صورة بجودة وضوح تصل إلى 4K مأخوذة من أول فيلم في العالم يستخدم هذا القدر من الوضوح في الصورة
يحيى أبوسالم
إذا سألت أحد المهتمين بتكنولوجيا شاشات التلفاز والمتابعين للتطور التقني والتكنولوجي الحاصل في عالم أفلام الفيديو وطرق تشغيل هذه الأخيرة على شاشات التلفاز الذكية، ونوعيات الوضوح المختلفة التي تمتاز بها هذه الأفلام، بداية من النوع «720p» وانتهاء بالنوع «1080p»، والطرق والوسائل السليمة للحصول على أعلى وأفضل صورة ووضوح ممكن، خلال مشاهدتك لفيلم معين أو برنامج تلفزيوني محدد؛ فقد تكون إجابته أنه لا يعرف كيف يتمكن من الحصول على أعلى جودة ممكنة خلال مشاهدة هذه الأفلام أو البرامج التلفزيونية.
هناك مشكلة حقيقة ستواجه الأشخاص الراغبين بمتابعة التطور التكنولوجي والتقني الحاصل في عالم الشاشات والأفلام، وما يسمعون به من جديد بخصوص هذا الموضوع، والذي يتوافر فوراً للمستخدمين في الدول الأجنبية، ويجد طريقه إلى أيدي المستخدمين في المنطقة متأخراً، وبعد طرح تقنيات جديدة عالمياً. والمشكلة الرئيسة هنا لا تكمن في شاشات التلفاز أو مشغلات أسطوانات الأفلام ذات الجودة والوضوح المختلفين، والمتوافرة بنوعيات يمتاز معظمها بدعمه للوضوح الذي أصبح اليوم قياسياً وهو ما يعرف بوضوح 1080p الذي يأتي بقياس (1920x1080) بكسل، إنما تكمن المشكلة في المادة المراد عرضها على مثل هذه الشاشات وتوافرها في الأسواق، سواء كانت أفلاماً جديدة أو برامج تلفزيونية تحتاج إلى أجهزة عالية الوضوح لعرضها بكامل وضوحها الذي صممت عليه.
وضوح المادة
يخطئ العديد من مستخدمي الشاشات التلفزيونية فائقة الوضوح التي قد يطلق على بعضها اسم «ذكية»، بالاعتقاد بأن شاشاتهم هذه وذكاءها الخارق، قادرة على إعطاء المشاهدين أوضح صورة وأجود رؤية ومشاهدة ممكنة، ويصدم مثل هؤلاء عندما يجدون أن شاشاتهم هذه كبيرة الحجم (50 إنش فما فوق) التي يصل ثمن بعضها إلى أكثر من 10 آلاف درهم، تأتيهم بالوضوح نفسه الذي كانت شاشاتهم ذات الـ 30 و الـ 40 إنشاً تأتيهم به، وقد يكون أقل.
وهو الأمر الطبيعي والنتيجة الحتمية التي قد لا يقتنع بها الكثيرون. فإذا كان لديك فيلم تشاهده على الشاشة صغيرة الحجم وقليلة الوضوح، وتكون صورة الفيلم ووضوح المشاهدة مقبولين لديك، فلا تتوقع أن تأتيك الشاشة كبيرة الحجم وعالية الوضوح بالجودة السابقة نفسها، بل ستأتيك بوضوح أسوأ وجودة قليلة. والسبب في ذلك وبكل بساطة أن المادة المعروضة هذه، ذات وضوح قليل ومصمم للشاشات الصغيرة، مثل شاشاتك السابقة، وبمجرد عرض هذه المادة على شاشه أكبر (مثل شاشاتك الجديدة)، فمن المؤكد أن يحصل ما يعرف بالتمدد «Stretch» للصورة على الشاشة الكبيرة، لأن وضوح وقياس المادة أقل من وضوح وقياس الشاشة الجديدة، فبالتالي تأتي الصورة غير واضحة وسيئة الرؤية.
