التدرج في التمارين مفتاح تحسين اللياقة عبر حمل الأثقال 

جميل أن تستقبل السنة الجديدة بالاشتراك والتسجيل في ناد جديد يحفزك الالتحاق بأعضائه على المواظبة أكثر على ممارسة الرياضة، والتخلص من الكيلوجرامات الزائدة من الدهون والشحوم التي تراكمت في جسمك، بسبب نمط عيشك الساكن خلال السنوات الماضية. لكن ليس من الجميل طبعاً أن تدفع مبلغ اشتراك سنوي أو نصف سنوي معتبراً، ثم تتقاعس عن سؤال المدربين والمشرفين عن كيفية ممارسة هذه الحركة أو تلك أو حمل أثقال ما أو استخدام ماكينة ما، بسبب شعورك بالحرج والخجل أو تحفظك على مقاطعة مدربي القاعة المشغولين كعادتهم مع أصحاب العضلات المفتولة والمتمرنين القدامى وذوي اللياقة العالية، والذين قد يجعلونك تنظر إلى نفسك بنوع من الشك حول مدى نجاحك في أن تصبح مثلهم. ويقول خبراء رياضيون إن مشاعر من هذا النوع تمنع الملتحقين الجدد بالنوادي والصالات الرياضية والمبتدئين من تحقيق الاستفادة المثلى لأجسامهم وتحسين لياقتهم.

يقول جون فْريد من رابطة نوتيلوس لكمال الأجسام في الولايات المتحدة، «استناداً إلى تقارير مشتريات الآلات والمعدات الرياضية المنزلية، نجد أن عدد الأشخاص الذين بدؤوا يمارسون الرياضة في منازلهم يتزايد يوماً بعد يوم، لكن ليس كل من يشتري هذه الآلات يستعملها بالضرورة، بل إن معظم الناس الذين لديهم الإمكانات اللازمة لممارسة الرياضة في البيت يشتكون من افتقاد الحماس والحافز، فينتهي بهم المطاف في ناد رياضي معين».

ويضيف جون «عندما ينضم الشخص إلى ناد رياضي ما أو صالة لكمال الأجسام، فإن أول ما يقوم به هو مقارنة جسمه ولياقته بأبدان الآخرين وبنياتهم، فيشعر في قرارة نفسه بنوع من الحسرة، وهو أمر ليس له أي داع أو مبرر. فهو انضم إلى النادي أساساً من أجل تحسين لياقته».

 

ويُردف جون «ينظر الملتحق حديثاً إلى الأعضاء الآخرين ويغبطهم على عضلاتهم وبنياتهم اللائقة، لكن شعوره بالغبطة سرعان ما يتحول إلى شعور بالخيبة وجلد للذات عندما يجد نفسه محاطاً من كل جانب بمرايا تُذكره كل ثانية بعيوب جسمه من كل الزوايا الأربع». ويضيف مازحاً «ربما على أصحاب الصالات الرياضية تغيير التصميم والديكور الداخلي، واستبداله بأشياء ترفع معنوياتهم بدل المرايا الضخمة التي تضاعف وتهول عيوبهم».

 

حواجز نفسية

لوكي أورلاندو طالب أميركي من تكساس يهوى ممارسة التنس وحمل الأثقال. وهو يُقر بأنه عانى من الشعور بالحرج عند وجوده في صفوف متدربين عاليي اللياقة أو مفتولي العضلات، مضيفاً أن هذا الإحساس كان يسيطر عليه ويمنعه أحياناً حتى من الذهاب إلى النادي. ويقول أورلاندو «لقد كان جسمي دائماً هزيلاً ونحيفاً. ولطالما أردت أن أبدو أكبر». ويضيف «حينما قررت أن أشترك في ناد لتقوية عضلاتي، استحييت من أن أُثير سخرية باقي الأعضاء بسبب شدة نحافتي، فاشتريت بعض المعدات الرياضية والأثقال، ووضعتها في مرآب البيت وبدأت أستخدمها يومياً على أمل أن تصل عضلاتي إلى عتبة مقبولة وأُصبح مؤهلاً للالتحاق بالنادي!».

ورغم تحسن شكل جسم أورلاندو بفضل انتظامه في ممارسة تمارين التحمل في مرآب المنزل، إلا أنه ما كان ليذهب إلى النادي لولا تشجيع صديقه لاعب كرة القدم الذي أصر على اصطحابه معه إلى صالة لكمال الأجسام، وتعهد بمرافقته في مزاولة كافة التمارين حتى يتغلب على شعوره بالحرج أو الخجل من عضلاته الضعيفة وبنيته الهزيلة، وذلك لمساعدته على التعامل مع التمرن داخل النادي بأريحية.

