يشغل الفنان الكويتي أحمد السلمان منصب رئيس مجلس إدارة المسرح الكويتي منذ عام 2002، ويعمل مخرجاً في الإذاعة بوزارة الإعلام الكويتية، أحب التمثيل منذ نعومة أظافره، إلا أنه لم يدخله ويحترفه، إلا بعد وفاة والده، الذي كان معارضاً لدخوله هذا المجال. ويرى السلمان أن الدراما الخليجية أصبحت تستحوذ على إعجاب وتقدير المشاهد، وأنها قادرة على أن تسحب أعمالها المتميزة البساط من الأعمال العربية، مشيراً إلى أنه يبحث دائماً عن الجديد في أدواره، حيث يجسد خلال رمضان المقبل شخصية طبيب يهتم بالنواحي الإنسانية في مسلسل «محال» هذا ما أكده السلمان خلال حواره لـ «الاتحاد» على هامش «أيام الشارقة المسرحية».
تمتد مسيرة أحمد السلمان الفنية على مدى ثلاثين عاماً بدأها مطلع الثمانينيات، وشارك في أوَّل عمل مسرحي له في مسرحية «صبوحة» في عام 1983، مع المسرح الشعبي، ثم شارك في العديد من مسرحيات الفرقة، سواء في التمثيل أو الإخراج الذي أبدع فيه كثيراً.
ويرى السلمان أن الدراما الخليجية أصبح لها شأن كبير، حيث غدت تستحوذ على اهتمامات المشاهد العربي ومتابعته، ويقول: لا أذيع سراً إذا قلت إنه منذ فترة والدراما الخليجية تسحب البساط من جميع الأعمال العربية باقتدار وهذا ما يبرزه الواقع الملموس للمشاهد المتذوق الذي أصبح لا يستطيع أن يستغني عنها بأي حال من الأحوال. وعن مواسم الرواج الفني، لفت إلى أن ما يعيب الدراما الخليجية أنها تولي في شهر رمضان الكثير من الاهتمام يصل أحياناً حد المبالغة، لذلك تعمد التريث وعدم المشاركة في أعمال جديدة هذا العام حتى يتسنى له تجسيد شخصيات جديدة وأدوار تختلف اختلافاً جذرياً عن أدواره في آخر مشاركاته الرمضانية في مسلسلي «مجموعة إنسان» و«بوكريم برقبته سبع حريم»
شخصية رمضان
وبخصوص الدور الذي يعد بتقديمه للجمهور في رمضان، أوضح أنه شخصية طبيب يتمتع بسمات إنسانية رائعة وذلك في مسلسل «محال» من تأليف وائل نجم وإخراج سلطان خسروه، وبطولة نخبة كبيرة من الفنانين، من بينهم عبدالرحمن العقل، جاسم النبهان، عبد المحسن القفاص، شهد الياسين، مشاري البلام، فاطمة الحوسني، منى الشداد، لطيفة المجرن، وفكرة المسلسل عبارة عن سلسلة من الأحداث والقصص الاجتماعية الشائقة التي تُطرح في قالب رومانسي، ويظهر العديد من الجوانب المهمة خلال الحياة العادية، ويتوقع أن تتسابق القنوات الفضائية على عرضه خلال شهر رمضان المقبل.
ومن خلال رؤية متابع للحركة الفنية في الدولة، يرى أن الإمارات استطاعت أن تتوسع فنياً كما هو عليه الحال بتوسعها العمراني، وهذا بالطبع شيئاً ايجابياً وجميلاً يشعرنا بالفخر، لأنه يحصل في دولة خليجية وعربية قدمت الكثير للفن، خاصة المسرح والسينما والدراما، وعن تواجده في أيام الشارقة المسرحية في دورتها الجديدة من 17 إلى 27 مارس الجاري، يقول وهي تحتفل بمرور ثلاثة وعشرين عاماً على بدء هذه التظاهرة يحق لها أن تفتخر بأنها شكَّلت منعطفاً في مسيرة المسرح الإماراتي، كما قدم هذا المهرجان حراكاً مسرحياً مطلوباً للغاية لمنهجة الوضع المسرحي في جوانبه المحلية والعربية والعالمية، فملتقى الشارقة الفكري لمديري مهرجانات المسرح العربي، الذي يعقد على هامش المهرجان، محور أساسي لكيفية التأسيس لحالة تكاملية وتنسيقية بين إدارات المهرجانات المسرحية العربية.
