تعتبر الفراولة مصدر جيد للألياف وفيتامين ج وخالية من الدهون ولا شك أن طرق التداول بعد الحصاد تؤثر على كل هذه المكونات وعناصر الجودة . ومن المعروف أن ثمار الفراولة من أكثر الثمار قابلية للتلف بعد الحصاد حيث أن ثمار الفراولة يجب أن تكون ناضجة تماماً عند القطف عكس معظم الثمار الأخرى
وكذلك الفراولة ذات معدل مرتفع فى التمثيل الغذائى ويؤدى ذلك إلى أنها تدمر نفسها فى وقت قصير بعد الحصاد وحتى بدون مسببات مرضية ولا بد من الاحتفاظ بها سليمة حيث أن سلامتها تحدد جودتها التى تصل إلى المستهلك . وتؤدى طبيعة تركيب ثمار الفراولة إلى تعرضها للتلف بسرعة فهى ذات جلد رقيق سهل القطع أو الجرح كما أن بذورها سهلة النزع والفقد كما إن لحم الثمرة طرى مما يجعلها عرضة للكدمات والهرس ولذلك قد يؤدى أى ضرر أو جرح إلى زيادة فرصة الإصابة بالفطريات المسببة للتدهور ولذلك فإنها تحتاج إلى عناية فائقة فى تداولها بعد الحصاد فإن تدهور الثمار يزداد بارتفاع درجة حرارتها حيث تؤدى الحرارة المرتفعة إلى تدهور الثماروإنهيار أنسجتها ويستمر هذا التدهور إلى أن تؤكل أو تستهلك ولا شك أن جودة الثمار حتى تصل إلى المستهلك تتوقف على مدى العناية فى كل خطوات التداول ومن أهم عوامل المحافظة على ثمار الفراولة وتأخر الفساد والتدهور أن يتم التخلص من حرارة الحقل ثم الإبقاء على الثمار تحت درجة حرارة منخفضة . وللحصول على أطول فترة تسويقية يجب أن تحفظ الثمار قرب درجة الصفر المئوى كلما أمكن لأن إرتفاع الحرارة تؤدى إلى تدهور ثمار الفراولة بسرعة حتى ولو كانت خالية من الإصابات المرضية فإن معدل تدهورها يزداد إلى 2 - 4 مرات عند رفع درجة حرارة الثمار من صفر إلى 10ْ م .
وإذا تعرضت الثمار إلى درجة 30ْ م كما هو المتوقع عند قطف الثمار وتركها معرضة للشمس المباشرة فى المزرعة فإن إرتفاع معدل التنفس سيقلل فترة حياتها إلى عدة ساعات فقط . ومن العوامل البيئية الأخرى التى يمكن التحكم فيها لتستفيد ثمار الفراولة من قدرتها على الحفظ هو عامل الرطوبة النسبية وتركيز ثانى أكسيد الكربون فى الجو المحيط بالثمار أثناء التداول والنقل حيث إن الرطوبة النسبية المرتفعة ( 90 - 95% وثانى أكسيد الكربون المرتفع 15% ) قد يؤدى إلى زيادة عمر الثمار بعد القطف ومن أهم عوامل نجاح تسويق الفراولة الطازجة هو إيجاد نظام جيد لتحقيق الجودة والذى لا بد وأن يبدأ من المزرعة ويستمر طوال فترة التسويق ولا بد أن يشمل رقابة مزرعية عالية حتى يتم إختيار الثمار ذات الجودة المرتفعة عند القطف ومراقبة خلال التداول لتلافى الأضرار التى تحدث للثمار وكذلك تلافى التأخير فى وصول الثمار إلى درجة الحرارة المناسبة للتداول ويجب الإحتفاظ بسجلات دقيقة للجودة وحالة الثمار عن طريق عينات ودرجات الجودة وفترات التأخير فى خطوات التداول وكذلك قياسات درجات الحرارة والرطوبة النسبية .
وكذلك وجد أن الفطريات المسببة لأعفان الثمار هى أحد أسباب تدهور ثمار الفراولة بعد القطف ومن العوامل الهامة لتلاشى ذلك هى نظافة المزرعة - مقاومة الأمراض - تلافى تلامس الثمار مع التربة الرطبة - تلافى أضرار الثمار - الفرز الجيد لاستبعاد الثمار المصابة والتحكم الجيد فى درجة حرارة التبريد ونسبة الرطوبة . وإن المعاملة بتركيز عالى من ثانى أكسيد الكربون أثناء النقل يمكن أن يساعد على تقليل فرصة الإصابة بالأمراض .
ومن العوامل الهامة على مستوى المزرعة فهى عملية مقاومة الأمراض قبل الحصاد ونظافة المزرعة وكذلك الإختيار الجيد للثمار فى المرحلة المناسبة للقطف وتلافى الأضرار بالثمار أثناء الجمع والتعبئة فى عبوات الجمع وأثناء الفرز لاستبعاد الثمار المصابة أو التى بها أمراض والمعيبة وحماية الثمار من الحرارة المرتفعة والنقل بطريقة سليمة وسريعة من المزرعة إلى مكان التبريد الأولى . ويجب تلافى الأضرار الناتجة عن عمال الجمع حيث أن الأضرار الناتجة يمكن أن تحبط أى محاولة للمحافظة على جودة الثمار ووضع الثمار فى السلال الصغيرة يمكن أن ينتج عنها أضرار شديدة للثمار وإذا تمت بطريقة غير سليمة ولقد أظهر التدريب الجيد والإشراف الحازم أهمية بالغة فى تداول الثمار بعناية فى تقليل الأضرار وبالتالى نسبة الفاقد فى الفراولة .