطاع عريض من جمهور المشاهدين. هناك أيضاً مئات الآلاف من الهواة والمحترفين في أكثر من ألف نادي وجمعية أهليه منتشرة بمختلف أنحاء العالم. ومع إنتشار أكثر من جهة لتعليم وتدريس فنون إنتاج البونزاى وقيام العديد من الأفراد من خارج آسيا بزيارة اليابان والدراسة في مختلف مشاتلها, بل وقيام المدرسين اليابانيين بالسفر إلى أماكن عديدة بشتى بقاع الأرض أصبح من السهل تحويل أي مادة نباتيه إلى بونزاى. كما تقدم العديد من المشاتل (Nurseries) والخزافين (Potters) حول العالم العديد من الخامات الجديدة والمستحدثة، والكثير من الأفكار و الإبداعات الرائعة لتطوير هذا الفن المتنامي . . . فن البونزاى.