الساعة الإيطالية «أي أم واتش» قادرة على تسلم المكالمات الهاتفية والرسائل النصية بالنيابة عن هاتفك الذكي
يحيى أبوسالم
في عام 2007، عندما أطلقت شركة آبل هاتفها الذكي المتحرك بنسخته الأولى استبشر العالم بأسره بطفرة جديدة في الهواتف الذكية يلهثون حتى اليوم لمتابعتها. وفي عام 2010 عندما أطلقت الشركة ذاتها كمبيوترها اللوحي أي باد، أعلن بقدومه عن بداية عصر الأجهزة اللوحية ونهاية عصر الكمبيوترات الشخصية. وفي 2013 طرحت إحدى الشركات الإيطالية نسختها الثانية من ساعتها الذكية «أي أم واتش» القادرة ليس على قراءة الوقت فقط، بل وعلى القيام بالعديد من مهام هاتفك وكمبيوترك اللوحي، ليفتح الباب واسعاً أمام صنف جديد من المنتجات التكنولوجية المتطورة التي لا تحمل بالأيدي أو في الجيوب فحسب، بل تلتف حول معصم اليد.
رغم أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة المصممة والمصنعة ليتمكن البشر من ارتدائها، ليست بالفكرة الجديدة، حيث إنها كانت منذ سنوات ماضية كثيرة، إلا أنها كانت محصورة على القطاعات العسكرية والتجارب العلمية أو فئات الأعمال، ولم يخصص إلا النذر اليسير منها للمستهلك أو للبيع في الأسواق التجارية.
ارتداء التكنولوجيا
من بين التقنيات الحديثة المصممة ليتمكن المستخدم من ارتدائها، والتي تأتيه في النهاية بالوظائف والإمكانيات التي تأتيه به التقنيات والأجهزة التقليدية القابلة للحمل فقط، نظارات جوجل الجديدة، وساعة أي أم واتش الإيطالية، بنسختها الثانية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد. ورغم أن العديد من الشركات العالمية قامت بطرح ساعات قادرة على القيام بالعديد من المهام والوظائف التي يقوم بها الهاتف المتحرك مثل إرسال المكالمات واستقبالها، وحتى الاتصال بالإنترنت وتصفح المواقع الإلكترونية، وسماع الموسيقى أو مشاهدة ملفات الفيديو... وغير ذلك من أمور، إلا أن ساعة «أي أم واتش/I›m Watch» الإيطالية بنسختها الثانية المعدلة، تعتبر من أوائل الساعات الذكية التي تستخدم نظام التشغيل من جوجل أندرويد.
وتعتبر ساعة أي أم واتش الجديدة، ساعة المهام المتعددة، حيث إن الساعة التي تعمل بنسخة خاصة ومعدلة بشكل جذري من نظام التشغيل أندرويد «درويد 2»، قادرة على الاتصال مباشرة وعبر تقنية البلوتوث بهاتفك الذكي الذي يعمل بنظام التشغيل أندرويد من جوجل أو أي أو أس من أبل، لتمكن مستخدميها من الرد على المكالمات الواردة على الهاتف، أو تتحول إلى سماعة خارجية في يدك لسماع المكالمة بصوت خارجي والتحدث مع المتصل حتى لو كنت بعيداً عن هاتفك، حيث سيصلك تنبيه بأن هناك من يتصل بهاتفك الذكي، وببساطة يمكنك وعبر ساعتك هذه الرد على المكالمة فوراً.
وبمقدور الساعة تسلم الرسائل النصية كافة الواردة على هاتفك الذكي وقراءتها من خلالها، بالإضافة إلى إمكانية تسلم الرسائل الإلكترونية الواردة إلى بريدك الإلكتروني وقراءتها عبر الساعة مباشرة، مع ملاحظة عدم تمكنها من الرد لا على الرسائل الإلكترونية ولا النصية.
«أي أم درويد 2»
تعتبر النسخة المخصصة والمعدلة من نظام التشغيل أندرويد التي صممتها الشركة الإيطالية المنتجة للساعة الذكية، والتي أطلقت عليها اسم «درويد 2»، من أفضل أنظمة التشغيل في العالم المخصصة للساعات الذكية، وذلك بحسب الشركة الإيطالية، حيث يمتاز نظام التشغيل بسرعته وسرعة أستجابة البرامج الفائقة لأوامر المستخدم المختلفة، بالإضافة إلى عنصر الحماية والأمان العالي جداً به، عدا عن قدرة نظام التشغيل بالتحديث التلقائي، والاتصال المباشر بالهواتف الذكية المختلفة.
كما أن نظام التشغيل الجديد مزودة بالعديد من البرامج المثبتة عليه بشكل مسبق، مثل برنامج فيسبوك وتويتر، حيث يمكنك مشاهدة كافة مشاركات الأصدقاء بوضوح وعند نشرها مباشرة وبدون تأخير. كما تم تزويدها ببرنامج إنستجرام، حيث يمكنك مشاهدة الصور الأكثر شعبية وصور الأصدقاء المختلفة، بالإضافة إلى تطبيق أي أم موتيكون الذي يمكنك من مشاهدة الوجوه مختلفة الأشكال و المرسلة إليك عبر الرسائل النصية أو البريدية. وأخيراً وليس آخراً، توفر لك نسخة نظام التشغيل الجديدة، برنامج الرسائل النصية، وهو القادر وبكل بساطة من أشعارك بمجرد تسلم هاتفك الذكي المتصل بالساعة لأي رسالة نصية، لتتمكن عبر ساعتك من قراءتها والإطلاع عليها.
