بين الأول والتاسع عشر من شهر تشرين ثان/نوفمبر 2013، ينظم المجتمع المدني في عدد كبير من دول العالم حملته العالمية لمنع بيع الأطفال واستغلالهم في أعمال البغاء والفاحشة، والدعوة إلى التوعية المجتمعية بهذه المخاطر الجسيمة خاصة أن 161 دولة قد سجلت حدوث حالات لديها من الاتجار في البشر وبيع الأطفال واستغلالهم الجنسي.
تشير الأرقام إلى:
- تعرض 2 مليون طفل للاستغلال الجنسي سنوياَ في جميع أنحاء العالم.
- نحو 60% من الأطفال الضحايا المعرضين للاستغلال الجنسي هم تحت 16 سنة من العمر.
- في كل عام يصبح نحو مليون طفل من العاهرات (معظمهم من الإناث).
- في الأمريكيتين والكاريبي يستغل الأطفال لأغراض السياحة الجنسية.
- غيرها.
وفي منطقتنا العربية، ومنذ عقود قليلة كنا نسمع عن مثل هذه الحالات، وكأنها تأتي من عالم أخر بعيد كل البعد عنا، اما الآن وبسبب عوامل عديدة كالنزاعات المسلحة، والتزايد الهائل في أعداد اللاجئين والنازحين، وانتشار الفقر المدقع والمخدرات في بعض مجتمعاتنا، وتدني الواعز الديني والأخلاقي، وظهور تجار الأزمات من اللاهثين وراء الربح بأي ثمن، أخذنا نرى مثل هذه الحالات والظواهر تحت مسميات مختلفة.
وفي هذه المناسبة العالمية، لا يسعنا في الشبكة العربية للأمن الإنساني، إلا أن نطالب منظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام المختلفة، والمؤسسات الحكومات المعنية بالعمل على تعزيز التوعية بهذه الظواهر العالمية واتخاذ الإجراءات لمنعها ومعالجتها، وتنظيم الدراسات والأبحاث عن واقعها وأسبابها، وسبل مواجهتها، سيما بعد أن استشرت النزاعات المسلحة وتصاعدت أعداد اللاجئين والنازحين وكذلك أعداد الأرامل والأيتام والأشخاص المعوقين، وتزايد الفقر في بعض مجتمعاتنا، مع ضعف البيئة التربوية والثقافية والتشريعية وإجراءات الحماية الأسرية ومنع تفككها وعوامل أخرى تسهم جميعا في انزلاق بعض أسرنا ومجتمعاتنا نحو هذه الهاوية التي سقطت فيها مجتمعات أخرى في العديد من أنحاء العالم.
د. غسان شحرور
الشبكة العربية للأمن الإنساني
ساحة النقاش