تؤثر كثير من العوامل في إنتاجية أشجار الفاكهة إلا أن عملية التسميد تلعب دوراً رئيسياًًً في نمو وإنتاجية محاصيل الفاكهة. ومما لا شك فيه أن إدارة عملية التسميد تمثل عنصراً هاماً في الإنتاجية وجودة الثمار الناتجة ، كما أن الإدارة الجيدة للتسميد تنعكس علي اقتصاديات عملية الزراعة بالنسبة للمنتج بالإضافة إلي انعكاسها علي المنتج بالنسبة للمستهلك. وتختلف عملية تسميد محاصيل الفاكهة من محصول لآخر ، كما أنها تختلف من منطقة إلي لأخري. وأيضاً تختلف للمحصول الواحد من حيث عمر الأشجار ونوعية المياه المستخدمة وطريقة الرى المتبعة والظروف المناخية السائدة فى المنطقة ، وبحسب دراسة علمية أعدها كلا من الدكتور محمد عبدربة باحث بالمعمل المركزي للمناخ والدكتور مسعد قطب باحث بالمعمل المركزي للمناخ، لنشرة الثقافة الزراعية
صلاحية الأراضي والمياه للزراعة :
الأرض هي الوسط الذي تنمو فيه النباتات الراقية التي تقوم بالتمثيل الضوئي لثاني أكسيد الكربون والماء من الأرض لتكون أنسجة حية لإنتاج 99% من الغذاء الذي ينتج على سطح اليابسة .
وتنمو النباتات أساسا على الأرض معتمدة على الماء والعناصر الغذائية علاوة على ضرورة توفر الظروف الملائمة لنمو الجذور من حيث الرطوبة والتهوية والمسام التي تسمح بنمو وامتداد الجذور وقيامها بالعمليات الفسيولوجية المختلفة. كما يجب أن تسمح هذه المسام بانتشار ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عمليات تنفس الجذور وكائنات التربة وبدرجة تمنع تراكمه داخل التربة .
كذلك يجب أن لا تحتوى بيئة النمو على عوامل تثبيط النمو أو التي تسبب سميه كزيادة تركيز الأملاح الذائبة أو وجود بعض العناصر السامة مثل البورون أو الألمونيوم .
كما أن للأرض دوراً هاماً آخر وهو تقديم الدعم الميكانيكي للنباتات النامية بدرجه كافية. فالأراضي ذات مستوى الماء الأراضي المرتفع (القريب من السطح) والذي قد نشأ نتيجة عدم نفاذية الطبقات تحت التربة يؤدى إلى نمو نباتات ذات جذور سطحية مما يجعلها عرضة للرقاد أو الخلع أثناء تربيط النباتات على حامل المحصول أثناء عمليات التربية أو لأي مؤثر ميكانيكي آخر .
وتتوقف كفاءة نمو النباتات على نموذج التوزيع الجذري لها والتي تتأثر بالظروف المحيطة في منطقة نموها وعادة تنمو الجذور في الظروف المواتية عدة سنتيمترات كل يوم .
وأثناء نمو النبات تمتد جذوره إلى طبقات تحت السطح التي تختلف عن الطبقات السطحية من حيث الإمداد بالماء والمغذيات علاوة على الأكسجين وعوامل النمو الأخرى ويختلف أداء الجذور تبعاً للطبقة التي تنتشر بها وتزداد مقاومة النبات للعطش كلما كانت جذوره متعمقة في التربة نظراً لتوفر الرطوبة في الطبقات تحت السطحية التي لا تجف بسرعة كما في الطبقات السطحية .
وكلما توفرت الظروف المناسبة لنمو النباتات في الأرض وضعت هذه الأراضي ضمن الرتب الجيدة من حيث القدرة الإنتاجية والأراضي ذات القدرة الإنتاجية العالية تتوافر فيها صفات الخصوبة أي أن لها القدرة على الإمداد المناسب بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات وبطريقة متوازنة كما يتوافر بها جودة التهوية ودرجة الحموضة ( pH ) المناسبة (القريبة من التعادل) كما لا يجب أن تحتوى على طبقات صماء غير منفذة للماء أو الهواء أو الجذور. هذا علاوة على عدم زيادة تركيز الأملاح الذائبة. كذلك يكون لها قدرة مناسبة على الاحتفاظ بقدر جيد من الماء الميسر للامتصاص بواسطة النبات ومحصلة ذلك أن تنمو بها النباتات بدرجة جيدة وتعطي محصولاً ذو ربحية عالية .
