لورا أبو أسعد في أحد أعمالها الفنية
لورا أبو أسعد، ممثلة سورية دخلت مجال التمثيل عام 1995 عندما استعان بها المخرج نجدت إسماعيل إنزور في مسلسله «بقايا صور»، الذي شهد تألقها، ما دفع المخرجين الآخرين للاستعانة بها في أعمالهم، حيث شاركت في أعمال عدة منها «حمام القيشاني»، «أنشودة المطر» و»ورود في تربة مالحة» و»الحوت» و»المسلوب» و»البواسل» و»المارقون» الذي يناقش موضوع الإرهاب. ولورا هي زوجة الممثل السوري «فادي صبيح»، وأخت الممثلة الشابة «ميسون أبو أسعد» وصاحبة مشروع دبلجة أولى المسلسلات التركية التي انتشرت في العالم العربي وهي «سنوات الضياع» و»نور».
رنا سرحان - منذ انطلاقتها الفنية برعت لورا أبو أسعد في كل أدوارها التي أدتها، سواء في الدراما أو الكوميديا، كما انطلقت لتشارك في الدراما الخليجية.
وفي لقاء لها مع «الاتحاد»، بدت صريحة وتلقائية وهادئة، معتبرة أن الممثل عليه أن يقدم جميع الأدوار لكن بهدف الفن التمثيلي لا التجارة، وهي ليست متحفظة في لعب دور العشيقة، وقد أدت دور فتاة هوى في فيلم سوري قبل الفيلم التركي الذي شاركت به، وبجرأة قائلة «بطبعي أحب هذا النوع من الأدوار».
«راكبات الأمواج»
وعما تفضّل تقديمه من أدوار، تقول: أطمح لتقديم دور اجتماعي، وهي شخصية نسائية تدور في مخيلتي منذ فترة. وهي شخصية مركبة من مجموعة نساء في المجتمع وقد استوحيته من الظروف الراهنة. إنه دور يجسد واقع سيدات عرفتهن في هذه الفترة واسميتهن «راكبات الأمواج»، وهن الشخصيات اللواتي استغلن الأدوار الخيرية والاجتماعية ليصلن إلى الشهرة.
وتتابع: على الفنان لعب دوري الخير والشر؛ لأن الفن يشكل علاجاً نفسياً للإنسان، وعلى الدور أن يستفز الممثل وطاقاته وجسده. هناك صراع بين الدور والممثل الناجح دائماً، ومن يتراجع عن أداء دور معين تكون عندها المشكلة إنتاجية والتقنيات المستخدمة في العمل لا تساعده في أداء الدور بشكل صحيح.
«صديقي الأخير»
وتتطرق أبو أسعد إلى مشاكل الإنتاج السوري، حيث ترى أن المعاناة وراء الكواليس شديدة والإنتاج لم يصل بعد إلى مرحلة الراعي الأساسي، كذلك الإعلام المحلي لا يدعم الإنتاج السوري وتستدرك: من غير المعقول أن يتم إنتاج 45 عملاً درامياً سورياً في سنة، وهناك فقط 3 قنوات تلفزيونية سورية! أعتقد أن رأس المال الإنتاجي الفني السوري إما جبان وإما أميّ، ولا يدخل إلا نادراً في الأعمال الدرامية ولا يحقق النتيجة المرجوّة ويعود السبب ربما إلى غياب الخلفية الإبداعية.
وعن تجربتها السينمائية مع المخرج جود سعيد في فيلم «صديقي الأخير» تذكر: لقد أضافت لي هذه التجربة الكثير، فالسينما مختلفة عن الدراما بتقاليدها لأنها لا تواكب الطفرات، والإحساس بالمسؤولية في الأفلام يفوق المسلسلات، حيث لا تعاد اللقطات، وتشعر أن التكامل حقيقي بين الإنتاج والإخراج وفريق العمل.
وهي تنتظر نتائج عرض «صديقي الأخير» الجماهيري وقـد أحببنــا النســخة الأولى منه.
دراما واقعية
وعن جديدها تصف: ألعب دور البطولة في مسلسل سوري لبناني مشترك بعنوان «نيران صديقة»، أجسد دور الفنانة المعتزلة سلوى، التي تعود إلى الفن بعد فترة. لديها ولد مراهق يغار عليها، ليتحول من شدة الغيرة عليها إلى أصولي متشدد. إنه دور نقدي لحالة اجتماعية بطريقة لطيفة وبمبررات صحيحة لكن بطريقة كوميدية ونتائج منطقية. ما شجعني على أداء هذا الدور أن المسلسل معاصر من قلب الواقع، ويعالج الأمور بطريقة درامية تلفزيونية كوميدية، يلامس الواقع السياسي أيضاً لللإفادة وليس لإعطاء دروس أخلاقية بطريقة جدية. وقد وجدت أن دوري في «نيران صديقة» جديد بعد خبرة متواضعة في قراءة النصوص، كما أن العمل مكتمل إخراجياً ويصور بين لبنان وسوريا وتلعب الملابس التراثية فيه دوراً مهماً لإيقاظ الخيال، وهو ما أراه لعبة محبوكة بين الملابس والديكور لخلق بيئة درامية جديدة ممتعة.
وتكمل عن جديدها: «هناك في الأفق دراسة لعمل درامي من 90 حلقة يحمل نصاً جديداً ويصور في لبنان، مستوحى من الحياة البيروتية وأعمل على قراءة النص وسيتم الحديث عنه لاحقاً».
أرفض تقديم البرامج
عن دخول بعض الممثلين السوريين عالم تقديم البرامج وإمكانية دخولها هذا العالم لكونها تمتلك وجهاً إعلامياً وجرأة في النقاش تجيب لورا أبو أسعد: «أنا ضد دخول الممثل إلى عالم الإعلام لأننا قلما رأينا تجارب ناجحة في هذا المضمار. ربما نجح بعضهم في تقديم برامج المسابقات أو البرامج الترفيهية بسبب خلفيتهم الكوميدية لكني أرى أنه من الأفضل أن يعطى الخبز لخبّازه. إن الإعلامي الناجح اليوم يقاس بنجاح برنامجه في المواسم المتكررة، وهو بالطبع يخضع لتدريبات في حقله وهذا ما يجعله متميزاً في أدائه. ولا أخفي أنه عرض عليّ تقديم البرامج ورفضت لأني لا أشعر أنني مناسبة للتقديم، وأجد نفسي في حقل التمثيل فقط».
ساحة النقاش