أضف إلى البرامج الأساسية التي تمتلكها الساعة الذكية، فإن هذه الأخيرة تمكنك وعبر متجرها الإلكتروني «أي ماركت» من تحميل ألاف البرامج المختلفة والمصنعة خصيصاً لساعة أي أم واتش الذكية، تماماً كما في الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، حيث أكدت الشركة الإيطالية أن هنالك عشرات المبرمجين والمنتجين للبرامج والتطبيقات، الذي يطرحون العديد من التطبيقات يومياً في متجر الساعة الذكية. وتعتبر الساعة الإيطالية الجديدة جهاز تشغيل للموسيقى، للراغبين في ذلك، حيث يمكنها وعبر تقنية البلوتوث من الاتصال بسامعاتك اللاسلكية، لتمكنك من سماع الموسيقى المفضلة لديك في أي وقت تريد.
الميزات التقنية
على اختلاف الكثير من الساعات الذكية التي قد يراها الكثير، والتي يأتي معظمها مصنع في الصين، جاءت الساعة الإيطالية الجديدة أي أم واتش، مصنعة وبشكل كامل في إيطاليا، حيث جاءت لتجمع ما بين آخر ما توصل إليه المبتكر الإيطالي في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وحرفية ومهارة ولمسات الصانع الإيطالي، لتأتي الساعة الذكية في قمة الذكاء، وبشكل ثوري ذو تصميم غير مسبوق في هذا المجال، خصوصاً لاستخدام الشركة العديد من المواد فائقة الجودة في تصنيعها.
جاءت الساعة بسماكة لا تتعدى 10 ملم، وبوزن يتراوح ما بين 90 و170 جراماً حسب نوع الساعة والمواد المصنعة منها، حيث جاءت بثلاثة موديلات حصرية مختلفة، الأول هي ساعة الألوان، وهي المصنعة من الألومنيوم، وتأتي بألوان كثرة مختلفة تناسب جيل الشباب، والثاني هي الساعة التقنية، وهي المصنعة من مادة التيتانيوم، ذو الشكل المميز والقوة العالية، وأخيراً ساعة المجوهرات، وهي المصنعة حصرياً وكنسخ محدودة وحسب رغبة الزبون من الذهب الخالص أو الفضة، والتي تأتي في الغالب بأضعاف مضاعفة من سعر النسخة الأولى.
الساعة الذكية مزودة بذاكرة تخزين داخلية، بحجم جيد يصل إلى 4 جيجابايت، غير قابل للزيادة من خلال الذاكرة الخارجة. كما أنها مزودة بذاكرة عشوائية من نوع رام بحجم 128 ميجابايت، تكفي للتعامل مع كافة تطبيقات وبرامج الساعة بسهولة وسرعة. بالإضافة إلى ذلك جاءت الساعة بمعالج مركزي من نوع أي ميكس 233، بسرعة وصلت إلى 454 ميجاهيرتز.
وتم تزويد الساعة بشاشة قياس 1,54 إنش، من نوع تي أف تي ملونة بالكامل، تعمل باللمس، جاءت بصورة ذات وضوح ممتاز مقارنة بحجمها وصل إلى (240x240) ميجا بكسل، وبكثافة صورة عالية وصلت إلى 220 بكسل لكل إنش. كما تم تزويد الساعة ببطارية يؤخذ عليها صغر سعتها التخزينية للطاقة والتي وصلت إلى 450 ميلي أمبير، لحاجة المستخدم تشغيل تقنية البلوثوث بشكل مستمر ليبقى على اتصال مع هاتفه الذكي، حيث لا تتجاوز فترة المحادثة الصوتية عبر سماعات الساعة الخارجية عن 3 ساعات فقط.
بالإضافة إلى تزويد الساعة بمنفذ للسماعات، ومايكروفون وسماعات خارجية، ومدخل خاص بكابل اليو أس بي لشحن الساعة أو توصيلها على الكمبيوتر. ولعل عدم دعم الشركة للغة العربية يعد من المأخذ الثاني لهذه الساعة الذكية، والتي تدعم العديد من اللغات الأخرى على رأسها الإنجليزية والصينية والفرنسية واليابانية والكورية والروسية وغيرها، إضافة إلى أن سعر الساعة المرتفع الذي يتجاوز 2000 درهم إماراتي للنسخة القياسية «نسخة الألوان» فقط، والذي قد يتجاوز 84 ألف درهم للنسخة الحصرية المصنعة من الذهب الأبيض المطعم بالألماس والأحجار الكريمة.
نسخة أقوى
ساعة أي أم واتش لا يمكن وضع شريحة أتصال بداخلها، حيث تتم عملية الاتصال عبر توصيل الساعة بالهاتف عبر تقنية البلوتوث. وهو ما جاءت بعكسه ساعة «نيبتيون باين» الذكية، التي لا يلزمها هاتف ذكي أخر لتقوم باستقبال المكالمات والرسائل النصية من خلاله، حيث تحتوي على منفذ لشريحة مايكرو سيم كارد، يجعلها تتحول وبسهولة إلى هاتف ذكي على معصم مستخدميها، قادر على إرسال واستقبال المكالمات والرسائل النصية، كما في الهاتف الذكي، بفضل نظام التشغيل المخصص «ليف أو أس» المبني على نظام أندرويد. وتمتاز هذه الساعة بالعديد من الميزات التقنية والفنية التي تجعلها تتفوق في المواصفات عن الساعة الإيطالية، باستثناء الشكل والمظهر الخارجي، الذي يأتي بالأخيرة أفضل وبمراحل كثيرة من ساعة نيبتيون باين.
ساحة النقاش