بصمات الأصابع أكثر قابلية للتزوير من بصمة الركبة

في بعض أفلام جيمس بوند، يخضع الجاسوس وأعداؤه إلى فحوص بيومترية متنوعة، من بينها فحوص مسح شبكية العين وبصمات أصابع اليدين، وذلك من أجل النفاذ إلى معلومات مهمة أو التحكم في سلاح سري فتاك. وفي الفيلم المقبل لجيمس بوند، قد نجده يُجري فحوص تصوير ركبته بالرنين المغناطيسي من أجل معرفة رمز سري يسمح له بوقف استخدام سلاح مدمر من قبل أحد «الأشرار» أو القوى «المارقة» في العالم.

هذه ليست دعابة، بل حقيقة علمية. إذ أضحى من الممكن التعرف على هوية أي شخص من خلال فحص الركبة، تماماً كما يحدث عند مسح بصمات أصابع يديه أو قرنية عينه. فقد اكتشف البروفيسور ليور شامير الذي يعمل مدرساً في كلية علوم الحاسوب بجامعة لورنس للتكنولوجيا في ديترويت، أن ركبتي كل إنسان لهما من الخصائص والمواصفات الفريدة من نوعها، ما يجعلهما لا تقلان أهمية عن بصمتي العينين وأصابع اليدين.

ويقول ليور «دأبت على العمل في بحوث علم الجينات والوراثة. وكل مرة أتساءل مع نفسي عما يجعل الإنسان مختلفاً وفريداً ومميزاً غير بصمات العينين وأصابع اليدين! فكما أن باطن جسم الإنسان يزخر بمميزات فريدة، فكذلك يُفترض بظاهره».

وقد استخدم ليور الحساب اللوجاريتمي. إذ قام بتحليل بيانات ركب 2686 مريضاً بعد إخضاعها لفحوص التصوير بالرنين المغناطيسي. وحرص ليور على أن يتلقى كل شخص من المشاركين فحص تصوير أوليا بالرنين المغناطيسي، ثم تصويراً ثانياً بعد مرور سنتين. ويقوم الحساب اللوجاريتمي الذي استخدمه ليور على معاينة البكسلات التي تُكون كل صورة مأخوذة بالرنين المغناطيسي، وكل صورة ناتجة عن عملية مسح، ثم يقارن المكونات المميزة لكل صورة على حدة مع بيانات كافة الصور موضوع الدراسة. وينظر هذا البرنامج الحسابي إلى التفاصيل الصغيرة الدقيقة في الصور، ويرى ليور أنه أكثر موثوقية من العين المجردة، وهو يحقق دقة بنسبة 93% من حيث توافق صورة الركبة الأولى مع الصورة الثانية.

ويقول ليور «إن دقة نتائج تحليل بيانات هذه الصور باستخدام الحساب اللوجاريتمي لا يمكن مضاهاتها ببيانات بصمات اليدين وأصابع اليدين، فهي تعتمد تقنية تقوم على تصوير الأجزاء الداخلية من الركبة باستخدام قياسات حيوية ومؤشرات بيومترية».

وبالرغم من أن شكل الركبة يتغير مع الوقت على مستوى الغضروف والأربطة المعرضة للتلف، فإن الحساب اللوجاريتمي يسمح بمطابقة الصورة الأصلية للركبة مع نسختها الأحدث، وبالرغم من أن ليور لم يكن قادراً على مقارنة الركب بعد فترات أطول من الوقت، أي بعد مرور أكثر من عشرين عاماً مثلاً، فإنه يعتقد أن الركب تظل على حالتها ويصعب على الإنسان تغيير ملامحها الأساسية. ويؤمن ليور بأن استخدام الركبة للتعرف إلى الشخص يمكن أن يكون أكثر فعالية في الحالات التي يحاول فيها الناس خداع نظام تحديد الهوية أو تضليله. ولا شك أن أي شخص سبق له مشاهدة فيلم «سيفن» يتذكر أن المجرم الذي كان يرتكب سلسلة عمليات قتل يغير بصمات يديه جميعها كل مرة، حتى لا يُخلف وراءه آثاراً قد تكشف هويته أو توصل إليه، وعلى الرغم من أن التلاعب ببصمة أصابع اليد لا يكون ممكناً دائماً، فإن العاملين في مجال مكافحة الجرائم يعلمون علم اليقين أن المجرمين يبتكرون خدعاً ومناورات قادرة على تضليل التكنولوجيا البيومترية المستخدمة حالياً، لكن هذه الخدع لا يمكن أن تنطلي على تحديد الهوية عبر الركبة إلا في حال إجراء جراحة.

ويشرح ليور الأمر بالقول «إذا أردنا أن ينجح التلاعب في شكل الركبة في تضليل الحساب اللوجاريتمي، فلا بد من تغييرها بشكل تام، وهذا أمر غير ممكن نظراً لأنه يتطلب تدخلاً جراحياً. وهو مختلف عن ارتداء قفازات جلدية أو نظارات أو عدسات».

ومع أن استخدام موجات الرنين المغناطيسي في التعرف على الأجزاء الداخلية لا يبدو إجراءً عملياً في الوقت الحاضر، فإن تكنولوجيا الرنين المغناطيسي قد تصبح أكثر تقدماً وأقل تكلفة بحيث يصبح من الممكن استخدامها في المطارات للتأكد من هويات الأشخاص، على سبيل المثال، أو في التحقق من هويات المشتبه بهم. تجدر الإشارة إلى أن نتائج هذه الدراسة التي أنجزها ليور شامير نُشرت في العدد الأخير من المجلة الدولية للقياسات الحيوية.

 

المصدر: موقع «nbcnews.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 10 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,650