قمت مؤخراً بنشر بعض الصور الطبيعية على مدونتي الشخصية ووصلتني استفسارات عديدة على نوع التأثير الذي تمّ تطبيقه على الصور لتظهر بذلك الشكل. سأبيّن لكم في هذا الموضوع الطريقة التي استخدمتها – Fake HDR – وهي قريبة نوعاً ما من ألـ HDR لكن هناك ثمّة اختلاف.

ما هو ألـ HDR

حتى نصل لشرح المصطلح Fake HDR يجب أن نوضّح بداية ما هو ال HDR. في الواقع الحروف HDR هي اختصار لـ High Dynamic Range imaging وهي تعني الحصول على صور عالية المدى الديناميكي. تكمن المشكلة بأن الكاميرا لا تستطيع أن تعطي دائماً نفس النتيجة التي تراها العين البشرية وهذه المشكلة نلحظها بشكل خاص عندما يكون المشهد متبايّن لأنه يحتوي في نفس الوقت على مناطق فاتحة اللون وأخرى غامقة اللون. إذا كنت من متابعي مباريات كرة القدم وشاهدت مباراة على التلفزيون في ساعات العصر لا بد وأن انتبهت لمشكلة الظل بجانب المدرجات بينما لو شاهدت المباراة وأنت في الملعب لن تشعر بالمشكلة لأنه كما أسلفنا عين الإنسان تتفوّق على العدسة. للتغلّب على هذه المشكلة في سياق التصوير الرقمي يتّم استعمال تقنية أل HDR وهي تعني أخذ مجموعة من الصور (صورتين أو أكثر) يتّم تعريضها للضوء بشكل مختلف وبلغة بسيطة (صورة فاتحة جداً) + (صورة فاتحة) + (صورة عادية) + (صورة غامقة) + (صورة أغمق) … الخ. كما أسلفت ممكن أن يكون عدد الصور 2 أو 3 أو أكثر وكلما كان أكثر كان أفضل. بعدها نأخذ هذه الصور ونقوم بدمجها معاً باستخدام برامج تصميم خاصة ومن ثم نجري عليها بعض المعالجات حتى نصل للنتيجة النهائية.

مثال على HDR

لنشاهد المثال التالي. عندنا 3 صور تم التقاطها بتعريض مختلف للضوء في كل صورة.

وبعد دمج هذه الصور معاً حصلنا على النتيجة التالية:

نلاحظ أنّ النتيجة النهائية مبهرة وكم هو مدهش أنّ هذه الصورة العادية أصبحت بهذا الجمال وهنا تكمن روعة هذه التقنية حيث لا يمكنك توقع النتيجة وتستطيع أن تحوّل صورة عادية غير مثيرة للانتباه إلى لوحة فنيّة رائعة. يمكنكم مشاهدة المزيد من الأمثلة لصور ال HDR في هذه الصفحة أو في هذه الصفحة. طبعاً لن أدخل الآن إلى تفاصيل ألـ HDR لأنّ هذا الأمر يحتاج موضوع خاص مطوّل نشرح من خلاله كيف نلتقط عدة صور بتعريض مختلف للضوء وكيف نقوم بدمج هذه الصور معاً وما هي الخطوات التي نتبّعها من خلال برامج التصميم للوصول إلى التأثير الملائم … الخ. موضوعنا الآن هو ألـ Fake HDR.

ما هو ألـ Fake HDR ؟

أحياناً نريد أن نجري تأثيرات HDR على صورة التقطناها والمشكلة أنه توجد عندنا صورة واحدة فقط بصيغة JPG وكما أسلفنا سابقاً نحن بحاجة لعدة صور لهذا الغرض. ما العمل ؟! هنا يدخل مصطلح ال Fake HDR وهو يعني ألـ HDR المزيّف أي أننا سنحاول أن نحصل على تأثير HDR باستعمال صورة واحدة فقط. طبعاً في هذه الحالة سنكون مكبلّين نوعاً ما ولن نملك الحريّة والراحة التي تتوفّر عندما تكون بحوزتنا عدة صور كما وضحنا بالمثال السابق. كذلك الأمر بالنسبة للنتيجة، احتمال كبير أنها ستكون بمستوى أقل لكن سنحاول أن نستخدم ال Fake HDR للحصول على نتائج إيجابية قدر المستطاع.

تطبيق

لفهم الفكرة بشكل أوضح سنقوم بتطبيق مثال. لهذا الغرض نحتاج برنامج Photoshop CS 4 ونحتاج صورة. مفضّل أن تحتوي الصورة على غيوم لأنّ تأثير ال HDR يظهر بشكل واضح وجميل على الصور التي تحتوي على غيوم. سأستخدم الصورة التالية وهي مباشرة من كاميرتي بدون أن أجري عليها  أي تعديل حتى الآن سوى تصغيرها.

