كثيرا ما أسهم المعلمون في إنقاذ حياة المصابين من أبنائهم التلاميذ، أو في تحاشي تدهور حالتهم الصحّية، بفضل المساعدة الفورية، التي قدّموها، في لحظات كان وجود المسعفين المختصّين فيها أمرا متعذرا.
تعتمد المجتمعات المعاصرة على تمكين المعلّم وتحفيزه للقيام بدور رائد في صحّة وحياة تلاميذه، ولم لا وهو يقضي ساعات طويلة معهم، في البيئة المدرسية المزدحمة بهم، والغنية باللعب والرياضة والتسلية والمنافسة التي لا تنتهي الأمر الذي يعرضهم، بين حين وآخر، إلى حالات إسعافية طارئة كالجروح والسحجات، والرضوض والكسور والنزوف، وكذلك حالات الاختناق والتسمم وفقدان الوعي وغيرها.
لاشك أن إدراج معارف ومهارات الإسعاف الأولي في مناهج إعداد المعلمين يسهم وإلى حد كبير في الوقاية من هذه الحوادث الطارئة التي قد تترك بصمات قاسية في حياة وصحة أبنائنا في المدرسة.
نعم إن الإسعاف الأولي يسهم في إنقاذ الحياة، ومنع تدهور وتفاقم الإصابة، ويساعد على تحقيق الشفاء. ولا ينتهي الأمر عند ذلك فرغم وجود أطباء الصحة المدرسية في كثير من المدارس، تحرص العديد من المؤسسات التربوية على تزويد مدارسها ومراكزها بحاجات ومواد الإسعاف الأولي، وإدراج هذه المواضيع المتعلقة بمبادئ الإسعاف في برامج التطوير المهني المستمر للمعلمين، وكذلك في المسابقات المدرسية، والعروض والمطبوعات المتوافرة في المدرسة وغيرها.
وكثيراً ما نؤكد على ضرورة تعاون المؤسسات التعليمية من مدارس ورياض أطفال مع منظمات الإسعاف والإغاثة الوطنية، ومراكز الإسعاف المجاورة في تعزيز دورها المجتمعي في مجالات الإغاثة والطوارئ، وإعداد خطة مدرسية لمواجهة حالات الطوارئ كالحريق والفيضان والزلزال، والانفجار وغيرها، على أن يجري تحديثها والتدرب عليها بشكل دوري من قبل المعلمين والتلاميذ وإدارة الصحة المدرسية.
وآمل أن نسهم جميعاً كعاملين ومهتمين في الجهات الحكومية والأهلية والخاصة في جهود تعزيز الإسعاف الأولي المدرسي والتعريف بأهميته كجزء أساسي في العملية التربوية، وكذلك التعريف بالإسعافات الأولية التي تضم المعلومات الضرورية التي تساعد الأشخاص غير المختصين وتمكنهم من تقديم يد العون والمشورة لأي شخص يحتاجهما إذا ما أصيب بأي إصابة أو مرض مفاجئ، في المدرسة أو الروضة، فلا يدفع تلاميذنا من صحتهم وحياتهم ثمن هذه الثوان والدقائق التي تفصلهم عن وصول الأشخاص المختصّين.
ساحة النقاش