تعد مشكلة الكثبان الرملية من المشاكل العويصة التي تعاني منها بلدان المناطق الجافة و شبه الجافة، بما في ذلك مصر التي تقع في قلب الصحراء الكبرى الممتدة بطول شمال أفريقيا، لأنها تشكل خطراً عظيماً على المدن و المؤسسات و المشروعات التنموية سواء كانت زراعية أو صناعية او اجتماعية، كما تمثل حجر عثرة ضخم أمام تنمية المناطق الصحراوية و الانتفاع بها.
و يُعرف الكثيب بأنه مرتفع أو حاجز من الرمال المترسبة أو المنقولة بواسطة الرياح، و يتكون عند وجود عارض يعترض مجرى الرياح المحملة بالرمال. و يصل إرتفاع الكثيب في بعض المناطق الى عشرات الأمتار. و تنتشر الكثبان الرملية في مصر بشمال سيناء (منطقة الغرود)، الصحراء الشرقية و الصحراء الغربية (التي تشتمل على بحر الرمال الأعظم الواقع بين مصر و ليبيا).
و تتوقف حركة الرمال على عاملين أساسيين هما: (1) حجم حبيبات الرمل، (2) شدة الرياح. فالرمال التي تتحرك بواسطة الرياح لا يزيد قطرها عن (0.1 – 2 مللم) و قد يكون مصدر الرياح بحري أو بري. و على هذا الأساس تنقسم الكثبان الرملية إلى ثلاثة أنواع هي: الكثبان الرملية الساحلية – الكثبان الرملية في الأراضي المعتادة – الكثبان الرملية حول الواحات. و تأخذ الكثبان الرملية أشكالاً متعددة حسب منطقة وجودها. من أهم هذه الأشكال:
(1) الكثبان الساحلية: و هي عبارة عن مرتفعات رملية مختلفة الأحجام و تجاور الساحل و الأقسام القريبة منها و تكون مغطاة بغطاء نباتي (شكل رقم 4).
(2) الكثبان الهلالية: و تتكون في الصحاري ذات الأسطح المنبسطة، و تأخذ شكلاً شبيهاً بالهلال و يكون إتجاه طرفي الهلال باتجاه هبوب الرياح. و يتراوح إرتفاع هذه الكثبان ما بين 3-100 قدم (شكل رقم 5).
(3) الكثبان العرضية: يوجد هذا النوع من الكثبان في المناطق ذات الرمال الكثيرة و النباتات القليلة كبحر الرمال الأعظم بين مصر و ليبيا. و توجد الكثبان العرضية على شكل حواجز عرضية متعرجة على اتجاه هبوب الرياح (شكل رقم 6)، و قد تتحول في بعض المناطق إلى كثبان هلالية.
(4) كثبان رملية على شكل حرف (U): و تتكون هذه الكثبان عادة نتيجة لتجمع الرمال على الجانب المعاكس لهبوب الرياح فتصبح حوافها الجانبية معرضة لعملية نقل غزير من الرمال. و تأخذ هذه الكثبان شكلاً شبيهاً بحرف (U) و تكون فتحتها بإتجاه هبوب الرياح (شكل رقم 7).
(5) الكثبان الطويلة: و هي عبارة عن كثبان طويلة و مستقيمة على شكل حواجز موازية لإتجاه هبوب الرياح، و يصل ارتفاعها الى مئات الأقدام (شكل رقم 8).