نقوم بالدخول إلى إعدادات ألـ Shadows/Highlights كما هو موضّح أدناه:

ونقوم بضبط الإعدادات كما هو موضّح بالصورة التالية:

نشاهد الآن النتيجة بعد هذا التعديل:

نلاحظ أنّ الصورة تحسنّت كثيراً مقارنة لما كانت عليه في البداية. تحولّت من صورة شبه خاملة تسيطر عليها الألوان الباهتة إلى صورة بها نوع من الدراماتيكية إذا صح التعبير. طبعاً يمكننا التحكم بالإعدادت التي ذكرتها سابقاً لمحاولة الوصول إلى النتيجة التي ترضينا. المشكلة التي تواجهنا الآن أنه إذا رغبنا باجراء تاثير على الغيوم فقط سوف تتأثر جميع العناصر الأخرى في الصورة ولحل هذه المشكلة سنقوم بانشاء طبقة أخرى طبق الأصل عن طريق الضغط على Layer ثمّ Duplicate Layer. بواسطة هذه الطريقة يمكننا أن نجري التأثير الذي نرغب به على الطبقة الجديدة حيث سنقوم بالتعديل على الغيوم ثم سنستعمل أداة الممحاة (Drop Shadow Brushes) لإزالة الأجزاء التي خضعت للتأثير والتي لا نريدها أن تتأثر مثل البحر والشاطئ والصخور. لنشاهد التطبيق:

نلاحظ بالصورة أعلاه أنني ،كما شرحت سابقاً، قمت بانشاء طبقة جديدة طبق الأصل وأجريت عليها تعديلات مختلفة حتى حصلت على شكل الغيوم الذي أريده ثم حذفت الجزء السفلي من نفس الطبقة بواسطة الممحاة حتى أظهر البحر، الصخور والشاطئ كما كانت تظهر بالطبقة الأولى.

بخصوص التعديل على الغيوم تستطيع أن تجري التعديلات التي تريدها حسب رغبتك وذوقك. هذا مثال على تعديل آخر أجريته:

التعديلات التي أجريتها على الغيوم في الأمثلة أعلاه احتوت على (Shadows/Highlights + Levels + Unsharp  Mask + تشبيع ألوان + Neat Image). طبعاً لا توجد معادلة ثابتة لنوع التعديلات التي سنجريها ويمكنك اجراء التعديلات التي تريدها حسب رغبتك. أهم شيء هو ضبط مقدار ألـ Shadows/Highlights الذي أشرت إليه سابقاً حتى نحصل على تأثير ألـ HDR.

الآن سأدمج الطبقتين معاً (Layer – Merge Visible) وبنفس الطريقة التي اتبعتها سابقاً سأجري تعديل على الصدف الموجود على الشاطئ، أرغب بزيادة تشبيع الألوان وهذه هي النتيجة النهائية (اضغط للتكبير):

تلخيص

تعلمنا في هذا الدرس كيف يمكننا محاكاة تأثير ال HDR بالرغم من استخدامنا لصورة واحدة فقط. تعلمنا أيضاً كيف يمكننا اجراء تأثير على أجزاء محدّدة من الصورة. ما تعلمناه لا يعتبر الوسيلة المثلى لاجراء تأثير HDR لكن بدون شك يمكننا الوصول لنتائج مثيرة للانتباه. قد تبدي استغرابك إلى أي درجة تحسنت الصورة مقارنة لما كانت عليه في البداية وهنا أوّد أن أوضّح أنه لا توجد كاميرا في الكون تعطيك نتيجة مباشرة بهذه الدرجة من التباين وتشبيع الألوان وأنّ أغلب الصور (خصوصاً المناظر الطبيعية) تظهر بجمالها بعد أن تخضع لبرامج التصميم وهذه المرحلة نُطلق عليها الاسم Digital Image Processing أي مرحلة معالجة الصورة. قد يأتي الآن شخص ويقول ما فائدة المصوّر إذاً ؟ والإجابة هي أنّ المصوّر مسئول عن فحوى الصورة، المشهد، حدة الصورة، الفوكوس, التكوين (composition) وهذه كلها عوامل رئيسية تشكّل لب الصورة أما برامج التصميم وظيفتها تحسين الصورة فقط ولكلا الأمرين أهميّة كبيرة وكلاهما مكمّلان لبعض.

المصدر: موقع فوتوكينز
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 113 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,587