الأكثر استشعاراً لنبضات قلوبهم أكثر إدراكاً لأحاسيسهم الداخلية

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «بلوس وان» أن حسن الإنصات إلى دقات القلب يساعد الإنسان على الشعور برضا أكبر عن صورة جسده. ويقول الباحثون الذين أنجزوا الدراسة إن الشخص الذي يُحسن الإصغاء إلى دقات قلبه وخفقانه يميل إلى النظر إلى نفسه بتقدير أكبر، وينأى تماماً عن زُمرة أولئك الذين ينظرون إلى أنفسهم بناءً على تقييم الآخرين لجمالهم الروحي والبدني. وتقول الدكتورة فيفيين آينلي المتخصصة في علم الأعصاب بجامعة لندن «إذا كان الناس قادرين على أن يكونوا أنفسهم ويعتزوا بجلدهم وما هم عليه، فإنهم يكونون مدركين لما يحدث بدواخل باطنهم، ومتناغمين مع «أناهم الداخلية». كما أنهم يكونون أقل قابلية للتشييء مقارنة بمن يبخسون أنفسهم قدرها، أو يبنون نظرتهم إلى أنفسهم على أنقاض نظرات الغير إليهم».

وتشير فيفيين إلى أن نتائج هذه الدراسة قد تكون لها تداعيات على الأشخاص المصابين بفقدان شهية الأكل أو المصابين باضطرابات صورة الجسد.

وتضيف فيفيين أن مدى قدرة الشخص على الإنصات لدقات قلبه هو مقياس جيد لمدى إدراكه ما يجري داخل جسده ودرجة تفاعله معه. وقد سبق لدراسة أن أشارت إلى أن الناس الذين يحسبون دقات قلبهم بدقة أكثر هم أقدر على استشعار أحاسيس كالعصبية والإثارة. وأظهرت دراسات أخرى أن النساء يملن أكثر إلى تشييء أنفسهن مقارنة بالرجال، وذلك عبر تقييم أنفسهن وصورة أجسادهن بناءً على جمالهن، وليس صحتهن أو قوتهن.

 

وكان باحثون قد أشاروا قبل عشرين سنة إلى أن النساء أقل قدرة على العيش داخل أجسامهن وجلودهن، وأن نظرتهن إلى أنفسهن أكثر هشاشة وتأثراً بالآراء الخارجية وغير النابعة من ذواتهن، كنظرات الرجال وأقوالهم، وإشاراتهم اللفظية وغير اللفظية.

 

تقول فيفيين «معظم النساء يملن إلى النظر إلى أنفسهن من خارج ذواتهن، ويعتقدن أن الرأي الأهم حولهن يأتي من الآخرين». وقد طلبت فيفيين وزميلها مانوس تساكيريس من 50 طالبة تتراوح أعمارهن بين 19 و26 سنة بأن يقعدن في مكان هادئ ويحسبن دقات قلوبهن ثلاث مرات، بحيث تستغرق المرة الأولى 25 ثانية، والمرة الثانية 35 ثانية، والثالثة 45 ثانية. كما طلبت من المشاركات الإجابة عن أسئلة استبيان لتقييم أي مظهر من مظاهر أجسادهن نال اهتماماً أكبر وتركيزاً أكثر، هل هو القوة أم الصحة أم الجاذبية. فوجدت فيفيين أن الطالبات اللاتي نجحن في حساب دقات قلوبهن على نحو أدق كُن أكثر ميلاً لتفضيل الصحة أو القوة. ما يُرجح، بحسب فيفيين، أنهن ينظرن إلى أنفسهن من الداخل.

ويقول هيوجو كريتشلي، طبيب نفساني يعمل بكليتي برايتون وساسيكس، إن بعض الدراسات تُشير إلى أن طبيعة نظرة كل امرأة إلى نفسها هي صفة موروثة في الجزء الأكبر منها. فرهبان التبت الذين قضوا عقوداً في التدرب على التأمل وكافة أنواع تمارين تحفيز الإدراك والوعي بالذات وبواطن النفس ليسوا أفضل حالاً على مستوى نظرتهم إلى أنفسهم، وفق تصريح هيوجو لمجلة «لايف ساينس».

وتشير هذه النتائج إلى أنه يمكن للأطباء تصميم علاجات خاصة للمصابين باضطرابات الأكل واضطرابات صورة الجسد باعتبار أصحاب هذه الفئة من المرضى يواجهون مشاكل في الشعور بأجسادهم وأنفسهم من الداخل. ويرى هيوجو أن على الأطباء أن يغيروا استراتيجياتهم العلاجية بحسب قدرة كل مريض على عد دقات قلبه، لأن معرفته ذلك يُرشده إلى درجة استشعار الشخص بما يعتلج داخله، وبالتالي تصميم العلاج الأنسب لحالته من حيث نوعيته وجرعاته.

المصدر: «لوس أنجلوس تايمز»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 10 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,494