وأولى خطوات عملية الاختيار هو إجراء الدراسات الفنية للمواد المائية والأرضية المتاحة بالمواقع كما لا يغيب عن الذهن تقييم الطرق المؤدية إلى الموقع وخلال الدراسة الفنية للموارد المائية والأرضية تختبر الصفات الآتية :
1- توفر وجودة مياه الري المتاحة :
تتحدد كميات المياه الواجب توافرها تبعا لمساحة البستان أو الموقع المراد إنشاؤه وفي هذا المجال يجب أن يتوافر مياه ذات جودة عالية يومياً طوال أيام السنة ويجب الاحتياط إلى فترة السدة الشتوية أو أيام البطالة في المواقع التي تروى من مياه الترع والمساقي وفي هذه الحالة ينصح بحفر آبار مياه احتياطية أو توفير إمكانية تخزين لكمية من المياه تكفي للري خلال فترة السدة الشتوية .
أما من ناحية جودة مياه الري المتاحة والتي يجب أن تولى اهتماماً بالغاً تحت نظم الزراعة المختلفة والتي تتضمن برامج تسميد مكثفة والتي قد تتأثر كثيراً بجودة مياه الري وبصفة عامة يفضل أن لا تزيد ملوحة مياه الري المستعملة عن 500جزء في المليون مع خلو المياه من التركيزات الضارة من البورون (في حدود 1 جزء في المليون) هذا علاوة على وجوب الاحتياط من زيادة تركيز أيون البيكربونات والكربونات مما قد يسببه من مشاكل قلوية.
وعند توفر مياه ري قليلة الملوحة أي في حدود 500 جزء في المليون يمكن الحكم بصلاحية الموقع لمعظم الزراعات الشائعة.
وفي حالة توفر مياه تحتوى على تركيزات من الأملاح تتراوح بين 500 - 1000 جزء في المليون تعتبر مياه الري في هذه الحالة متوسطة الملوحة ولذلك يجب تحليل هذه المياه لمعرفة مكوناتها من حيث تركيز ايونات الكلوريد - الصوديوم - الكربونات - البيكربونات علاوة على البورون نظراً لحساسية معظم النباتات لزيادة تركيز هذه الايونات. وفي حالة وجود هذه الأيونات في تركيزات غير ضارة يجب الاحتياط في اختيار المحاصيل والأصناف التي تتحمل الملوحة كما يجب أن يوضع في الاعتبار إضافة الاحتياجات الغسيلية اللازمة هذا إلى جانب أتباع أساليب الإدارة المناسبة ووضع برامج التسميد المتوائمة مع ملوحة أو نوعية مياه الرى .
وعند زيادة ملوحة مياه الري إلى حوالي 1000 - 1500 جزء/المليون وهى أقصي حدود يسمح بها في مياه الري للاستخدام تحت نظم الزراعة مع مراعاة إتباع أساليب إدارة خاصة واختيار محاصيل مقاومة للملوحة بالإضافة إلى مراعاة اختيار الأصناف الأكثر تحملا من تلك النباتات كما يجب في هذه الحالة الاعتناء بجدولة الري للحفاظ على رطوبة منطقة نمو الجذور بحيث يكون بها كمية مناسبة من الماء الميسر بصفة دائمة كما يجب الاهتمام بجودة التهوية والصرف في أراضي هذا الموقع .
2- ملوحة التربة :
والمقصود بملوحة التربة هنا هو التركيز الكلى للأملاح الذائبة في المستخلص المائي للتربة وعادة ما يعبر عنها بالتوصيل الكهربي للمستخلص ويرمز لها EC ووحداتها بالملليموز/سم وكلما قلت قيمة الـ EC للمستخلص المائي للتربة كلما قلت ملوحتها وزادت درجة ملائمتها وبصفة عامة يجب ألا تزيد درجة تركيز الأملاح في مستخلص عجينة التربة المشبعة عن 4 ملليموز/سم (حوالي 2500 جزء في المليون أو 2500 ملجرام في لتر) وفي هذه الحالة يمكن زراعة جميع المحاصيل الشائعة، مع مراعاة إضافة الاحتياجات الغسيلية المناسبة أثناء الزراعة وضمن مقننات الري. أما إذا زادت ملوحة التربة عن ذلك فيجب إجراء عمليات الاستصلاح اللازمة لخفض ملوحة التربة إلى الحدود المذكورة قبل الزراعة عن طريق غمر الأرض بمياه جيدة النوعية عدة مرات .
3- درجة حموضة التربة ( PH ) :
يفضل أن تكون درجة حموضة التربة قريبة من التعادل وقد أثبتت التجارب العملية أن أفضل درجات الـ PH التي تناسب زراعة الفاكهة هي من 6 - 7.5 لذلك إذا زاد رقم PH عن ذلك فيجب إضافة المادة العضوية إلى التربة بكميات مناسبة وقد يضاف أحد أو بعض الأحماض المعدنية بالتركيز المناسب خلال مياه الري إذا كان رقم الحموضة أقل من هذه الحدود .
