لقطة من مسلسل «نيران صديقة»

 

يجرى حالياً تصوير مسلسل «نيران صديقة» في إحدى القرى اللبنانية المحاذية للحدود مع سوريا، ليتم تجهيزه للعرض في شهر رمضان المقبل على العديد من القنوات العربية، وأوضح فريق العمل أن المسلسل ليس هو المجموعة القصصية للأديب المصري علاء الأسواني، حيث قصد العمل بهذا التعبير الذي شاع خلال إحدى الحروب، نيران الفرق العسكرية التي كانت تصيب بعضها بعضاً، أو إصابة النفس البشرية إلى أقصى الحد بالشماتة من أقرب الناس إليها، من خلال عمل افتراضي لا يستند في حقيقته إلى حالة واقعية.

رنا سرحان - أوضح فريق العمل أن أبطال المسلسل يمضون في المبالغة والتضخيم ببعض الأحداث، متناولين بعض الإسقاطات من اللعب على الأحداث سياسياً بطريقة كوميدية قريبة من الواقع، حيث يتناول العمل الذي كتب نصّه الكاتب السوري حازم سليمان، ويخرجه السوري أسامة الحمد بمساعدة المخرج المنفذ وائل أبو شعر، حكاية قريتين متجاورتين، إحداهما سورية والأخرى لبنانية، وهما قريتا «أم النور» و«أم النار»، ضمن أحداث كوميدية تحدث مع شخصيات العمل، بطريقة كوميدية تجسد العلاقة التاريخية بين البلدين، في حين تُطرح المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها القريتان، إضافة إلى النزاعات التي تحصل بين مختاري القريتين.

مشاهد الريف

 

وصوَّر المخرج المشاهد الخاصة بالريف السوري، ويكمل مشاهده في لبنان، حيث توزعت الأدوار على كل من: باسم ياخور في دور مختار القرية السورية، ومعه من نجوم التمثيل السوريين: لورا أبو أسعد، تيسير إدريس، زهير رمضان، جمال العلي، فايز قرق، أندريه سكاف، محمد حداقي، أحمد الأحمد، فادي صبيح وغيرهم، ومن الممثلين اللبنانيين كل من: ليليان نمري، مجدي مشموشي، برناديت حديب، فيصل أسطواني، طارق تميم، وغيرهم، فيما يؤدي دور مختار القرية اللبنانية الممثل غبريال يمين.

 

وفي لقاء في كواليس يوم تصويري طويل، يقول المخرج أسامة الحمد، إن العمل اجتماعي كوميدي بين ضيعتين افتراضيتين، مرتبط بمكان وزمان ما بالمجتمعات كافة الأقرب إلى العربية وما تحمله من عادات وتقاليد، وتجسد الأحداث تلك الروابط العائلية بين الحدود التي ترسمها الجغرافيا، وتكرس الأنا عند الشعب تجاه الجار من الحدود الأخرى فتخلق نوعاً من المقالب الكوميدية.

ويتابع: تفاصيل الأحداث لا علاقة لها بما يحدث في سوريا ولبنان حدودياً، كما أنها لا تدخل في التفاصيل إلا في بعض الحالات الضرورية، وهناك غمز للحالة السياسية بشكل بسيط وكوميدي، كما أن النص كتب بطريقة ممتعة ما شدني للموافقة على الإخراج، كما أنه بعد الحراكات التي نتجت في المجتمعات العربية في بيئات وهويات مختلفة جعلتني ألتفت إلى ضرورة الإضاءة على الوضع، لكن بطريقة لا تمس السياسة والأعراف ولا التقاليد، فكان العمل افتراضياً يشكل صورة حياتية لمجتمع بمكان ما.

وحول المقارنة بين العمل وغيره من الأعمال المشابهة، قال إنه لا مقارنة بين الأعمال البيئية الكوميدية الشعبية السورية التي قدمت في العامين الأخيرين، وهما «الخربة» و«ضيعة ضايعة»، وبين «نيران صديقة»؛ لأن الأخير يختلف بشكل كامل، فهو قصة مكتملة تبدأ أحداثها بالحلقة 1 وتنتهي بالحلقة 30، وهو ليس عبارة عن فصول متصلة ببعضها بعضاً، بل فضاء غير مقيّد لتأدية طروحات الكاراكتير.

عوائق

وعن العوائق التي تعرض لها كادر العمل في سوريا ولبنان، يرى أن لكل عمل عوائقه، واليوم باتت العوائق بسب الظروف التي تمر بها المنطقة معروفة من حذر في التنقل، مشيراً إلى أنه لا وجود لعوائق مدنية أو أمنية أثناء التصوير في لبنان، ولقد كان هناك ترحيباً من قبل الجهات المختصة وتعاوناً في الإجراءات الرقابية على النصوص، وأدرك فريق المسلسل أنه يعمل في بيئة محبة للدراما السورية، لكن كانت هناك بعض المتغيرات الطبيعية التي جعلته يوقف التصوير مرات عدة بسبب الثلوج، لأننا نصور في قرية جبلية لبنانية عالية، قرب تنورين شمال لبنان، وهي بيئة مناسبة جداً للتصوير.

ويرى يقول المخرج أسامة الحمد أن التركيز على كل طريف وخفيف، وهو ما يبعث الضحك والابتسامة على وجوه الناس من حيث الكلام والحركة في «نيران صديقة»، وأن الكوميديا هي عمل يفوق بجهده التاريخي والاجتماعي، حيث إنه من السهل إبكاء الناس؛ لأن الألم موجود داخل النفس لكن إضحاكهم أمر صعب على مدى ثلاثين حلقة.