فروقات
وضوح المادة المراد عرضها بغض النظر عن نوعها، هو الأساس الذي يأتي المستخدم في النهاية بصورة ممتازة أو سيئة على شاشته، وخصوصاً الشاشات الكبيرة الحجم (50 إنش فما فوق)، حيث أن مثل هذه الشاشات بحاجة إلى مواد ذات وضوح عال، حتى تتمكن من مشاهدة صورة ذات وضوح ممتاز ومن دون مشاكل. والقاعدة التي يجب أن تضعها في بالك، هي أنه كلما كبر حجم الشاشة، كلما كنت بحاجة إلى مواد للعرض ذات وضوح أعلى. ويمكننا تقسيم وضوح الأفلام وبشكل عام وحسب شهرتها إلى 5 أقسام رئيسة، هي:
◆ أفلام بوضوح 240p: تأتي بصورة ذات وضوح يصل إلى (352x240) بكسل، وهو الوضوح الذي تأتي عليه الأفلام من نوع «CD»، وهي الأفلام القديمة جداً التي حتى وقتنا الحاضر مازال العديد منا يستخدمها، لأنها سهلة الاستخدام وتأتي بوضوح جديد على شاشات التلفاز بحجم 30 إنش فما دون.
◆ أفلام بوضوح 480p: تأتي بصورة ذات وضوح يصل إلى (720x480) بكسل، وهو الوضوح الذي تأتي عليه الأفلام من نوع «DVD»، وتكثر في أسواقنا ومتاجرنا المحلية، ويتوافر منها آخر وأحدث الأفلام السينمائية والتلفزيونية، ووضوح الشاشة هذا مناسب للشاشات التي تأتي بقياس أقل من 40 إنش، وبغض النظر عن وضوح هذه الأخيرة.
◆ أفلام بوضوح 720p: تأتي بصورة ذات وضوح يصل إلى (1280x720) بكسل، وهو الوضوح الذي تأتي عليه الأفلام من نوع «HD DVD»، وبعض النسخ القديمة والأولى من أفلام «Blu-ray»، وهي الأفلام الأقل شهرة في المنطقة العربية، ولا تجدها بسهولة في الكثير من متاجر الأفلام، وتعتبر الخيار المناسب لشاشات التلفاز التي تأتي بقياس ما دون 50 إنش، وهو الوضوح الذي تدعمه الكثير من شاشات التلفاز رخيصة الثمن.
◆ أفلام بوضوح 1080p: تأتي بصورة ذات وضوح يصل إلى (1920x1080) بكسل، وهو الوضوح الذي تأتي عليه الأفلام الجديدة من نوع «Blu-ray»، وبدأت تنتشر في أسواقنا المحلية، وبدأنا نرى نسخاً من بعض أفلامنا المفضلة تأتي بنصيغها نفسها. وتعتبر مثل هذه الأفلام الخيار المناسب للشاشات كافة التي تدعم الوضوح الفائق هذا، وبغض النظر عن قياسها. ولكن للحصول على الصورة الأفضل والمتعة الأقصى للمشاهدة، فمثل هذه الأفلام تعتبر الأفضل للشاشات التي يتجاوز قياسها 55 إنش فما فوق، خصوصاً الأجيال الجديدة والذكية منها.
◆ أفلام بوضوح 1440p: تأتي بصورة ذات وضوح يصل إلى (2560x1440) بكسل، وهو الوضوح الذي يعتبر أعلى نوعاً ما من الوضوح الذي تعرضه بعض دور السينما اليوم، ولبعض الأفلام المصممة لتعرض بهذا النوع من الوضوح الذي يطلق عليه اسم 2K ويأتي بقياس أقل يصل إلى (2048x1080) بكسل. وحتى هذه اللحظة لا يتوافر الوضوح 1440p للاستخدام المنزلي، رغم توافر بعض الشاشات التي تدعم هذا الوضوح، ما يعني أنك حتى لو امتلكت مثل هذه الشاشة فمن الصعب أن تجد أفلاماً ومواد للعرض بهذه الجودة، وستبقى محصوراً في الأفلام والمواد ذات الوضوح 1080p، ولن تستفيد من قوة وضوح شاشتك هذه.