4- القلوية :
تظهر مشاكل القلوية في الأراضي عند ارتفاع قيمة الـ PH عن 8.5 مع زيادة نسبة الصوديوم المتبادل على مقعد التربة عن 15% وارتفاع تركيز الأملاح الكلية الذائبة عن
4 ملليموز /سم في مستخلص عجينة التربة المشبعة. وتؤدى هذه الظروف إلى الأضرار بخواص التربة الطبيعية مثل سوء الصرف والكيميائية مثل خفض درجة تيسر العناصر الغذائية للامتصاص بواسطة جذور النباتات وفي الحقيقة أنه لا يمكن زراعة نباتات الفاكهة في الأراضي التي تعانى من مشاكل القلوية ويلزم أولاً علاج هذه المشكلة عن طريق إجراء عمليات غسيل واستصلاح مكثفة مع إضافة الاحتياجات الجبسية المناسبة والتي تتوقف على نسبة الصوديوم المتبادل .
5- محتوى التربة من كربونات الكالسيوم:
عندما تزداد نسبة وجود كربونات الكالسيوم في التربة خاصة الحبيبات دقيقة الحجم منه إلى حدود معينة يمكن أن تؤثر على خواص التربة الطبيعية والكيماوية وفي هذه الحالة تسبب أضرار للنباتات النامية وتحتاج أساليب معينة لإدارتها. وعموما فانه في حالة زيادة نسبة كربونات الكالسيوم الكلية عن 10% يفضل إضافة كميات مناسبة من المواد العضوية لتحسين صفات هذه الأراضي قبل استغلالها في مواقع الزراعة .
6- محتوى التربة من الجبس :
يفضل أن لا يزيد محتوى التربة من الجبس عن 10% حتى يلائم الزراعة .
7- قوام التربة :
يعبر قوام التربة عن درجة نعومة أو خشونة حبيبات التربة والتي تتحدد تبعاً للتوزيع النسبي لحبيبات الرمل والسلت والطين في الأرض المعينة. وكلما كانت الأرض متوسطة إلى خفيفة القوام كلما كانت أكثر ملائمة للزراعة وأسهل في إدارتها. كما أنه من المفضل أن تكون طبقات التربة الناعمة (التي يزداد بها نسبة الطين) توجد أعلى الطبقات الخشنة الرملية والعكس غير مفضل .
8- عمق قطاع التربة:
ويقصد به عمق الطبقة المفككة غير المتصلبة والتي يسهل خدمتها وتهيئتها للزراعة والخالية من الأحجار والطبقات الصماء غير المنفذة للماء والهواء والتي تعوق نمو الجذور .
9- منسوب الماء الأرضي :
يفضل أن يكون بستان الفاكهة لا يعاني من مشاكل ارتفاع منسوب الماء الأرضي والذي يسبب مشاكل سوء الصرف وزيادة التمليح علاوة على مشاكل اختناق الجذور وتهيئة الظروف اللاهوائيه التي تسبب حدوث مشاكل في تغذية النبات علاوة على الأمراض الفطرية والاعفان .
وعادة تحتاج الأراضي التي يرتفع بها منسوب الماء الأراضي إلى أقل من 120 سم إلى إنشاء شبكة الصرف المناسبة للتخلص من الماء الزائد. أما إذا كانت التربة ذات قوام رملي خفيف ويبعد منسوب الماء الأرضي أكثر من 2 م من السطح فلا تحتاج إلى إنشاء شبكات صرف على الأقل في المدى القريب أي سنوات الزراعة الأولى .
10- وجود طبقات صماء أو متحجرة :
قد يتخلل قطاع التربة طبقات صماء متصلبة تعوق عمليات الخدمة وتمنع انتشار الماء والهواء وجذور النبات ويصعب التخلص منها بالحرث العميق وتعتبر هذه الطبقات من محددات استغلال الأراضي خاصة إذا اقتربت من السطح وتعتبر أيضا من محددات عمق قطاع التربة وعلى ذلك فانه يفضل اختيار موقع البستان في ارض ذات قطاع مفتوح ولا توجد بها طبقات صماء على عمق أقل من 90 - 100 سم أما إذا وجدت مثل هذه الطبقات الصماء فانه يراعي إنشاء شبكة الصرف المناسبة .