وأضاف: لم أكن أتخيل أن نصبح في هذا الاتجاه من العمل الذي سيشاهده الناس، حيث إن الممثلين أخذوا بي إلى مكان آخر خارج الكادر، فأبدعوا.

وعن كون والدة المخرج السوري لبنانية الأصل ما دفعه إلى الاندماج في العمل، يجيب: الجميع يعلم أن الزواج بين سكان معظم القرى الحدودية في دوليتين مجاورتين أمر موجود، كما أن للشعبين السوري واللبناني تاريخاً مشتركاً من النواحي الثقافية والاجتماعية، واليوم أحببت تقديم مزيج من الثقافة الفنية الكوميدية في آن معاً، كذلك عملت العام الماضي على كوميدية طريفة بعنوان «عرب وود»، وهي لوحات من 20 دقيقة تتناول نقداً اجتماعياً للحالة العربية التي تقرر الدخول في معترك الأفلام العالمية وكسب الجوائز بأدوات بدائية.

الدراما السورية

ويصف المخرج الحمد حال الدراما السورية في الفترة الأخيرة بأنها من ألق إلى ألق وعلى المخرجين والقيمين عليها الاجتهاد من أجل الاستمرار، مضيفاً أن معظم المخرجين السوريين بدأوا الدخول في الأجزاء الأخيرة من مسلسلاتهم الرمضانية لعام 2013 مثل الليث حجو ومروان بركات وناجي طعمة وغيرهم، مشيراً الحالة التي تمر بها سوريا والحراكات العربية اليوم شكلت بيئة جديدة للدراما السورية وهو ما سيولد نصوصاً جديدة وآلية تفكير جديدة ومعالم لبيئة مختلفة.

من ناحيته، يصف مدير الإنتاج فراس العمري العمل بأنه مزيج لبناني سوري طريف، وفي القصة بعض الإسقاطات التي تجعل من العمل كوميديا إيجابية. وعن الدافع لتصوير شركة «فردوس دراما» مسلسل «نيران صديقة» كعمل بيئي شعبي كوميدي ربما يحمل تكراراً لأعمال سابقة يذكر: «لقد كانت التجارب الكوميدية السابقة في هذا النوع من المسلسلات ناجحة برأي الجميع، ولا مانع من تكرار النجاح لكن بنكهة مختلفة. (نيران صديقة) يختلف من حيث القصة والبيئة، كما أن تعذّر التصوير في سوريا بسبب الأحداث، خلق أجواء جديدة في المسلسل من حيث المكان، فكان إنتاجاً لعمل مشترك سوري لبناني جمع نخبة من الممثلين من البلدين مما يساهم في إضفاء نكهة جديدة ولمسة مميزة في الحلقات».

ويتابع العمري أن العمل يعرض في رمضان المقبل على شاشة تلفزيون الجديد بين المحطات اللبنانية وعلى القناة الفضائية السورية كعرض أول، وهناك برومو قيد التحضير سيعرض على قنوات عربية عدة للموافقة عليه، نافياً موضوع اعتذار بعض الممثلين بسبب تفاوت الأجور بين الفنانين السوريين واللبنانيين بسبب المستويات حسبما أشيع لافتاً إلى أنه من الطبيعي توزيع موازنة العمل بين الممثلين كل بحسب خبرته، لكن الأسماء وضعت منذ اللحظات الأولى للبدء بالإنتاج، وكانت متوافقة بنسبة 95% بحسب الدراسات الأولية».

ويضيف مدقق اللهجة اللبنانية الصحفي أمين حمادة أن الأحداث والجغرافيا افتراضية لا تتناول بلد معين، لكنها قد تتشابه مع العديد من الدول من حيث صور العلاقة بين المواطن العربي والسلطة، وكذلك بين الفرد ومحيطه».

اللهجة

وعن اللهجة المحكية في العمل، يقول: «إن اللهجة التي يتحدث بها الممثلون اللبنانيون في المسلسل هي اللهجة البقاعية وليست البعلبكية كما يقال، وهي بطبيعة الحال تلك المنطقة الواقعة جغرافياً على الحدود بين لبنان وسوريا، وعن الجانب السوري يؤدي الممثلون لهجة الريف الدمشقي وتحديداً لهجة أهل قرية سرغايا السورية الحدودية مع لبنان».

ويلعب العنصر النسائي دوراً مهماً في العمل، حيث تدور القصة حول غيرة النساء على أزواجهن من القريتين اللبنانية والسورية من الفنانة المعتزلة «سلوى» التي تجسد دورها الفنانة السورية لورا أبو أسعد، حيث تقول الفنانة السورية رشا الزغبي التي تجسد دور فوزية، وهي إحدى النساء الثلاث وزوجة الفنان محمد آل رشي في العمل «ألعب دوراً كوميدياً للمرة الأولى؛ لأنني وجدت القصة مشوقة والمزيج اللبناني السوري مميزاً، حيث سمح بهذا اللقاء الثقافي الفني التراثي من جديد».

أما «خلود» التي تقوم بدورها الممثلة اللبنانية سحر عساف، فتضيف أجسد دور اللبنانية المتزوجة إلى أحد شخصيات قرية «أم النور» السورية، وهي المرأة البسيطة التي يزج بها إلى عصابة النساء الثلاث لطرد الفنانة المعتزلة من الضيعة بسبب الغيرة وإعادة أزواجهن إلى المنزل بطريقة كوميدية.

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,788