ويقول أورلاندو إنه انتظم في صالة كمال الأجسام مدة سنتين دون انقطاع، وتمكن من تغيير شكله إلى درجة أنه لا يصدق ما وصل إليه جسمه مقارنة بصوره قبل التحاقه بالنادي.

تعويض عاطفي

يقول وولتر ميير، كاتب متخصص في الصحة الرياضية من سان دييجو، إن حُسن اختيار النادي الرياضي أو صالة كمال الأجسام أمر بالغ الأهمية. إذ يُفترض بكل شخص ألا يشترك في ناد أو صالة إلا بعد القيام بأكثر من زيارتين، ليطلع على بيئة التمرن والتدريب ويرى نوع العلاقة التي تجمع بين المدربين والملتحقين الجدد، ولا ينطبق هذا الأمر على الرجال فقط، بل على النساء أيضاً، وقد أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللاتي لا يتمتعن بلياقة جيدة يفضلن الوقوف خلال التمرن إلى جانب من هن أقل منهن لياقة ليشعرن بنوع من التعويض العاطفي والمعنوي، وحتى يقل مستوى إحساسهن بالنقص أو الغبن.

وحول هذا الموضوع، تقول الدكتورة سيمون ريجو، مديرة مركز مونتي فيوري الطبي للتدريب النفسي التابع لكلية ألبرت آينشتاين في نيويورك، «إن الشعور المبدئي بالحرج قد يخالج الرجال كما النساء بشكل متفاوت، وذلك حسب النظرة السائدة للشخص عن نفسه وشخصيته، وحسب درجة تقبله لجسده». وترى سيمون أن تقييم كل شخص للياقته يتأثر ببيئته وثقافته ومحيطه الأسري والعائلي، وبالأشخاص الذين ينظر إليهم كقدوة جديرة بالاحتذاء في حياته».

عدو نفسه

تضيف سيمون «أنا أتفق تماماً مع نتائج الدراسة التي صدرت حديثاً حول ميل النساء الأقل لياقة إلى التمرن قرب من هن أقل منهن لياقةً، فهذه الاستراتيجية تفيدهن على مستوى التغلب على المشاعر الصعبة التي قد تعتريهن في حال قارن أنفسهن بمن هن أفضل منهن لياقة. وعندما يلازمن قريناتهن أو من هن أقل منهن في البنية واللياقة، فإنهن يتقبلن أكثر العيوب الجسمانية التي لا يمكنهن تغييرها فوراً».

وفي السياق نفسه، تقول سيمون «إن غالبية الأشخاص هم في الواقع أعداء أنفسهم بسبب كثرة النقد السلبي الهدام الذي يوجهونه إلى أنفسهم في حواراتهم الذاتية. وبصيغة أخرى، فإن الأفكار السلبية لكل شخص حول جسمه أو نفسه هي التي تجعله يشعر بإحراج، ويظن أن الآخرين قد يسخرون منه أو يقللون من شأنه، والحال أن هذا الوهم يبقى حبيس مخيلة الشخص وعقله الباطن. فالأمر لا يتعلق في نهاية المطاف بواقع حال الجسم، بل إن طريقة نظرة الشخص إلى جسمه هي التي تُشكل واقعه الحقيقي».

وتختم سيمون تعليقها بالقول «أهم شيء بالنسبة للمبتدئ في ممارسة أي رياضة أو حركة هو أن يتعلم كيف يؤدي أي حركة أو تمرين بدقة عبر سؤال المدرب أو المشرف أو الزميل الموثوق بإتقانه، والظاهر ذلك في جسمه ولياقته، مع الحرص على عدم مواصلة أداء أي تمرين إذا كان صاحبه يشك ولو 1% بأنه يؤديه على نحو غير سليم. فذلك قد يؤدي إلى سوء تشكيل عضلاته وبنيته، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن التدرج في التمارين شرط ضروري للوصول لأي هدف على مستوى اللياقة وقوة العضلات.

وكي يتمكن من ذلك، عليه أن يتصالح مع جسمه ويتقبل بدنه ولا يقسو عليه كثيراً، عبر الإمعان في مقارنته بأجسام المشاهير والرياضيين المحترفين وعارضي الأزياء الذين يتميزون عنه، نظراً لأنهم ببساطة متفرغون لنحت أجسامهم، لأنها رأسمال بالغ الأهمية بالنسبة لهم».

هشام أحناش

المصدر: موقع «msn.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,447