تكريم رائد
وعبَّر عن سعادته بتكريم الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، باعتباره رائد الفن الكويتي والعربي، مضيفاً: كم كان جميلاً ومؤثراً أن ترى الفنان يكرم وهو على قيد الحياة وفي أوج نشاطه وعطائه الفني الذي يقدمه لإسعاد الجميع، وبالمناسبة الفنان القدير الرضا مدرسة فنية متحركة تشرفت بالعمل معه في أعمال، منها المسلسل الجديد «الحب الكبير» وكذلك مسلسلات: حبل المودة، قناص خيطان، زمان الاسكافي، على الطاير . وعن أفضل أدوره يسترجع بذاكرته سنوات مضت قائلاً إنها كثيرة ويعتز بها جميعا إلا أن أذهان الجمهور تتذكره في شخصية مرزوق في مسرحية «مخروش طاح بكروش»، ودور الضابط في مسلسل «قاصد خير» ومسلسل «بيت الوالد»، عبر شخصية رجل سلبي في المجتمع يفتح مكتبا خاصا بالخمور مما يجعل زوجته تعاني منه، وشخصية فهد زوج شقيقة الرجل البخيل الذي سيتصارع مع زوجته وعائلتها بسبب حبهم للمال في مسلسل «الموذي»، كما أن هناك شخصيات مثل شخصية نطاح في مسلسل زمان «الإسكافي»، وشخصية سلطان في مسلسل «جرح الزمن» وشخصية أبوعسم في مسلسل «ثمن عمري» وشخصية إبراهيم في مسلسل «فريج صويلح» وهي شخصية رجل مهمل لأسرته، يتزوج على زوجته من أجنبية، وشخصية الأب الخفيف الكوميدي في مسلسل «عائلتي»، وشخصية الرجل المحب للمال والحاقد في مسلسل «كريمو»،وغيرها الكثير.
وبالنسبة لواقع المسرح الكويتي، فيرى أنه كان مزدهراً في منتصف السبعينيات، وفي حقبة الثمانينيات كان متطوراً إلى أن تراجع في التسعينيات، ولاحقاً ظهرت أعمالاً جديدة تبشر بوجود مسرحي لها جودة ونوعية، بالإضافة إلى بروز جيل يمكن الاعتماد عليه في المستقبل لقيادة الحركة المسرحية، لكن هذا لا يعني عدم وجود سلبيات في الواقع المسرحي، الذي يتبع القطاع الخاص الهادف إلى الكسب على حساب الهدف الأسمى للفن الراقي والرسالة الموقرة والمثلى في خدمة الجمهور، وهو ما يجعلنا نقلق على واقع واتجاه المسرح، الذي يعاني الكثير، والدليل أن العروض المسرحية المميزة تبدو قليلة مقارنة بالكم المعروض، ناهيك عن ضعف النصوص التي تنذر بناقوس خطر مفاده إفلاس الكُتاب من تقديم ما يجذب ويفيد الجمهور.
كما يرى السلمان أن الميزانيات التي ترصد للفرق الأهلية غير كافية لتقديم أعمال تحافظ على الموروث، خصوصاً المسرح النوعي، الذي يمثل الكويت في المحافل الدولية والمهرجانات، وأن الفرق الأهلية قدمت أعمالاً فنية، عالقة في ذهن المتلقي العربي، وستبقى على الدوام مكاناً ملائماً ومنبعاً للأعمال المسرحية والفنية، التي تساهم في توعية وتنمية الفكر الإنساني، الذي يطمح إلى التجديد ومواكبة التطور الايجابي .
ساحة النقاش