تقول الدكتورة كاثرين زيراتسكي، اختصاصية غذاء وتغذية من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية إن تعزيز عملية الأيض في الجسم وتحسينها لا تقود بالضرورة إلى إنقاص الوزن، خصوصاً إذا ما قارناها بأثر العادات الغذائية وأنماط العيش الصحية على الوزن. فمثلاً، أظهرت دراسة حديثة نشرت على موقع «مايوكلينيك» أن تناول مادة الكافيين لا يؤدي إلى تحسين عملية الأيض إلا بنسبة طفيفة جداً، لكن أثرها الحقيقي في إنقاص الوزن يتجلى أكثر على المدى الطويل.
وغير خاف على أحد أن وزن كل إنسان يتحدد بناءً على ما يستهلكه من سعرات حرارية، وما يقوم به من أنشطة بدنية. ونادراً ما تكون زيادة الوزن ناتجة عن مشكلة صحية أبطأت عملية الأيض، من قبيل الإصابة بمرض فرط نشاط قشر الكظر المصطلح عليه أيضاً «متلازمة كوشينج»، وهو اضطراب هورموني ناتج عن زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الدم بسبب اعتلال أورام الغدة النخامية أو فرط تنسج قشرة الكظر والإفراز المنتبذ للهرمون الكظري القشري الاغتذائي، أو بسبب قصور الغدة الدرقية الناجم عن نقص إنتاج الهرمونات الدرقية.
ومن أجل إنقاص الوزن، يجب التركيز على عوامل محددة يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها. وترى الدكتورة سيراتزكي أن القيام بذلك يساعد كل شخص على حسن إدارة وزنه وتحسين عملية الأيض في جسمه. ولعل أبرز هذه العوامل هي:
◆ السعرات الحرارية. فتقليل استهلاك السعرات الحرارية في النظام الغذائي اليومي يؤدي لا محالة إلى إنقاص الوزن. ويجب الانتباه إلى أن جسم كل إنسان يحتاج إلى سعرات حرارية أقل كلما تقدم في السن. ويعود ذلك إلى كون كتلة العضلات تميل إلى التراجع عند التقدم في العمر، ما يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم، علماً أن النسيج الدهني يحرق سعرات حرارية أقل من تلك التي تحرقها العضلات.
◆ النشاط البدني. فكلما زاد الإنسان من نشاطه البدني وحركاته، جعل الدم يتدفق إلى جميع شرايين جسمه، وغذى دماغه بكميات كافية من الأوكسجين، ما ينعكس إيجاباً على أداء عملية الأيض في الجسم. هذا ناهيك عن كون الرياضة تحول دون زيادة الوزن وتسهم في الحفاظ على اللياقة. وتوضح الدكتورة سيراتزكي أن حركات الآيروبيك الخفيفة تُساعد في حرق سعرات حرارية أكثر، بينما تؤدي تمارين التحمل إلى الحفاظ على متانة الكتلة العضلية للجسم.
ويُنصَح كل من يعتقد أن وزنه يزيد بسبب البطء الشديد لعملية الأيض لديه بالتحقق من هذا الأمر عبر التماس استشارة طبية. وفي حال ثبت ذلك، فإن الطبيب سيقوم حتماً بمساعدة المريض على التغلب على هذه المشكلة عبر توصيف نمط عيش صحي أكثر، والتوصية بتغيير عادات يومية معينة لإعانته على إنقاص وزنه وجعل عملية الأيض تعمل بفعالية عالية.
ساحة النقاش