◆ أفلام بوضوح 4K: تأتي بصورة ذات وضوح يصل إلى (4096x2304) بكسل، وهو أيضاً الوضوح الذي تعرض به بعض دور السينما، خصوصاً في الدول الأجنبية، مثل هذا الوضوح الذي يقرب الصورة في الشاشة إلى أقصى درجات الحقيقة، ما يجعل الأمر يختلط على المشاهد إن كانت الصورة التي يشاهدها في التلفاز حقيقة أم لا، لشدة وضوحها ودقتها، وحتى هذه اللحظة لم يتم إنتاج أفلام بهذا الوضوح الفائق، ولم يتم الإفصاح إلا عن بعض الشاشات التلفزيونية التي تدعم مثل هذا الوضوح، من بينها تلفاز شركة سوني اليابانية الذي يدعم تقنية الوضوح 4K.
لقطات من الأرض
توم لو، الذي قضى أكثر من سنتين في إنتاج فيلم «TimeScapes» ويعتبر أول فيلم وثائقي في العالم يمتاز بوضوح 4K، ويأتي بقياس (4096x2304) بكسل، أي أوضح أربع مرات من الوضوح الفائق الذي تمتاز به أغلب شاشات التلفاز اليوم، وتأتي عليه الأفلام من نوع Blu-ray، وتدعمه بعض المحطات التلفزيونية. الجدير بالذكر، أن هذا الفيلم الذي يصور لقطات صامتة من كوكب الأرض، متوافر للتحميل والشراء عبر برنامج أي تونز من آبل، بأكثر من نوعية وضوح وجودة للصورة، بما فيها الوضوح من نوع 1440p الذي يأتي بقياس (2560x1440) بكسل، ويأتي بحجم تحميل يصل إلى 6 جيجابايت تقريباً.
أما إذا كنت متشوقاً لرؤية أول فيلم في العالم تم تصويره كاملاً بدقة 4K، وإذا كنت في الوقت نفسه تمتلك شاشة التلفاز التي تدعم مثل هذا الوضوح، فيمكنك وبمبلغ 299 دولاراً أميركياً، شراء نسختك التي تأتي بحجم 160 جيجابايت على ذاكرة خارجية محملة مسبقاً بهذا الفيلم.
ويجب التنويه أنك حتى لو امتلكت هذا الفيلم بجودة وضوح أعلى من 1080p، ولا تمتلك سوى شاشة متوافقة فقط مع الوضوح 1080p، فلن تحصل على أي فرق في مشاهدة الصورة، لأن شاشتك الأخيرة لن تتمكن سوى من إظهار الحد الأقصى للوضوح، وبذلك قد لا تجد فرقاً في الفيلم ذي الوضوح 1440p أو 4K، المعروض على شاشاتك هذه، عن الأفلام ذات الوضوح 1080p.
القطعة المناسبة
حتى لو كنت تمتلك أحدث التلفزيونات الذكية التي تأتي بشاشة قياس 60 إنش وتمتاز بذكائها الصناعي الحاد، وكنت تمتلك «لاقطاً أو مستقبلاً للقنوات التلفزيونية / Tv Receiver»، فلا تتوقع أن يقوم تلفازك الجديد بعرض هذه القنوات كافة بوضوح عالٍ، وحسب ما كنت تعتقد. ويجب عليك هنا استبدال هذه المستقبل للقنوات بآخر جديد يدعم تقنيات العرض فائق الوضوح، ليس هذا فحسب، بل يجب أن تكون القناة التلفزيونية التي ترغب في مشاهدتها بوضوح عالٍ، تمتاز بقدرتها على البث بمثل هذه الجودة وهذا الوضوح.
أضف إلى ذلك، الأهمية القصوى في اختيار أنواع الكابيلات التي توصل الأجهزة الخارجية بشاشة التلفاز، ولا تتوقع أن يأتيك كابل غير معروف المصدر والشركة المنتجة له، ويمتاز بثمنه الرخيص، بجودة الصورة والوضوح نفسها التي ستأتيك بها الكابلات المصنعة من قبل شركات عالمية معروفة، خصوصاً إذا كنت ترغب في مشاهدة الأفلام ذات الوضوح الفائق من نوع Blu-ray، أو الأفلام ثلاثية البعد.
ساحة النقاش