دور العناصر الغذائية في المحافظة على خصوبة التربة :
العناصر الضرورية للنبات: :
يوجد على الاقل 16 عنصر كيماوى لنمو النبات . الكربون ( C ) ، الهيدروجين
( H ) ، الأوكسجين ( O ) يحصل عليهم النبات من الهواء والماء ، وبالتالي لاتعتبر هذه العناصر كعناصر غذائية ، النتروجين ( N ) ، الفوسفور ( P ) ، البوتاسيوم ( K ) ، الكالسيوم ( Ca ) ، الماغنسيوم ( Mg ) ، الكبريت ( S ) ، الحديد ( Fe ) ، المنجنيز
( Mn ) ، الزنك ( Zn ) ، النحاس ( Cu ) ، البورون ( B ) ، المولبيدنم ( Mo ) والكلور
( Cl ) وهذه العناصر يأخذها النبات من التربة وتتطلبها كل النباتات . الصوديوم ( Na ) ، السليكون ( Si ) ، النيكل ( Ni ) وهذه العناصر ضرورية لبعض أنواع النباتات وليس لها تأثير نافع على نمو بعض الأنواع النباتية الأخرى . الكوبلت ( Co ) ضروري لتثبيت النتروجين عن طريق البقوليات . هناك عناصر إضافية مثل السلينيوم ( Se ) ، الارسنك
( As ) ، الأيودين ( I ) وخمس عناصر لاتحتاجها النباتات ولكنها قد تكون مهمة فى تغذية النبات حيث أنها مغذيات ضرورية للإنسان وبعض الحيوانات والتي تكون مصدراً لتغذيتها . كل المغذيات الضرورية متساوية فى أهميتها للنمو الجيد للنبات ولكن هناك تفاوت كبير فى الكميات التى يحتاجها النبات حيث أن النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم من أوائل المغذيات الكبرى التي يحتاجها المحصول وبصفة عامة تترواح ما بين 25 - 75 كجم / الفدان ، يليها الكالسيوم والماغنسيوم والكبريت والتى تأتى فى الرتبة الثانية من المغذيات الكبرى حيث أن القيمة التي تحتاجها النباتات من 2.5 - 5 كجم/ الفدان. المغذيات الصغرى ( الحديد، المنجنيز ، الزنك ، النحاس ، البورون ، المولبيدتم والكلورين ) عادة ما يكون احتياج النباتات أقل من 0.5 كجم/ الفدان .
النتروجين :
يعنبر من أكثر العناصر تأثيراً على النمو والمحصول فى أشجار المانجو وهو يستخدم بكميات كبيرة بواشطة الأشجار وهو أيضا الأكثر فقدا من التربة بفعل الغسيل مع ماء الصرف . وقد وجد ان النسبة العالية للمركبات الكربوهيدراتية إلى المكونات الآزرونية ( C/NRatio ) فى وقت تكشف البراعم الزهرية وغيرها ترتبط ارتباطا وثيقا لظروف الإثمار فى اشجار المانجو . كما وجد أن التكشف ونمو الأفرع الجديدة يعتمدان أساساً على النيتروجين والمدد الرطوبى وذلك لدخول الآزوت فى تكوين الأحماض الأمينية والتى لها دور فى تكشف البراعم الزهرية - كما وجد أن تبادل الحمل يتأثر بالحالة الغذائية للشجرة وخاصة عنصر الآزوت وتقدر الإحتياجات من الأزوت للشجرة فى السنة من 0.5 - 1.5 كجم .
ووجد أن الإفراط فى الآزوت له تأثير سيىء على مواصفات الثمار حيث يزيد من التحلل الداخلى للثمار وضعف فى تكوين الثمار - كما أنه يؤدى الى زيادة ملحوظة فى النمو الخضرى وتأخير نضج الأفرع ووصولها إلى مرحلة الإثمار ومن مصادر النيتروجين اليوريا - نترات البوتاسيوم - نترات الكالسيوم - سلفات النشادر ونوع الأسمدة المضافة تتحدد على أساس نوع التربة وسعتها التبادلية و عموماً أملاح النشادر تزيد من حموضة التربة أما املاح النترات تعمل على الإتجاه نحو القاعدية .
وتتعدد المصادر السمادية لعنصر النيتروجين وتختلف عن بعضها فى درجة الذوبان فى الماء وعلى ذلك يمكن بصفة عامة تقسيم المصادر السمادية إلى مجموعتين كما يلى :
1- أسمدة سهلة الذوبان فى الماء وتلائم لإضافة النيتروجين خلال مياة الرى .
2- اسمدة صعبة الذوبان فى الماء ولا تلائم الإضافة خلال مياة الرى :
1- حامض النتريك 60% ( %ن = 13.3 )
2- اليوريا ( % ن = 46.0 )
3- نترات النشادر ( % ن = 33.0)
4- نترات الكالسيوم ( % ن = 17.1 )
5- نترات البوتاسيوم ( % ن = 13.7 )
6- سلفات النشادر النقى ( % ن = 20.6 )
أسمدة صعبة الذوبان فى الماء :
1- سلفات النشادر ( % ن = 20.2 )
2- نترات الجير المصرى ( % ن = 15.5 )
3- نترات النشادر الجيرية ( % ن = 31.0 )